لقاء المجلس بالسفير “فرانك ويزنر” والدكتور “شبلي تلحمي”
يناير 31, 2017مشاركة السفير/ عزت سعد في أعمال المؤتمر الدولي الثالث في كوريا الجنوبية حول “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”
فبراير 15, 2017
في إطار سلسلة لقاءات للوفد بعدد من منظمات المجتمع المدني، قام المجلس باستضافة وفد أمريكي مكون من (23) شخص من السفارة الأمريكية بالقاهرة، بتاريخ الأربعاء الموافق 8 فبراير 2017، وذلك لمناقشة الأوضاع السياسية والاقتصادية بعد تولي الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الحكم؛ وتداعيات ذلك على الأوضاع في مصر وفى الشرق الأوسط بشكل عام.
حضر اللقاء من الجانب المصري كلاً من السفير/ د.منير زهران، رئيس مجلس إدارة المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير/ د.عزت سعد، مدير المجلس المصري، بالإضافة إلي نخبة من السفراء أعضاء المجلس شملت كل من؛ منى مكرم عبيد، محمود سعيد، محمد أنيس سالم، هاجر الاسطمبولى، إيهاب وهبة، فائقة الرفاعى، وعلى الجزيرلي.
-
افتتح اللقاء من الجانب الأمريكي السفير/ “Mandel“، مشيدًا بأعضاء الوفد، الذين يمثلوا نخبة من رجال الأعمال، ونشطاء في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هي معرفة رؤية مصر لوضعها الداخلي والخارجي الآن، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، وكذا رؤيتها في إطار علاقاتها بدول الجوار الإقليمي، وعلاقاتها بالولايات المتحدة، خاصة بعد تولى الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مقاليد الحكم، وأضاف أننا نهدف أيضًا من هذا اللقاء مناقشة الفرص المتاحة في ظل إدارة “ترامب”، مقارنة بما كانت عليه مع الإدارة الأمريكية السابقة، ثم أكد علي أهمية مناقشة سبل تطوير العلاقات المصرية – الأمريكية في المرحلة المقبلة.
-
افتتح اللقاء من الجانب المصري، السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس، مُرّحبًا بزيارة الوفد الأمريكي لمصر بشكل عام، و للمجلس المصري بشكل خاص، مُعّبرًا عن سعادته البالغة بهذا اللقاء، و متمنيًا للوفد الأمريكي قضاء وقت ممتع في ظل زيارتهم لمصر.
وتناول السفير/ منير زهران، في كلمته إلقاء نبذة عن هيكل المجلس المصري، مستعرضًا بعض من مهامه ووظائفه. حيث أكد أن المجلس المصري تأسس منذ 18عام تحديدًا عام 1999، موضحًا أنه يمثل مؤسسة مستقلة من مؤسسات المجتمع المدني الغيرهادفة للربح، تُعنى بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية بشكل أساسي، وأضاف أن المجلس لديه نخبة من الدبلوماسيين، والسفراء، والكتاب، والصحفيين، ورجال الأعمال، والعسكريين، وأساتذة الجامعة .
وأشار إلى أن المجلس يقوم بعدد من النشاطات المختلفة، من ندوات، ومؤتمرات، وورش عمل، ولقاءات، وموائد مستديرة، مشيرًا إلي المائدة المستديرة التي نظمها المجلس مؤخرًا لمناقشة مستجدات الأوضاع في مصر، وفي المنطقة بعد انتخابات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وقد حضرها عدد من الخبراء في الشأن الأمريكي، وبعض الدبلوماسيين الذين قد خدموا في الولايات المتحدة، وأضاف أنه قد تم التوصل إلي عدد من الاستنتاجات – القابلة للتغير – بشأن الفترة القادمة، حيث أوضح أننا مازلنا في الأيام الأولى من فترة حكم “دونالد ترامب” الذي تولى الحكم في 20 يناير 2017. كما أوضح أن هذا اللقاء يُمثّل فرصة جيدة للمجلس المصري للشؤون الخارجية، حيث يلتقي بأستاذة وخبراء من الوفد، لمناقشة هذا الحدث الأمريكي الضخم – الانتخابات الأمريكية لعام 2017 – خاصة في حضور عضو الكونجرس السابق السيد/ “John”.
-
افتتحت الدكتورة/ منى مكرم عبيد، عضو المجلس، كلمتها بتوجيه الشكر الوفد الأمريكي على تلبيته هذه الدعوة، كما خصت بالشكر السيد/ “John”، عضو الكونجرس الأمريكي، مشيرة إلي إنها كانت عضو سابق بالبرلمان وبمجلس الشورى، وإنها خريجة جامعة “هارفرد”، متسائلة عن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وفرص إدارته خاصة فيما يخص “قانون المصادرة”، هذا بجانب ما ذكره عن نيته لنقل مقر السفارة الأمريكية من تل ابيب إلي القدس، مشيرة في ذلك أن هذا الأمر يهم العرب بصفة عامة، وليس المصريين وحدهم، كما أضافت إنها سعيدة بالعلاقة الجيدة المتبادلة بين الرئيس “عبد الفتاح السيسي” و”دونالد ترامب”، مؤكدة أن الأمور ليست بهذه البساطة، وأن الأمور ستتضح مع مرور الوقت.
هذا وقد وجه أعضاء الوفد عدة تساؤلات، حول عدد من الموضوعات المثارة على الساحة المصرية والعربية، و تلك المتعلقة بالتطورات على الساحة الدولية، وقد جاءت هذه التساؤلات على النحو التالي:
-
قام السيد Eric”” بتوجيه عدة أسئلة، أهمها:
-
ماذا عن دور مصر في ضوء التغيرات التي حدثت فيما يسمى بالربيع العربي؟، خاصة إنه يبدو للكثير أن هناك عدد كبير من الصراعات يحدث في آن واحد، والتي تشمل الوضع في سوريا، وكذا العلاقة بين إسرائيل و فلسطين، والتغير الداخلي في المجتمع المصري من حالة الإستبداد العنيف إلي حالة السلام، والاستقرار في سياساتها ومؤسساتها في ظل التحول للديمقراطية، ويبدو من المؤكد أن هناك حالة تغيرعنيف تشهدها مصر. وبالتالي، فالسؤال هو إذا نظرت إلى الأوضاع الداخلية في مصر، كيف ترى مصر هذا التغييرالمؤسسي والصراع – خاصة الصراع – الحادث بين الإخوان المسلمين والقوى الأخرى داخل المجتمع المصري؟.
-
من المعروف ان مصر تلعب دورًا رائدًا في المنطقة، فما هو دور مصر تجاه الأزمة السورية؟، مشيرًا إلى أنهم ذهبوا إلى الأردن، وقضوا وقتًا في الحدود السورية مع عمان، واستمعوا إلى عدد من السوريين، منهم عسكريين وجنرالات، الذين أكدوا لهم فشل المجتمع الدولي في حماية السوريين من نظام بشار الأسد، وبالتالي فما هو دور مصر في ظل الدورالتاريخي الذى تلعبه في المنطقة في حماية الشعب السوري من ويلات الحرب، وفى نقله إلى وضع أفضل في المستقبل؟.
-
فيما يخص العلاقة بين مصروإسرائيل وفي ضوء ما تشهده العلاقة بين البلدين من أُطر سلمية في السنوات الأخيرة الماضية، فهل هناك اتجاه مقاوم أخر في المجتمع المصري للرجوع إلى ما كانت عليه العلاقة بين البلدين في عهد الرئيس عبد الناصر؟ و كيف ترى مصر مستقبل العلاقة بين البلدين؟.
-
في البداية أوضح السفير/ محمود سعيد، فيما يتعلق بالإجابة على السؤال الخاص بالوضع السياسى الداخلى في مصر خاصة بعد ما سُمّى بفترة الربيع العربي؟، أن مصر شهدت فترة صعبة خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن جماعة الإخوان المسلمين كانت تريد اختطاف وتغيير توجهات السياسة المصرية لصالح أغراضها السياسية، وأضاف أن مصر الآن تحاول استعادة استقرارها، مؤكدًا أن مصر في طريقها لإستعادة وضعها الإقليمي والدولي في القريب العاجل.
وأضاف أن مصر تمر بفترة حرجة خاصة في ظل التغيرات الإقليمية، ليس فقط ابتداءًا من الربيع العربي ولكن منذ حرب العراق للكويت، ثم بعد ذلك الغزو الأمريكي للعراق. وأضاف أنه يتذكر عندما كان مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية، جلسنا مع وفد أمريكي لمناقشة الغزو الأمريكي للعراق، موضحًا أنهم أعطوهم بعض النصائح لما يجب أن يفعلوه، وما يجب أن يتجنبوه فى إطار هذا الغزو، ولكنهم لم يستجيبوا لهذا، والنتيجة كانت تلك التريليونات التى صرفها النظام الأمريكي في غزوه للعراق وقد تحدث عنها ترامب.
كما أضاف أن الوضع الآن في سوريا يقتل حالة الاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدًا أن هذا يصب في مصلحة إيران و سياساتها التوسعية، منوهًا إلى أن أحد المسؤلين في إيران قد أكّد له أن إيران تسيطر على أربعة دول عربية تشمل اليمن، سوريا، العراق، ولبنان من خلال حزب الله. وبالتالي فنحن نجد مع كل إدارة أمريكية جديدة تصريحات تنفي أي أخطاء سابقة وتعد ببداية جديدة. وأضاف أن هذا الأمر لم يعد مسموح به في ظل الأوضاع الراهنة ويجب أن يتوقف.
وردًا على النقطة المتعلقة بالعلاقات المصرية – إلاسرائيلية، أشار السفير/ محمود، أن العلاقة بين البلدين تشهد حالة من الاستقرار البالغ، حيث أن هناك تعاون كبير بين البلدين في عدد من القضايا المشتركة، ومنها على سبيل المثال، قضية الحرب على الإرهاب، وهي القضية التى قرّبت بين البلدين، وأكّدت حالة السلم المستقرة بينهم منذ عدة سنوات، وقد أوضح أن حالة السلم التي يعيشها البلدين أفضل من حالة الحرب.
-
ثم تسائل السيد/ “Mandel“، عن الوضع القانوني لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي يبحث تسمية إعلان هذه الجماعة كجماعة إرهابية، مثل حماس التي أعلنها مجلس الشيوخ جماعة إرهابية، فماذاعن انطباع مصر حول هذه الفكرة؟
-
وفي هذا الصدد، أكّد السفير/ محمود سعيد، أن مصر قد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، بالفعل جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أن كافة الجماعات الإرهابية متأثرة بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن جماعة الإخوان المسلمين لديها تاريخ عنيف في مصر، وأن مصر مازالت تعاني من تبعات فترة حكم هذه الجماعة الضئيلة، موضحًا أن تركيز العالم ينصب دائمًا على العواصم، والبلدان ذائعة السمعة كبروكسل وباريس على عكس ما يحدث في التعامل مع مصر، فعلى سبيل المثال إذا حدث شئ فى مصر فلا أحد سيعطي انتباهًا بالغًا.
-
أعقب ذلك تعقيب السفيرة/ هاجر الاسطمبولى، عضو المجلس، علي السؤال ذاته، موضحة أنها قد عملت أيضًا مساعد لوزير لخارجية للشؤون الخارجية، مشيرة إلى أن إعلان جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية”، أمر متفرع و متشعب و لديه جوانب عديدة، حيث أن مصر تعاني من تأثيرات هذه الجماعة منذ عام 1948، موضحة أن هذه الجماعة قد قامت بعدد ليس بقليل من حملات الاغتيالات التي شملت رؤساء وزراء، ووزراء في الدولة، وذلك قبل اندلاع ثورة يوليو 1952.
كما أكدت أنه بالرغم من أن لجماعة الإخوان المسلمين تاريخ بذئ و سمعة سيئة في مصر، إلا أن لا أحد ينكر تفوقها و قدرتها الفائقة في حشد سكان المناطق النائية، والمهمشة في المجتمع المصري، تلك المناطق التى تعاني من الفقر والجهل والعشوائية، والتي تمثل الآن عقبة كبيرة أمام الحكومة المصرية، نتيجة انتشار العادات السيئة والمعتقدات الخاطئة، داخل هذه المناطق كنتيجة للظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها تلك المناطق.
كما أضافت أن سكان هذه المناطق هم أكثر عرضة للتأثر بمثل هذا الجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن الشعب المصري معروف بمدى تمسكه وتأثره بدينه منذ عهد الفراعنة، لذلك فإن الإدارة الجديدة في مصر تحاول الآن إعادة التعريف بهذه الجماعة، خاصة وإنها متغلغلة بين بعض فئات المجتمع المصري، كما تحاول الإرتقاء بهذه المناطق حتى لا تكون ضحية للأفكار والجماعات الإرهابية .
كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بأن تدرك مدى أهمية مصر في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحفظ الاستقرار والأمن، مشيرة إلى أن مصر تمثل توازن كبير بين قوى المنطقة المتصارعة، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تستمع جيدًا لما تملكه مصر من أجهزة، وإمكانات، وأدوات، بل وتحاول دعم مصر خاصة في حربها ضد الإرهاب، مؤكدة أن هناك مشاكل أخرى فى المنطقة كالأزمة في سوريا، واليمن، وليبيا، حيث أن هذه الأزمات تمثل خطر حقيقي وفعلى على المنطقة ككل. وقد نوّهت إلى أن الحرب الأمريكية على العراق كان لها تأثير كبير على المنطقة، حيث ساهمت في صعود قوى جديدة في المنطقة كإيران على سبيل المثال.
-
من جانبه، طرح أحد أعضاء الوفد تساؤلاً حول ما إذا كان لديهم قائمة بما يجب على الولايات المتحدة الأمريكية فعله؟، وكذا ما يجب تجنبه فيما يتعلق بالشرق الأوسط؟
وفي هذا السياق أوضح السفير/ أنيس سالم، أنه يستوعب تمام النظرة تجاه منطقة الشرق الأوسط، حيث تشوبها كثير من القلق والخلط والضيق، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يرجع لعدة أسباب من بينها كثرة الصراعات الموجودة بالمنطقة، غياب القيادة، وجود كثير من الأراضي غير خاضعة للرقابة، هذا إلى جانب موجات التغيير، موضحًا أن التغيير الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط يُمثّل أيضًا خطرًا كبيرًا، حيث يصعب علينا في تلك المرحلة المعقدة للغاية، أن نعرف تفكير الولايات المتحدة، خاصة فيما يخص التغيير الواسع الذى تشهده المنطقة. كما أضاف أن الجنرال مايكل فيلن، المستشار الجديد للأمن القومي، أوضح أن الرئيس “ترامب” ليس سائق المركبة الوحيد، حيث أن القيادة داخل الولايات المتحدة الأمريكية تشمل الجميع للتشجيع على المضي قدمًا، الأمر الذي قد يساعد كثيرًا في فهم مستقبل الأمن في الولايات المتحدة.
كما أكد السفير/ سالم، أنه يرى أن هناك ثلاثة أو أربعة تحديات استراتيجية داخل المنطقة، تتمثل أولاً فى تأخر وبطء عملية الإصلاح في الشرق الأوسط، موضحًا أن تحويل فكرة “الأُحادية الحزبية” إلى نظام التعددية الحزبية كانت بطيئة للغاية، مما ترتب عليه حدوث ظواهر تسمى الربيع العربي، كما أدى إلى مشاكل هائلة؛ أحدهما تمثل في انهيار دور الدولة في العديد من البلدان، وظهور قوى جديدة من اللاعبين من غير الدول على الساحة مثل حزب الله فى لبنان، جماعة “الحوثيين” في اليمن، والإخوان المسلمين فى مصر.
وأضاف أن تلك المنظمات الإرهابية لم تكن تتمتع بهذه القوة في القرن العشرين، موضحًا أنه بالرغم من وجودهم على الساحة من قبل، إلا أنهم لم يكُّنا فعالين، كما أشار إلى أن هذه الجماعات أصبحت تؤسس كيانات كبرى كداعش على سبيل المثال. وبالتالي، ساد المنطقة تلك الجهات الفاعلة “غير الحكومية” القادمة على الساحة، هذا بالإضافة إلى اندلاع ما يقرب من 5 أو 6 صراعات طويلة الأمد في المنطقة مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه يوجد في المنطقة أكثر من 50 مليون لاجئ، و15 مليون مُشرّد، وما لا يقل عن 30 مليون شخص خارج بلدانهم.
كما أكد أنه من المعروف أن الصراعات تستمر لفترات طويلة جدًا، ويستمر اللاجئون لمدة تتجاوز الـ 5 سنوات، ولكن في الشرق الأوسط قد يستمراللاجئون لمدة 30 عامًا على سبيل المثال. وربما لم يتم تسجيلهم في “الأونروا” او المنظمات المعنية، هذا الأمر الذى حدث مع الفلسطينيين، وكذلك السودانيين الذي وصل عدد النازحين منهما إلى 1.3 مليون نازح.
ثم أوضح أن التحدي الثاني، تمثل في إدراك الحدود الحالية، مُنوّهًا إلى أن اتفاقية “سايكس – بيكو” قد مر عليها نحو 100 عام، لذا فإن فكرة وجود حدود حالية مهمة جدًا، وهناك حاجة إلى إيجاد حل للنزاعات، وليس إدارة الصراعات والعيش معها وتقبلها.
مؤكدًا أن الشرق الأوسط بحاجة إلى عملية نشطة لحل الصراعات، وأن هناك حاجة إلى نظام لتحديد التسلح في المنطقة، خاصة فى خضم كل هذه الصراعات الموجودة بالمنطقة، كما أوضح أنه يجب تطبيق نظام التسلح الجديد بالتساوى بين جميع الدول، وتطوير هذا النظام بحيث ينطبق على الجميع، فما يذهب إلى مصر يجب أن يسرى بالنسبة لإسرائيل، وكذا المملكة العربية السعودية أيضًا بدون تفرقة .
وأضاف السفير/ سالم، أن التحدي الثالث يتمثل في حاجة هذا النظام الجديد إلى القيام بشيء حيال الاعتراف بالأقليات، مؤكدًا أن لدى المنطقة عيوب يتعين علينا تصحيحها، وأن هذا يتطلب أن يكون هناك مزيد من السلطة اللامركزية للانفتاح على دول الشرق الأوسط غير العربية، مشيرًا إلى افتقارنا لنظام أمني إقليمي، يشمل كلا من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إيران وتركيا وإسرائيل، حيث أوضح أن تلك الدول ليست مدرجة في أي نظام للأمن الإقليمي، الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة.
ثم أكد أن التحدي الرئيسي في العلاقة مع إسرائيل هو أن مصر تسعى دائمًا إلى تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، ولم تسع إلى الإنجراف نحو مواجهة إسرائيل، كما صرح أن هناك مشكلات اخرى تواجه مصر في محاولتها لتسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهي أن السلطة السياسية في إسرائيل تتحرك نحو الديكتاتوريين أي نحو اليمين، وأن الإدارة الجديدة في واشنطن تمثل تحدي كبير بالنسبة لمصر فيما يتعلق بعلاقاتها بإسرائيل.
وختامًا، أوضح السفير/ محمد سالم، أن التحدي الأساسي لمصر حاليًا يكمن في نجاح الجهود المبذولة لإصلاح الاقتصاد الحالي، مُشبّهًا مصر بالعملاق الذي يمشي على أقدام من الطين؛ حيث أكد أن مصر لديها مشكلة اقتصادية ضخمة تحتاج إلى إصلاح، الأمر الذي يحتاج إلى التزام قوي من القادة الحاليين.
-
من جانبه، نوّه السيد/ على الجزيرلي، عضو المجلس، إلى أن الرئيس “ترامب” ليس بسياسي ولا بدبلوماسي، إنما يمثل مجتمع رجال الأعمال الذى قضى فيه طوال حياته، ثم قام بطرح عدد من الأسئلة تمثلت في التساؤل حول ما حدث في العراق، وكذا عما يجري في سوريا، مؤكدًا أنه من الطبيعي أن نتساءل عن سبب دعم شخص ما داخل الولايات المتحدة للإخوان المسلمين في مصر، ولم يقبل الاعتراف بأن جماعة الإخوان المسلمين تمثل تنظيمًا إرهابيًا و خطر داهم لمصر؟.
ثم أشار إلى أن الوضع الحالي للفلسطينيين هو نتيجة للسياسات التي تبنتها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، حيث تحتل إسرائيل حاليًا كل فلسطين، لكنها لم تبذل خلال هذا الوقت أي جهد لإحضار الفلسطينيين إلى تعاون مشترك وخلق مؤسسات لإستيعابهم، بدلاً من التسبب في العزلة الحالية التي انتجت منظمة إرهابية كحركة حماس. كما أضاف إننا لا نعرف ما يجري على الجانب الآخر من إسرائيل الآن، كما قيل مؤخرًا في خطاب أوباما حيث قال “إذا كنت ترغب في الحصول على حل الدولة الواحدة، فأنت تقوم بفصل عنصري آخر”.
ثم أضاف أنه يتعين علينا دراسة موضوع المساءلة، متسائلاً، لماذا لم نبذل جهدًا للسيطرة على الديكتاتوريين واتهامهم بما فعلوه مثل “حافظ الأسد” من قبل؟. كم عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في العراق عندما استولوا على الوضع بعد أحداث 11 سبتمبر؟، مشيرًا إلى إنه لا أحد يطرح سؤالاً حقيقيًا حول من فعل هذا ولماذا؟، مؤكدًا لا أحد يحاول محاسبة هؤلاء الذين تسببوا في هذه المجاذرالدموية.. فمن المسئول عن ذهاب السيد بوتين إلى سوريا وبدأ القتال ضد داعش؟، من وراء كل ذلك؟، ومن المسؤول عن ذلك؟، ولماذا نحن ندعم هذا وليس ذلك؟، فمصر تريد السلام والازدهار.
كما أشار إلى أن هناك ما يقرب من 100 مليون شخص وقعوا ضحية للأزمة في سوريا، مؤكدًا أن على كافة الدول التعاون سويًا لإطعام هؤلاء الأشخاص، والعمل على رفع مستوى معيشتهم، مشيرًا إلى أن مصرتعمل بجد من أجل تحقيق ذلك، وأضاف أن مصر تقدم الكثير من التفكير الإيجابي حول هذا الموضوع، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لمصر أن تدخل في حرب حاليا، موضحًا أن مصر تنفق الكثير من المال لمحاربة الإرهابيين في سيناء.
وتعليقًا على قضية الإخوان المسلمين التي بدأت في العشرينات، أكد السيد/ الجزيرلى، أن الوهابيين في المملكة العربية السعودية يدعمون هذه الأيديولوجية بقوة، ولسوء الحظ أن عدد العمالة المصرية في المملكة العربية السعودية كبير، حيث يستغلونهم باستمرار بمنحهم رواتب جيدة ومساعدتهم على نشر هذه الأيديولوجية العبثية.
مشيرًا إلى أنه استمع ذلك كثيرًا من السلطة الفلسطينية، وكذلك من الأردنيين، أنه إذا تركت إسرائيل الضفة الغربية يمكن لحماس أن تستحوذ عليها بشكل كامل، ووقتها يمكن أن تحدث عواقب غير مقصودة. لذا، أعتقد أن السؤال ھو حول مدى قلقنا بشأن حماس، وإذا كنا قلقون بشأن حماس في الضفة الغربية؟
-
في حين أكّد السفير/ محمود سعيد، أن إسرائيل هى من خلقت حماس فعليًا، موضحًا أن الهدف من ذلك كان محاربة عرفات. كما أضاف أنه يرجى وضع الأمور في السياق، مؤكدًا أن مصر تعاني معاناة شديدة من حماس التي لديها اتصالات قوية في مصر، مشيرًا إلى الاجتماع الذي حدث قبل بضعة أسابيع، وكانت مصر تلعب فيه دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي ركزت فيه المناقشة بأكملها على شكاوانا المريرة من حماس لدعمها للإرهابيين. كما أشار إلى القانون الأخير الذي وافق عليه “الكنيست”، موضحًا أنه أمر محزن لأنه يضفى الشرعية على التنافس على الأراضي الخاصة التي يقيم فيها المستوطنون.
-
هذا وقد أكّدت الدكتورة/ فائقة الرفاعي، نائبة محافظ البنك المركزي المصري، أن الجميع يؤمن بأن الولايات المتحدة لديها القوة البشرية، والموارد الكافية، والأفكار الكافية، وما إلى ذلك لحل القضية الفلسطينية إلى الأبد. ثم طرحت تساؤلاً مفاده “لماذا أخفقت الولايات المتحدة في حل القضية؟، وتصر على المفاوضات الثنائية؟”، بل وترفض ما يتم زعمه من قبل العديد حول أن المفاوضات الثنائية غير متكافئة، ولن تصل أبدًا إلى حل نهائي، لذا فإن السؤال في أيدي الولايات المتحدة، وأعتقد أن جميع المنظمات غير الحكومية تؤمن أن حقيقة حل القضية الفلسطينية تقع في أيدي الولايات المتحدة.
كما أضافت أننا أمام أزمة حقيقية جديدة، خاصة بعد أن صرّح الرئيس “ترامب” عن نواياه قبل بضعة أسابيع، بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، موضحة أن هذا الإجراء ربما يمثل جائزته لإسرائيل، مشيرة إلى أن إسرائيل هي الداعم و المحرك الرئيسي لجميع رؤساء الولايات المتحدة، حيث تلعب دور كبير في إنجاح المرشحين للرئاسة أو خسارتهم، الأمر الذي يمثل السبب الرئيسي في الاعتقاد بأن الحل الجديد يقع في أيدي الولايات المتحدة، خاصة وأنها تعد أقوى دول العالم حاليًا. ثم طالبت الولايات المتحدة أن تعمل بجدية لحسم قضية الإرهاب، خاصة وأنه لا يوجد تعريف واحد يحدد من هو الإرهابي في جميع أنحاء العالم؟ و بالتالي لا توجد شفافية.
-
من جانبه، أشار السفير/ “Mandel“، إلى أن وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت رسميًا منذ 6 أشهر أن مؤيد الإرهاب الأول في عام 2016 هو إيران. كما تسائل عن وجهة نظر مصر فى هذا؟ وهل ترى مصر إيران خطر داهم يهدد المنطقة؟.
-
وفي هذا الصدد، أكّدت السفيرة/ منى مكرم عبيد، أن إيران تمثل حضارة كبيرة لا أحد يستطيع إنكارها، حتى وإن لم تكن تربطنا معها الآن علاقات جيدة، ولكن التحدى الحقيقي يتمثل في دول الخليج العربي، كما إنه يقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية دور كبير فى الشرق الأوسط، خاصة وأن الولايات المتحدة تراجع الآن سياستها في الإنخراط عالميًا في قضايا الشرق الأوسط منذ حرب العراق، وأضاف أنه ليس من مصلحة دول المنطقة أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير سياستها تجاه المزيد من الإنعزالية، لأن هذا سيؤثر بطبيعة الأمر على مسار التجارة في المنطقة، وسيضر باقتصاديتها. ثم أضافت أن أغلب المصريين يجهلون حقيقة مهمة، وهى أننا تربطنا بإيران علاقات قديمة، منوّهة إلى أن شقيقة أحد الملوك الذين حكموا مصر في عصر الملكية كانت متزوجة من شاه إيران “محمد رضا البهلواني”، وأكدت السفيرة/ منى مكرم، أن الأزمة الحالية بين السنة والشيعة، التي تخلق حالة التوتر هذه بين مصر وإيران، لم تكن موجودة قبل 40 عام، مشيرة إلى إنها أزمة مستجدة.
-
في حين ذهب السفير/ محمود سعيد، للإشارة إلى أن الهدف الأساسى من هذه المقابلة، هو الحديث عن الإدارة الأمريكية الجديدة ومستقبلها، منوهًا أننا لم نناقش كثير من الأسئلة التى جئنا بالأساس من أجل مناقشتها، كما أكد أنه لا جدوى من الدخول في التفاصيل منذ عام 2006، والمبادرة العربية 2003، مضيفًا أنه يواجه العديد من التساؤلات من القادة الأمريكان عن سبب عدم قبول الفلسطينيون الأمتثال لحدود عام 1967. لذلك دعونا نستقر الآن، مضيفًا أننا يجب أن نكون واقعيين وموحدين وأن ندرك صعوبة الوضع الحالى. كما أوضح أن هناك انقسامات كبيرة داخل “فتح”، هذا إلى جانب الصراع القائم بين فتح وحماس. كما أضاف أن حالة الشرق الأوسط بشكل عام ليست صحية، مشيرًا إلى أنه في عام 2006 كاد الطرفين أن يتوصلوا إلى اتفاق فى شرم الشيخ، ولكن لسوء الحظ كانت الانتخابات الأمريكية قريبة جدا والانتخابات في إسرائيل أيضًا.
-
وختامًا، وجه السيد/ “Mandel“، بالشكر للمجلس، مشيرًا أنه لا أحد يعلم ماذا سيحدث مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كما أضاف أنه يجب علينا التحلى بالصبر، وانتظار بعض الوقت، مؤكدًا أن رئيس الولايات المتحدة لا يملك السلطة التي يتمتع بها الإسرائيليون والفلسطينيون.
وفي المقابل، توجه السفير/ منير زهران، بالشكر للحضور، معربًا عن خالص سعادته بهذه المقابلة وعن هذا الحديث الشيّق.