حلقة نقاشية حول تداعيات إقرار الكونـجرس لقانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (JASTA)
ديسمبر 14, 2016المؤتمر السنوي للمجلس حول “السياسة الخارجية المصرية والتحولات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط”
ديسمبر 22, 2016
بتاريخ 18 ديسمبر 2016، استقبل السفير/ د.منير زهران، رئيس المجلس، والسفير/ د.عزت سعد، مدير المجلس، كلاً من السيد/”سانجاي باتاتشاريا”، سفير الهند بالقاهرة، ومعه نائب رئيس البعثة، وذلك بناءً على طلبه، وبمناسبة زيارة وفد من المجلس للهند في الفترة من 4 إلى 7 يناير 2017، في جولة مشاورات مع نظيره الهندي. وقد تطرق اللقاء إلى الآتي بصفة خاصة:
افتتح السفير د. منير زهران الاجتماع بالترحيب بالضيف الهندي، وتهنئته بأعياد الكريسماس ورأس السنة، مشيراً إلى تطلع وفد المجلس لزيارة الهند والتباحث مع نظيره الهندي.
استهل السفير الهندي حديثه بالإشارة إلى مكافحة الإرهاب، متسائلاً عن رؤية المجلس في هذا الشأن، وأشار السفير منير زهران إلى أن الاهتمام بالإرهاب ظهر على أجندة الأمم المتحدة منذ حادث ميونخ الإرهابي عام 1972، وأن مصر والعالم، في هذا المجال مازال أمامهما الكثير لإنجازه.
أشار السفير الهندي إلى الاجتماع الذي عُقد مؤخرًا في إطار منتدى التعاون الهندي– العربي في العاصمة العمانية مسقط، مشيرًا إلى أن مداخلة الوفد الفلسطيني بشأن أوضاع السياحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم تلق أي اهتمام من الوفود العربية الأخرى، الأمر الذي أثار استغرابهم. وأضاف أن الرئيس الهندي زار رام الله مؤخرًا –بجانب إسرائيل– وأنه على قدر علمه لم يحدث أن زار رئيس دولة رام الله من قبل.
وقد علق السفير/د. عزت سعد بأن زيارات رؤساء الدول والحكومات الأجنبية لرام الله لاتنقطع، فقد زارها رؤساء روسيا وفرنسا وغيرهم الكثير، كما أنه يتفق ورأى السفير في أن لدى فلسطين المحتلة مقومات سياحية هائلة.
تحدث السفير الهندي عن برنامج زيارة المجلس للهند، والذي سيستغرق يومين، مشيرًا إلى لقاء المجلس المصري بنظيره الهندي، وكذلك لقاء المجلس بمساعد وزير الخارجية الهندي.
أشار السفير الهندي إلى زيارتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للهند، الأولى خلال مشاركته بالقمة الهندية– الأفريقية، والأخرى على هامش مشاركته في مؤتمر قمة العشرين بالصين. وركز حديثه حول العلاقات الثنائية بين الهند ومصر، مشيرًا إلى أن هناك خمس محاور رئيسية تهيمن على العلاقات بين البلدين، إلى جانب التعاون الأمني، وهي:
المحور الأول،حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أوضح السفير الهندي أنه على الرغم من التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين إلا أنه مازال يقابله بعض العراقيل منها ما يتعلق بالبيروقراطية، وهو ما تواجهه الاستثمارات الهندية في مصر في مجال صناعة العقاقير الطبية وعلى رأسها أدوية علاج التهاب الكبد الوبائي (فيرس C)، والتعاون في مجال الطاقة الشمسية والمتجددة.
المحور الثاني، خاص بالتعاون بين حكومتي مصر والهند، وأشار إلى أن التبادل الدبلوماسي بين الجانبين ضعيف، بالإضافة إلى أن التعاون على مستوى القطاع الوزاري يحتاج إلى دفعة لتعزيز التعاون.
المحور الثالث،حول التعاون في مجال التعليم والتكنولوجيا، وأشار السفير الهندي إلى أن الهند تسعى للتعاون مع مصر في هذا المجال في حال تقديم مصر لمشروع برنامج مشترك، وأوضح أن الهند لم تصل حتى الآن إلى المنافسة على المستوى العالمي في مجال التعليم ، ولكنها تسعى لأن تكون متميزة، وفي هذا الصدد، أشار إلى إنشاء مركز “تميز في مجال تكنولوجيا المعلومات” تموله الهند في جامعة الأزهر، وافتتاح مركز التدريب المهني للمنسوجات في منطقة شبرا الخيمة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي.
المحور الرابع، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وفي هذا الصدد أشار السفير الهندي إلى أن الهند تسعى للتعاون مع مصر في مجال تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتي ستوفر عددًا كبيرًا من فرص العمل للشباب، وأكد السفير/ منير زهران على الدور الذي تلعبه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحسين أوضاع الاقتصاد المصري.
المحور الخامس، التعاون في مجال الحكم المحلي، وفي هذا الشأن أشار السفير منير زهران إلى تجربة الهند في تعزيز الترابط بين جميع الولايات الهندية في إطار متناغم ومنسجم، حيث تعد الهند ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان. وفي هذا الصدد، أكد السفير عزت سعد على رؤية رئيس المجلس في الاستفادة من تجربة الهند في مجال الإدارة المحلية، خاصة وأن الهند تعد جمهورية فيدرالية، حيث يناقش البرلمان المصري حاليًا قانون المحليات، بتفعيل دور الجهاز المحلي.
من جانبه، أكد السفير “سانجاى باتاتشاريا” استعداد الهند تقديم التمويل اللازم للمشروعات المصرية، حيث أعلن رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” عن قروض ميسرة بقيمة 10 مليارات دولار لأفريقيا إلى جانب برنامج القروض الحالي خلال القمة الهندية- الأفريقية.
أوصى السفير الهندي بضرورة التفكير في إقامة منطقة تجارة تفضيلية بين مصر والهند، على غرار الاتفاقيات التي وقعتها الهند مع اليابان وكوريا وأستراليا ونيوزيلاندا.
كما تساءل السفير الهندي عن رغبة الجانب المصري في إضافة أي بنود جديدة أو القيام بزيارة إلى إحدى المدن بالهند، وعبّر السفير منير زهران عن رغبة أعضاء الوفد بأن يشتمل برنامج الزيارة على المناطق القريبة من العاصمة نيودلهي، وأنه ينوي إضافة مناقشة موضوع أجندة التنمية لعام 2030 وقضية التمويل.
وفي مجال تعزيز التعاون بين مراكز الفكر في كلا البلدين، ذكر السفير أن هناك العديد من مراكز الفكر الرائدة في مجال البحوث والدراسات والمجتمع المدني بالهند، مؤكدًا أهمية الخروج ببرنامج عمل مشترك يمكن من خلاله ترتيب لقاءات سنوية بين المجلسين المصري والهندي لدفع التعاون المشترك بين الجانبين. ومن جانبه، أوضح السفير عزت سعد أن المجلس بالفعل ينوي لقاء مسئولي الـ(ORF)، إلى جانب زيارته ولقائه بأعضاء مركز (ICWA). كذلك أشار السفير منير زهران إلى أنه ينوي اقتراح توقيع اتفاقية تعاون بين الباجواش المصري ونظيره الهندي لتعزيز التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والاستفادة من التجربة الهندية، وذلك في إطار زيارة المجلس للهند.