محضر لقاء السفير الأرجنتيني
أكتوبر 25, 2018ندوة “تركيا”… فى مفترق طرق
نوفمبر 5, 2018
-
بدعوة من جامعة نايف بالرياض، شارك السفير/د.منير زهران رئيس المجلس في ورشة العمل التى افتتحها رئيس الجامعة الدكتور عبد المجيد البنيان و Wyn Bowen عميد الدراسات الأكاديمية بكلية الدراسات الدفاعية فى الكلية الملكية بلندن (London King’s College)، والتي شارك في مبادرتها أيضاً جامعة نايف ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمنية.
-
وقد شارك في الاجتماع من المتحدثين أساتذة ومتخصصون من جامعة نايف ووزارة الخارجية السعودية والعبد لله من المجلس المصري للشئون الخارجية، بالإضافة إلى المهتمين بالأمن النووي من الوزارات السعودية للدفاع والداخلية والحرس الوطني والصحة، ومشاركين من الإمارات والبحرين، كما شارك مصريون من هيئة التدريس بجامعة نايف، وهما الدكتور أحمد سعد والدكتور عادل محمد علي، المُعارَين من هيئة الطاقة الذرية وهيئة المحطات النووية فى مصر. ويعرض هذا التقرير لأهم ما تناولته المداولات تباعاً.
-
لقد مرَّ النظام العالمي للأمن النووي في تطوره بعدة مراحل منذ بدأته الولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 بقصف مدينتى هيروشيما وناجازاكى، حيث كانت مبادرة أيزنهاور في بداية خمسينات القرن الماضي “الذرة من أجل السلام”، تلتها معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية (PTBT) ثم معاهدة منع الانتشار النووي (NPT) ثم الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996 (CTBT)، بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية بين واشنطن وموسكو وأهمها اتفاقية (START) واتفاقية (INF) التي أعلن الرئيس ترامب الانسحاب منها.
-
لانتشار المواد والأسلحة النووية والإشعاعية مخاطر جمَّة وتأثيرات سلبية عديدة على صحة الإنسان وحياته وبيئته، ناهيك عن قدرتها التدميرية للمنشآت في مختلف دول العالم. الأمر الذى دعا الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي للدخول فى محادثات للحد من آثار تلك المواد والأسلحة باعتبارهما تملكان أكبر مخزون منها.
-
تشمل القضايا المعاصرة للحد من الانتشار النووي معاهدة منع الانتشار النووي ومؤتمرات مراجعتها كل خمس سنوات، والتي يجري الإعداد لمؤتمرها العاشر عام 2020، بمناسبة مرور خمسين سنة على دخولها حيز النفاذ، وإبرام معاهدة في الأمم المتحدة عام 2017 لحظر الأسلحة النووية (TPNW)، وهي المعاهدة التي أعلنت الدول النووية عدم نيتها الانضمام لها، والمبادرة الإنسانية التى عُقِدَت من أجلها مؤتمرات منذ عام 2013 في النرويج ثم المكسيك والنمسا التى تبنت إعلاناً عنها بعدم استخدام الأسلحة النووية، تبنته معها ما يزيد على 150 دولة.
-
عُقِدَت ندوة نقاش حول “الأمن النووى فى الشرق الأوسط”، شارك فيها السفير زهران بالإضافة إلى السفير نايف السديري، سفير السعودية في كندا، والدكتور خالد العيسى، المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية ومستشار رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وحسن البهتيمي، مصري وعضو هيئة التدريس بكلية لندن الملكية. وفى الوقت الذي ركَّز فيه السعوديون على تهديد إيران لأمن المنطقة من خلال عرض مخاطر قدراتها النووية، ركز السفير زهران على مخاطر القدرات النووية لإسرائيل وسلطت الضوء على عدم انضمامها لمعاهدة منع الانتشار النووي، وعرقلتها – بالتواطؤ مع الولايات المتحدة – مشروع إنشاء منطقة فى الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل منذ عام 1974، حيث صدر قرار بذلك من الجمعية العامة، ثم قرار الشرق الأوسط الصادر عن مؤتمر مراجعة منع الانتشار النووى عام 1995، والذى بناءً عليه صدر قرار بمد المعاهدة إلى ما لا نهاية، ثم ما تقرر فى هذا الشأن فى مؤتمرَى مراجعة المعاهدة عامَى 2000 و2010، بما فى ذلك المطالبة بعقد مؤتمر دولى حول إنشاء المنطقة قبل نهاية عام 2012، وهو المؤتمر الذى عرقلت إسرائيل والولايات المتحدة عقده حتى الآن، الأمر الذي سوف يلقي بظلال سلبية على مستقبل المعاهدة بمناسبة الإعداد لمؤتمر المراجعة في عام 2020، هذا ناهيك عن مخاطر تسرب الإشعاعات النووية من مفاعل ديمونة الإسرائيلي فى صحراء النقب ومخاطره على حياة وصحة شعوب منطقة الشرق الأوسط، لاسيَّما فى الأردن ومصر وفلسطين والسعودية.
-
أشارت الندوة إلى المهددات الداخلية المرتبطة بالبرامج النووية، واستعرضت مختلف الأزمات التي تعرضت لها المنشآت النووية السلمية، خاصة في جنوب أفريقيا قبل انضمامها لمعاهدة منع الانتشار النووي عام 1993، وفي الولايات المتحدة التى تعرَّضت منشآت صناعة اليورانيوم في تينيسي للسرقة لعدم كفاية إجراءات الأمن، وحادثة (Smirvov) في روسيا الذى حاول بيع يورانيوم في السوق بعد سرقته لحاجته للمال. وفي هذا الصدد، تم استعراض إجراءات الأمن النووي التى صاغتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
-
جرى التركيز على أهمية نشر ثقافة الأمن النووي بالنسبة للمسئولين عن المنشآت النووية والعاملين واتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لحماية تلك المنشآت من خلال تعزيز إجراءات الأمن والمراقبة باستخدام أجهزة الإنذار والكاميرات، وتوعية العاملين والشركات المكلفة ببناء وصيانة تلك المنشآت والمسئولين عن حراستها. وفى هذا السياق، استعرض المسئولون بجامعة نايف برامج التعليم والدراسة ودورات التدريب في الجامعة، بما في ذلك الحصول على درجة الماجستير.
-
لم تتعرَّض الندوة لأزمتين مهمتين ذاع صيتهما عالمياً في مجال المنشآت النووية للأغراض السلمية، وهما أزمة مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا في ثمانينات القرن الماضى، وأزمة فوكوشيما عام 2011 – رغم أنني قمت بتنبيه المنظمين علناً إلى ذلك.
-
قدم السفير زهران ورقة عن الأمن النووي في منطقة الشرق الأوسط، وأشرت بصفةٍ خاصة إلى الإمكانيات النووية غير السلمية لإسرائيل، ومخاطر مفاعل ديمونة وإشعاعاته على بيئة وصحة سكان الدول المجاورة، خاصة مصر والأردن والسعودية، ومخاطر عدم إخضاع إسرائيل لجميع مرافقها النووية لنظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أشار إلى فشل محاولات إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط – مشيراً إلى قرارات ومؤتمرات مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي للأعوام 1995 و2000 و2010 وعدم تنفيذها، وعدم تنفيذ الدول النووية لتعهداتها لنزع السلاح النووي، وفشل مؤتمرَي 2005 و2015 بسبب عدم تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه بالنسبة للشرق الأوسط، محذراً من أن عدم تنفيذ تلك القرارات والتزامات الدول النووية بنزع السلاح النووى سيطرح تساؤلات مشروعة حول قرار المد اللانهائي للمعاهدة فى مؤتمر 2020.
-
يُلاحَظ تفادي المحاضرين الإنجليز والعرب، لاسيَّما من السعودية والإمارات والبحرين، الإشارة إلى مخاطر استمرار تسلح إسرائيل بالسلاح النووي، وعدم خضوع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشامل الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان السفير زهران الوحيد الذى أشار إليه، بينما تعرَّض هؤلاء لمخاطر الإمكانيات النووية لإيران وتهديدها لدول الخليج.