بيان صحفي بشأن أحداث العريش الإرهابية
فبراير 26, 2017مشاركة السفير/ د. منير زهران في زيارة الوفد المصري لمقر حلف الناتو في بروكسل
مارس 2, 2017
في إطار حرص كلية الحرب الجوية الأمريكية “Air War College” على زيارة المجلس بصفة منتظمة سنويًا، استقبل المجلس في 28 فبراير 2017 وفدًا من الكلية، يضم 15 عضوًا برئاسة الملحق الجوي الأمريكي في القاهرة العقيد/ James Drape. وحضر اللقاء السفراء/ إيهاب وهبة، حسين حسونة، عزت سعد، واللواء محمد إبراهيم الدويري ، واللواء طيار أ. ح/ هشام الحلبي، ود. جمال يوسف.
-
افتتح السفير/ د. عزت سعد، مدير المجلس، اللقاء بالترحيب بوفد طلبة الكلية، متمنيًا في إطار التواصل الدوري والمستمر بين الجانبين، أن يكون النقاش والحوار بين الطلبة وأعضاء المجلس مثمرًا. وأضاف أنه كما كان الحال في الزيارات السابقة، عادة ما يهتم الجانب الأمريكي بالاستماع إلى تطورات الأوضاع الداخلية في مصر ورؤيتها للأوضاع في المنطقة، لاسيما ملفات أزمات سوريا وليبيا واليمن وغيرها. وأضاف بأن المجلس كان قد عقد ندوة في يناير 2017 حول توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، وزيارة الرئيس السيسي لواشنطن في القريب.
-
من جانبه، رحّب السفير/ د. حسين حسونة، منسق اللجنة الدائمة لشؤون الأمريكيتين، بالضيوف، مستعرضًا مسيرته وخدمته الدبلوماسية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتأكيده على متابعته مختلف القضايا في الولايات المتحدة، وأوضح للوفد أن زيارتهم تأتي في إطار زيارات الصداقة المتبادلة بين البلدين، مؤكدًا على ما ذكره السفير عزت سعد حول الزيارة المرتقبة بين الرئيس السيسي والرئيس ترامب، مشيرًا بشكل إلى لقاء الرئيس السيسي بالجنرال “جوزيف فوتيل”، قائد المنطقة المركزية الأمريكية، خلال زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي، مشددًا على التعاون بين الجانبين على كافة المستويات، وأن هناك مصالح مشتركة تشمل التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتسوية الصراعات بالمنطقة. واستشهد في ذلك بما ذكره الرئيس الأمريكي عن أولوية مكافحة الإرهاب من خلال استراتيجية شاملة، لا تقوم فقط على الجانب العسكري لمكافحة الجماعات الإرهابية، ولكن من خلال مكافحة أفكارهم وأيديولوجياتهم ومصادر تمويلهم أيضًا. وأشار في هذا الصدد إلى أن مصر تكافح الإرهاب في سيناء، حيث يخوض الجيش حربًا ضارية هناك، وأن الجماعات الإرهابية تكثف هجماتها حاليًا ضد مسيحيّ سيناء، وشدد على أن المسيحيين يعيشون بشكل طبيعي في كافة أنحاء الجمهورية كإخوة وأخوات مع المسلمين، وأنهم لايعدون أقلية، وإنما مواطنون مصريون لهم جميع الحقوق والواجبات وفق الدستور. وفي هذا الصدد، أوضح عدد من النقاط على النحو التالي:
-
دور مصر في احتواء الصراعات في الدول المجاورة خاصة في كل من ليبيا وسوريا واليمن، مؤكدًا حرص مصر على الحفاظ على وحدة وسلامة وتماسك واستقلال هذه الدول.
-
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية – الأمريكية، أشار إلى تطلع مصر إلى التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب، وأن تصوره أن التعاون مع الولايات المتحدة يجب أن يشمل التعاون السياسي والاقتصادي والثنائي، بما في ذلك ضخ مزيد من الاستثمارات الأمريكية لمصر، ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، خاصة بعد قرار البنك المركزي الأخير بتخفيض قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، وحصول مصر على قرض من صندوق النقد الدولي، واصفًا إيّاه بالقرار الحكيم والشجاع، موضحًا أن المواطن البسيط قد يعاني في الوقت الحالي من أعباء الإصلاح، إلا أنه على المدى الطويل سيساعد في تحسن الاقتصاد المصري وتعافيه.
-
فيما يتعلق بالتعاون السياسي، أكد على الدور الذي تقوم به مصر في الملف الليبي، واستضافة كل من فايز السراج وخليفة حفتر وعقيلة صالح، للتوصل إلى تسوية بشأن الأزمة الليبية، مؤكدًا الدعم المصري للمفاوضات التي تجري حاليًا بجنيف بين قوى المعارضة السورية والنظام السوري. منوّهًا إلى أن داعش لا تمثل فقط تهديدًا مباشرًا لسوريا والعراق ولكنها تمثل تهديدًا لمصر أيضًا. وتساءل سيادته عما سيحدث بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، وأي المناطق التي سيلجأون إليها، هل سينتشرون بالصحراء أم يتوجهون نحو أوروبا؟، وهل سيستمرون في تجنيد الشباب إلكترونيًا؟. مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الاستراتيجية الفاعلة لمواجهة التنظيم يجب أن تكون طويلة المدى وشاملة.
-
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أنها تأتي على قمة أولويات قضايا السياسة الخارجية المصرية، مؤكدًا على موقف مصر الثابت والمعلن تجاهها، ورؤية مصر لحل القضية التي يجب أن تقوم على ثوابت أساسية هي حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على أن حل الدولتين لا يعد محلاً للنقاش، فقد سبق وأن أصدر المجتمع الدولي قرارًا بشأنه عام 1947 عندما قررت الأمم المتحدة إنشاء دولة لإسرائيل وأخرى للفلسطينين. وأشار إلى أن حل الدولتين يأتي في صالح إسرائيل للعيش بسلام مع جيرانها العرب. وأوضح أنه عندما تم توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل كان الهدف هو توسيع هذا الاتفاق للتوصل إلى سلام شامل، وحصول الفلسطينيين على حقهم في دولتهم المستقلة.
-
تساءل أحد الحضور عن توقعات أعضاء المجلس حول لقاء الرئيس السيسي بالرئيس ترامب، ونتائج ذلك؟
وفي هذا الصدد أشار السفير حسونة، إلى اللقاء الذي دار بين الرئيس السيسي ودونالد ترامب على هامش الدورة الـ (71) للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016، والذى وصفه ترامب حينها بأن هناك “كيمياء” بينهما، مشيرًا إلى أن اللقاء المرتقب قد يشهد تعاونًا أكبر بين البلدين في الفترة القادمة في مجال مكافحة الإرهاب. وأن الملف الاقتصادي سيكون حاضرًا وبقوة، وخاصة المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر. وعرض ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ودور مصر في إنهاء الانقسام والدفع بالمصالحة الفلسطينية، وكذا دورها في الأزمات الإقليمية كـ ليبيا وسوريا ..إلخ.
-
تساءل عضو أخر من الوفد الأمريكي عن الدور الذي يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة على المستوى السياسي والثقافي؟
فأجاب السفير حسين حسونة بأن العامل الثقافي مهم، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب والأفكار والأيديولوجيات المتطرفة، كما أشار إلى قيام مصر حاليًا بمراجعة وتجديد الخطاب الديني من خلال مؤسسات مثل الأزهر الشريف، وهي واحدة من أعرق المؤسسات الدينية في العالم، وأضاف أن على الولايات المتحدة تأييد هذا التوجه.
-
في مداخلته أشار السفير/ إيهاب وهبة، منسق اللجنة الدائمة للشئون العربية في المجلس، إلى أنه يؤمن بأن تلك الجماعات لاتتبع فكر أو أيديولوجية محددة، مؤكدًا أنه إذا ما توافرت لديها أيديولوجية ممنهجة، لكانت المواجهة ستكون أسهل وأيسر، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنها محاولة لتدمير الدول العربية والحضارة الاسلامية القديمة، كما يحدث في العراق وسوريا، فقد أتى الإسلام إلى مجتمعاتنا العربية ولم يتغير شئ، منوَهًا إلى أن الأزهر بمؤسساته يحاول تنوير وتجديد وإصلاح تلك الأفكار المتشددة، مشيرًا إلى أن مصر محاصرة بين إرهاب في الشرق بسيناء، وإرهاب في الغرب بليبيا، كما أشار إلى دور إيران في تعزيز تواجدها من أربع دول عربية هي لبنان واليمن والعراق وسوريا، كما نبه إلى دور روسيا في قصف وتدمير الشيشيان، وهو نفس الأمر الذي تتبعه في سوريا. وفيما يتعلق بليبيا، أشار إلى أن هناك ثلاث حكومات كل منها يدّعي أنه الكيان الشرعي، وأن السودان تثير بعض القلاقل للأمن المصري، مؤكدًا أن القاهرة تتبع في ذلك كله استراتيجية الحوار والتسوية السياسية، وترفض الدفع بأي عمل عسكري من شأنه أن يزيد من تدهور الوضع القائم.
-
تساءل أحد الضيوف عن تقييم المجلس للدور الإيراني – الروسي بالمنطقة، وكذا الدور الذي ينبغي على الولايات المتحدة القيام به في المنطقة، خاصة وأن الكثيرين يرون أن دور الناتو في ليبيا كان سلبيًا وقاد البلاد إلى الفوضى؟
وفي هذا السياق، أجاب السفير/ إيهاب وهبة، مؤكدًا على أن التدخل الأجنبي في شئون دول المنطقة، من أجل تحقيق أهداف وأجندات تتبناها هذه الدول الأجنبية، يجعل الوضع أكثر سوءًا، ولا يخدم مصالحنا المشتركة.
ومن جانبه، أوضح السفير/ حسين حسونة، أن الدور الأمريكي في المنطقة مهم وحيوي، ولكننا نرحب بالدور الإيجابي للوجود الأمريكي، وأن سياسات الرئيس أوباما كانت سلبية، حيث حاول التخلص من سياسات الرئيس بوش وتغيير ما فعله من غزو وتدخل في المنطقة بالخروج من العراق وافغانستان، ولكنه في النهاية ترك الأزمات تتفاعل وتتصاعد. مشددًا على أهمية أن تعمل الولايات المتحدة سويًا مع روسيا في إنهاء صراعات المنطقة، وأنه على الرغم من أن المنطقة لم تعد تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية بسبب تراجع أهمية البترول لديها وغيرها، إلا أن هذه الأهمية تظل قائمة فهي توفر فرصة للولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن مصالحها وإثبات ريادتها كقوة عظمى.
-
تحدث اللواء طيار أ. ح/ هشام الحلبي، عضو المجلس، عن دور مصر في محاربة الإرهاب، مؤكدًا أنها تواجه إرهابًا عابرًا للحدود، وهي الحرب التي تخوضها مصر ليس فقط ضد الجماعات المتشددة، ولكن أيضًا لمحاربة الأفكار التي تتبناها هذه الجماعات، مؤكدًا وجود منطقة رمادية بين الأفكار المتشددة ومعتنقيها من المتشددين.
وأضاف أنه قبل الدخول في حرب باستخدام القوات المسلحة يجب علينا محاربة تلك الأفكار المتشددة، مؤكدًا أن أصحاب الفكر المتطرف منتشرون في المنطقة، وتقوم الدول الأخرى بحمايتهم تحت شعار حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنهم يرتكبون جرائم القتل باسم الدين، وعن طريق الفتوى بإجازة القتل.
كما شدد على أنه مع كل تقدم تحرزه القوات المسلحة المصرية يتم استهداف المدنيين بالأعمال الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أصبح واضحًا في الفترة الأخيرة ومفهومًا لدى الدولة.
-
تساءل أحد الحضور عن حديث اللواء هشام الحلبي حول ضرورة التعاون فيما بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب، وأنه يرى أن التحدي الحقيقي هو مدى قدرة الدول العربية على التوافق حول تحديد أوجه التهديد المشترك، مؤكدًا أن مفهوم الإرهاب مفهوم واسع ويختلف وفق رؤية كل دولة للفصائل المتشددة – وما إذا كانت تتبنى أفكارًا متطرفة من عدمه، متسائلاً عن دور الجامعة العربية في تحديد التهديدات المشتركة؟
وفي هذا الصدد أشار السفير/ ايهاب وهبة، إلى أنه بعد الغزو العراقي للكويت، أرسلت بعض الدول العربية قوات لمساندتها في رد العدوان، وتم عقد مؤتمر قمة عربية للتوصل إلى حل بشأن تلك الأزمة، مما أكد الموقف الجماعي العربي في مواجهة تهديد الأمن القومي العربي.
وأضاف السفير/ حسين حسونة أن الدول العربية متوافقة فيما بينها على تحديد التهديدات المشتركة، وأن تعريفها للتهديدات التي تهدد مصالحها المشتركة يشمل أي تهديد لأمنها واستقرارها أو أي تدخل خارجي في شئونها. وأضاف أن التوافق العربي يشمل أيضًا حل وتسوية المشكلات العالقة بالمنطقة، وخاصة حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً.
-
أبدى اللواء/ محمد ابراهيم، عضو المجلس، الملاحظات التالية:
-
أن مصر مازالت تحارب الإرهاب في سيناء، مثنيًا على الدور الذي تبذله القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب.
-
أن العلاقات بين مصر وإسرائيل تشهد تعاونًا حاليًا، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني.
-
أن المنطقة تشهد صراعات عديدة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، ولكن المشكلة الفلسطينية تختلف عن معظم تلك المشكلات.
-
شدد على أن الإرهاب لن يمحى من المنطقة، طالما بقيت القضية الفلسطينية بدون حل.
-
هناك مبادرات واتفاقيات أساسية تعد كمرجعيات لحل القضية الفلسطينية أهمها اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، واتفاقيات أوسلو 1994، واتفاقية مدريد 1991، واتفاقية السلام مع الأردن. وهي كلها تقوم على مبدأ “الأرض مقابل السلام”.
-
أكد على أن فكرة حل الدولتين هي اقتراح أمريكي بالأساس تم طرحه عام 2003 في عهد إدارة بوش الابن.
-
أشار إلى أن الرئيس أبو مازن في حرج بالغ حيث لم يعد لديه ما يفعله لدفع تلك القضية، وهو يتجه للمنظمات الإقليمية والدولية للحصول على تأييدها، إلا أن جمود عملية السلام يعطي ذريعة لحماس للانتشار وكسب المزيد من الأنصار.
-
أوضح أن السلطة الفلسطينية مازالت ترتب مع إسرائيل الإجراءات الأمنية.
-
أشار إلى أن الرئيس ترامب تجاهل مطلب حل الدولتين في المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 15 فبراير الماضي.
-
أشار إلى أن إسرائيل ستستمر في زيادة مستوطناتها، مؤكدًا أن العدد يزداد بسرعة، وأنه منذ حفل تنصيب الرئيس ترامب في 20 يناير 2017، أعلن عن بناء أكثر من 6000 وحدة استيطانية. كما أكّد على أن اليأس وخيبة الأمل قد تدفع الفلسطينيين إلى حلول أخرى للحصول على حقوقهم، وقد يدفعهم ذلك إلى تبني العنف، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن حماس ستكون أكثر قوة وستزيد من حدة أعمالها، كما طالب بضرورة ممارسة الضغوط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.
-
تساءل أحد الضيوف عن الدور المنوط بالولايات المتحدة القيام به في حل القضية الفلسطينية؟ مشيرًا إلى أن هناك بعض المصريين يرفضون الدور الأمريكي بالمنطقة، فكيف يمكن إقناعهم بأهمية هذا الدور؟
أجاب السفير حسين حسونة بأن العلاقات الجيدة بين الرئيسين السادات وكارتر أسهمت في توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأن تلك الخطوة توضح الدور الأمريكي وقدرته على دفع عملية السلام بالمنطقة.
وأضاف بأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل وتقدم لها العديد من المساعدات العسكرية والاقتصادية، ومن هذا المنطلق يمكن للولايات المتحدة الضغط على إسرائيل للقبول بالتسوية السلمية العادلة. كما أشار إلى أن للولايات المتحدة القدرة على إجبار إسرائيل على وقف نشاطها الاستيطاني في الأراضي المحتلة.
-
أشار السفير/ د. عزت سعد، ردًا على التساؤل عاليه، إلى أن المشاعر المُعادية للأمريكيين بالمنطقة مرتبطة بشكل كبير بالموقف الأمريكي تجاه الصراع (العربي – الإسرائيلي)، مؤكدًا على ما ذكره السفير حسين حسونة بأنه يجب فهم ذلك في إطار استمرار الانحياز الأمريكي المطلق للمواقف الإسرائيلية المناهضة للسلام.
وتحدث سيادته ردًا على تساؤل أحد الحضور عما إذا كانت هناك استراتيجية أو تعريف عربي متفق عليه حول ماهية التهديدات التي تواجهها الدول العربية والأولويات في هذا الشأن، موضحًا الآتي:
-
أن ما بدا من تضامن عربي خلال حرب تحرير الكويت، يظل حالة استثنائية، حيث لايوجد نظام أمن جماعي عربي فعال في نطاق جامعة الدول العربية يمكن من خلاله تحديد التهديدات المشتركة التي تواجهها الدول الأعضاء، إلى جانب عدم وجود آليات فاعلة للتسوية السلمية للمنازعات العربية.
-
أن المسئولية في هذا الشأن تقع على عاتق النظم الحاكمة ذاتها، والتي تفتقد حتى الآن للإرادة السياسية الكافية لإنجاز ذلك. وأضاف بأن هناك العديد من مشاريع الوثائق الخاصة بإنشاء مجلس للسلم والأمن العربي – على غرار مجلس مماثل أنشئ في إطار الاتحاد الإفريقي قبل سنوات – وإنشاء محكمة عدل عربية وأخرى لحقوق الإنسان، غير أن كل هذه الوثائق ما تزال حبيسة أدراج الجامعة العربية ولم تر النور حتى الآن.
ونوّه إلى أن مصر، منذ إنشاء الجامعة وحتى الآن، سعت إلى إنشاء مثل هذا النظام، وآخر ذلك اقتراح إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات المشتركة، وقد أقرت القمة العربية في شرم الشيخ في مارس 2015 إنشاءها بالفعل، وقبيل توقيع بروتوكول إنشاء هذه القوة طلبت المملكة العربية السعودية – مؤيدة من دول الخليج – تأجيل التوقيع لمزيد من التشاور.
وختامًا أكّد أن بعض دول المنطقة تعتقد أنها محصنة من الإرهاب، وأنه لايمثل تهديدًا جديًا لأمنها، وبالتالي تتبنى أجندة داعمة للأنشطة الإرهابية في بعض الدول كسوريا وليبيا وغيرها.
-
ذكر أحد الضيوف أن مفهوم الأمن الجماعي يجب أن يكون مرتبطًا بفكرة التعاون المشترك العابر للحدود، مشيرًا إلى الدور الإقليمي لمصر في مكافحة الإرهاب في ليبيا وسوريا وفي سيناء، متسائلاً إذا كان هناك دور يمكن للولايات المتحدة القيام به في هذا الشأن؟
أجاب السفير حسين حسونة، أنه استكمالاً لحديث السفير عزت سعد، فهناك نظام أمن جماعي عربي منذ عام 1950 ممثلاً في اتفاقية الدفاع العربي المشترك، التي ربما لم تفعل بما فيه الكفاية، وخلال أزمة تهديد العراق لاستقلال الكويت عام 1961 تم نشر قوات عربية بين البلدين، وتدخلت الجامعة العربية بشكل ناجح في هذه الأزمة. كما أشار إلى أن حرب أكتوبر 1973 شهدت موقفًا جماعيًا من العرب ضد إسرائيل بإيقاف البترول عن الدول الداعمة لها وتقديم المساعدات العسكرية لمصر.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور جمال يوسف، أن لدينا مشكلات عديدة في المنطقة، ولكن أهمها الوضع الفلسطيني، وأن حل المشكلة الفلسطينية مرتبط بالإرهاب، مؤكدًا على أن حل الدولتين سينهي الإرهاب وانتشاره في المنطقة.
-
تساءل أحد الطلبة الأمريكيين عن فكرة حل الدولتين، وكيف يمكن إقامة الدولة الفلسطينية في ظل وجود الانقسام الفلسطيني، وهو ما يعرقل أي اتفاق يمكن أن يتم في المستقبل بين الجانبين الفلسطيني – الإسرائيلي؟
أجاب اللواء الدويري أنه على الأرض هناك بالفعل انقسام، ولكنه أشار إلى أنه تم توقيع اتفاق لإنهاء حالة الانقسام بين غزة والضفة الغربية، مؤكدًا أن المصالحة الفلسطينية سهلة التحقيق، ولكن يجب التفكير أولاً في حل المشكلات التي تثيرها إسرائيل مثل الحدود واللاجئين وحل الدولتين والمياه وغيرها من القضايا الخلافية التي تعرقل التسوية.
وشدد على ضرورة اغتنام الفرصة السانحة في ظل وجود أبو مازن رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية، محذرًا من خطورة الوضع في حال وصول خالد مشعل أو إسماعيل هنية إلى السلطة، وذلك بعد انتخاب يحيى السنوار رئيسًا لحركة حماس بقطاع غزة.
-
أشار أحد الضيوف الأمريكيين إلى أن فكرة حل الدولتين هو اقتراح جيد، ولكن عمليًا لا توجد طريقة لإجبار إسرائيل على القبول بحل الدولتين، مقترحًا ضرورة طرح تسوية جديدة لحل القضية الفلسطينية تقوم على تقديم الفلسطينيين مزيدًا من التنازلات، فالطرفين بحاجة إلى الوصول لتسوية وتقديم مرونة أكبر في التفاوض، وتساءل عن الدور الذي يمكن أن تقوم به الدول العربية في هذا الشأن؟
أجاب السفير إيهاب وهبة بأن هناك مبادرة عربية مطروحة بالفعل منذ عام 2002 وتقوم على تقديم العرب تطبيع كامل مع إسرائيل في مقابل حل القضية الفلسطينية والسلام الكامل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن التعنت يأتي من الجانب الإسرائيلي الذي يطالب بإنشاء دولة يهودية في إطار مشروع ما يعرف بإسرائيل الكبرى، وهو ما يمثل نظامًا عنصريًا جديدًا لايعطي أي مساحة للفلسطينيين، مشددًا على أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن إنشاء دولة يهودية سيشّكل خطرًا على الفلسطينيين المتواجدين بإسرائيل، ويقدر عددهم بنحو 2 مليون فلسطيني، وأضاف أن حل الدولة الواحدة أو ضم جزء من الضفة الغربية هو أمر مرفوض تمامًا عربيًا.
ومن جانبه، أضاف السفير حسين حسونة أن هناك مرجعية قانونية دولية للتسوية، وهي قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كقرارات (242، 338) وغيرها من القرارات الصادرة في هذا الشأن، والتي تؤكد على ضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو 1967، فضلاً عن قرارات الجمعية العامة كالقرار (181) وقرار (194) حول العودة أو التعويض. وأشار الى أن وزير الخارجية السابق جون كيري أكد في خطابه الذي ألقاه قبل انتهاء ولاية أوباما الثانية أنه يتعين على الإسرائيليين التعايش مع جيرانهم الفلسطينيين وأن يتخلوا عن سياسة الاستيطان والقبول بحل الدولتين.
وأشار اللواء الدويري إلى أن العرب قدموا الكثير من التنازلات للإسرائيليين، وأنه يجب الرجوع إلى مبادرة الرئيس كلينتون ومحادثات طابا عامي (2000، 2001)، منوّهًا إلى أن مصر أبرمت اتفاقًا للسلام مع الجانب الإسرائيلي، وأن أبو مازن وافق على تبادل عدد من الأراضي مع الإسرائيليين في سبيل حل القضية الفلسطينية، ولكن دائمًا ما كان هناك رفض وتعنت إسرائيلي. مؤكدًا أنه في الوقت الراهن تم التفاوض على كل شئ يخص الحدود وشكل الدولة الفلسطينية والإسرائيلية، ولكن التعنت الإسرائيلي مازال سيد الموقف.
-
تساءل الوفد الأمريكي عن اللقاء المنتظر بين الرئيسين المصري والأمريكي، وعن المجالات والفرص والمناطق التي ترغب مصر من الولايات المتحدة دعمًا لها؟.
أجاب السفير حسين حسونة أنه يتوقع أن يشمل اللقاء المنتظر بين الرئيسين السيسي وترامب قضايا محاربة الإرهاب ومساندة الإصلاح الاقتصادي في مصر وتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لها، وتشجيع فرص الاستثمار فيها، إلى جانب أنه سيتطرق للقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل عادل لها.
وفيما يتعلق بالاستثمار في مصر، أشار إلى أن هناك عدد كبير من المشروعات العملاقة التي تدعو مصر إلى الاستثمار فيها حاليًا منها مشروع محور تنمية قناة السويس، موضحًا أن مشروع توسعة القناة جاء بأيادٍ ومساهمات مصرية 100% وفي وقت قياسي، وأشار إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات استصلاح الأراضي الصحراوية.
وأوضح أن مصر ليست بحاجة فقط إلى الاستثمار، بل أيضًا إلى الحصول على الدعم الفني والتقني، والتعاون في مجالات أخرى مثل التعليم والصحة والتنمية المستدامة، وأشار إلى حرص مصر أيضًا على جذب السياحة الأمريكية، وتشجيع القطاع الخاص الأمريكي للاستثمار بمصر ودعم قدراتها الإنتاجية.