المؤتمر المشترك بين المجلس المصري للشؤون الخارجية وجامعة الدول العربية حول “الانعكاسات الأمنية الإقليمية للاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة دول الـ (5+1)
فبراير 29, 2016زيارة وفد من طلبة كلية الحرب الجوية الأمريكية
مارس 8, 2016
استقبل المجلس المصري للشؤون الخارجية صباح 5إبريل 2016، وفدًا من كلية الحرب البحرية الأمريكية “US Naval War College”، يضم 13طالباً من الكلية برئاسة الملحق البحري الأمريكي في القاهرة العقيد“Ron Dennis”، وذلك في إطار حرص الكلية على التواصل مع المجلس بصفة دورية، وهو اللقاء الثاني بعد زيارة وفد من طلبة كلية الحرب الجوية الأمريكية في شهر مارس الماضي. حضر اللقاء السفراء/ منير زهران، عزت سعد، وفاء بسيم، واللواء محمد إبراهيم الدويري.
وتركز الحديث خلال اللقاء الذي ترأسه السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس، حول بعض القضايا التي طلب الوفد الأمريكي التحدث بشأنها،وأهمها:
-
التحديات التي تواجهها مصر على الصعيدين الداخلي والخارجي، مثل قضايا الطاقة والماء والأمن الغذائي وإصلاح منظومة التعليم.
-
القضايا المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة.
-
دور المرأة في المجتمع.
-
التحديات الاقتصادية ومواجهة الإرهاب.
رحب د. زهران بأعضاء الوفد، مشيرًا إلى أنشطة المجلس ودوره الرائد، وأضاف أن أعضاء المجلس الحاضرين الاجتماع مستعدين لتناول الموضوعات المقترحة من الجانب الأمريكي بالشرح والتحليل. وبسؤال الوفد عن الدول التي زاروها، أكدوا أنهم لم يقوموا بأي زيارات بعد، وأن مصر هي الدولة الوحيدة التي قاموا بزيارتها حتى الآن. وقد أشار السفير زهران إلى العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة العلاقات الاقتصادية التي ساهمت في زيادة الاستثمارات الأجنبية في مصر.
ذكر السفير د. عزت سعد، أن التحديات الداخلية التي طلب الوفد تناولها من قبل أعضاء المجلس ترجع أساسًا إلى الوضع الاقتصادي في مصر، و الذي يمر بمرحلة صعبة للغاية، وأنه بمثابة تحد طويل المدى بالنسبة للحكومة المصرية، أخذًا في الاعتبار حقيقة أن مصر تأتي في مقدمة الدول من حيث معدل النمو السكاني بنسبة متوسطها 2.6%، وأن عدد سكانها قبل سنوات قليلة كان 77 مليون نسمة، أما الآن فقد وصل إلى 90 مليون نسمة، وهو ما فرض على الحكومة إعادة النظر في خطط تقديم الدعم، وفرض المزيد من الضرائب لتقليل عجز الميزانية الذي وصل إلى 11.5%، والمخطط الوصول به إلى 9.5%، وهو الأمر الذي لايمكن تحقيقه بسهولة.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار البترول أثّر على اقتصادات دول الخليج، وبالتالي أثّر سلبًا على الدعم المقدم لمصر من بعض هذه الدول، لاسيما السعودية والإمارات والكويت. وأضاف أن أحد أهم التحديات التي تواجهها مصر الآنهو تحدي مواجهة الإرهابالذي عصف بدول في المنطقة مثل سوريا واليمن وليبيا.
وأضاف السفير عزت أن مصر فقدت حوالي من 11 إلى 12 مليار دولار بسبب تدهور قطاع السياحة الذي يشكل أحد المصادر الرئيسية للدخل القومي المصري. وفيما يتعلق بالخدمات العامة، أشار إلى أنها تشهد تدهورًا، وأن رئيس الوزراء المصري ذكر أن الحكومة لن تستطيع تحمل الاستثمار فيها في المرحلة الحالية، والتي تحتاج فيها إلى زيادة مواردها لتقليص العجز في الموازنة.
تحدثت السفيرة/ وفاء بسيم، عن المعايير التي على أساسها زار الوفد مصر، وكان رد الجانب الأمريكي بأن مصر تأتي دائمًا على قائمة أولويات الدول التي يتم زيارتها في المنطقة، وأن هذا الاختيار صادر من إدارة جامعة الحرب الأمريكية والتي قامت بترشيح عدد معين من طلبة الكلية لزيارة مصر نظرًا لكونها تمثل أهمية استراتيجية في مجالات دراساتهم المختلفة.
وأشارت السفيرة وفاء إلى أن مصر في الوقت الحالي تحاول الحفاظ على دورها الطبيعي في المنطقة، وأن ما يجعلنا متفائلين أن مصر دولة ذات حضارة ، وشهدت تغييرات جوهرية، إلا أنها تظل قادرة على الحفاظ على تماسكها.
وتحدثت عن أن البرلمان المصري بصدد مناقشة عدد من مشاريع القوانين الجديدة منها، قانون للنقابات العمالية، قانون للإعلام، وقانون يتضمن حقوق المصريين العاملين بالخارج.
وانتقلت إلى الحديث عن التغيرات التي تشهدها المنطقة، وأشارت إلى التحديات التي تواجهها مصر في مكافحة الإرهاب، وأننا نتقبل النقد ولكن يجب أن يكون نقدًا بناءً، يساعدنا على التغلب على مشاكلنا.
وعن دور المرأة في مصر، أشارت إلى أن المرأة تمثل 50% تقريبًا من إجمالي التعداد السكاني في مصر، وأن المرأة المصرية تحتاج إلى مزيد من الاهتمام من الدولة المصرية في مجالات الصحة والتعليم ورعاية الأطفال والمرأة المعيلة. وأوضحت أن نسبة تمثيل المرأة المصرية في البرلمان هي الأعلى حتى الآن في تاريخ البرلمانات المصرية بنسبة تصل إلى 15%، وأن المرأة شاركت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، بنسبة تصويت مقبولة.
ذكر اللواء/ محمد إبراهيم الدويري أن محور حديثه سيتركز حول موضوعين رئيسيين: الوضع في سيناء، والوضع الحالي بالنسبة القضية الفلسطينية. وقد تركزت مداخلته حول الآتي:
-
فيما يتعلق بالوضع في سيناء، أشار إلى أن مصر في مواجهة مع الإرهابيين المتمركزين في سيناء، وهم أنصار بيت المقدس، مضيفًا بأن قوات الأمن نجحت في مواجهتهم حتى الآن في عدة مناطق بسيناء في العريش ورفح والشيخ زويد. وأكد أنه تم تدمير العديد من معاقل الإرهابيين في سيناء، مشيرًا إلى تدمير الأنفاق على طول الخط الحدودي مع غزة بطول 14 كم.
-
فيما يتعلق بعلاقة مصر الحالية مع إسرائيل، وصفها اللواء الدويري بأنها علاقة إيجابية، فعلى الصعيد السياسي هناك علاقات جيدة مع إسرائيل وتنسيق على مستوى سياسي عال. وعلى الصعيد العسكري والأمني، هناك علاقات جيدة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتواجد العسكري للجيش المصري في سيناء للتصدي للجماعات الإرهابية.
-
استقبلت مصر مؤخرًا وفدًا من حماس في القاهرة، وتم توجيه التحذير لهم بشأن الأوضاع المتردية في سيناء بسبب حفر الأنفاق، وعمليات التهريب، وتمت مطالبتهم بمراقبة الحدود من ناحيتهم.
-
أما عن القضية الفلسطينية، نوّه أن عملية السلام لم تحرز أي تقدم حتى الآن، وأن لمصر مبادرة أعلنتها في 2014، ولكن هناك تجميد لعملية السلام. وأشار إلى قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط الوحيد في القضية الفلسطينية، وأشاد بدورها في مفاوضات أوسلو، ومدريد، ومعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وأضاف أن الدور الأمريكي في عملية حل الدولتين أمر لاغنى عنه.
-
أوضح أن الحل الوحيد لدفع عملية السلام هو حل الدولتين، وهو مقترح أمريكي وليس مصري أو عربي .
-
شرح اللواء الدويري الوضع السائد حاليًا، وأشار إلى أن جهود الولايات المتحدة توقفت تمامًا منذ 3 سنوات، موضحًا أنه حتى الآن لم يحدث أي جديد في هذا الشأن. وأكد أن إسرائيل ترفض كل الحلول التي قُدّمت، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرفض حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن إسرائيل مستمرة في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس.
وختامًا، أوضح سيادته ضرورة التحرك السريع للتوصل إلى حل بشأن إقامة الدولتين، وأن أي تأخير يؤدي إلى سقوط قتلى من الجانبين. وأن ما نحتاج إليه الآن هو تجاوز الخلافات المتعلقة بالحدود وغيرها، لسير عملية السلام، خاصة وأن مخاطر اندلاع انتفاضة ثالثة تبدو ماثلة.
قام السفير منير زهران بفتح باب المناقشة، ودارت المناقشات حول عدد من الأسئلة أهمها:
-
هل حماس تمثل تهديداً وجودياً لمصر؟ وماهي الآليات التي اتخذتها في هذا الشأن؟.
-
دور مصر الإقليمي من خلال مواجهة الإرهاب، وتصاعد الدور الإيراني.
-
التغير في النظام الدولي، والموقف المصري من تبني النموذج الصيني في التنمية.
جاء رد اللواء الدويري على تساؤل أحد الطلبة، بأن حماس بالفعل تمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن في سيناء من خلال تهريب السلاح والبضائع، وأنها لاتقوم بمراقبة حدودها، الأمر الذي له أثر مباشر في تزايد العمليات الإرهابية في سيناء. وأشار إلى أن حماس الآن هي جزء من المجتمع الفلسطيني، وأننا يجب علينا أن نتعامل معها ونُقّوم سلوكها، وأوضح أن مصر قامت بتدمير العديد من الأنفاق على الحدود مع غزة لوقف عمليات التهريب ودعم الجماعات المسلحة في سيناء.
من جانبه، أشار السفير/ د. عزت سعد، إلى أنه لاينبغي تجاهل حقيقة أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للدولة الفلسطينية، والممارسات الإسرائيلية الإجرامية في الأراضي المحتلة يمثل أحد أسباب الإرهاب في المنطقة والعالم. وأضاف أن تزايد المشاعر المعادية للأمريكيين في الشرق الأوسط، لاسيما في العالم العربي، سببها الانحياز الأعمى والدعم المطلق من جانب الولايات المتحدة لإسرائيل وسياساتها الاستيطانية، وأنه من الخطأ تصور أن القضية الفلسطينية قد تراجعت أمام ملفات المنطقة الأخرى كالملف السوري واليمني. فما تزال هي القضيةالأولى والأهم بالنسبة للشعوب العربية.
قام السفير/ د. منير زهران بالتأكيد على أن لمصر شخصيتها المستقلة، ولكنها تسعى إلى توسيع دائرة علاقاتها الخارجية بالتوجه شرقًا، وهو ما تتبناه السياسة الخارجية الأمريكية بالتوجه نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ.