مائدة مستديرة لمناقشة الأوضاع الراهنة في شبه الجزيرة الكورية
أكتوبر 23, 2018تقرير حول مشاركة السيد السفير رئيس المجلس في ورشة عمل الأمن النووي ومنع الانتشار ونزع السلاح (الرياض، من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2018)
نوفمبر 2, 2018
بتاريخ 25 أكتوبر 2018، وبدعوة منه، استقبل المجلس سفير الأرجنتين لدى القاهرة السيد/Eduardo Antonio، في حضور نخبة من السفراء والأكاديميين بما فيهم رئيس ومدير المجلس.
افتتح الاجتماع السفير الدكتور/ منير زهران حيث رحب بالسفير الأرجنتيني، وأعرب الأخير عن سعادته لدعوته إلى هذا الاجتماع، وتبادل السيد/ إدواردو بعض الأفكار مع الحاضرين حول الوضع في بلاده، مركزاً على الوضع الاقتصادي في الأرجنتين، كما أشاد بدور وزارة الخارجية المصرية وقدرتهاعلى تعزيز دور مصرعلى الصعيد العالمي بشكل عام في منطقة مليئة بالصراعات والتحديات وأن لديها أجندة معقدة ومتشابكة في منطقة مضطربة كالشرق الأوسط.
وتطرق حديثه إلى البلدان النامية، وقام بتقديم مقارنة بين اليابان والأرجنتين، وذكر أن اليابان ذات وضع خاص جداً، وذلك لأن مواردها الطبيعية محدودة للغاية، بخلاف الأرجنتين التي لديها الكثير من المصادر الطبيعية مثل الطاقة الغنية، والأراضي ذات التربة الخصبة،علاوة على الموارد البشرية الجيدة جداً، إلا أنها تواجه العديد من المشكلات والصعوبات الاقتصادية. وأضاف أن هناك العديد من أوجه التشابه بين الأرجنتين ومصر، مشيراً إلى أن مصر في طريقها للتعافي إقتصادياً.
متناولاً في إطار السياق الاقتصادي العام لبلاده ثلاثة محاور أساسية :
1-الوضع الاقتصادي العام.
2-الأزمات الإقتصادية.
3- كيفية مواجهة تلك الأزمات.
فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العام للبلاد ، أكد على أن الأرجنتين تحتل المركز الثالث بعد البرازيل والمكسيك من حيث إجمالي الناتج المحلي على مستوى دول أمريكا اللاتينية، بإجمالي 605 مليار دولار سنوياً، بينما تحتل المركز الرابع في دول امريكا اللاتينية بعد كل من البرازيل والمكسيك وكولومبيا من حيث عدد السكان حيث يبلغ عدد السكان نحو 44 مليون نسمة.
أما بالنسبة إلى مجال الصناعة، فتتميز الأرجنتين بصناعة السيارات، والجلود، والطاقة المتجددة، وصناعة التكنولوجيا فائقة الجودة مثل طائرات أمازون Amazon Air، وصناعة المواد الكيميائية، والمعدات الكهربائية، وتعود نصف صادرات الأرجنتين إلى الموراد الطبيعية ذات أصل ريفي مثل الحمضيات، وزراعة القطن، وبذورالكتان، وفول الصويا، والقمح، وبذوردوار الشمس، هذا فضلاً عن التطورات الجارية في قطاع الغاز الطبيعي حيث بدأت التصدير إلى كل من تشيلي والبرازيل.
وفي ديسمبر 2015 عقب تعويم “البيزو الأرجنتيني”من أجل تعزيز الاقتصاد ، وتقليص التركيز الحاد على القضايا السياسية، والتوجه إلى العمل على وضع خطة اقتصادية تحقق الاستقرار الاقتصادي الكلي الذي سيؤدي بدوره إلى تخفيض العجز المالي ، والضغط الضريبي، والتضخم، كما تم العمل على خفض الاستهلاك المحلي ، وتشجيع الاستثمار، وفتح المجال إلى سوق متبادل، وبناءً على ذلك، فإن سياسة الاستقرار هذه أدت إلى نمو اقتصادي كبير وتم تمويلها جزئياً من خلال السوق الدولية، رغم وجود بعض الصعوبات المتعلقة بالتدفق المالي الدولي نتيجة للحرب التجارية الجارية حالياً بين الولايات المتحدة والصين، فمثلاً في عام 2017 بلغ التدفق المالي من السوق الدولية إلى الدول النامية 100 مليار دولار أمريكي، بيد أنه انخفض ذلك الرقم هذا العام إلى 70 مليار دولار أمريكي.
على الصعيد المحلي، كانت هناك بعض الإشكاليات التي لم تتم معالجتها مثل قضايا الفساد وخاصة بالنسبة إلى استيفاء التحقيقات بشكل عادل في فضيحة مفكرة الأرجنتين Notebook scandal، مما جعل العنصر الاجتماعي أكثر ضعفاً ووهناً، وتجدر الإشارة هنا إلى أن العنصر الإجتماعي له دور رئيسي وفعال، ليس فقط بالنسبة إلى الحفاظ على مكانة اجتماعية ثابتة فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي GDP، بيد أنه سيكون السبب في الحصول على التمويل اللازم من الجمعية الأوروبية لتلبية الزيادة التي سيتم إنفاقها في نهاية المطاف من أجل تحقيق وضمان مستوى اجتماعي جيد بما يُعادل تخصيص من 5 إلى 7 مليارات وذلك من أجل ضمان تحقيق الالتزام المالي ، وللحفاظ على المستوى الحالي للناتج المحلي الإجماليGDP الذي بلغ عام 2017 “8.7%” ، في حين انخفض الجز المالي من 4.1% عام 2016 إلى نحو 3.9% عام 2017.
أما فيما يتعلق بمعدل التضخم فهناك استراتيجية تم صياغتها للسيطرة على المعدلات الحالية، وبدأ تنفيذها من نوفمبر 2018، وإذا ماتم تطبيقها بشكل صحيح سيمكن حينها خفض أسعار الفائدة بما سيعني استعادة الاقتصاد لنشاطه وإزدهاره بداية العام 2019، وسيترافق معه دعم للعملة الأرجنتينية وتعافي لأسعار سعر الصرف.
*ردأ على طلب السيد السفير/ منير زهران للحديث عن العلاقات الاقتصادية بين مصر والأرجنتين كان تأكيد السفير الأرجنتيني على وجذود تحسن في معدل التجاري بينهما حيث بلغت الصادرات الأرجنتينية إلى مصر مايقدر بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي خصوصاً فيما يتعلق بفول الصويا والذرة، وتعمل الأرجنتين على تصدير المزيد من الصادارت إلى مصر، وذلك لأن السوق المصري في الوقت الراهن أصبح أكثر انفتاحاً إلى العديد من الأسواق المختلفة والمتنوعة.
مستطرداً “إن البلدين يتمتعان بعلاقات جيدة، فضلاً عن وجود لغة حوار جيدة ومشتركة حيال القضايا الدولية، كما أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتمع بميزات خاصة في ظل تصدير الأرجنتين بشكل أساسي على السلع الغذائية مثل فول الصويا والقمح والذرة والتي والتي تغطي مايقرب من 80 % من صادرات البلاد، بما يمثل حوالي 1.2 ملياردولارأمريكي، كما تجمع البلدين اتفاقية التجارة الحرة التفضيلية (FTA) بين مصر ودول تجمع الميركوسور (Mercosur) التي تم توقيعها في 3 أغسطس 2010 لدفع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول التجمع ، بحيث يتم خلال عشر سنوات تخصيص سلة تصديرمتميزة ومختلفة، وفي الواقع أن الاتفاقية تمثل ميزة لكافة الدول الأعضاء بما فيها الأرجنتين كونها ستسمح بتوسيع عملية التصدير، وأيضاً فرصة بالنسبة لمصرمن أجل تخفيض صادراتها من الأرجنتين فضلاً عن تحقيق عملية التكامل من خلال الاستثمارات، بالاضافة لنقل الخبرات والتكنولوجيا في المجالات المختلفة وعلى رأسها الطاقة النووية والتي تتمتع فيه الأرجنتين بميزة نسبية، بالإضافة إلى إمكانية تعزيز التعاون والاستثمار في قطاع الغاز، في ظل الاكتشافات الكبيرة من الغاز الطبيعي التي وجدت في المياه الاقتصادية المصرية وهو ما سيفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلاً عن أن هذا التعاون قد يكون بداية لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية.
وفيما يتعلق بالتعاون في المجال الزراعي، توفراتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول التجمع انخفاضاً في أسعار السلع الزراعية، كما تشارك مصرفي برنامج تطويرحبوب الكينوا، وتم الانتهاء من هذا المشروع في العام الماضي 2017. وتلك المشاريع ستعمل بدورها في إطار الاتفاقية على تحقيق التوازن بين الصادرات واواردات بين الجانبين”.
*تعليقاً على ما ذكر شكر السفير زهران السفير الأرجنتيني على العرض ، منوهاً في إطار التعاون المصري الأرجنتيني إلا أن هناك تعاون في المجالات التكنولوجية ، وهذا التعاون بدوره لايقتصر فقط على مصر والأرجنتين وإنما يشمل الدول الرئيسية في القارة وعلى رأسها البرازيل وتشيلي .
وأضاف أن الأرجنتين كانت أحد رواد التعاون فيما بين بلدان الجنوب South -South cooperation، ولعبت دوراً هاماً من أجل تعزيز التعاون بين الدول النامية في المجالات الاقتصادية والتقنية، فضلاً عن كون الأرجنتين والبرازيل تمثلان نموذجاً يحتذى به فيما يتعلق بالمجال النووي فرغم أنهما تمتلكان خبرة في هذا المجال إلا أنها سعت للانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي، فضلاً عن دعوتها المستمرة لتنفيذ قرار انشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
*أوضح الدكتور مصطفى الحلوجي أن إجمالي الصادرات التي استوردتها مصربشكل كبيرمن الأرجنتين مثل فول الصويا والذرة بلغت 1.1 ملياردولار، بيد أنها لاتشتمل على اللحوم أوالسكر، خاصة وأن مصرتستورد حوالي مليار طن من السكر، وهناك شركة واحدة تقوم باستيراد فول الصويا.
وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العام في الأرجنتين، فإنه لتحقيق الهدف الساسي وهو خفض معدل التضخم والسيطرة عليه لابد وأن وتأخذ في الاعتبار سعر الفائدة وسعر الصرف عند وضع الخطة الاقتصادية للسيطرة على هذا المعدل، بحيث يتم التعامل مع المتغيرات الثلاثة في ذات الوقت خاصة وان انخفاض سعر الفائدة يعني تزايد معدل الطلب على السلع نتيجة لتوجه المستهلك للاستفادة من الأموال في تلبية الاحتياجات المعيشية بدلاً من توجيهها للبنوك في ظل انخفاض أسعار الفائدة وهو ماسيترتب عليه ارتفاع في معدل التضخم مرة اخرى وهو مايعني تدهور سعر العملة المحلية مقابل العملة الأجنبية في حال ظل سعر الصرف ثابتاً كما حدث في الحالة المصرية قبل تعويم الجنيه، اما في حالة ترك سعر الصرف يحدد وفقاً لسعر السوق فرغم ان انخفاض العملة المحلية سيتسبب في تزايد معدل التضخم لكن العودة لاستقرار والسعر العادل سيقابله انخفاض معدل التضخم في حال تم العمل على رفع سعر الفائدة مما يعني توجه رأس المال المحلي للبنوك بدلاً من الاستهلاك بما يعني انخفاض معدل الطلب على السلع وبالتالي تحقيق الوفر في المعروض وانخفاض الاسعار، لتكون بذلك استراتيجية متكاملة، اما في حال تم التغافل عن تحقيق هذه الموازنة فقد تجر البلاد لوضع اقتصادي صعب شبيه بفانزويلا التي تعاني من معدلات تضخم مرتفعة للغاية وسط انهيار في قيمة العملة المحلية وبالتالي صعوبة الأوضاع المعيشية .
*حول استفسار السفيرة ماجدة شوربة بشأن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والأرجنتين، وموقف الأرجنتين تجاه قضية السلام؟، ذكرأن العلاقة بين الأرجنتين والاتحاد الأوروبي هي علاقات داعمة وتعاونية على كافة المستويات، وأضاف أن دول أمريكا الجنوبية تتمتع بعلاقات سلمية بينها، وأن الأرجنتين دول دائمة الدعم لإحلال السلام في العالم إزاء أية قضايا دولية وعلى رأسها الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي.