زيارة المبعوث الصيني الخاص لسوريا للمجلس
أبريل 23, 2017مشاركة السفير/ عزت سعد في أعمال مؤتمر موسكو السادس للأمن الدولي
أبريل 27, 2017في 23 إبريل 2017، التقى أعضاء المجلس بالدكتور/ طاهر صلاح الدين، أستاذ النانوتكنولوجي، ومدير مركز مصطفى السيد لأبحاث النانوتكنولوجي، للحديث عن “آخر تطورات النانوتكنولوجي في مصر والعالم”، بحضور كلاً من السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس، والسفير عزت سعد، مدير المجلس، وعدد من السفراء، والخبراء، والأكاديميين من أعضاء المجلس.
إستهّل الدكتور/ طاهر حديثه بتوضيح أن هدفه هو محو الأمية الخاصة بالمعرفة بعلم النانوتكنولوجي، ثم بدأ بعد ذلك استعراض الورقة البحثية بالتعريف بعلم “النانوتكنولوجي” من حيث كونه “علم للدراسة والتحكم في مسألة على نطاق الذرة أوالجُزئ، حيث يتم التعامل مع هياكل تتراوح حجمها ما بين 1 إلى 100 نانومتر في بعد واحد على الأقل، وتتضمن تطوير أو تعديل المواد أو الأجهزة ضمن هذا الحجم”، ثم استطرد في حديثه عن ماهية “علم النانو” بتوضيح جذور وأصل كلمة “النانو”، مشيرًا إلى أن جذور هذه الكلمة ترجع إلى الحقبة الفرعونية.
وفي ذات السياق، أوضح أن “علم النانوتكنولوجي” أصبح قبلة العالم الحديث للتطور والوصول إلى غايات الأشياء، الأمر الذي دفع البعض إلى أن يطلق عليه بأنه “حافة العالم”.
مؤكدًا أن رغبة الدول فى الحصول على تكنولوجيا النانو ترجع إلى استخداماته الواسعة في كافة المجالات كالطب والزراعة والبيئة والطاقة …إلخ، وأيضًا لعوائده المالية الضخمة التي قد تصل إلى تريليون دولار.
كما أوضح أن علم “النانوتكنولوجيا” يتمتع بالعديد من الميزات الفريدة، منها، السيطرة على نمو المواد، مشيرًا إلى أن هذه الميزة أخذت العلماء إلى الدفع بأن امتلاكها قد يدفع إلى نهاية العالم، أيضًا من بين ميزات “النانو” هو الاعتماد على الحجم والشكل، حيث إنه كلما اختلفت احجام المواد تغيرت صفاتها وكذا أشكالها، مؤكدًا على أن المواد عند تحولها إلى “نانو” تكتسب العديد من الصفات حيث تكون أقوى، وأسرع، وأصغر، وكذا أكثر دوامًا، بالإضافة إلى إنها تكون أرخص.
وفيما يتعلق بتطبيقات علم “النانوتكنولوجي” أوضح أنه بات يدخل في كافة المجالات كالبيئة والطاقة والطب والزراعة، وكذا الالكترونيات وأجهزة الكمبيوتر، وفي هذا الشأن أشار إلى عدد من الاكتشافات التي تمت في هذه المجالات من خلال “النانوتكنولوجي”، خاصة في مجال الطب والصحة ومنها العمل على إعداد ما يسمى المعمل المحمل على شريحة الكترونية، وأيضًا ما يسمى “Drug delivery” والذي يعمل على استهداف الجزء المصاب فقط من الجسم بالعلاج.
ثم تطرق إلى التطورات والآفاق التي قد يؤدي إليها في علاج الأمراض المستعصية، موضحًا أن هذه التطبيقات شملت أيضًا المجال العسكري وكان أخر هذه التطورات ابتكار ملابس غير مرئية.
ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن المحور الثاني من الورقة الخاص بـ “خارطة طريق النانوتكنولوجي وتطبيقاته في مصر”، حيث أكد على ضرورة وضع عدد من المرتكزات التي يجب توافرها لتأسيس قاعدة حديثة “للنانوتكنولوجي” في مصر ومنها، ضرورة وجود تعليم يعتمد على العلم وآليات البحث العلمي، وكذا ضرورة ربط العلم بالاقتصاد والسوق السلعي، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن فشل المجهودات العلمية التي تتم في مصر، في الوصول إلى منتج يتم تسويقه، ومن ثم يعود بعوائد مادية، يعود إلى وجود فجوة أساسها عدم التعاون فيما بين رجال الأعمال المستثمرين في الصناعة وبين الجانب العلمي.
كما تطرق أيضًا إلى الأهمية التي أولتها استراتيجية التنمية المستدامة 2030 لتطبيقات النانوتكنولوجي في مجالات الزراعة من حيث تنقية المياه من الأملاح بحيث تكون صالحة للري، وكذا الصحة والطاقة المتجددة.
وفيما يتعلق باعتبارات الأمان في استخدامات “النانوتكنولوجي”، أوضح أنه على الرغم من الاستخدامات الإيجابية لهذا العلم، إلا أن البعض يذهب إلى استخدامه في الغش التجاري، من خلال تصنيع بعض المواد الغذائية الطبيعية بأخرى صناعية، لها نفس الخواص من حيث الشكل والطعم، إلا إنها يكون لها أثار جانبية على صحة الإنسان، ودلل على ذلك بأمثلة منها صناعة البيض وكذا بعض المنتجات الزراعية كـ “الكبوتشا”، مشيرًا إلى أن التوعية والمعرفة بالتطبيقات الحديثة لهذا العلم من شأنه رفع الوعى لدى المواطن عند شرائه هذه المنتجات، ومن ثم تجنبها وعدم رواجها في الاسواق، خاصة وأن الأسواق النامية تكون الأكثر استهدافًا من قبل الدول التي تُصّنع مثل هذه المنتجات.
وختامًا أشار إلى أنه يتم التخطيط حاليًا لإقامة مركز للنانوتكنولوجي على غرار المراكز العالمية المتقدمة، موضحًا أن الصعوبات التي تقابلهم في سبيل تحقيق هذا الحلم تتمثل في الدعم المادي، إلا أنهم يحاولوا التغلب على هذه العقبة من خلال التعاون والشراكة مع رجال الأعمال، وكذا منظمات المجتمع المدني، واختتم كلمته بتوجيه الشكر للمجلس لاستضافته وعرض ورقته، متمنيًا أن تحذو كافة المؤسسات نفس حذو المجلس من حيث تدشين جسور للتواصل بين العلماء والمسؤولين للتعرف على أخر مستجدات العلم وتطبيقاته، ومن ثم التباحث حول إمكانية تطبيق ذلك، وهو ما سيكون له مردود إيجابي على حياة المواطنين إذا ما تم.
وتلى ذلك بعض المناقشات والمداخلات من الأعضاء الحاضرين.