الخروج من حالة الفضاء العربى… نبيل فهمى
أغسطس 20, 2018تقرير موجز عن أعمال المؤتمر الثاني والستين للجمعيه العامه للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة من 17-21 سبتمبر 2018
سبتمبر 21, 2018
في 18 نوفمبر 2018، عقدت بمقر المجلس جلسة لمناقشة كتاب الأستاذ عاطف الغمري الكاتب الصحفي المعروف وعضو المجلس، والذي حمل عنوان ” في كواليس الصحافة والسياسة” الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
جاء الكتاب في مقدمة و6 فصول إضافة للخاتمة، الفصول الثلاثة الأولي عن تجربته في الصحافة والحياة الصحفية والسياسية في مصر منذ عهد الراحل عبدالناصر مروراً بالسادات ثم مبارك مع الإشارة إلى مسألة الرقابة، بينما تناول الفصلين الرابع والخامس الأسرار وخزائنها في الولايات المتحدة، والفصل السادس بعد انتهاء مهمته في أمريكا وعودته لمصر. وتجربته بعد مبارك منذ ثورة 2011 والتداخل بين الصحافة والسياسة، بما في ذلك حقبة الاخوان وصولاً إلى ثورة 30 يونيو.
ويضم الكتاب حصاد تجربة ذاتية في عالم الصحافة لما يزيد عن خمسين عاماً منذ أوائل ستينات القرن الماضي في ظل 5 رؤساء للدولة. وللسيد عاطف الغمري 15 كتاباً كما كتب وترجم 12 مسرحية.
وتقوم فكرة السيد الغمري على أنه ليس كل ما يجري في عملية صناعة الصحيفة يعرفه القارئ، وإنما يصل إليه المنتج النهائي في شكل الصحيفة المطبوعة، أما الكواليس فهي تخفي الكثير ومنه ما جاء في كتاب السيد/ عاطف الغمري.
بدأ الاستاذ عاطف عرضه للكتاب، قائلاً أنه استدعى انتباهه ما جاء في الكتاب ص 19 استناداً إلى كتاب الكاتب الأمريكي لينت لاف The Twice thought war” “. من أنه تم الاعداد لحرب 1967 منذ عام 1957 بعد أن أرغم أيزنهاور إسرائيل على الانسحاب من سيناء. وبدأت إسرئيل تجري الاستعداد لإعادة احتلال سيناء في صحراء النقب، (وهل أعطت إدارة جونسون الضوء الأخضر لإسرائيل لشن حرب 67؟ ص 20).
والتساؤل عن أسباب هزيمة 67 كما يرويها د.مراد غالب في ص 25، هل هو عبدالناصر، أم النظام أو غياب الديمقراطية والشفافية. وفي ص 50 يشير الكتاب إلى أن أول تواجد سكاني في ايرلندا كان للمصريين، وأن الرهبنة في أيرلندا جاءت من رهبان مصريين نتيجة اضطهاد أقباط مصر في الشرق. وفي الفصل الرابع “خزائن الأسرار في أمريكا” محاضرة جيمس ونستون كبير الصحفيين في ذلك الوقت.
في أمريكا 1500 صحيفة يومية والمئات من مراكز البحث Think Tanks، وفي واشنطن وحدها 100 مركز بحثي تقيم ندوات وتعد بحوثاً (ص61)
وفي الصفحات من 63 وما بعدها، يعرض المؤلف لما جري في مؤتمر عقد عام 1998 حضره مسؤولون من أمريكا والسوفييت ودبلوماسيون وعسكريون، ومن إسرائيل ومصر- إعترف فيه المسئولون الأمريكيون وعلي رأسهم وزير الدفاع مع الرئيس نيكسون بهزيمة إسرائيل في حرب 1973 لولا تدخل أمريكا بالجسر الجوي لإنقاذها. واتفق الجميع أن حرب 1973 كانت حتمية (ص 67) وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل (ص 72). وفي هذا السياق، يشير الكتاب إلى أن دين رسك وزير خارجية جونسون عرض علي محمود رياض أثناء وجوده في نيويورك ص 67، استعادة سيناء بالكامل ولكنه رفض وأصر علي عودة جميع الأراضي المحتلة (ص74). وقد بلغ عدد قتلى إسرائيل في حرب أكتوبر 2522 أي 3 أضعاف ضحاياها في حرب 1967.
واستمرت صدمة حرب أكتوبر لإسرائيل لأربع سنوات لاحقاً (ص 87)، وانتهاء غطرسة إسرائيل واستعادة ثقة السادات في النفس وزيارته للقدس.
6- تناول الكتاب فضيحة مونيكا لاونسكي وكيف كانت إسرائيل ورائها (ص 94 ) لشل تحرك كلينتون في التوصل إلي تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.
7- مراكز البحث شريك في صنع القرار في الولايات المتحدة (ص 107)، وقد تم تناول ذلك تفصيلاً في الكتاب الصادر عن المؤلف عام 2017، ومحاولة المؤلف إنشاء مركز بحثي مصري في أمريكا ولكن محاولته فشلت (ص 108).
8- مقال المؤلف في الأهرام قبل غزو العراق في مارس 2003- ورد بول وولفوتيز( اليمين المحافظ المعروف) عليه بمقال للنشر في الأهرام في19 فبراير 2003 ( ص 111)، بدأ أنه يمهد للتغيرات في المنطقة، بما فيها ثورة يناير 2011، وركز وولفز على تحيزه الشديد لإسرائيل واتهام عاطف الغمري بسوء النية (ص112). لأنه أشار إلى تأييده المطلق لإسرائيل وتبني رفض الليكود لعملية السلام واتفاقات أوسلو ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة وعرفات وأنه يعارض تبادل الأرض بالسلام وحل الدولتين، وقد ادعى وولفوتيز أنه طالب بالمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة ودفع التنمية الاقتصادية للفلسطينيين وأنه طالب في محاضراته بتضييق الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي، وأن الغمري يسئ للعلاقات بين البلدين وقد رد الغمري على رسالة وولفوتيز في أهرام 26 فبراير 2003. وكان ديك تشيني أعد عام 1992 خطة لتغيير الشرق الأوسط خلال عشر سنوات شارك في إعدادها وولفوتيز لكي يبدأ تنفيذها بعد غزو العراق كرد فعل لأحداث 11 سبتمبر 2001 لتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط (ص 123)، مؤكداً في كتابه إن غزو العراق لايمت القضاء على الإرهاب بصلة.
ويتناول الفصل السادس، العودة للقاهرة (ص126). والصحافة في قبضة الإخوان، ومن المقالات التي نشرت في الأهرام. انتقاد إلغاء المشروع القومي لتنمية سيناء- وعدم تنفيذ إنشاء مدينة صناعية تكنولوجية في شمال غرب خليج السويس وكتاب أزمة الديمقراطية في مصر، والإصلاح السياسي ووقفات احتجاجية في الشارع المصري ومنها حركة كفاية ثم ثورة 25 يناير (ص 127). وتأثيرها على المؤسسات الصحفية سلباً بما في ذلك مذبحة الكبار (ص 129)، بما في ذلك استبعاد مقالات الكتاب الكبار ومنهم عاطف الغمري، وقد سبق له أن أعتقل في الستينيات ثم فصل من روز اليوسف فهاجر إلى فرنسا وأقام فيها 17 سنة قام خلالها بتدريس الأدب الغربي (ص 133).
10- تناول الكاتب استهداف الصحفيين والكتاب، وشيطنة الإعلام في عهد الإخوان وسيطرة مكتب الإرشاد على الإعلام وتعيينات رؤساء تحرير الصحف من خلال معايير مجلس الشورى الذي سيطر عليه الإخوان. والتضييق على نقابة الصحفيين عندما كان جلال عارف نقيباً (ص 137)، وتعيين وزير إعلام إخواني والهجوم على مدينة الإنتاج الإعلامي، ثم البلاغات التي تم تقديمها ضد الصحفيين والكتاب للنيابة العامة بتهم منها إهانة الرئيس ، والقضاء على حرية التعبير (ص 143). واتهام المعارضين لنظام الحكم بمعاداة المشروع الإسلامي في خلط بين الجماعة والإسلام(ص 144).
وخلص السيد/ عاطف الغمري إلى ما أسمااه بالدروس المستفادة مما كتبه، مشيراً إلى مايلي بصفة خاصة:
-
الدور الهام للإعلام في إيقاظ الوعي لدى المواطنين قبل ثورة 25 يناير وإثنائها، وهو نفس ما حدث في 30 يونيو 2013.
-
وسائط الاتصال الجماهيري والانترنت وقنوات التليفزيون والتوك شو وتأثيرها في الوعي الجماهيري إيجاباً وسلباً.
-
تعرضت الصحافة بعد ثورة 25 يناير للشكوك في مصداقيتها.
-
تأثير الاحتراف والمهنية بتراكم مركزية القرار ليس فقط على مستوى الدولة، وإنما علي مستوى إدارة الصحيفة نفسها.
-
التأثير المتبادل بين الصحافة والإعلام من ناحية والجماهير المتلقية للخبر والتحليل من جانب آخر.
-
الرأي العام الأمريكي لم يعد يثق في الصحافة التي كان لها دور في تعبئته قبل الغزو الأمريكي للعراق ببث أخبار كاذبة عن العراق وإمكانياته من أسلحة الدمار الشامل.
-
أزمة الصحافة في عصر تتوافر فيه المعلومات من مصادر أخرى.