لقاء مع وفد برئاسة السفير الصيني المعني بمنتدى التعاون الصيني/العربي
ديسمبر 10, 2018المؤتمر السنوي للمجلس المصري للشئون الخارجية (2018)
ديسمبر 19, 2018
بتاريخ 6 ديسمبر 2018، شارك السفير/ د.محمود كارم في المؤتمر السنوي لمؤسسة كلية دفاع حلف الأطلنطي التابعة للناتو بروما، بالتعاون مع كلية دفاع حلف الاطلنطي بروما، وناقش مؤتمر هذا العام: الإرهاب الدولي وتأثيره على الأمن والسلم الدوليين بالتركيز على الأمن الأوروبي. وقد حضر المؤتمر، نخبة من الخبراء الدوليين والقادة العسكريين والمراكز الاستخباراتية ومراكز الفكر والتحليل لدى أعضاء الناتو، والسفير المصري هشام بدر وبعض السفراء العرب وممثلي السفارات ومنها الإمارات، السعودية، المغرب، وحضر مندوب إسرائيل…الخ.
وخلال كلمته عبر السفير كارم عن أسفه لقيام بعض المصادر بالغرب بتجاهل تضحيات المدنيين والجيش والشرطة وقوات إنفاذ القانون في مصر مستشهدا بما حدث في مسجد الروضة، واستخدام ألفاظ دخيلة تصف الإرهابي “بالمعارضة المسلحة”، معتبرا هذا التصرف مخلاً ولا يعبر عن الحقيقة فالإرهابي يجب أن يدان بأقوى العبارات الواضحة.
وقد طالب بضرورة وجود شراكة دولية ومسؤولية عالمية لمكافحة تمويل الإرهاب، ترتكز على تحقيق أقصى مستويات التعاون والتنسيق بين الدول بهدف مكافحة الإرهاب العابر للحدود التي تتطلب معالجة العوامل التي توفر أرضية خصبة لنشر الإرهاب والأفكار المتطرفة، ومنها انتشار النزاعات الإقليمية وزيادة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يهيئ للجماعات الإرهابية الفرص لتجنيد الأفراد لممارسة الأنشطة الارهابية وغير الشرعية.
وقد ترأس جلسة عن مصادر تمويل الإرهاب وقدم عرضاً لما تقوم به مصر في هذا المجال من جهد وتضحيات لدعم السلم الإقليمي والسلم والأمن الدوليين.
كما قام بإهداء المشاركين في المؤتمر كتاب دار الإفتاء المصرية الأخير باللغة الإنجليزية، والذي يفند تضليل الجماعات الإرهابية بتحوير الفتاوى الدينية لتخدم أغراضهم والرد عليها بصحيح الدين وتصويبها لتعكس سماحة الإسلام موضحاً أن هذه إحدى أهم السبل لمكافحة التطرف وتصويب الخطاب الديني.
ركزت محاور الجلسات الثلاث طوال يوم عمل المؤتمر على الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة الحركات الراديكالية المسلحة وتطوير الأداء الأمني والاستخباراتي. وفي جلسة خاصة نوقش التنوع الجديد في مصادر تمويل الإرهاب والتطوير الذي رصدته المراكز الاستخباراتية الغربية الكبرى في تحويل ودخول أموال الإرهاب في الأنشطة الاستثمارية والحقائب النقدية المشروعة، وتم تناول الإجراءات العملية لمواجهات آليات الارهاب المسلح في الجلسة الأخيرة.
وقد تمحورت أهم وأبرز النقاط التي أثارها الخبراء في الآتي:
-
توضح الإحصائيات الأوروبية أنه تم استقطاب وتجنيد أكثر من ٦٠٠٠ مواطن أوروبي من ٣٥ دولة للعمل ضمن صفوف داعش.
-
أن أوروبا الآن تخشى من مشكله العائدين، من الإرهابيين وأولادهم. هناك أكثر من ١٤٠٠ طفل لأب أو أم من أصل أوروبي ولدوا وتربوا في ظروف إرهابية قاتمة في مناخ ومعسكرات معظمها بسوريا، تسودها أعمال القتل والدم.
-
تخشى أوروبا من أن يسود ويحل الفكر السلفي محل عقيدة داعش ومازالت هذه الأخيرة جاذبة لعقول الشباب الأوروبي.
-
رغم أن داعش قد فقدت مساحات كبيرة من الأراضي التي استولت عليها واحتلتها في العراق مثلاً، إلا أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في أوروبا عاكفة الآن على دراسة احتمالات تمحور داعش في ثوب جديد مع التحول في الفكر وتنويع مصادرالتمويل والتوطن في أماكن أخرى في شمال إفريقيا وفي إفريقيا جنوب الصحراء، متوقعين قيام تحالف جديد مع داعش، تقوده القاعدة، يؤدي إلى نشر التطرف في القارة الإفريقية بل وفي آسيا وتحديداً في إندونيسيا والفلبين، وماليزيا. ومع ذلك ففي تقدير بعض الباحثين الأوروبيين أنه على الرغم من فقدان داعش 98 ٪ من الأراضي التي استولت عليها، إلا أن التقدير الراهن أن داعش فقدت أيضاً الرسالة التي أطلقتها إلى أوروبا بأن الحلم الذي وعدت به في ظل الخلافة الإسلامية لم يتحقق. التقدير الغربي بأن هذا الانكماش في أنشطة داعش تمثل أيضاً في إغلاق أكثر من 32 مكتب إعلامي لداعش في المنطقة وحول العالم، وأن خمس مكاتب إعلامية فقط تابعة لداعش لازالت ناشطة. كما يلاحظ الخبراء أن الدعاية لفكر داعش على وسائل التواصل الاجتماعي قلت هي الأخرى، إلا أن كثافة العمليات وتنوعها وامتدادها لأماكن غير معروفة من قبل عوض استراتيجية داعش في التمدد.
-
أجمل الخبراء أن عملية تجنيد الشباب الأوروبي قلت في الإعداد وخصوصاً في الدول التي غادرها أكبر عدد من الشباب للانضمام لصفوف داعش وهي كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا، وهي الدول المسؤولة عن أكثر من 3800 محارب اوروبي ضمن صفوف داعش كما أنهم لاحظوا أيضاً أن الأعداد الوافدة من هولندا والدنمارك والنمسا تسير على نفس المنوال.
-
توقع الخبراء أن تكون إحدى أدوات التمحور والتطور العملياتي الجديد في فكر وتنظيم داعش هو قيام المرآة الداعشية بدور أكبر في المرحلة القادمة وأيضاً قيام عمليات انتحارية من أسرة واحدة وانتشارها على مسرح العمليات الإرهابية، مستشهداً بالعملية الانتحارية التي قامت بها أم وابنتها مؤخراً وهم يرتدون حزام ناسف في إندونيسيا.
-
كما توقع الخبراء تطور داعش في أسلوب أدائها بالاستفادة من دروس الجريمة العابرة للحدود أو الجريمة المنظمة والمافيا محذرين من احتمالية ظهور نوعية جديدة من الإرهابي تكون مهمتها التقليد الأعمى للفكر والتنظيم والتنفيذ.
-
ذكر خبير آخر أن المنظمات اليمينية المتطرفة في أوروبا، والمناهضة للوجود والتمدد الإسلامي في المدن الأوروبية، قد بدأت هي الأخرى في استخدام أساليب داعش الإرهابية لتهديد الجاليات المسلمة في بعض المناطق الأوروبية.
-
ورداً على سؤال ذكره أحد المتحدثين، تم التأكيد على أنه لا يُتوقع، على الرغم مما قيل حتى الآن من انكماش داعش أن تزول هذه الظاهرة من العمل الميداني خلال العقدالقادم.
-
كما حذرت خبيرة فرنسية من إحتمالية دخول إيران سوق التمويل وتنفيذ الهجمات الإرهابية والتجارة في الأفيون عن طريق الحرس الثوري كلما ازدادت وتعقدت مشكلة الاتفاق النووي مع إدارة ترامب بالولايات المتحدة، مضيفة أن الأجهزة الأمنية في أوروبا ترصد الآن نشاط إيراني جنائي يتحول بسهولة من العمل الجنائي إلى النشاط السياسي والإرهابي في غضون ساعات قليلة.
-
أوضح بعض الخبراء أنهم يتوقعون تحولاً خطيراً في أساليب التمويل لداعش خصوصاً وأنهم حققوا نجاحات تمويلية ومكاسب مالية كبيرة من قبل من الإتجار في الآثار، وإقامة سوق سوداء للتحف الأثرية، مع الاستمرار في جلب التمويل من المنظمات العاملة في النشاط الخيري، وجمع التبرعات، واقتطاع جزء من مرتبات بعض العاملين في دول الخليج لتمويل الأنشطة. كما أنهم رصدوا قيام داعش بالدخول في تجارة السجائر وخلق سوق سوداء على الحدود بين تشاد والجزائرتحقق مكاسب بالملايين لداعش. وأخيراً أوضح البعض دخول داعش بشكل مفاجيء في مجال تجارة عملات ” “Bitcoins and Crypto Currency
-
كما ذكرت الخبيرة الجزائرية أن تنظيم داعش قد نجح في جلب أموال كثيرة بالاتجار في النفط العراقي المسروق، وكذلك في فرض الضرائب على المواطنين كمصدر من أهم مصادر تمويل العمليات الإرهابية، و أنهم لاحظوا أيضاً قيام التنظيم بالاتجار في العملات المزيفة، ودخول تلك المنظمات الإرهابية في غرب إفريقيا وبالذات في المناطق الساحلية بالاستيلاء على تجارة الأسماك والمنتجات البحرية الغالية، والتهجير، وغسيل الأموال، إلى مجالات التجارة المشروعة مثل التجارة في السندات، سوق العقارات، والبورصة، وهي كلها أساليب استخدمتها منظمات الجريمة المنظمة والمافيا من قبل. وأضافت أنهم رصدوا تهريب أكثرمن 400 مليون دولار من سوريا وأطنان من الذهب.
-
حذرت خبيرة أخرى من أن التنظيمات الإرهابية المسلحة، وبعد أن فقدت الكثير من أراضيها، فإنها قد تتحول إلى امتلاك أسلحة دمار شامل مثل الأسلحة الكيماوية والمقذوفات والمتفجرات الجديدة الذكية، وذلك لإثبات الذات والعودة بقوه لمسرح العمليات
Chemical Weapons and IED’s, Improvised Explosive Devices.
-
أوضح بعض الخبراء أن أساليب التجنيد التي استخدمها تنظيم داعش في ألبانيا وكوسوفو استندت إلى دراسة تاريخية معمقة لتاريخ الشعب الألباني وكوسوفو، حيث تركزت الدعاية على تاريخ ألبانيا والمآسي التي تعرض لها الشعب بهدف زيادة أعداد المتطوعين وتقنين استخدام القوة ومشروعية القتل. وقد نجحت هذه السياسة نفس نجاح استقطاب العرب بتذكرتهم بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
-
عرضت مسؤولة الأمم المتحدة في مكتب مكافحة الإرهاب من نيويورك بعض الأنشطة التي يقوم بها المكتب ومنها على سبيل المثال خطة الأمم المتحدة لمواجهه التطرف،الاستراتيجية الدولية التي وضعها المكتب في نيويورك، والتي تتضمن أكثر من 70 توصية، موضحة أن الركائز الأساسية للاستراتيجية تقوم على مواجهه الظروف المؤدية إلى الإرهاب، ثم الإجراءات اللازمة في هذا الصدد، ثم تنمية المهارات وبناء القدرات لدى الدول لمواجهة الإرهاب، وأخيراً احترام مبادئ حقوق الانسان عند مواجهة العمليات الإرهابية، مشيرة غلى تعيين الروسي “فور ونكوف” كمساعد سكرتير عام للأمم المتحدة لمواجهة الإرهاب في 21 يونيو 2017.