زيارة وفد المجلس الهندى للعلاقات الخارجية للمجلس
سبتمبر 12, 2019زيارة وفد معهد السياسة والاقتصاد الدوليين بصربيا (IIPE)
سبتمبر 19, 2019
بتاريخ 17 سبتمبر 2019، استقبل المجلس وفداً من جامعة Renmin الصينية، بناءً على طلبه، برئاسة البروفيسور Wu Xiaoqiu نائب رئيس الجامعة ، حيث تطرق اللقاء إلى بعض القضايا التي يراها الجانب الصيني بمثابة أولوية له، كما طرح الجانب المصري بعض النقاط التي تستهدف تنشيط علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين وسبل تحقيق قدر من التوازن في ميزان التجارة بينهما من خلال الاهتمام بجذب السياحة الصينية لمصر.
وفيما يلي أهم ما أثير خلال اللقاء:
-
بعد ترحيب السفير/ د. منير زهران رئيس المجلس بالوفد الصيني، أشار إلى الآتي بصفة خاصة:
-
أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين تجعل مصر طرفاً رئيسياً في مبادرة الحزام والطريق، وأن قناة السويس هي أهم ممر بحري لنجاحها، وأننا نتوقع مضاعفة الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية للقناة.
-
أننا نؤيد مبدأ حل كل الخلافات التجارية من خلال منظمة التجارة العالمية، وضرورة احترام قواعدها، وعدم اللجوء إلى التدابير الحمائية من جانب أي طرف حتي لا يصاب النظام التجاري وتتعثر العولمة وتؤثر سلباً على الشركاء التجاريين الآخرين.
-
أن دور الصين الشامل كعضو دائم في مجلس الأمن يفرض عليها مسئوليات خاصة من بينها الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا، لما فيه صالح الصين والعالم.
ومن هذا المنطلق فإن موضوع سد النهضة في إثيوبيا، والذي تشارك في تشييده شركات صينية ( توريد توربينات)، من المجالات التي يمكن أن تساعد فيها الصين لحل إشكالية الملء الأول للخزان حتى لا تتأثر حصة مصر المائية. ويمكن من خلال الاتصالات الهادئة للجانب الصيني الإسهام في المساعدة على تخطي تلك العقبة.
-
وجه رئيس الوفد الصيني الشكر للمجلس على الحفاوة وحسن الاستقبال، مشيراً إلى ما يلي بوجه خاص:
-
تطورات العلاقات الصينية / الأمريكية والمقاربة الصينية لهذه العلاقات، مشيراً إلى أنها الأهم على الاطلاق بالنسبة لهم والعالم.
-
في السياق عاليه، أكد البروفيسور ” Wu” أنهم ملتزمون تماماً بالقواعد والمعايير الدولية المتعددة الأطراف في تجارتهم مع الولايات المتحدة وعلاقاتهم التجارية والاقتصادية بها، وأنهم يعارضون الحمائية والشعبوية.
-
أكد أنه في ضوء الحقائق الجديدة يقدرون أن هناك بعض العيوب في قواعد التجارة الدولية وفي إطار المنظمة العالمية للتجارة والتي تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة، خاصة في ضوء الاختلالات الواضحة في الأوضاع الاقتصادية للدول النامية والأخرى المتقدمة من الغرب.
-
خلص رئيس الوفد الصيني إلى القول بأن ما يهم بلاده هو تحرير التجارة الدولية وتسهيل الاستثمارات وهو ما تعارضه الولايات المتحدة، مؤكداً أنه لا يمكن لأي دولة أن تتقدم وتنمو وهي في عزلة.
وقد أشار الضيف إلى أنهم سيزورون إثيوبيا قريباً للقاء بعض مراكز الفكر هناك، وأنه ليس على دراية كافية بالجوانب المختلفة لموضوع سد النهضة الذي أثاره رئيس الوفد المصري إلا أنه سيكون حريصاً على إثارة هذا الموضوع خلال وجوده في إثيوبيا، وأن الجانب الإثيوبي لن يتشكك في نوايا نظيره الصيني الذي يسعى إلى السلام بين الشعوب، خاصة في ضوء استراتيجية علاقات بكين بإفريقيا وحرصهم عليها.
-
تحدث عضو المجلس ورجل الأعمال محمد قاسم موضحاً أنه سيتناول ثلاث نقاط أساسية هي:
-
في إطار اهتمامه بمبادرة الحزام والطريق يود التعرف على كيفية قيام الصين بإدماج مصر في المبادرة بحكم مرور الطريق البحري عبرها وموقعها النافذ إلى كل من إفريقيا والدول العربية وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية من خلال اتفاقات تجارة حرة. وأضاف أن “تيدا” مطور صيني جيد وتلعب دوراً في جذب الاستثمارات الصينية، إلا أن “تيدا” وحدها ليست كافية ونرغب في رؤية المزيد من المطورين والمستثمرين الصينين في المنطقة الاقتصادية.
كيف يمكن لمصر والصين التعاون في القارة الإفريقية، خاصة في مجال الصناعات النسيجية. وأوضح أنه علم أن الصين تسعى إلى تخفيض إنتاجها من النسيج بنسبة 15% وهو ما يمثل 55 مليار دولار، وإفريقيا كلها تصدر ما قيمته 15 مليار دولار نسيج. وربما سيزور الوفد الصيني إثيوبيا التي تنعم باستثمارات كبيرة في قطاع النسيج، كما وأن الدول الافريقية تتنافس على استثماراتهم فإنه يمكن التنسيق في هذا الشأن لصالح الجميع.
واقترح أ. محمد قاسم أن يتم إعداد master plan للصناعة النسيجية في إفريقيا ويمكن لجامعة Renmin أن تقوم بدور مركز الفكر في هذا الشأن.
-
أخيراً أشار أ. قاسم إلى أنه ليس مندهشاً مما يجري بين الصين وأمريكا، فهو صراع بين قوة صاعدة وأخرى هابطة. مضيفاً أن أمريكا لم تكن مستعدة لذلك، على مايبدو، مؤكداً قناعته بإمكانية قيام بكين بإدارة هذا الصراع .
وأضاف أن نظام التجارة ما بعد الحرب العالمية الثانية (مؤسسات بريتون وودز) هو صناعة أمريكية، وبما أن أمريكا تتخلى عن موقعها طالما أن هذا النظام يلعب في غير صالحها، فإن الصين مؤهلة للقيام بهذا الدور.
علق نائب الرئيس بالقول بأن: موقع مصر الجغرافي واستقرارها يؤهلها لأن تحتل مكانة متقدمة في مشروعات المبادرة. واقترح ان تقوم مصر بإعداد ورقة بيضاء تعكس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وأنه يتفق مع ما ذكر في أن الأمر يتعلق بقوة صاعدة وأخرى هابطة. وفي هذا السياق، لابد من الاشارة إلى أن دور صندوق النقد والبنك الدوليين في الديناميكية المالية العالمية في تراجع في مقابل دور متصاعد للصين في أسواق المال والتمويل الدولي. ومع ذلك، أشار نائب رئيس الجامعة إلى أنه للأسف ما زال الدولار العملة الأقوى والأهم في النظام المالي العالمي، مضيفاً أنه من الناحية الاستراتيجية على الدول البحث عن حلول لهذه الديناميكيات العالمية المتغيرة. وأن الفرق بين الصين وروسيا في مقاربة موضوع العملات هو أن الأولى حذرة بينما الثانية مندفعة.
-
تحدث الدكتور ناصر فؤاد – أمين عام المنطقة الاقتصادية لقناة السويس السابق، بأن الصين هي الشريك التجاري الثالث لمصر إذ كان الميزان التجاري بين البلدين عام 1954 حوالي 12 مليون دولار ثم أصبح 14 مليار دولار عام 2016. وأضاف أن لدى مصر قصص ناجحة مع الاستثمارات التي تأمل المزيد منها ( أشار في ذلك إلى أنشطة شركة quchi co).
-
تناول السفير/ هشام الزميتي ما تتمتع به مصر من استقرار سياسي واقتصادي بعد سقوط الإخوان ودور الاعلام الغربي في تشويه صورة مصر، وأهمية أن تستقي الصين معلوماتها من المصادر المصرية والعكس بالنسبة لمصر.
-
تحدث السفير/ عزت سعد عن تطورات الأداء الاقتصادي في مصر منوهاً في ذلك إلى تقارير صندوق النقد والبنك الدوليين التي أشادت بما تحقق من إنجازات كبيرة على صعيد الإصلاح النقدي والمالي، إلا أنه بالنسبة لمناخ الاستثمار فقد تناولته التقارير بصورة سلبية، وهو ما ستسعى مصر إلى العمل على تجاوزه في المرحلة القادمة.
-
وقد تطرق الحديث إلى الحاجة إلى زيارة عدد السياح الصينيين لمصر والذي لم يتجاوز 200.000 العام الماضي، وهو ما لا يتفق مطلقاً مع إمكانات البلاد السياحية، سواءً كانت سياحة ترفيهية أو ثقافية، وذلك عدد السياح الصينيين الذي وصل إلى 150 مليون وجهتهم الاساسية اليابان وكوريا والمالديف وقد عرض السفير عزت سعد لتجربته إبان عمله محافظاً للأقصر في الفترة من 2011 إلى 2013، منوهاً في ذلك إلى أن البنية التحتية للسياحة في مصر ما تزال في حاجة إلى تحسين كبير، وهو ماأكده الجانب الصيني مقترحاً أن يكون دخول السياح الصينيين لمصر بدون تأشيرات دخول على غرار العديد من الدول الأوروبية مثل صربيا واليونان وجمهورية التشيك وغيرها.
وأضاف أنه يمكن أيضاً العمل بالتأشيرات الإلكترونية E- Visa للتسهيل على السائح كما هو حال تركيا التي تحظى بمليون سائح صيني كما بدأت روسيا والهند الأخذ بالتأشيرة الإلكترونية.
-
تعليقاً على ما أشار إليه الجانب الصيني حول الاستثمارات الصينية في إثيوبيا ومناخ الاستثمار المواتي فيها بالمقارنة بمصر، ذكر السفير عزت سعد أنه لا أحد يدري ما يجري داخل إثيوبيا وأن الأوضاع لم تشهد أي تغيرات إيجابية بالمقارنة بنظام رئيس الوزراء السابق. وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين يدعمون إثيوبيا بلا قيد أو شرط ويريدونها دولة مسيحية قوية ولا يهتمون كثيراً بسياساتها المعادية لمحيطها، مشيراً في ذلك إلى أن موجة التفاؤل التي استقبلنا بها رئيس الوزراء آبي أحمد لم تكن في محلها، حيث لم تغير أديس أبابا من سياستها في أي شيء، وأن الغرب كان حريصاً على إقحام النظام الإثيوبي في الأزمة السودانية وتفصيل دور له فيها على حساب الاتحاد الإفريقي والقوى الاقليمية الأخرى.
-
أجاب الوفد الصيني على تساؤلات نظيره المصري فيما يتعلق بالأوضاع في هونج كونج، منوهاً في ذلك إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة في الإقليم والتفاوت الصارخ في الدخول كسبب للاحتجاجات وأضاف أن “ربيع هونج كونج هو تكرار للربيع العربي، وأن الغرب يريد تقويض مبدأ “دولة واحدة ونظامين”.
-
علق السفير علي الحفني بأنه يرى أن صعود الصين وتقدمها التكنولوجي هو السبب في الحرب التجارية ضدها.
-
خلص اللقاء إلى التوصية بالآتي:
-
أن يقوم الجانب المصري ( المجلس وربما بالاشتراك مع المركز المصري للدراسات الاقتصادية) بإعداد ورقة بيضاء تتضمن مجالات الاستثمار التي يمكن للجانب الصيني المساهمة فيها.
-
النظر في تطبيق التأشيرة الالكترونية بالنسبة للسائح الصيني كخطوة لجذب السياح الصينيين، يعقبها خطوة النظر في إلغاء تأشيرات الدخول لهؤلاء السياح.