ندوة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد / أحمد أبو الغيط
أكتوبر 22, 2018محضر لقاء السفير الأرجنتيني
أكتوبر 25, 2018
بتاريخ 23 أكتوبر 2018 استضاف المجلس حوارمائدة مستديرة حول ” الأوضاع الراهنة في شبه الجزيرة الكورية” وذلك بالتعاون مع السفارة الكورية في القاهرة، بمشاركة السفير د.منير زهران رئيس المجلس والسفيرد.عزت سعد مديره وعدد من أعضاء المجلس. وضم الجانب الكوري البروفيسور Kim Hyun-wook الأستاذ بالأكاديمية الوطنية الدبلوماسية، والسيد Kim Jihoon نائب مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الكورية، والسفير الكوري بالقاهرة السيد/ Yoon Yeo cheol، وعدد من أعضاء السفارة.
وتضمنت الندوة التي كانت بهدف الاستماع إلى البروفيسور Kim Hyun-wook المحاور التالية:
– العلاقات الأمريكية / الكورية الشمالية والتطورات الخاصة بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من أسلحة الدمار الشامل.
– التطورات الخاصة بتوقيع اتفاق السلام بين الكوريتين.
وقد بدأت أعمال الندوة بكلمة للسفير/ د.منير زهران رئيس المجلس، رحب فيها بالحضور، وأشاد بالشخصيات السياسية الكورية التي تولت مناصب هامة على الصعيد الدولي، ومن أبرزهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد/ بان كي مون، منوهاً للتقدم الملحوظ الذي تشهده كوريا الجنوبية وتحولها من دولة نامية لدولة متقدمة تحتل المركز الحادي عشر على المستوى العالمي كقوة اقتصادية صاعدة، فضلاً عن تقدمها وتخصصها في مجالات بعينها على رأسها التكنولوجيا ، بالإضافة لعضويتها في مجموعة دول العشرين والآسيان والإيبك.
وفي كلمته الافتتاحية وجه السفير الكوري بالقاهرة الشكر لرئيس لمجلس ومديره على تنظيم الندوة المشتركة، مؤكداً أنها تأتي في إطار مايجمع البلدان من قيم وإمكانات مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة وأن البلدين يجمعهما العديد من القواسم المشتركة منها الحضارة والتنوع والانفتاح، والتشاور المستمر بشأن العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك.
وقد عرض السفير تطورات العلاقات بين الكوريتين، مشيراً إلى التوترات التي شهدتها بعد الحرب العالمية الثانية ومساعيها للدخول في مفاوضات لإحلال السلام ومناقشة كافة القضايا التي تهم الجانبين، وبالفعل شهد عام 2018 عدة قمم جمعت مابين زعيمي البلدين وهو ماسيتم تسليط الضوء عليه خلال الندوة.
-
تحدث البروفيسور/ Hyun-Wook Kimعن العلاقات الأمريكية الكورية الشمالية والمفاوضات حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، حيث أكد على أن قمة سنغافورة التي جمعت مابين قادة الدولتين لأول مرة في التاريخ في 12 يونيو 2018 ، ساهمت في خفض حدة التوتر بين الجانبين الكوري والأمريكي حيث امتازت بالصراحة والشفافية ومناقشة القضايا الخاصة بانتشار أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وتعهد البلدان – وفقاً لإعلان القمة- ببذل جهودهما لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة والتزام كوريا الشمالية بما ورد في إعلان بانمونجوم(Panmunjom Declaration ) الصادر في 27 إبريل 2018 من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، والتزام كوريا الشمالية بإعادة رفات أسرى الحرب والمفقودين من الجنود الأمريكيين في العمليات العسكرية، ولكن هذا التقدم لم يشهد أي تغيرات في سياسة واشنطن، فلاتزال الولايات المتحدة تفرض العقوبات على كوريا الشمالية ، وهناك حاجة للمزيد من بناء الثقة بين الجانبين خاصة من الجانب الأمريكي، وبما يدفع بعملية التفاوض، مضيفاً أن الأمر يتطلب مزيداً من الجهد ، وهو مايدركه الكوريون ويسعون لبذل جهد مشترك بهدف تحقيق نوع من الاستقرار الذي دوماً ما افتقرت إليه العلاقات بين شطري شبه الجزيرة، خاصة وأن سياسة فرض العقوبات لم تؤت ثمارها، وهو ما أدركه الجانبان الكوري والأمريكي وكان دافعاً لزعيم كوريا الشمالية للبدء في نزع السلاح النووي والتوقف عن تطوير الأسلحة النووية، وهو ماشجع القيادة الأمريكية على قبول الدخول في مفاوضات مباشرة بين الزعيمين.
ومع ذلك أكد الضيف الكوري أن المخاوف إزاء مستقبل المفاوضات بين الجانبين تظل قائمة، في ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران، وحاجة الكوريين الشماليين إلى ضمانات في هذا الشأن وبما يقنع الزعيم الكوري الشمالي بأن الترتيبات التي سيتم التوصل إليها سوف تحترم من جانب واشنطن. في المقابل تساورالجانب الأمريكي شكوك عن مدى جدية كوريا الشمالية في التخلي عن سلاحها النووي.
مختتماً حديثه بالتنويه إلى أنه حتى في أسوأ الافتراضات، وبفرض عدم توصل الطرفين لأي اتفاق فإن الخيار العسكري غير وارد ولاتريد الولايات المتحدة الدخول في حروب أخرى وتحمل المزيد من الخسائر والأعباء، خاصة وأن كوريا الشمالية تحظى بدعم صيني روسي كبير، وكان ذلك سبباً لوقف فرض المزيد من العقوبات على بيونج يانج، داعياً لوضع إطار زمني واستراتيجية واضحة يتفق عليها الجانبين لمعرفة مدى جديتهما في التوصل لاتفاق نهائي.
من جانبه عرض السيد/ KIM Jihoon نائب مدير قسم التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الكورية، للتطورات الراهنة في شبه الجزيرة الكورية، بما فيها التطورات الخطيرة التي جرت عام 2017، والمزيد من المناورات والتطوير للبرنامج النووي الكوري وكذا إطلاق تجارب للصواريخ الباليستية، وبالتالي فرض المزيد من العقوبات الأمريكية على بيونج يانغ. وأضاف أنه رغم النمو الاقتصادي في كوريا الشمالية، إلا إن اقتصاد البلاد أصابته هزات عنيفة نتيجة للعقوبات وباتت مسألة تطوير البرنامج النووي مكلفة جداً للكوريين. وقد جاء عام 2018 عام ليشهد تغيراً نوعياً في العلاقة بين الكوريتين والدخول في مفاوضات تجمعهما على مستويات مختلفة، حيث تم عقد 3 قمم كان آخرها في 15 أكتوبر ، وصدر عن القمة الثانية إعلان السلام بين الكوريتين والمعروف بإعلن “بانمونجوم” نسبة إلى المدينة الحدودية التي وقعت على اتفاق الهدنة بين الكوريتين عام 1953 وكان من أبرز نتائج القمة الثالثة الاتفاق على تشكيل فريق موحد للمشاركة في دورة الألعاب الألومبية الآسيوية ولم شمل العائلات التي مزقتها الحرب على الحدود بين الكوريتين، ومتابعة نتائج اجتماعات القمة بين الجانبين، كما شمل العام الجاري أيضاً عدد آخر من الاجتماعات رفيعة المستوى جمعت بين مسؤولي البلدين.
ولقد أوضح مسؤول الخارجية الكورية أن المفاوضات بين الكوريتين تشمل تشكيل مكتب للتواصل الرسمي يضم مسؤولي البلدين لتسهيل أي عقبات خلال المفاوضات، واتخاذ كافة الإجراءات لمنع وقوع أي مصادمات عسكرية أو تهديدات على الحدود بين البلدين وتنفيذ المبادرات الخاصة بهذا الشأن، وكذا الاتفاقات الخاصة بمنع وقوع مصادمات في البحر الغربي وخلق منطقة سلام خالية من أي قوات عسكرية وكذا تبادل الخبرات والتعاون والتشاور في كافة الأوجه العسكرية، وتفعيل إجراءات بناء الثقة بين الجانبين واستكمال تنفيذ إعلان السلام، وكذا الاجراءات الخاصة بنزع السلاح النووي، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي بإنشاء خط سكة حديد للربط بينهما وكذا خلق مناطق اقتصادية وسياحية مشتركة، فضلاً عن التعاون في مجالات التعليم والصحة والبيئة، وكذا العمل على تعزيز وفتح الحدود بين شعبي البلدين بما يضمن تحسين استمرار التواصل بينهما ويعزز من التبادل الثقافي والفني .
المناقشات:
-
تساءل السفير/ د.منير زهران رئيس المجلس، عما إذا كانت قضية إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي سيتم طرحها على مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار 2020، معرباًعن أمله في ألا تتاثر أي مفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، خاصة وأن قادة كوريا الجنوبية سعوا لتسهيل كل العقبات أمام المفاوضات وهناك عمل مشترك جاري لتخفيض حدة التوتر والتصعيد العسكري بينهما كما جاء في اتفاق السلام الموقع بينهما. كما نوه للحاجة لاستيضاح الدور الروسي والصيني والياباني خاصة وأنهم لاعبين رئيسيين في تسوية الأزمة بين الكوريتين أو تلك بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، داعياً لعقد مزيد من المؤتمرات المشتركة لمتابعة خطوات تنفيذ اتفاق السلام، على أن يكون ذلك ضمن إطار زمني واضح ومعلن. كما شدد على أنه في حال تم التوصل لاتفاق نهائي خاص بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من أسلحة الدمار الشامل، فيمكن لعب دور موازٍ لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من تلك الأسلحة والضغط على إسرائيل في هذا السياق.
-
نوًه السفير عزت سعد مدير المجلس، إلى أنه لايجب تجاهل التحول الذي حدث في شبه الجزيرة الكورية، وتحديداً علاقات بيونج يانج بالولايات المتحدة الأمريكية منذ قمة سنغافورة، كما لايجب تجاهل عملية المصالحة والتقارب الجارية بين الكوريتين في أعقاب القمم الثلاث بينهما، منوهاً للحاجة لاستمرار الجهود الدبلوماسية لتصحيح الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف أنه بالرغم من إبداء العديد من المتابعين للأوضاع في شبه الجزيرة الكورية تفاؤلهم بنتائج القمة الأخيرة التي جمعت بين زعماء الكوريتين لكن هناك العديد منهم أبدوا مخاوفهم من ألاًتؤدي المفاوضات مابين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إلى أية نتائج، خاصة وأنه على الرغم من ثناء الرئيس ترامب على زعيم كوريا الشمالية ووصفه بـ”القائد العظيم وبالشريك للولايات المتحدة”، إلا أنه أبقى على العقوبات على كوريا الشمالية لحين تنفيذ الاتفاق الخاص بالنزع الشامل والكامل لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من أسلحة الدمار الشامل، ولكن بيونج يانج عادت وأكدت أنها تحتاج لمزيد من الخطوات لبناء الثقة مع الولايات المتحدة قبل اتخاذ قرار بالتخلي عن برنامجها النووي وهو مادعمته كلاً من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه في اللقاء الذي جمع وفداً عالي المستوى من كوريا الشمالية بمسؤولين روس في موسكو في 9 أكتوبر أكد الجانبان على أن الخطوات الكورية بإخلاء البلاد من السلاح النووي لابد أن يقابلها قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالبدء في رفع العقوبات المفروضة عليها وهو ذات الأمر الذي أكدته الصين والاتحاد الأوروبي.
وقد طلب السفير عزت سعد من البروفيسور Hyun-wook إيضاح ماإذا كانت هناك تداعيات لاعتزام الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى (INF) الموقعة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في ديسمبر 1987 ، على التطورات الجارية في شبه الجزيرة الكورية؟.
-
استفهم أ.د.محمد كمال عن حقيقة الدعم الصيني لمفاوضات السلام بين الكوريتين، وهل الهدف من ذلك هو مزاحمة اللاعب الأمريكي؟ .
-
تساءلت السفيرة/ جيلان علام عن الأسباب التي تقف وراء تغير الموقفين الكوري الشمالي والأمريكي ، والدافع للدخول في مفاوضات، سواء فيما بين الكوريتين أو بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وكيف يمكن تصور مصير المفاوضات الجارية بين الكوريتين في حال قرر الرئيس ترامب عدم المضي قدماً في المفاوضات، وكيف تنظر كوريا الشمالية لمدى جدية الولايات المتحدة في إبرام أي اتفاق مستقبلي في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني.
-
تفاءل الكاتب الصحفي/ محمد صابرين بمسار السلام مابين الكوريتين، خاصة وأن القيادتين أبدتا رغبة في توحيد شعبي البلدين، ولكن مسار السلام مابين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية سيظل بطيئاً وغامضاً في ظل غياب أجندة أمريكية معلنة ووجود أطراف دولية غير محايدة.
-
نوًه السفير محمود علام إلى أن اتفاق السلام الموقع مابين الكوريتين سيمثل نقطة تحول لقطع الطريق على أي قوى خارجية تسعى لافساد الأوضاع في شبه الجزيرة، أما فيما يتعلق بإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن سلاحها النووي، فلابد من تقديم ضمانات جدية، خاصة وأن هناك أنظمة أسقطت في أعقاب تخليها عن سلاحها النووي كما حدث في العراق وليبيا.
تعليقات ختامية:
-
أكد البروفيسورKIM على النقاط التالية:
– أن كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم تبدأ حتى الآن في اتخاذ خطوات عملية تجاه نزع السلاح، والمفاوضات بدأت ولكنها تحتاج الى جدول زمني ومتابعة، وتقديم ضمانات من الجانبين خاصة وأن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع طهران، وكذا من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى (INF) قد يحملان آثاراً سلبية على عملية التفاوض، أما فيما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية فالواقع أن هناك شعور مستمر لدى بيونج يانج بتهديد واشنطن لها، وهو ما قد تؤخر فكرة تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها الباليستي.
ومع ذلك لابد من إدراك رغبة الولايات المتحدة في لعب دور أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة التمدد والنفوذ الصيني، كما يرغب النظام في كوريا الشمالية في تحقيق التنمية الاقتصادية وهو مايؤثر بدوره على الأوضاع الإجتماعية الداخلية لكوريا.
– أن كلاً من الصين وروسيا تمتلكان تأثير ونفوذ على كوريا الشمالية ولعبتا دوراً في توقيع اتفاق سلام بينهما، في حين تتخذ اليابان موقف الانتظار والترقب لرؤية ماقد يحدث في المستقبل في المفاوضات الأمريكية الكورية، مضيفاً أن هناك عوامل يجب أخذها في الاعتبار منها المخاوف الصينية من أي تقارب مستقبلي مابين الولايات المتحدة وكوريا، وهو ماقد يدفعها للعب دور أكبر في المفاوضات الكورية/ الكورية.
– أن اتفاق السلام الموقع بين الكوريتين هو في الحقيقة نتاج لرغبة مشتركة من الجانبين لتهدئة التوترات، ومع ذلك فهناك آمال بألا تتوقف هذه المفاوضات وأن تمضي مسيرة التطبيع بين البلدين قدماً.
تعليق من مسؤول وزارة الخارجية الكورية السيد/KIM:
– أن المسارين الكوري /الكوري، والكوري /الأمريكي هما في الواقع مرتبطان ببعضهما البعض وقمة سنغافورة وزيارة بومبيو كانت تالية لقمة بيونج يانج التي عقدت بين الكوريتين، والتي حملت تأثيرات إيجابية على العلاقات الأمريكية الكورية.
– لعبت الصين دوراً هاماً في توقيع اتفاق السلام بين الكوريتين، تماماً مثلما لعبت دوراً في الحرب بينهما ، وذلك في ضوء النفوذ الصيني القوي على بيونج يانج.