السفير عزت سعد يلقي الضوء على القمة الروسية الإفريقية
October 23, 2019بريماكوف … السير على “حد السيف” ورحلة التقارب مع بوتين
November 4, 2019
بتاريخ 30 أكتوبر 2019، وبالتنسيق مع السفارة الصينية بالقاهرة، استقبل المجلس وفداً من جمعية الشعب الصينية للسلام ونزع السلاح، برئاسة أمين عام الجمعية السيد/An YueJun والوفد المرافق له، بمشاركة رئيس المجلس السفير/د.منير زهران، ومديره السفير/د.عزت سعد، وأعضائه د. سيد بهي الدين عبد الحميد، ود.علي الصعيدي.
– بدأت أعمال اللقاء بترحيب السفير منير زهران بالوفد الصيني، معطياً الكلمة للسيد/ YueJun الذي أكد أن المنظمة من أكبر المراكز الصينية المتخصصة في دراسة القضايا الأمنية الدولية، وتأسست في يونيو 1985 وتتمتع بالصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وتقيم الجمعية علاقات مع أكثر من 380 مركز ومؤسسة حول العالم وتختص بدراسة السلام، وإقامة منتديات أمنية ثنائية ومتعددة الأطراف لمناقشة قضايا الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما فيها قضايا ضبط التسلح ونزع السلاح.
منوهاً إلى أن هذا اللقاء يأتي بهدف تسليط الضوء على ثلاثة محاور رئيسية لتبادل وجهات النظر بشأنها وهي:
– الموقف المصري من مبادرة الحزام والطريق والذي تم التأكيد على إيجابيته ودعم مصر الكامل للمبادرة خاصة وأنها تمثل وجهاً جديداً للتعاون الاقتصادي العالمي في إطار مايواجهه العالم من سياسات حمائية وصعود لليمين الشعبوي والمهدد بشكل أساسي للنظام الاقتصادي العالمي الراهن.
– التطورات الخاصة بالحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين فضلاً عن التنافس الاقتصادي بين القوى الكبرى، حيث تم التنويه إلى نجاح الدبلوماسية الصينية في التعامل مع الملف دون تصعيد، وأن هناك رفضاً عالمياً لقيام الولايات المتحدة منفردة بإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية التي نص عليها نظام منظمة التجارة العالمية والتي بفضلها حققت الولايات المتحدة الإزدهار والتقدم الحالي.
– مايشهده العالم من تغيرات لم يشهد لها مثيل منذ مائة عام في ظل تزايد التنافس بين القوى العظمى وتزايد حدة الصراعات الإقليمية مع تفاقم الأوضاع الأمنية في ظل تصاعد العوامل الخاصة بعدم الاستقرار وعدم اليقين ، وهو مايعني أهمية الحاجة لصياغة رؤية استراتيجية واضحة للتغلب على ضبابية المشهد الراهن.
ولم تقتصر تلك التغيرات على الصعيد السياسي والأمني ، وإنما امتدت لتشمل أيضا الجوانب الاقتصادية في ظل ماتتبعه الولايات المتحدة من سياسات حمائية تضر بالنظام الاقتصادي العالمي والحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عما تواجهه القارة الأوروبية من أزمات متعددة أهمها الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معاناة بعض دول الاتحاد من المشاكل الاقتصادية كالبطالة والتضخم وارتفاع مستويات الديون، في مقابل وجود بعض التحسن في المؤشرات الاقتصادية للدول النامية.
وفي ظل هذا الوضع المضطرب، كانت دعوة الرئيس الصيني Xi Jinping للانفتاح على العالم من خلال تبني مفهوم بناء مجتمع ذو مصير مشترك بما سيساهم في التغلب على الأزمات الراهنة والخروج من هذا الوضع المتأزم والأزمات المتفاقمة نتيجة للتدخلات الخارجية والتنافس بين القوى الإقليمية والدولية لفرض أجندتها على دول المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011 وانتشار الإرهاب بالمنطقة.
– تلى ذلك مداخلة السفير منير زهران – رئيس المجلس، تناول فيها نشاط المجلس واهتمامه بقضايا السلام ونزع السلاح فضلاً عن إقامة علاقات مع العديد من المراكز المماثلة والشركاء حول العالم وعلى رأسها المراكز البحثية الصينية مؤكداً على متابعة المجلس لما يجري من تطورات في العالم على كافة الأصعدة وعلى رأسها الحرب التجارية الجارية بين الصين وبكين، مشيراً إلى اتفاق الجانب المصري مع نظيره الصيني في المواقف المتخذة إزاء مختلف القضايا ، معرباً عن رغبته بالاستماع لرأي الوفد الصيني عن التطورات في منطقة المحيط الهادئ والتطورات التي تشهدها العلاقات الصينية بالدول الأخرى في آسيا.
واختتم كلمته بتهنئة الجانب الصيني بمناسبة الاحتفال بمرور سبعين عاماً على استقلال الدولة الصينية على يد الزعيم ماوتسي تونغ والذي يعود إليه الفضل الأول فيما حققته الصين اليوم من انجازات على مختلف الأصعدة .
– فيما يتعلق بالملف الخاص بتحقيق السلام العالمي ونزع السلاح كانت كلمة د. علي الصعيدي- الوزير السابق وعضو المجلس، الذي أكد على إيلاء المجلس اهتماماً بموضوعات منع الانتشار ونزع السلاح ، في ظل السباق العالمي للتسلح، في إطار التطور التكنولوجي الراهن، الذي نشهده اليوم بالمخالفة لكافة الاتفاقيات الدولية المبرمة الخاصة بضبط التسلح. حيث يشهد العالم اليوم تنافساً بين الأقطاب الرئيسية الكبرى في العالم واستعراض لما وصلت إليه من تقدم تكنولوجي لتتصدر مبيعات السلاح الميزانيات العالمية بدلاً من التركيز على جهود تحقيق السلام والهدوء العسكري والاستقرار الاستراتيجي ، وهو الأمر الذي لايمكن الخروج منه إلا بإيلاء المزيد من الاهتمام للشق التنموي والاقتصادي لتكون الأساس للعلاقات بين الدول وكأساس للتعايش السلمي، وهو الأمر الذي أدركته الصين وعبرت عنه بوضوح في مبادرتها الحزام والطريق وتوجهها للقارة الإفريقية في إطار خطتها التنموية الكبرى.
– وفي معرض حديثه عن النقاط التي أشار اليها الجانب الصيني أشار السفير/د.عزت سعد- مدير المجلس، بعد ترحيبه بالوفد وبالمشاركين، إلى النقاط التالية:
1- فيما يتعلق بالموقف المصري من مبادرة الحزام والطريق، فمصر كانت من أولى الدول الموقعة على المبادر خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر عام 2016 ، حيث يُنظر إليها باعتبارها محوراً هاماً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية سواء داخل مصر أو في المنطقة، والواقع أن مصر تنظر للمبادرة كإطار حاكم للعلاقات المصرية/الصينية ليس فقط فيما يتعلق بالشق الاقتصادي والتجاري وإنما يمتد ليشمل المجالات السياسية والأمنية خاصة في ظل التطابق بين الجانبين في العديد من المبادئ والمواقف السياسية الخارجية. ويبرز ذلك بشكل واضح في ملاحظة الاهتمام المصري الكبير واهتمام مراكز الفكر المصرية بالمبادرة وفتح مناقشات واسعة بصددها، مشيراً في هذا السياق إلى عضوية المجلس في شبكة المنظمات غير الحكومية SIRONET المعنية بمتابعة المبادرة والتي كانت قد أطلقتها الصين. والواقع أن كافة المناقشات التي يتم تنظيمها تسلط الضوء على الأبعاد الهامة التي تنطوي عليها المبادرة لتحقيق الأهداف الإنمائية سواء لمصر أو للقارة الإفريقية أوالعالم العربي وهو مابرز بوضوح في البيانات الصادرة عن المنتديات التي تجمع بين الصين وشركائها سواء منتدى التعاون الصيني/العربي، أو منتدى التعاون الصيني /الإفريقي ، وذات الأمر مع شركائها الأوروبيين وكذا مع دول أمريكا الوسطى واللاتينية، مشيراً إلى البيان الختامي الصادر عن القمة الروسية/الإفريقية الأخيرة في سوتشي والذي تضمن الكثير من الأفكار التي طرحتها الصين في إطار المبادرة سواء فيما يتعلق بالحوكمة العالمية أو التواصل بين الشعوب أو حتى المواقف الخاصة بنزع السلاح ومنع الانتشار.
2- فيما يتعلق بالموقف التنافسي بين القوى الكبرى والحرب التجارية الجارية التي تشنها إدارة الرئيس ترامب فهي محاولة لعرقلة صعود الصين، وهو الأمر الذي أكده الرئيس ترامب في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الصادرة في ديسمبر 2017 واستراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي الصادرة في يناير 2018، واللتان تعتبران الصين منافس استراتيجي لواشنطن وسط مخاوف من تحول الصين لتكون القوة الأولى في العالم والمنافسة للولايات المتحدة في وقت قريب ، مبدياً تأييده للموقف الصيني من التعامل مع التصعيد الأمريكي بحكمة وبدون تصعيد، ورفض قيام الولايات المتحدة بصياغة قواعد للتجارة العالمية بشكل منفرد وبالمخالفة لدستور منظمة التجارة العالمية رغم كونها ذات القواعد التي صاغتها الولايات المتحدة وحققت بها ماوصلت إليه اليوم من تقدم اقتصادي.
3- فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أكد على أنها تمر بمرحلة صعبة وغير مستقرة وهي نتيجة للسياسات الأمريكية في المنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، واليوم تحاول الولايات المتحدة استمرار التصعيد من خلال تصوير ايران على أنها العدو الأول وسبب عدم الاستقرار في المنطقة، متجاهلة السياسات والممارسات الاسرائيلية العنصرية وانتهاكها لقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية، بل وانحياز الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل ومن ذلك اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم نقل سفارتها واعترافها بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل بالمخالفة لكافة قرارات الأمم المتحدة، لتكون بذلك محرضاً أساسياً لإسرائيل ومشجعاً لانتهاكاتها المستمرة. مثمناً الموقف الصيني الداعم للقضية الفسطينية في هذ الشأن.
4- وفي سياق آخر، تحدث د.سيد بهي الدين عبد الحميد- عضو المجلس، عن موضوع نزع السلاح النووي وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وتبلور ذلك في قرار 1995 للمد اللانهائي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والذي لم يتم تنفيذه حتى اليوم رغم مناقشة الموضوع بصفة دورية في كافة مؤتمرات المراجعة ، معرباً عن أمله في التعاون الصيني على إنجاح مؤتمر المراجعة في العام 2020، ودفع تنفيذ القرار الخاص بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
هذا وفي تعليق ختامي للوفد الصيني، أكد الأمين العام للجمعية السيد YueJun أن عملية نزع السلاح على المستوى العالمي قد توقفت لحد كبير خاصة وأن آلية منع انتشار الأسلحة النووية وغيرها تواجه خطر الانهيار نظراً لعدم الالتزم بها ، وهو مابرز في فشل مؤتمرات المراجعة وعدم خروجها بنتائج حقيقية، والسبب الأول في ذلك يعود للسياسة الأمريكية والتي بدأت مع انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني ومن معاهدة الصواريخ متوسطة المدى، ووجود نوايا بالانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة، وهي كلها أمور تؤكد اشتداد سباق التسلح والتوجه لاستخدام وتجربة الأسلحة ذات التكنولوجيا المتقدمة والطائرات المسيرة. منوهاً لأن الخطوة الأولى لاستقرار المنطقة تبدأ من الولايات المتحدة من خلال توقفها عن ممارساتها التصعيدية مع طهران ودعمها الكامل والمطلق لإسرائيل .