يدين المجلس المصري للشئون الخارجية بأشد العبارات الإعلان الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة ، والذي يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية، فضلاً عن حقيقة أن الرئيس الأمريكي لا يملك الحق والأهلية القانونية لإضفاء المشروعية على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية، وبالتالي فالقرار باطل بطلاناً مطلقاً، ويعد انتهاكاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ويؤكد المجلس دعمه الكامل للموقف الذي عبرت عنه وزارة الخارجية المصرية والذي يؤكد موقف جمهورية مصر العربية الثابت باعتبار الجولان السوري أرضاً عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 الذي نص على بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض ولايتها القانونية والقضائية وإداراتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له آية شرعية دولية.
إن إعلان الرئيس ترامب وما سبقه من قرارات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعتبار الأخيرة عاصمة لإسرائيل بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وكذا إعلان واشنطن قطع المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (إنروا)، وهي إجراءات من شأنها تهديد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسره، كما توفر بيئة حاضنة للتطرف والارهاب في وقت كان يتعين فيه على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتصرف بمسئولية بحكم التزاماتها ليس فقط كراعي للسلام، بل وأيضاً كعضو دائم في مجلس الأمن عليه مسئولية حفظ السلم والأمن الدوليين وليس إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في هذه المنطقة، في ظل ممارسات توسعية وعنصرية لدولة إسرائيل التي تعد دولة الاحتلال العسكري الوحيدة في عالمنا المعاصر بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية.