مشاركة بعض أعضاء المجلس في ندوة حول “التعاون المصري/الياباني في إطار التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وآسيا”
فبراير 5, 2019لقاء مع رئيس قسم رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة والوفد المرافق له
مارس 6, 2019
بتاريخ 24 فبراير 2019 ، استضاف المجلس حلقة نقاشية مغلقة لمناقشة نتائج مؤتمر ميونخ لسياسات الأمن في دورته الـ55 الذي عقد في مدينة ميونخ الألمانية من 15 إلى 17فبراير 2019، وذلك بمشاركة كل من السفراء:د.منير زهران رئيس المجلس، عبد الرؤوف الريدي الرئيس الشرفي للمجلس، د. عزت سعد مدير المجلس، إيهاب وهبة منسق اللجنة الدائمة للشؤون العربية بالمجلس، رخا حسن ، ود. كمال أبو عقيل منسق اللجنة الدائمة للشؤون الأوروبية بالمجلس، ود. حازم عطية الله أمين الصندوق، أ. أحمد أبو شادي عضو المجلس.
-
رحب رئيس المجلس بالمشاركين، منوهاً لأن مؤتمر ميونخ الذي حضره الرئيس السيسي بعد ترأسه لقمة الاتحاد الإفريقي، وتضمن المؤتمر مشاركة نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية و30 وزير دفاع و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين، وتواكب مع تنظيمه عدة مؤتمرات كمؤتمر وارسو والذي دعت إليه الولايات المتحدة وحضره نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس عن السلام في الشرق الأوسط وكان من المخطط إطلاق مايعرف بصفقة القرن خلاله وهو مالم يحدث، واقتصر الأمر على عقد اجتماع بين عدد من وزراء الخارجية العرب ونتنياهو وحدوث صدام بولندي إسرائيلي نتيجة ماذكره نتنياهو من دعم بولندا للنازية في محرقة اليهود، وكذا مؤتمر سوتشي والذي دعا له الرئيس بوتين في ذات الشهر وشارك فيه الرئيسان التركي والإيراني حول سوريا، ولم يسفر عن أي تقدم. وتشهد الفترة الحالية استضافة مدينة شرم الشيخ للقمة العربية الأوروبية على مدى يومي 24 و25 فبراير الجاري وشارك فيها 49 دولة منها 24 دولة أوروبية على مستوى رؤساء الدول والحكومات الأوروبية و11 من رؤساء الدول والحكومات العربية والباقي من الوزراء.
وأكد أن الرئيس السيسي خلال اعمال المؤتمر عبر عن الأجندة والاهتمامات الإفريقية وكذا الشواغل المصرية الخاصة بمكافحة الإرهاب وسبل مواجهته وسبل التعاون العربي/ الأوروبي لمكافحته، وماينتج عنه من أخطار وهو الأمر ذاته الذي تم التداول حوله خلال مؤتمر القمة العربية الأوروبية الذي انتهى بنجاح كما عكسته نتاجه.
وبرز خلال القمة رفض غربي واضح للدعوات والضغوط الأمريكية لمقاطعة إيران والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وأكدت المستشارة الألمانية بشكل صريح أن مقاطعة روسيا ليست في مصلحة أوروبا.
ولتسليط الضوء على التفاصيل أوضح المشاركون مايلي:
-
استعرض د.كمال أبو عقيل الخلفية التاريخية للمؤتمر فبعد أن كان قاصراً بالأساس على مناقشة القضايا العسكرية وأدوات الحرب، تم إطلاق مؤتمر الأمن بميونخ في عام 1963، والذي كان يطلق عليه آنذاك بـ”اجتماع العلوم العسكرية الدولي”. وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد أدولف هتلر في “الرايخ الثالث” – والفيزيائي إدوارد تيلر. وأصبح الفيزيائي المجري، الذي ينحدر من أصول يهودية واحداً من رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن المؤتمر غيَر اسمه لاحقاً إلى “مؤتمر العلوم العسكرية الدولي” واعتبر لسنوات مؤتمراً “للدبابات والصواريخ المضادة”. وأصبح اسمه “مؤتمر ميونخ للأمن”، وأكثر انفتاحاً على قضايا الأمن العالمي.
وبجانب المؤتمر يتم تنظيم مؤتمر لمجموعة من الخبراء الأساسيين، لايتم الافصاح عن معلومات حول مايتم التوصل اليه ولكنه أشبه بمنصة استراتيجية تؤدي إلى التوصل إلى عدد من القرارات .
وبجانب القضايا العسكرية، يتناول المؤتمر العديد من القضايا السياسية والاقتصادية وتأمين عبور الغاز ومصادره الرئيسية، بجانب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والذي تحتل فيه الصين المرتبة الأولى تليها روسيا، بل إن إسرائيل أصبحت المصدر الثاني لامتلاك طائرات بدون طيار” درونز إلكترونية”، فضلاً عن المعدات والأسلحة الثقيلة ذات التكنولوجيا المتقدمة بعد الولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر هذا العام ناقش المؤتمر ماوصفه حالة العالم بأنه على “حافة الهاوية او حالة من الانهيار”، ليعكس مايواجهه العالم اليوم، ولكن رغم ماتمت مناقشته من جوانب سياسية واقتصاية وأمنية، لم تتم مناقشة موضوع الغاز في منطقة شرق المتوسط، والصراع المستقبلي على الغاز وحروب الفضاء ، خاصة بعد قرار ترامب الأخير بتأسيس جيش للفضاء وخصص له ميزانية تقدر بـ16 مليار دولار. واختتم حديثه بالتأكيد بأن هناك موجة من تصاعد الليبرالية الغير ديمقراطية وتمتع قادتها بشعبية كبيرة كما هو الحال في روسيا والصين، وكذا تراجع للأحزاب الديمقراطية الكبرى في أوروبا أمام تصاعد الشعبوية والفاشية كما حدث في ألمانيا بارتفاع نسبة التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف لنسبة 24% وذات الحال في فرنسا وإيطاليا، مبرراً هذا الصعود بأنه نتيجة لأخطاء أوروبية إزاء سعي الدول الأوروبية الكبرى لضم واستيعاب دول أوروبا الشرقية بعيداً عن المعسكر الروسي وتجاهل حقيقة العداء التاريخي الذي تكنه لدول أوروبا الغربية، وولاء القادة الحاليين للولايات المتحدة وإسرائيل بالدرجة الأولى، مشدداً على ضرورة أن تدرك أوروبا التغيرات العالمية والصعود الروسي والصيني والهندي في مجال الذكاء الاصطناعي والجيوش الالكترونية والسعي لمواكبة هذا التطور.
-
أبرز السفير رخا حسن الى أهمية الدور الذي تلعبه إدارة التخطيط السياسي في وزارات الخارجية، ففي وزارة الخارجية الألمانية مثلاً، تكون تلك الإدارة مسؤولة عن كافة المراكز البحثية المتواجدة في ألمانيا بما فيها مؤتمر ميونخ للأمن ، وهناك العديد من الموضوعات التي يتم التشاور حولها بين الجامعات وإدارة التخطيط السياسي ويتم الاستفادة من المبتعثين الأجانب عبر إرسالهم لبلدانهم لجمع المزيد من المعلومات، وعادة مايتم إصدار تقارير تقدم لوزارتي الدفاع والخارجية لايتم الإعلان عنها وتقارير اخرى اقتصادية تقدم رؤاها لوزارة الاقتصاد الألمانية.
وحول مؤتمر ميونخ تمت مناقشة العلاقات الأمريكية الأوروبية وموضوع إنشاء جيش دفاع أوروبي مشترك في ظل الرغبة الأمريكية للانسحاب من القارة وتخفيض مساهمتها في حلف الناتو، والتأكيد على أن من يريد الحماية والدفاع من قبل الولايات المتحدة وجب عليه أن يدفع تكاليف تلك الحماية وهو الأمر الذي أكده نائب الرئيس مايك بنس في كلمته، وهو مايعكس انصراف الاهتمام الأمريكي القديم بأوروبا.
ويلاحظ أن المؤتمر عقد في ظل مايواجهه الاتحاد الأوروبي على الصعيد الداخلي من تصاعد للشعبوية واليمين المتطرف والخوف على مستقبل المملكة المتحدة في ظل دعوات لاستقلال كلاً من أيرلندا الشمالية وويلز عن المملكة المتحدة، وذات التفكك تعاني منه بروكسل وأسبانيا، وتصاعد حدة مشكلة اللاجئين والهجرة غير الشرعية والرفض الشعبي المتصاعد لاستقبال اللاجئين رغم وجود دعوة من بعض القادة الأوروبيين كأنجيلا ميركل للاستفادة من اللاجئين كقوة عاملة في ظل ضعف النمو السكاني ووجود مخاوف من تراجع نسبة القوة العاملة وسط ارتفاع نسب الشيخوخة، وأدى هذا الرفض الشعبي لتراجع شعبية بعض القادة الأوروبيين وعلى رأسهم المستشارة الألمانية ميركل.
وبالمثل هناك عدد من التهديدات تواجه العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتي تتأثر بالعلاقات السياسية خاصة في ظل امتلاك كل دولة لأجندتها الخاصة، حيث تؤدي بعض القرارات المتخذة من بعض القادة لتهديد المصالح الاقتصادية للدول الأخرى، فضلاً عن التطورات الخاصة بموضوع التغيرات المناخية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية صاحبة أعلى نسبة للتلوث في العالم بنسبة 24% وتليها الصين والهند.
ولم يعد الأمر يقتصرعلى هذه التهديدات الداخلية، بل تطور الأمر لتهديدات تتعلق بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل مايتردد عن انسحاب أمريكي من المنطقة واتخاذ قرارات مصيرية دون التنسيق مع الشركاء الأوروبيين، خاصة وأن المنطقة اصبحت تعاني من مواجهة التنظيمات الارهابية وكذا مشكلة عودة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق والتي تم حل جزء منها عبر الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بقيمة 3.2 مليار دولار مقابل استضافتها للاجئين السوريين، ومن المنتظر إبرام اتفاق آخر مع منطقة الشمال الإفريقي لمنع تسرب اللاجئين القادمين من ليبيا.
وحول الدور المصري، أكد السفير رخا أن لمصر وضع خاص في نظر أوروبا فهي دولة ذات نضج سياسي وتتمتع باستقرار نسبي وتمتلك خبرة في مجال مكافحة الارهاب رغم ماتواجهه من انتقادات تتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، ولكنها لم تتورط في دعمها للإرهاب وغسيل الأموال كما وجهت تلك الاتهامات لدول عربية. وعلى مصر أن تبادر بإطلاق مبادرات لحل أزمات المنطقة والسعي لإعادة الاستقرار للمنطقة العربية وإعادة سوريا للجامعة العربية وإطلاق مبادرات للحوار مع دول الجوار وتجاوز بعض النقاط الخلافية.
-
أكد السفير د.محمد حجازي أن مؤتمر ميونخ منصة حرة مستقلة يتم خلالها التفاعل بين جمهور المتحدثين حول القضايا العالمية المعلنة وغير المعلنة وتقديم وجهات نظر حرة ومستقلة لصناع القرار، يمكن من خلالها صياغة السياسات العالمية من عام لعام.
وتتم صياغة أجندة بمحور أساسي للحوار، ومحور المؤتمر هذا العام “كان الحديث عن التغير في النظام السياسي العالمي والنظام السياسي المفكك” وأن الرئيس ترامب بما يتخذه من سياسات اقتصادية وسياسية وانسحابه من التزاماته التاريخية أصبح مهدداً للنظام العالمي ولاستقراره، وأن النظام الحالي يعاني من تدهور للعلاقات الأمريكية الروسية، والأمريكية الأوروبية، والأمريكية الصينية، ورغم وجود محاولات أمريكية لطمأنة الأوربيين في عقر دارهم، لكن أوروبا أصبحت تدرك أن عليها تحمل مسؤولياتها التاريخية والخروج من التبعية للولايات المتحدة، وقد تكون المشاركة الأوروبية في القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ إدراكاً منها لضرورة عودتها لتحمل مسؤولياتها التاريخية، وكذا إدراكاً منها لأهمية عودتها للعب دور متعاون مع دول جنوب المتوسط ذات الجوار المباشر والمرتبطة بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، في ظل السياسات الأمريكية المتذبذبة والتي تتسبب في مزيد من التهديد لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وسط الحديث عن استمرار الصراع في سوريا باعتباره صراعاً متعدد الطوابق لايبدو له أي نهاية ، ليأتي الحديث عن ضرورة ترك الساحة لدول الصراع لتقرير شؤونها بنفسها وسط تعاون وتكاتف من دول العالم لإنهاء تلك النزاعات وتكاتف الجهود لتجفيف منابع الارهاب.
كما وجدت أحاديث ومناقشات حول الأمن والفضاء السيبراني والذكاء الاصطناعي وارتباط ذك بأمن الدول وسيادتها، كما تناول المؤتمر قضايا أمن الطاقة والأمن الصحي وتأمين حقوق المرأة والطفل.
وحول تراجع أهمية القضية الفلسطينية، ذكر السفير حجازي أن هذا التراجع لايعني بالضرورة تراجع أهميتها ، متوقعاً أن يتضمن البيان الصادر عن القمة العربية الأوروبية بياناً لإرساء أسس وقواعد التسوية في الشرق الأوسط، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، لمواجهة ماقد تتضمنه صفقة القرن .
كما دعا لضرورة تفهم حالة الذعر الخليجي بسبب المخاوف من الدور الإيراني المتغلغل في المنطقة ، والذي قد يدفعها للتحالف مع إسرائيل، ويمكن لمصر أن تلعب دوراً في تهدئة تلك التوترات والتعاون في ذلك مع شركائها الأوروبيين خاصة وأنها محل ثقة منهم، مع استضافة مصر للقمة العربية الاوروبية رغم عدم دعوة إسرائيل.
-
تناول السفير إيهاب وهبة في كلمته عن المؤتمر الذي أظهر الانقسام الواضح والتفاوت بين وجهات النظر وأوروبا والتقييم المختلف للتطورات العالمية، وكيفية التعامل معها ، وأبرز بعض النقاط التي أكد عليها رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية ولفجانج أيشينجر:
وأن عام 2019 شهد عدداً من التطورات الهامة على الصعيد العالمي، ليعاني النظام الدولي الليبرالي من حالة من التفكك والانهيار، سواء بسبب التصرفات الأمريكية أو الروسية أو الصينية أو الأوكرانية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والتجارية وتفكك الأطلنطي، ليبدو وكأن العالم دخل في مرحلة جديدة للحرب الباردة بين القوى العظمى، وتحرك عدد من الدول بعيداً عن الديمقراطية الغير ليبرالية، فلم تعد هناك حرية للصحافة ولاأحزاب سياسية ولامجتمع مدني فاعل، وسط عودة للفاشية والنازية في بعض الدول الأوروبية.
– ضرورة الانتباه للأزمات التي تحيط بالعالم وهي أزمات متعددة الأطراف وليس بين دولتين، وتوجد أطراف خارجية تؤجج هذه النزاعات كما هو واضح من الدور الإيراني في سوريا والدور السعودي في اليمن.
– أن الارهاب أصبح مشكلة دولية تهدد دول العالم في سوريا وأفغانستان وباكستان، ولكن وسط ذلك فهناك صدام حادث بين الدول الكبرى أو بين الدول المتوسطة بإيعاز من الدول الكبرى .
– ضرورة الانتباه لتزايد معدلات الفساد والفقر، والسعي لاحترام اتفاقيات التجارة الحرة وحقوق الانسان.
كما نوه السفير وهبة لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وحديثه عن نقاط محل انتقاد من الدول الأوروبية للخطوات الأمريكية المتخذة وعلى رأسها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والانسحاب الأمريكي من سوريا، وكان رد القادة الأوروبيين وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن التمسك بالاتفاق النووي الإيراني هام لضبط السلوك الايراني في الشرق الأوسط، وأن الانسحاب من سوريا سيترك فراغاً تستفيد منه روسيا وايران .
كما تضمن المؤتمر حديث الرئيس السيسي عن القضية الفلسطينية، رداً على ماأثير حل تصريحات لبعض وزراء الخارجية العرب خلال لقائهم بنتنياهو على هامش مؤتمر وارسو، من تصريحات نسبت لوزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش أن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها والهجوم على سوريا لحماية مصالحها وأن التحدي الأكبر لدول الخليج ليس الخلاف العربي الإسرائيلي بل التهديد الإيراني والذي أصبح يمثل حاجزاً أمام أي حلول لأزمات الشرق الأوسط ، في حين أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن أزمات المنطقة تجعل حل الصراع العربي الإسرائيلي مستحيلاً.
وعليه وفي ضوء ماسبق يمكن القول أن مؤتمر ميونخ لم يبتدع سياسة جديدة للتقارب بين طرفي الأطلنطي بل كشف عن عمق الخلاف بينهما.
-
ومن وجهة نظر صحفية كانت مداخلة الأستاذ/ أحمد أبو شادي الذي أكد أن مؤتمر ميونخ هذا العام كان أحد أهم المؤتمرات خاصة وأنه أظهر الهوة والانقسام الواضح بين طرفي الأطلنطي و التراجع الأمريكي عن الاتفاق النووي مع طهران، ومابدا من الرفض الأوروبي والسعي لإثبات أنها ليست تابع للولايات المتحدة وأنها تتمسك بالمعايير الأساسية للنظام العالمي وعدم رغبتها في الدخول في صراع مع روسيا أو إيران وكذا رفض أوروبا الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ووجود فرق بين الأساسيات والتجاوزات وأن أوروبا لن تسمح لتجاوزات الإدارة الأمريكية في التأثير على الأساسيات التي تتبناها الدول الأوروبية. بل وبدأت خلاله ملامح الحملة الانتخابية الأمريكية بإعلان نائب الرئيس السابق أوباما جون بايدن بترشحه للرئاسة للعام 2020 في ميونخ، وحديثه عن عودة أمريكية جديدة بعد الانسحاب الأمريكي في عهد ترامب ورفعه لشعار “عودة الولايات المتحدة”. كما تمت مناقشة موضوع الهجرة، خاصة وأنه موضوع عالمي وليس إقليمي، خاصة وأن المهاجرين أصبحوا عناصر فاعلة في المجتمعات الغربية بل إن 40% من العمالة الأمريكية هم من أصول مهاجرة، ومن المتوقع أن يظهر موضوع الهجرة في الفترة القادمة خاصة وأن هناك العديد من الدول تعاني من ارتفاع نسب الشيخوخة وقلة العمالة المتوفرة كما هو الحال في اليابان.
-
وفيما يتعلق بالوضع العربي، في ظل هذا العالم المهدد بالانهيار كانت مداخلة السفير/د. عزت سعد الذي أكد أن المؤتمر كشف حقيقة الانقسام في المعسكر الغربي بين أوروبا والولايات المتحدة، والذي تفاقم بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وأعلنت أوروبا عن تمسكها بالاتفاق وكذا صياغة آليات للالتفاف على العقوبات الأمريكية، وعلى العرب إدراك أنهم جزء من هذا الانقسام والحذر من تداعياته والتفكير في صياغة رؤية حول كيفية التعامل معه.
وبرز الانقسام الغربي الآخر في الموقف الأوروبي من القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتصويت أغلبية الدول الأوروبية على قرار الجمعية العامة بإدانة القرار الأمريكي، حيث لم يكن ممكناً التوصل لهذه الادانة في مجلس الأمن نظراً للفيتو الأمريكي، مقترحاً في هذا الصدد، وفي إطار انعقاد القمة العربية الأوروبية، أن تكون تلك القمة بداية للتعاون بين الجانبين. وأضاف أن الموقف الأوروبي يمتاز بالتماسك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالمقارنة بالموقف العربي الذي يفتقر لذلك، كما لايوجد شريك دولي قوي يمكن الاعتماد عليه إزاء مستقبل هذا الصراع، فكلاً من الروس والصينيين مشغولون بالدفاع عن مصالحهم وتجمعهم بإسرائيل علاقات هامة ومؤثرة. هذا الموقف الأوروبي المتماسك لابد أن يكون دافعاً للعرب لمزيد من التنسيق والتعاون مع الجانب الأوروبي، وإن كان ذلك لايغني عن الدور الأمريكي الذي يظل – للأسف- أساساً لتسوية الصراع.
ساساً لتسوية الصراعأساساً لتسوية الالذي يظل
كما نوه سيادته لما يجب أخذه في الاعتبار من حديث عن نظام عالمي جديد ، ذلك أنه رغم حديث روسيا والصين عن نظام عالمي جديد إلا أن النظام الحالي يخدم مصالح الدولتين، فكلاهما عضو في مجلس الأمن، وكل مايريدانه هو تعامل الأمريكيين معهما على قدم المساواة، وأنه إذا ماوجدت إشارات واضحة من البيت الأبيض للجانبين سعياً لتسوية خلافاتهما ستتجاوب كلاً من روسيا والصين مع الولايات المتحدة.
-
أكد السفيرعبد الرؤوف الريدي خلال مداخلته أن المخاطر الماثلة في عالم اليوم، والناتجة عن حالة سباق التسلح بتكنولوجيا متقدمة، بعد فترة كان العالم قد صاغ فيها اتفاقيات لضبط التسلح، لتكون الحالة الراهنة هو الاتجاه لحافة الهاوية التي أشار تقرير المؤتمر إليها، ومادل على ذلك من انسحاب أمريكي من اتفاقية الصواريخ متوسطة المدىINF ورد الفعل الروسي بعد انسحاب مماثل.
منوهاً في هذا السياق لضرورة التفكير الجاد في التساؤل الذي طرحه مؤتمر ميونيخ حول هوية من سيتولى حفظ السلام في العالم، والمكلف بمواجهة الأخطار المتواجدة وماتعانيه القوى الكبرى في العالم من حالة من الارتباك بعد أن كانت هي المسؤولة عن حماية الاستقرار العالمي ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حتى الدول العربية والإقليمية التي كانت تتولى الريادة تتعرض اليوم لحالة من الارتباك في ظل ماترتكبه من أخطاء في السياسة الخارجية كما حدث بالنسبة للسعودية، رغم حالة النهضة التعليمية التي حققتها بعضها كالامارات وقطر، ووسط ذلك يثور التساؤل حول الفرص التي يمكن لمصر أن تستغلها للعودة للعب دور، وكيف يمكن لها أن تصيغ استراتيجيات للاستفادة من هذه الفرص ، خاصة وأن المنطقة رغم ماتعانيه من صراعات فهي لاتزال غنية بالموارد الطبيعية والطاقة ومصر تتمتع أيضا بتلك الموارد ، منوهاً لأن التساؤل الواجب طرحه والاجابة عليه هو :كيف يمكن لمصر أن تعود؟.