محاضرة دكتور مروان كنفاني حول كتابه “عن الفلسطينيين فقط .. جدلية النجاح والفشل”
يونيو 19, 2017ندوة حول تطورات الازمة الليبية ( الجزء الثانى)
يونيو 21, 2017بتاريخ 20 يونيو 2017، عُقدت بمقر المجلس حلقة نقاشية حول “قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر… الدلالات وآفاق المستقبل”، تحدث خلالها السفير/د.محمد مرسي، عضو المجلس، وآخر سفير مصري لدى دولة قطر، بمشاركة السفير/ د. منير زهران، رئيس المجلس، والسفيرعزت سعد، مدير المجلس، وعدد من أعضاء المجلس من السفراء السابقين والخبراء والأكاديميين.
-
بدأت أعمال الندوة بترحيب السفير/ د. منير زهران، بالحضور وعلى رأسهم السفير/ محمد مرسي،سفير مصر لدى قطرفي عهد الإخوان، ثم الرئيس عدلي منصور، ثم الرئيس السيسي، حيث أكد سيادته عدد من النقاط، جاءت على النحو التالي:
-
أن لقطر وضعية مختلفة كدولة منذ تأسيسها، ويتضح ذلك بشكل كبير في شروط عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، مضيفًا بأنقطر وضعت شروطاً محددة لتصبح تحت السيادة الإماراتية، وعليه فهي دولة تختلف عن وضعية باقي الدول الخليجية، ولاتشترك معها سوى في المجتمع المحافظ.
-
إن لقطر منذ سنوات طويلة،استراتيجية خاصة اتضحت معالمها بشكل أوسع عقب انقلاب “الشيخ حمد” على والده في التسعينيات، وتهدف هذه الاستراتيجية إلىتكرارالتجربة المصرية، وتعظيم دور الدولة من خلال استغلال الوفرة الضخمة فيما تمتلكه من موارد، ومنذ سنوات بدأوا في بناء علاقات مع الدول الكبرى والغربية، وعملت على استضافة معظم التيارات الإسلامية المتشددة، وإقامة علاقات وثيقة بهم في مختلف المناطق.
-
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية القطرية أكد سيادته أنها سياسة متناقضة، وأن هذا التناقض ناتج عن رغبة الدولة القطرية في امتلاك قنوات تواصل مع كافة الأطراف،وقد نجحت في سياساتها بدعم من تلك الجماعات المتشددة من خلال انتداب مستشارين متخصصين منهم في كافة المجالات (لتحديد توجهات الأسرة الحاكمة بمقابل مادي ضخم، وفي كل ملف يتم الدخول على العصب الخاص به ولعب دور مؤثر للغاية لتوجيه صناعة القرار العالمي بما يخدم المصلحة القطرية بدرجة كبيرة)، مدللاً على ذلك بأنه قبل تسليم أوراق اعتماده كسفير لدىقطر كان مسؤولاً عن الملف السوداني، وخلال بحث أزمة دارفور تم التأكد من أن قطر تستضيف فصائل دارفورية وفرت لهم إمكانيات مادية ضخمة حتى تتم تسوية الأزمة في دارفور ونجحت في ذلك.
-
أوضح أن قطر تسعى لتوفير حماية لنفسها من خلال بناء علاقات قوية، وندب مستشارين مع الجماعات الإسلامية المتشددة من ناحية، ومع الدول الغربية والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل من ناحية أخرى، وإيران باعتبارها عدو يجب أن تأمنه، مشيرًا إلى أن الدولة القطرية سعت لتوفير حماية من كافة تلك القوى من خلال تواجدها العسكري داخل الدولة القطرية،مما يوفر لهم حماية من الدولة السعودية والعراق (في عهد الرئيس السابق صدام) وإيران، وعليه فتلك الأحلاف توفر لهم الحماية الداخلية، وفقًا لما ورد بمراسلاتهم السرية.
-
تمكنت قطر من تحقيق طفرة اقتصادية كبرى في كافة المجالات اقتصاديًا وتعليميًا، فمثلًا مؤسسة قطر المعروفة بـ (Qatar Foundation) وهي مؤسسة عملاقة للتنمية نجحت في توفير معيشةجيدة للمواطن القطري،بما يسمح التأييد كامل للنظام القطري،وعليه فأي رؤية لتغيير نظام الحكم القطري لن يتم إلا بالتنسيق مع قوى كبرى في المنطقة، والعمل على استغلال وإثارة فتن بين قبائل وعشائر قطرية واستغلال مشاكل أخرى.
-
لعبت قطر دور أكبر من حجمها بمباركة من الولايات المتحدة وتركيا وإيران وإسرائيل والجماعات الإسلامية (لتوفير قاعدة قوية لقطر، وهو مايعطي لها الثقة في مواجهة قوى إقليمية كبرى كالسعودية).
مُنوّهًا إلى أن مايبدو من رسائل متناقضة في السياسة الخارجية القطرية تتفق تمامًا مع السياسة الخارجية لقطر، وهذا هو الحال في أغلب الدول ، فمثلًا يختلف رأي الرئيس ترامب عن البنتاجون، وهو مايعبر عن مأسسة الدولة.
لقد وصلت قطر لدرجة احترافية في إدارة ملفاتها الخارجية،فعلى الرغم من تقديمها مساعدات لدعم الجماعات المتطرفة، فإنه يصعب الوصول لأدلة قاطعة لإثبات ذلك،وجهدًامخابراتيًا ضخماً وقوياً، خاصة وأن هذه المساعدات تتم عبر أنشطة اقتصادية اعتيادية، مُستشهدًا فى ذلك بتجربة له قبيل مغادرته كسفير لمصر هناك، حيث صدر قرار بعدم وجود تمويل مباشر من (Qatar Foundation)للأسرة الحاكمة حتى لايزج باسمها في أية صفقات مشبوهة.
النظام القطرى آزاء مصر‘ فقد أعدت ورقة عام 2014 وأضاف أنه بالنسبة لسياسة قُدّمت للملك السعودي الراحل “عبد الله بن عبد العزيز”قدم فيها الجانب المصري ملاحظات و تحفظات حول السلوك القطرى تجاه القاهرة، وقدمت أدلة تستند لحقائق، أعقبها استدعاء الأمير تميم للرياض، وتعهد بتنفيذ أوامر وتعلميات الملك الراحل مقابل عودة السفراء الذين تم سحبهم في اتفاق الرياض عام 2014،حيث نفذت الدوحة هذا الاتفاق جزئياً.
منوّهًا إلى أنقطر أرادت أن تلعب دور قيادي بديل لمصر بالتعاون مع قوى إقليمية أخرى مستفيدة من الأزمات التي تتعرض لها مصر، وحاولت لعب دور منافس للدور المصري في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، والعلاقة مع السودان، وعملت على الدخول إلى مراكز صنع القرار لمحاولة استقطابها، ومارست سياسة النقيض مع الدول الخليجية من خلال دعم المعارضة في تلك الدول، وكذا دعم الأنظمة الملكية، وتجلى ذلك في البحرين ودعم الشيعة في المملكة، والنظام السعودي في ذات الوقت، وعملت على اللعب على وتر الطائفية، وإثارة الفتن أو الفوضى، وتبنى سياسة تغيير النظم ، بالإضافة إلى مشاركتها في وضع تصورات خاصة بإعادة رسم خريطة المنطقة.
وفي هذا الصدد أشار إلى أن أحد المستشارين الفاعلين في ذلك هو “عزمي بشارة”، أحد مستشاري الأسرة الحاكمة الذي شارك في وضع سيناريوهات لكيفية تغيير المنطقة، وإقامة مايسمى بالخلافة الإسلامية بتأييد أمريكي، ونجحت قطر في تفعيل خططها تجاه العديد من الدول، مستغلة ماتمتلكه من وفرةمالية، والاستفادة من خبرتها في اللعب على مراكز القرار، واختراق مؤسسات العديد من الدول من خلال مستشاريها.
مشيرًا إلى أن السعودية ودول الخليج تدرك أن قطر مصدر إزعاج لها في مجلس التعاون، ولكنهاتدرك خطر خروجها من مجلس التعاون في الوقت الحالي، وبالتالى لا تريد تصعيد الأمر، خاصة وأن دول الخليج الأخرى تدرك أن الأمير الشاب يتمتع بنفس الرؤية والاستراتيجية السابقة التي انتهجها والده، مضيفًا بأن الشيخة موزة تمكنت من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وتنفيذرؤيتها ولعب دور مهم في صنع السياسة الخارجية لقطر، مستفيدة من إمكانياتها، وتمكنت من خلال امتلاكها لبعض مؤسسات الأعمال الخيرية وفروعها في العديد من الدول العربية منلعب دور في تلك المناطق، ليُطلق عليها بأنها السيدة العربية الأولى، إلا أن الدور الأكبر لها يتمثل في العمل على ترتيب البيت القطري للوصول : أبنها الأمير تميم الحكم، وأن تلعب عائلتها (المسند)، وعائلة العطية دورًامهمًا في مؤسسات الدولة القطرية، وعلى رأسها المؤسسات الأمنية.
وختامًا، أوضح أن الأزمة تُراوح مكانها، فقطر لن تستجيب لتك المطالب، ومايجري حاليًا في التسوية هي محاولات للاستجابة للمطالب الخليجية، والتي تتفق مع المطالب المصرية. والواقع أن تركيا لن تتمكن من لعب دور فى هذا الشأن، في حين أن الولايات المتحدة قد تتمكن من حلحلة الأزمة عبر البوابة الكويتية، خاصة وأن الصراع تحول لصراع ثقافي شعبي خليجي في الأزمة، مما أدى إلى تجّذرها،ووجود انقسام شعبي خليجي حيال الأزمة.
وأكّد على أنه على الرغم من توافر أدلة قوية لإدانة قطر إلا أن الضغوط عليها تتطلب مزيدًا من الجهود، مُنوّهًا إلى أن مصر المستفيد الأول مرحليًا والخاسر على المدى الطويل قوميًا.
-
مناقشات
عقب ذلك طرح الأعضاء الحاضرين عددًا من التساؤلات والملاحظات كما يلي:
-
أكد السفير صلاح حليمة، عضو المجلس، أن خبرته في السياسة القطرية أتت من خلال عمله في السودان، مؤكدًا أن قطر تستغل إمكانياتها الضخمة، واستثماراتها الموجودة في الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة، وتعمل من خلالها للتأثير على صناعة لقرار في تلك الدول، مشيرًا إلى أن القواعد الأمريكية تمنح قطر الحماية اللازمة لممارسة سياستها، ولعب دور الوسيط في نزاعات المنطقة لتكون بديل للجامعة العربية، فضلًا عن كونها تريد ممارسة سياسة مستقلة بعيدة عن سياسية منظمة مجلس التعاون الخليجي.
-
أكد السفير/ رخا حسن، عضو المجلس، أن قمة الرياض وُجد فيها وئام تام بين السعودية وقطر، مشيرًا إلى أن الأزمة حدثت نتيجة التسريبات التي أطلقت بعد 48 ساعة من انتهاء القمم الأمريكية الثلاث في السعودية، وتضمنت تأكيد الامير القطرى على أهمية الدور الإيراني، وأنها دولة ذات ثقل يجب تعزيز التعاون معها لحماية أمن الخليج، وأن هناك دول تدعم الجماعات والفكر المتطرف في إشارة للسعودية، ودول أخرى تقمع المعارضة قاصدا مصر، مؤكدًا أن المقاطعة كانت نتيجة لكشف تميم للخطة السعودية المعادية لإيران والداعمة لبعض التيارات الإسلامية بما فيها الإخوان، لتأمن تهديدها للأسرة الحاكمة، مُنوّهًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون”، أكّد أن المقاطعة الاقتصادية تضعف جهود الحرب على داعش.
موضحًا أن السعودية قد خصصت بعض الموانئ والمعابر كمعبر”أبو سمرة”، وكذلك معبر “الصلالة” في إطار محاولاتهاالحثيثة لإبعاد قطرعن إيران،إلا أنه وعقب الأزمة أعلنت إيرانفتح ميناء “بوشهر”، وكذلك تركيا والكويت لإمداد قطر بالاحتياجات الأساسية.
الواقع أن الأزمة أقل تعقيدًا مما يبدو، خاصة وأنه من المعلوم أن هناك بعض الدول الخليجيةكالكويت وسلطنةعمان لم تقطع علاقتها مع قطر وتعارض مافعلته السعودية، خاصة وأن بعضها يمتلك علاقات قوية مع طهران، كما هو الحال مع الكويت والإمارات، فالأخيرة على سبيل المثال تمثل الشريك التجاري الأول لطهران في المنطقة، بل إن الاستيلاء على جزيرتي “طنب الكبرى وطنب الصغرى” تم بالاتفاق مع “شاه إيران” لحماية الإمارات، وعليه فقوة العلاقات القطرية الخارجية يدعم الموقف القطري، بالإضافة إلى أن قطع العلاقات سيُحدث خللاً كبيراً بين دول الخليج، وكذلك داخل المجتمعات الخليجية، خاصة وأن قطر تمول بعض المنظمات الخليجية.
وفيما يتعلق برد الفعل القطري، أكّد أن وزير الخارجية القطري صرح أنه لاتفاوض قبل رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، ولو وجدت مفاوضات لن تكون على السياسة الخارجية القطرية ولا الإعلام، مضيفًا بأن الرد القطري لم يكن بفرض عقوبات مثيلة، وذلك من أجل كسب التعاطف، فضلًا عن أن قطر تحظى بدعم غربي، وخاصة من بريطانيا نتيجة الاستثمارات القطرية الكبرى في انجلترا، وهو ماقد يدفع لتدخلالولايات الولايات المتحدة بدعم من الحليف الأطلنطي في محاولة لتهدئة الأزمة وعدم تصعيدها، وفقًا لما صرح به “أنور قرقاش”، وزير الدولة الاماراتى للشؤون الخارجية، ردًا على الرئيس العراقي “فؤاد معصوم” عندما حذر من امتداد الأزمة لسنوات.
-
أجاب السفير/ د. محمد بدر الدين زايد، عضو المجلس،على تساؤل لماذا الظاهرة القطرية؟، وماهو الدور الغربي والدعم الحادث خلال الأزمة القطرية– السعودية في التسعينيات على الحدود؟
مؤكدًا أن الانقلاب والخلاف القطري– السعودي ساهم في استفحال الموقف القطري لتبدأ الأخيرة تبني نهجًا عدائيًا لمصر والسعودية إبّان ماحدث في أزمة التسعينيات،ورأت أن السعودية تريد السيطرة عليها، وأن مصر كنت منحازة للنظام السعودي، ومن هنا بدأ الدعم القطري للإسلام السياسي، والجماعات المتشددة، والإخوان المسلمين، ووجد تأثير قوي للإخوان على الأسرة الحاكمة، والفكر الوهابي لتصبح الداعم الثاني بعد النظام السعودي.
وحول تناقض السياسات الأمريكية، أوضح أنه يوجد استخفاف أمريكي بالموقف العربي ودول المنطقة، وعلى الرغم من اكتواء الدول الغربية بنار التطرف والإرهاب إلا أنه يوجد انقسام مابين مؤسسات في أنظمة الحكم الغربية ترى ضرورة دعم الإخوان والجماعات المتطرفة، ومنظمات أخرى، ترى ضرورة التوقف عن دعمها عقب تصاعد حدة الهجمات.
وأضاف بأن الحضور القطري في كل الأزمات لم يكن نتيجة الوساطة والتحرك، بل ماتم هو شراء أطراف النزاع، وعليه فالسياسة الخارجية القطرية تقوم على استخدام المال لتوجيه الأنظمة، مشيرًا إلى أن الوساطة لن تنجح الآن، وما يوجد هو إشكال يتعلق بالدور القطري لايمكن للسعودية ودول المنطقة استيعابه وتقبله، فدولة صغيرة تريد لعب دور قوى كبرى، موضحًا أن ولي ولي العهد لن يقبل باستمرار قطر في لعب دور أكبر من حجمها، وبالتالي ستستمر هذه الأزمة بعض الشيء، وقد تُحّل بمفاوضات مشروطة، وعقب ذلك لن توجد مواجهة عسكرية، ولن تترك مصر لموقف مشابه لما حدث في 2014، خاصة وأن الموقف الإماراتي والمصري متطابق.وأضاف ان التحالف التركي– القطري هو الذي يخدم السياسة القطرية في دعمها للإخوان، وكذا في علاقتها مع الولايات المتحدة القائمة على رغبة مؤسسسات أمريكية في استمرار تيار الإسلام السياسي، والتي تخدمها قطر، وكذلك الحال في ليبيا. فقطر داعمة وممولة للجماعات المتطرفة، وتهدد الأمن القومي المصري، مع الإشارة بأن مصر لم تتورط، بل إن السياسات القطرية هي من قادت للوضع الحالي ، وعلى مصر وضع رؤيةواستراتيجية متكاملة للتعامل مع الموقف الراهن.
-
من جانبه، أكد الأستاذ/ عاطف الغمري، عضو المجلس، أنه في أوائل التسعينيات، وقبل الانقلاب في قطر استقبل اتصال من إسرائيل،وكانت أميرة حسن، مراسلة مصرية في إسرائيل،رصدت حوار بين أمراء خليجيين عن التخطيطلإنقلاب على والد الشيخ حمد،وهو مايؤكد الدور الإسرائيليفي الانقلاب، وهو ماأكده الشيخ خليفة في حدث له للصحافة الأمريكية عقب الانقلاب عليه، وبالتالي فالدور القطري هو دور الوكيل في السياسة الأمريكية في المنطقة، ومؤكد لنظرية الفوضى الخلاقة “لمايكل لادين”،والتي كانت تسمى “بالتدمير الخلاّق”،والتي كانت نتاجتكليفه بإعداد خطة لوضع تصور لحدوث تغير في الدول العربية، بدءًا من عام 2001، إما باستخدام العنف أو باستخدام وكلاء محليين، مشيرًا إلى أن قطر كانت تلعب هذا الدور.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي من الأزمة، أوضح أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن وكيلها في المنطقة، وستلعب دور الوسيط في حل الأزمة، خاصة وأن قاعدة “العُديد” أحد أدوات الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، فوفقًا لما نُشر عن حمد بن جاسم في أحد الجرائد الأجنبية يسمح باستخدامها ضد أي مكان في المنطقة وللعب أي دور.
-
وفي ذات الشأن، أكّد السفير/ مروان بدر، عضو المجلس، أن هناك صراع بين الدول الخليجية وبعضها البعض، متسائلًا عن سبب التدخل المصري،في ظل وجود عمالة مصرية بأعداد كبيرة في قطر، ووجود احتمالات بتسوية الأزمة، وتحمل مصر الخسارة في النهاية، مستفهمًا عن كون مايحدث هو استمرار لأخطاء قديمة انتهجت في التسعينيات، خاصة وأن مصر تواجه صعوبات اقتصادية، وتحتاج لتحويلات العمالة المصرية في الخارج وجذب الاستثمارات الخليجية.
وحول العلاقات القطرية– الإيرانية، أكّد أنها علاقات قوية للغاية، خاصة وأن إيران قوة عظمى في المنطقة،ويتمتع مجتمعها بالتجانس والتقدم الذي حققه في ظل المقاطعة الغربية.
وفي سياق متصل، أكدالسفير/ أسامة توفيق، على النقاط التالية بصفة خاصة:
– مع مطلع عام 1995 تلاقت أطماع الشيخ حمد بن خليفة ولى العهد القطرى (وكان يشغل فى نفس الوقت منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع) مع مخططات الولايات المتحدة لتغيير الخريطة السياسية للمنطقة وخصوصا الخليج، ولذلك حدث تفاهم صامتبين البلدين أسفر عن إيفاد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير البلدية والزراعة وابن عم وخليل ولى العهد فى مهمة الى واشنطن ليتباحث معها فى أمر ازاحة أمير قطر الشيخ خليفة والتعرف على مطالب الولايات المتحدة مقابل إعطاء الضوء الأخضر للانقلاب، واستمر حمد بن جاسم هناك لمدة أسبوعين حتى عاد برد واشنطن بالموافقة المشروطة بعدد من المطالب يتعهد ولى العهد بتحقيقها فور نجاح الانقلاب وهي:
-
ادماج اسرائيل فى منطقة الخليج وفتح أول سفاره لاسرائيل فى الخليج، ووافق حمد بن خليفة على هذا الشرط بعد تخفيفه ليصبح افتتاح أول مكتب تجارى اسرائيلى على أن يكون برئاسة سفير محترف من الخارجية الاسرائيلية وهو سامى رفاييل الذى حقق مع زوجته نجاحا كبيرا واختراقا فى صفوف رجال الأعمال وبعض المسئولين فى الدوحة وخصوصا الشباب ممن درسوا فى أمريكا وأوروبا.
-
تغيير نمط التسليح القطرى من فرنسى الى أمريكى والسماح للولايات المتحدة بالوجود العسكرى دفاعا عن قطر والخليج وتمت الموافقة على منحها قاعدة “العديد “وقاعدة ” السيليه”.
-
تعديل النظام القضائى القطرى الذى كان يعتمد أساسا على المحاكم الشرعية ليصبح اعتماده الاكبر على المحاكم المدنية العادية على أن تقتصر المحاكم الشرعية على أمور الأحوال الشخصية والمواريث.
-
تغيير النظام التعليمى القطرى ليصبح كمدارس وجامعات يمثل أحدث النظم فى أوروبا والولايات المتحدة وأصبحت معظم الكليات والمدارس الدولية لها فروع فى قطر والدراسة بها مختلطة بعد أن كانت من قبل منفصلة وأغلبها نظرى ودينى.
-
ادماج المرأة فى المجتمع وبالتالى تم السماح للسيدات بعضوية المجالس المحلية وتعيينهم فى وظائف مهمة فى الدوله كوكيلات لبعض الوزارات.
– وقد بررت الولايات المتحدة لقطر شروطها بأنها ترغب فى أن تكون قطر دولة عصرية وتجعلها قبلة يحاول كل الجيران أن تحتذى بها، كما أنه فى ظل التوسع فى الوجود الأمريكى والأوروبى فلن تسمح أمريكا بمحاكمة أى أجنبى أمام المحاكم الشرعية.
– وبعد أن تم الاتفاق بين الطرفين على كل التفاصيل وبدأ الانقلاب فى يونيو 1995 عندما اصطحب ولى العهد الشيخ حمد والده الى المطار لوداعه فى جولة مقررة من قبل إلى مصر ومنها الى أوروبا وانحنى مقبلا يديه وبعدها دعى ولى العهد كل المشايخ ورؤساء القبائل إلى اجتماع عاجل، لم يفصح عن مضمونه، فى انقلاب تليفزيونى نقله تليفزيون قطر دون صوت وغادر الحضور القصر دون أن يفهموا سبب الاستدعاء بينما أذيع ان اللقاء كان مبايعة من المشايخ للأمير الجديد حمد بن خليفة وتم تعيين حمد بن جاسم مهندس الانقلاب وزيرا للخارجية، وتدهورت العلاقات بين قطر ومصر والسعودية وبدأت حملات الاهانة والتخوين واتهام مصر والسعودية بالتآمر لإعادة الشيخ خليفة وازدادت العلاقات تدهورا بعد أن اعلنت قطر نيتها استضافة مؤتمر مينا(المؤتمر الاقتصادى للشرق الاوسط وافريقيا) بحضور اسرائيل.
– فى ديسمبر 1997 أعلنت السعودية عن دعوة الملك فهد للرئيس الأسبق مبارك والأمير السابق حمد للقاء فى الرياض للمصالحة بين البلدين, وكانت الفكرة ان قطر ستعتذر لمصر عما بدر منها ثم فوجئنا بأن البيان الذى صدر يبدأ بـ «نعتذر عما بدر منا» بمعنى أن البلدين قد وقعا فى أخطاء وندما عليها ثم قام حمد بزيارة الى القاهره فى مارس 1998 ولم تتحسن العلاقات ولم يرد مبارك الزيارة واستمرت قناة الجزيره فى التدخل فى الشأن المصرى وازداد التدخل بعد ازاحة مبارك من السلطة.
هل يمكن المصالحة بين دول المقاطعة وقطر؟ من واقع العرض السابق لفترة عملى فى الدوحة 95-1999 فإن قطر فى ثوبها الجديد بعد 1995 هي, كإسرائيل, صناعة غربية فى منطقتنا العربية وتوجه سياساتها وتحميها وتدافع عنها، ولن تتخلى عنها مهما حدث، وقد كان الموقفان الأمريكى والفرنسى شديدى الوضوح فى مساندة قطر ضد الدول الأربع المقاطعة، وكذلك بعض الدول الغربية وإن بدرجه أقل وضوحا، والفارق فى علاقة قطر وإسرائيل والدول المؤيدة لهما هى أن اسرائيل تحصل على معونات وأموال من الولايات المتحدة وحلفائها، بينما تضخ لهم قطر الأموال بلا حدود بمعنى ان فائدة قطر لهم اكبر كثيراً من اسرائيل، وأقصى ما يمكن الوصول اليه هو فتره من الهدوء بين الدول الأربع وقطر، ولكن لن تستجيب قطر اطلاقا للمطالب العربية أو أغلبها بل ستزداد المواقف القطرية تشدداً.
-
أكّد السفير/ إيهاب وهبة، عضو المجلس، على وجود أبعاد متعددة للموقف، مُستنكرًا زج مصر لنفسها في الأزمة دون جدوى، مؤكدًا أن المشكلة بين قطر ودول الخليج تكمن في قطر نتيجة ممارستها سياسة استقلالية عن السعودية،وهو ما ترفضه السعودية باعتبارها القوة الرئيسية فى الخليج، موضحًا أن قطر لن تتنازل عن أيًا من سياستها أوممارساتها الإعلامية.وأضاف أن السعودية هي من أقنع ترامب بشن هجوم على قطر وإيران، وفي مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوغندي هاجم ترامب وقطربشدة ، مؤكدًا أنها أكبر داعم للإرهاب تاريخيًا، وعلى المستوى القيادي، وأن القادة العرب في مؤتمر الرياض، طالبوه بالوقوف أمام قطر وتأديبها، ووقف تمويلها للعمليات الإرهابية.
كما أضاف بأن هناك تناقضات ضخمة داخل مؤسسات صنع السياسة الأمريكية، ومع الرئيس ترامب، ويدل على ذلك ماحدث عقب مهاجمة ترامب لقطر، ليؤكد وزير الخارجية الأمريكي “تريلسون” على عدم صحة ذلك، مُطالبًا بتهدئة الأمور وتجاوز الأزمة، وإنهاء الانقسام الحالي، والتعاون معًا في مجال مكافحة الإرهاب. وفي مثال آخر، وعقب الأزمة، تم توقيع اتفاقية بـ12 مليار دولار بين قطر والولايات المتحدة لاستيراد 35 طائرة إف 15، وتم إجراء مناورات بحرية مشتركة.إن مايحدث من انقسام حالي في دول الخليج لايخدم مصلحة الولايات المتحدة، ويقوض ماسعى إليه، مُنوّهًا إلى أن إيران هى المستفيد الأكبر من انشقاق الصف العربي.
-
أكدت د. منال عبد المنعم ، عضو المجلس، أنالمجلس قد يكون له دور في تقديم المشورة للاستفادةمنالوضع الحالي، وأن تلعب مصر دور دبلوماسي واستخباراتي مهم في الإمداد بمعلومات استخباراتية عن دعم قطر للإرهاب، وكذلك التنسيق مع المنظمات الدولية لمحاسبة قطر، وهو مايُلقي على عاتق مصر ضرورة الاستفادة من الوضع الحالي، خاصة وأن العديد من دول الخليج، رغم الأزمة، لم تقطع علاقاتها الاقتصادية، بل وأن بعضها لايزال يعتمد على إمدادت الغاز القطري كالإمارات والبحرين.
مشيرة إلى أن تركيا تمكنت من الاستفادة من قطر من خلال توفير فرص عمل للعمالة التركية،بل وتمكّنت من التغلغل في إفريقيا بأموال قطرية عبر بناء نحو 150 مدرسة تركية، ومراكز صناعية وتجارية، وكذلك استثمارات زراعية تركية في السودان.
مُشددة على ضرورة وضع استراتيجية متكاملة لوقف الدعم للجماعات الإرهابية، والاستفادة من الأموال القطرية لتوفير فرص عمل مصرية.
-
من جانبه، أكّد السفير/ د.عزت سعد، مدير المجلس،أن ممارسات و سياسات النظام القطرى تعد تحدياً للسياسة الخارجية المصرية . إذ كيف يمكن كسب قطر فى المعركة ضد الارهاب وفى الوقت ذاته الاستفادة من أمكاناتها المالية الضخمة فى دعم الاقتصاد المصرى. و المشكلة هنا هى أن قطر تمكّنت من بناء قاعدة اقتصادية ضخمة مع دول كبرى وكثيرة، وعليه فالإجراءات المتخذة مؤخرًا لن تؤثر عليها، وعليه فلابد من وضع استراتيجية لكيفية بناء الثقة مع دولة قطر، والتخلص من أرث الشكوك التاريخية بين الجانبين، وخلق نوع من الثقة في حدها الأدنى للاستفادة من تفاعل أطراف أخرى كتركيا وإسرائيل.
-
وفي هذا الإطار تساءل السفير/ د.منير زهران، رئيس المجلس، حول الدور القطري في الأزمة الفلسطينية؟، ودورها الحقيقي في المصالحة في ضوء إعلان قطر أن حماس هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني؟.
-
في تعليق ختامي للسفير/ محمد مرسي، أكد النقاط التالية:
-
أهمية وضع مصر رؤية متكاملة لكيفية الاستفادة من الوضع الراهن،متفقًا مع السفير/ مروان بدر حول وجود أخطاء في السياسة الخارجية المصرية يلزم تداركها.
-
أن ترامب رجل أعمال يفهم العقلية الخليجية، وسياسة دول الخليج، وله استثمارات ضخمة في دول الخليج، ولايمكن الاستهانة به، مع الإشارة إلى أنه لايوجد تناقض في السياسة الأمريكية بل هى سياسة واضحة تديرها المؤسسات.
-
أكّد على أنه لم يتم استدراج مصر للدخول في الأزمة، ولم تخطئ، وبالفعل حاولت مصر العمل مع قطر في أزمة دارفور وغيرها، إلا أنه وجد تناقضمصري– قطري واضح، و رغم هذا التناقض حاولت مصر التعاون مع قطر في الملف الإفريقي إلا أن الاختلاف والتناقض التام ما بين الرؤيتين المصرية والقطرية كانت أحد الأسباب الرئيسية في الإخفاق المصري في الملف الأفريقى، والذي أدى في نهاية المطاف لفقدان الثقة،واختلاف التوجهات، مشيرًا إلى أن هذا التناقض يمتد لكافة الملفات مهما كانت بسيطة، فمثلًا في ملف الزراعة في السودان، سعت مصر للاستثمار في مناطق تكثر بها الأمطار، في حين أرادت قطر الاستثمار في منطقة حوض النيل.
-
وأوضح أن هذا التناقض ينسحب على كافة المجالات، وفي كافة المناطق، خاصة وأن مايحرك قطر هو تيار الإسلام السياسي المتفق مع التوجهات الأمريكية، وعليه فمصر اضطرت للدخول في صدام في أعقاب خطة قطرية لإلحاقالضرر بمصر في كافة دوائر السياسة الاستراتيجية، وبخاصة في أفريقيا بهدف الإضرار بمصر، وتحييد وإضعاف دورها.
-
شدد على أهمية التنسيق الوثيق المصري– الإماراتي حتى لاتتمالتسوية دون استفادة مصرية واضحة، ولا يتم تكرار سيناريو 2014، ومن المهم ترتيبات مابعد الأزمة.
-
أبان أن الموقف القطري من القضية الفلسطينية هو دور تقليدي بموجبه تسعى قطر الى تحقيق ماتطمح إليه من لعب دور مركزى في قضايا عربية محورية، وتظهر سياستها المتناقضة فى دعمها لحماس، وأبو مازن في ذات الوقت، فضلًا عن تعاونها مع إسرائيل لتنتهج قطر سياسة مغايرة في تحريك الملف تعتمد فيه على تحقيق مصلحتها وتعزيز علاقتها بإسرائيل.
-
ارتباطًا بما تقدم، أوضح أن مصر رابحة على المدى القصير نتيجة وجود دعم قوي للموقف المصري ضد المؤامرة القطرية، أما على المدى البعيد فأي انقسام عربي يتعارض ويهدد الأمن القومي المصري، خاصة وأن دور مصر وقوتها يكمن في بقاء العالم العربي موحداً، ويمنع تدخل قوى إقليمية أخرى، على رأسها تركيا وإيران.وهذه الخسارة تلقي على عاتق الدولة المصرية أهمية العمل على وضع رؤية استراتيجية للسياسة الخارجية المصرية للتعامل مع كافة الأزمات والأوضاع الراهنة.