ندوة حول “مستجدات الأوضاع فى السودان”
May 2, 2023المجلس المصري للشئون الخارجية يدعو المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
May 10, 2023
بتاريخ 9 مايو 2023، نظم المجلس ندوة حول موضوع “المبعوثون الخاصون للأمم المتحدة .. الاختيار والمهام ومدى فاعلية الأدوار”، تحدث فيها السيد السفير/ رمزي عزالدين رمزي، وكيل أول وزارة الخارجية الأسبق ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة ونائب المبعوث الخاص لسوريا الأسبق. وافتتح اللقاء السيد السفير/ محمد العرابي رئيس المجلس، وأداره السيد السفير د./ محمد أنيس سالم مقرر اللجنة الدائمة لمنظمة الأمم المتحدة بالمجلس، وشارك فيه السادة د./ عزت سعد مدير المجلس، يوسف زاده، د. صادق عبد العال، د. يسرى أبو شادي.
وقد تناول اللقاء ما يلي بصفة خاصة:
-
أشار السفير/ رمزي إلى أن هناك مسمَّيات كثيرة تُطلَق على مَن يتم اختياره لأداء دورٍ معين نيابة عن السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أبرزها المبعوث الخاص والممثل الخاص والمبعوث الشخصي والمُنسِّق الخاص والمستشار الخاص. وهذه المسمَّيات غالبًا ما تكون مرتبطة بقرارات صادرة عن مجلس الأمن، أو الجمعية العامة، أو من قِبَل الأمين العام بناءً على المادتين 98 و99 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة، واللتين تعطيان الأمين العام صلاحية لعب دور في حل المنازعات المسلحة بالطرق السلمية، عبر ما يراه من سبل. هذا فيما تختلف مجالات عمل هؤلاء الأفراد، بحسب ما تقتضيه الحاجة؛ فهناك ما هو سياسي وعسكري وبيئي واقتصادي وإنساني… إلخ.
-
بالنسبة للممثل الخاص (Special Representative)، فيرتبط دوره بقضايا محددة، مثل العنف ضد الأطفال في الصراعات المسلحة، والبيئة. لكن الغالبية العظمى من الممثلين الخاصين يكونون مرتبطين بوضع لا يزال فيه صراع أو ما بعد الصراع، كما هو الحال بالنسبة لليبيا والسودان وجنوب السودان والصومال وكوسوفو وأفريقيا الوسطى. ومعظم هؤلاء يكون مقيمًا في البلد ذات الصلة. وعادةً ما يكون لديهم نائبان؛ أحدهما للنواحي السياسية والآخر للنواحي الاقتصادية. أمَّا المبعوث الخاص (Special Envoy) فيزاول نفس المهام، وإن كان يختلف عن الممثل الخاص في كونه غير مقيم في البلد ذات الصلة. وحاليًا يوجد مبعوث خاص لكلٍ من سوريا واليمن وموزمبيق والقرن الأفريقي وميانمار. أمَّا المنسّق الخاص (Special Coordinator)، فهو مسمَّى حديث نسبيًا، وهناك اثنان فقط؛ أحدهما في لبنان، والآخر خاص بمنطقة الشرق الأوسط، ومقره في القدس. وعلى كلٍ، يضطر كلاهما إلى التعامل مع أكثر من دولة في ذات الوقت. وبالنسبة للمستشار الخاص (Special Advisor)، فيكون دوره متعلقًا بقضايا أو مناطق معينة مثل التكنولوجيا، المناخ، أفريقيا… إلخ.
-
بالنسبة لعملية الاختيار، فيُشَار إلى أن الأمين العام هو الذي يتخذ قرار تعيين شخصٍ ما مبعوثًا خاصًا له، على أن يسبق ذلك عملية تشاور مع مجلس الأمن، بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية، وكذا مع الدول الأطراف المعنية مثل سوريا مثلاً، في حالة المبعوث الخاص لسوريا. وقد يكون هناك مبعوث خاص من رؤساء البلدان أو رؤساء الحكومات أو السفراء أو من موظفي الأمم المتحداة المشهود لهم بالكفاءة والخبرة.
-
وفيما يتعلق بأسلوب وآلية العمل، فيتعامل المبعوث الشخصي مع كافة الجهات المعنية بالنزاع، أيًا كانت، وبشكلٍ مباشر، كما يتواصل مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وكذا بعض الوحدات والوكالات المعنية داخل المنظمة، مثل إدارة حفظ السلام والوحدات السياسية والمالية والإدارية، والمنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين… إلخ، وذلك بحسب ما تقتضي مهام كل حالة على حدة. على أن هناك بعض التحفظات على أسلوب عمل المبعوث الخاص، وربما في المنظمة عمومًا، أبرزها إعطاء بعض الدول أموالاً لبعض المستشارين دون مقابل، ما من شأنه أن يؤثر على حيادية هؤلاء الأفراد واستقلاليتهم، لصالح تلك الدول. كما أن تركيبة مكتب المبعوث الخاص لبعض الدول لا تتوافق ومنطق العمل؛ فمكتب المبعوث الخاص لسوريا على سبيل المثال، معظمه من الدول الغربية، ولا يوجد به سوى اثنين فقط عربيَيْن.
-
هذا، ويقوم المبعوث الخاص بتقديم التقارير لمجلس الأمن شفويًا، ويكون ذلك في جلساتٍ علنية أو مغلقة. ومن المفترض أن يكون هناك تفاعل ونقاشات بشأن تلك التقارير ونتائجها. كما يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بدوره بصياغة تقارير مناظرة وتقديمها للجمعية العامة ولمجلس الأمن.
-
أشار السفير/ رمزي إلى أن منصب المبعوث الخاص أضحى منصبًا فنيًا أكثر منه سياسيًا، حيث يتم اختيار عدد من سكرتارية الأمم المتحدة لتولِّي هذا المنصب بشأن عدد من القضايا. ولعلَّ ذلك عائد بالأساس إلى رفض بعض مَن يُعرَض عليهم هذا المنصب من السياسيين ومن البلدان الأعضاء، لتوقعهم المسبق باستعصاء القضية ذات الصلة على الحل. كما أشار إلى أن انتهاء عمل المبعوث الخاص يكون إمَّا باستقالته أو بإيعازٍ من الأمين العام لفعل ذلك، مضيفًا أنه لا يوجد ما يسمى بمعيار الفشل والنجاح في أداء المهمة؛ إذ إن الأمم المتحدة لن تعترف بفشلها في حال لم يتحقق الهدف المنشود، ويبقى استمرار دورها في حد ذاته دليلاً على نجاحها في التعاطي مع الأزمة.
-
ارتباطًا بسوريا، أشار السفير/ رمزي إلى أن الأمين العام السابق بان كي مون تشاور مع الجامعة العربية، لتعيين كوفي عنان مبعوثًا خاصًا لسوريا، وترشيح نائب له من قِبَل الجامعة، في صيغة مبعوث مشترك، وهو ما تمَّ بترشيح الفلسطيني ناصر القدوة، ولكن رفضته الحكومة السورية، التي أكَّدت على أن يكون المسمَّى هو مبعوث خاص للأمين العام. ومن ثمَّ، جاء الجزائري الأخضر الإبراهيمي، ثم السويدي ستيفان دي مستورا، فالنرويجي جير بيدرسون. وكان السفير/ رمزي نائبًا للمبعوث الخاص فيما بين عامَي 2014 و2019، تلته السيدة البحرينية/ خولة مطر، فالمغربية/ نجاة رشدي، وهاتان الأخيرتان من سكرتارية الأمم المتحدة.
-
وعمَّا إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية ستيسِّر إجراءات المبعوث الخاص الحالي للأمم المتحدة واحتمالات التسوية السلمية، أجاب الضيف بأن السوريين لم يغيروا موقفهم، وأنهم حريصون على إعادة العلاقات مع عدد محدد من الدول العربية، والرئيس السوري الآن هو أكثر قوة ومرونة، ويسيطر على 60 % تقريبًا من الأراضي، و 80 % من السكان. والتقدم في عملية التسوية مرهون بمدى استعداد الدول العربية للانخراط في جهود إعادة الإعمار في الإلقيم السوري. وتطرَّق الضيف إلى التحفظ العربي تجاه الوجود الإيراني في سوريا، مشيرًا إلى أن الدخول العربي سيقلِّل تدريجيًا من نظيره الإيراني.
-
بالنسبة لليمن، يواجه المبعوث الخاص بها مشكلة كبرى تتمثل في تعدد المسارات الوسيطة، ووجود قنوات خلفية لا تشمله، ما يحد من قدرته على التعامل وأداء مهامه كما يجب. أمَّا في ليبيا، فإن الولايات المتحدة تسعى أن تكون حاضرة ومؤثرة بقوة على مهام البعثة الأممية هناك، وذلك على نحو ما بدا من تمسك بالسيدة ستيفاني ويليامز، التي رفضها الروس بقوة وشكَّكوا في حياديتها.
-
بشكلٍ عام، نوَّه الضيف بأن أداء منظمة الأمم المتحدة في تراجع مستمر، وفقد كثيرًا من تأثيره، مقارنة بعقودٍ خلت. وهناك قدر من الإحباط بشأن حل الأزمات الدولية، حتى أن الأمين العام الحالي أنطونيو جوتيريش تراجع عن طموحاته ووعوده التي أفصح عنها في هذا الشأن إبَّان توليه أمانة المنظمة الدولية، وذلك نتيجة يقينه بأن طرق الحل مسدودة، وأن تدخلات القوى الكبرى وتنافرها تحول دون تحقيق الأهداف المرجوَّة. ومن ثمَّ، ركَّز جهوده على قضايا أخرى ملحة مثل المناخ والتكنولوجيا… إلخ.
-
أوصى المجلس بأن يكون هناك ممثلاً خاصًا للأمين العام للأوبئة، لاسيَّما في هذا الوقت الذي تستشري فيه الجوائح والأمراض.