لقاء مع وفد من المعهد الصيني للدراسات الدولية
ديسمبر 3, 2019” الدبلوماسية الأذربيجانية في عيدها المئوي”
ديسمبر 14, 2019
فى 11 ديسمبر 2019، استضاف المجلس المصري للشئون الخارجية وفد سريلانكا برئاسة السيد/ Ravinatha Aryasinha، وزير الدولة للشئون الخارجية، وحضرت معه السيدة/ Damayanthie Rajapakse، سفيرة سريلانكا لدى القاهرة، للحديث حول العلاقات الثنائية بين مصر وسريلانكا وسبل تطويرها، بالإضافة إلى استراتيجية بلاده بشأن التعاون مع القارة الإفريقية. وشارك من المجلس كلٌ من السفراء/ منير زهران، رئيس المجلس، عزت سعد، مدير المجلس، نجلاء الظواهرى، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون جنوب آسيا، على الحفنى، فاروق مبروك، يوسف الشرقاوى، محمد منير، والسفير/ يسرى خليل، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل.
وقد افتتح الاجتماع السفير د./ منير زهران، رئيس المجلس، بالترحيب بالسادة الحضور. وبعد أن دعاه سيادته للمداخلة، توجَّه سكرتير الدولة للشئون الخارجية السريلانكي بالشكر للمجلس، مشيراً إلى ما يلى بصفة خاصة:
-
أن السيد السفير حسين السحرتي سفيرنا لدى سريلانكا نصحه بزيارة المجلس وتحدث كثيراً عن ما يضمه من خبرات متراكمة، مما شجعه على الزيارة، خاصة وأن الأجيال الجديدة من البلدين لا تعرف العلاقات الوثيقة بينهما، خاصة خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
-
أشاد الضيف بأداء السيد السفير وجهوده لتدعيم العلاقات المصرية السريلانكية ومتابعته الجيدة للأوضاع ف بلاده وتواصله الممتاز مع السلطات المحلية. كما أشاد بالتعاون والتنسيق الوثيق بين البلدين في الامم المتحدة فى قضايا نزع السلاح والفضاء الخارجي وحقوق الإنسان، بجانب بعض الأطر الدولية الاخرى مثل مجموعة الـ G15.
-
ذكر أن زيارته للقاهرة مهمة من زاويتين:
-
أنها تأتي بعد أقل من شهر على انتخاب رئيس دولة جديد فى سريلانكا، يمتلك رؤية خارجية تقوم على الاحتفاظ بعلاقات طيبة بكافة دول العالم.
-
أنه يشغل منصبه منذ نوفمبر 2018، حيث يولي اهتماماً خاصاً بالمنطقة الإفريقية والسعي إلى ما أسماه بإعادة اكتشاف علاقاتهم السياسية والاقتصادية والثقافية بدول القارة وفي القلب منها مصر، وذلك في إطار قناعتهم بأهمية التعاون “جنوب – جنوب”، فضلاً عن علاقاتهم بإفريقيا عبر تاريخ طويل.
-
ألمح الى دور بلاده فى دعم استقلال البلدان الافريقية، ثم العلاقات الخاصة بين الرئيس عبد الناصر والسيدة باندرنايكة ودعمها لموقف مصر في الأمم المتحدة في أعقاب العدوان الثلاثي في (11) قرار صدرت عن الجمعية العامة للمنظمة. وفي هذا السياق، أشار الضيف إلى أنهم لن ينسوا أن مصر اول دولة عربية إفريقية تقيم تمثيلاً دبلوماسياً مقيماً لها فى كولومبو وتلى ذلك فتح سفارة لهم بالقاهرة منذ عام 1957.
-
أسهب الضيف فى الحديث عن ما أسماه بالعلاقات التجارية القوية بين مصر وسريلانكا منذ قرون طويلة، حيث اعتادت القوافل التجارية المصرية زيارة جزيرة سريلانكا (التى عُرِفَت بأسماء كثيرة، منها تابروبان وسرنديب وسيلان) بغرض الاستكشاف والتجارة. وكانت أولى الرحلات المسجلة فى عصر البطالمة الذين أنشأوا صلات بمملكة “أنورادابورا” فى سريلانكا فى القرن الأول قبل الميلاد. وخلال العصور الإسلامية، توطدت الروابط بفضل تجارة التوابل والعاج وانتشار الإسلام فى سريلانكا. وتشير سجلات الممالك المتعاقبة فى الجزيرة إلى إرسال حكامها قوافل تجارية ومبعوثين للبلاط الأيوبى والمملوكي فى مصر. بيد أن الحدث المهم الذى ترك اكبر الأثر فى الأوساط السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية فى سريلانكا قد تمثل فى قدوم الزعيم أحمد عرابى ورفاقه إليها فى عام 1883، وقضائهم نحو عقدين من الزمن هناك. فلقد ساهم هؤلاء فى إصلاح وتحديث الفكر الدينى الإسلامى ونشر الروح القومية بين أبناء البلد، وحظوا بتقديرٍ وإجلال، باعتبارهم زعماء وطنيين تحدوا الهيمنة البريطانية. ومما يُذكَر هنا أن الزعيم أحمد عرابى قد أشرف حينذاك على إنشاء أول مدرسة إسلامية حديثة فى كولومبو فى عام 1892، واختار لها اسم “المدرسة الزاهرة” نسبة إلى الأزهر الشريف، وتحولت إلى مؤسسة تعليمية رائدة معروفة باسم “Zahira College” لا تزال قائمة حتى الآن.
-
ذكر ان ثلاثة من الزعماء الوطنيين الذين تم نفيهم الى سريلانكا توفوا هناك، وهم محمود فهمى ويعقوب سامى وعبد العال حلمى، وتم إنشاء أضرحة مشرفة لهم، تعلوها لوحات رخامية تمجد بطولاتهم، كما تحول منزل أحمد عرابى فى مدينة كاندى إلى متحف يضم عدداً من مقتنياته الشخصية ولوحات ووثائق. وبمناسبة احتفال مصر وسريلانكا فى عام 1983 بمرور مائة عام على قدوم عرابى ورفاقه لسريلانكا، قامت الحكومة المصرية بشراء منزل أحمد عرابى، ليتحول إلى مركز عرابى الثقافى الذى يضم حالياً متحفاً ومكتبة وقاعات لتنظيم الدورات التدريبية والحرف اليدوية وتعليم اللغات.
-
إثر استقلال سريلانكا عن بريطانيا فى عام 1948، شهدت علاقاتها مع مصر تقارباً كبيراً؛ حيث ساندت سريلانكا موقف مصر إبان العدوان الثلاثى فى عام 1956، وألقى رئيس وزرائها آنذاك سولومون باندارانايكا بياناً قوياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دافع فيه عن مصر وموقفها السياسى، وذلك على الرغم من الارتباط الوثيق بين سريلانكا وبريطانيا فى ذلك الوقت. وتقديراً لهذا الموقف، اتفقت الدولتان على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما فى عام 1957. وخلال الستينيات، لعبت الدولتان دوراً رائداً فى إطار حركة عدم الانحياز، وزار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سريلانكا فى أواسط الستينيات، ونشأت صداقة قوية بينه وبين ورئيسة الوزراء السريلانكية آنذاك سيريمافو باندارانايكا، والتى زارت مصر أربعة مرات، وحرصت على حضور جنازة عبد الناصر، وأعلنت الحداد فى سريلانكا على وفاته.
-
فى سياقٍ متصل، ساندت سريلانكا مصر دبلوماسياً فى حربَى 1967 و1973، وكذلك فى مسعاها للسلام مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية فى عام 1979، ووقفت إلى جانب مصر أثناء المقاطعة العربية، ورفضت محاولات حركة عدم الانحياز تعليق عضوية مصر خلال فترة رئاسة سريلانكا للحركة 1976 – 1979. ويُشَار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات زار كولومبو فى أغسطس 1976 للمشاركة فى القمة الخامسة لحركة عدم الانحياز. هذا، وقد شهدت فترة الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضى زيارات متعددة من الجانبين على مختلف المستويات أغلبها من الجانب السريلانكى لمصر، وأيَّدت مصر جهود سريلانكا فى القضاء على حركة متمردى نمور التاميل الانفصالية أثناء الحرب الأهلية الدامية التى استمرت قرابة ثلاثة عقود (1983 – 2009)، كما دعمت جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.
-
هذا، وتدعم سريلانكا جهود مصر فى مكافحة الإرهاب داخلياً وإقليمياً ودولياً، وقد تفهمت القيادة السريلانكية حقائق الوضع فى مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، وأكدت اعترافها ودعمها لخارطة الطريق التى تبناها الشعب المصرى، وأعربت عن ارتياحها لتخلص مصر من حكم جماعة الإخوان الإرهابية. ويتبادل البلدان التأييد والدعم فى المحافل والمنظمات الدولية بمردود ممتاز، واعتادت سريلانكا دعم جميع المرشحين المصريين للمناصب الدولية، ويحرص البلدان بشكلٍ عام على تنسيق المواقف المشتركة فى إطار مجموعة عدم الانحياز فى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، خاصة فى مجلس حقوق الإنسان.
-
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالى التبادل التجارى بين البلدين قد بلغ فى عام 2018 حوالى 50 مليون دولار، كما بلغ إجمالى حجم رأس المال المصدر من خلال 38 شركة بها مساهمات سريلانكية فى مصر (تعمل فى المجالات الصناعية والإنشائية والخدمية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتمويل) فيما بين عامَى 1970 و2017 نحو 264 مليون دولار، وبمساهمة إجمالية مباشرة فى التدفقات تُقدَّر بنحو 18.5 مليون دولار. وتستقدم مصر العمالة السريلانكية الفنية المتخصصة فى مجال صناعة الملابس والمنسوجات. يُضَاف إلى ذلك أن المركز المصرى الدولى للزراعة يقدم 10 منح سنوياً للكوادر السريلانكية فى مجالات الإنتاج الحيوانى وتحليل المشروعات والصناعات الغذائية والتنمية الريفية وإدارة الأراضى الزراعية والموارد المائية ومكافحة الآفات، الأمر الذى يحظى بتقديرٍ كبير من الجانب السريلانكى. فى سياقٍ متصل، أشار سكرتير الدولة السريلانكى إلى أن هناك لجنة مشتركة تم إنشائها بين البلدين لتنظيم العلاقات البينية وتنسيق المواقف المختلفة، والتى تتطلب إعادة تنشيطها وتفعيلها بما يتماشى مع التغيرات الجديدة. من جهةٍ أخرى، فإن هناك عدداً من حركات تبادل الخبرات بين البلدين، يأتى معظمها فى المجال الأكاديمى المعنِى بالشئون الدينية والتدريبية. وفى هذا السياق، أشار سكرتير الدولة إلى ضرورة العمل على تعزيز وتوسعة حيز تبادل الخبرات ليشمل مجالات أخرى حتى تؤدى إلى الارتقاء بمستوى الجماعات المتنوعة فى سريلانكا.
-
هذا، ويُذكَر أن سريلانكا قد طوَّرت علاقاتها بدول منطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع تعزيز علاقاتها مع مصر على النحو المبين أعلاه. الأمر الذى لم يجعلها بعيدة عن مسرح الأحداث فى المنطقة، لاسيَّما أحداث الصراع العربى الإسرائيلى، والمعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى تحت وطأة الاحتلال. ولهذا، عكفت سريلانكا على الإعلان دوماً فى المحافل الدولية عن موقفها الصريح الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى والرافض لسياسات الاحتلال الإسرائيلى.
-
وفيما يتعلق بالعلاقات السريلانكية بأفريقيا، أشار سكرتير الدولة إلى أنها قد تعززت فى سياق حركة عدم الانحياز وعلاقات الجنوب – الجنوب، وكانت سريلانكا من أوائل الدول الداعمة لتحرير الدول الأفريقية المستعمرة، وفى يوليو 2009 أكد الرئيس السريلانكى حق حركة عدم الانحياز فى مواجهة ومكافحة الإرهاب والتسلح لتحقيق السلام. واعترافاً بضرورة توثيق علاقات سريلانكا بأفريقيا، عمدت السلطات هناك منذ بدايات العام الماضى إلى صياغة سياسة تعاونية مع أفريقيا، أُطلق عليها “Africa Policy”. وتأمل سريلانكا أن تؤدى اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية فى السنوات القليلة القادمة إلى تعظيم العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين سريلانكا ودول أفريقيا.
-
هذا، وترفض سريلانكا مسألة فرض عقوبات على دول أخرى، اعتقاداً منها بأن تلك العقوبات لا تلحق الضرر سوى بشعوب هذه الدول، وأن ذلك قد يؤدى إلى عدم الاستقرار والفوضى؛ فهى دولة تدعم السلام ونبذ العنصرية والفوضى والعنف والإرهاب. من جهةٍ أخرى، عكفت مصر وسريلانكا على تقديم مشروع قرار فى الأمم المتحدة يدعو إلى عدم العسكرة النووية للفضاء الخارجى، وذلك بصورة منتظمة. وفى المجلس الدولى لحقوق الإنسان، تدعم الدولتان القرارات المتعلقة بالحفاظ على حماية الأسرة والعائلة وحماية الحقوق الاجتماعية والمدنية والسياسية والاقتصادية للأفراد، بما يحقق الامن والرخاء والازدهار. هذا، وتحرص سريلانكا على التعاون مع الدول المجاورة فى شتى المجالات، لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
-
خلص المسئول السريلانكى الى التأكيد على الآتى بصفة خاصة:
-
الحاجة الى توسيع التبادلات الاكاديمية بين البلدين، مشيرا إلى انها محصورة فقط فى المجال الدينى (تدريب الوعاظ)، وأنه من المهم تنويع هذا التبادل بما يحقق مصالح الجميع خاصة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا.
-
الحاجة إلى التبادل بين شباب الدبلوماسيين من البلدين.
المداخلات:
السفير د./ عزت سعد:
قام بتوجيه الشكر للضيف على التقديم المتعمق والتهنئة على الانتخابات الرئاسية الناجحة وتنصيب فخامة الرئيس/ جوتابايا راجاباكسا فى 18 نوفمبر الماضى. كما وجَّه التهنئة للسفيرة عن تقديم أوراق اعتمادها متمنياً لها فترة عمل ناجحة فى مصر. وأشار السفير سعد إلى نقطتين ارتباطاً بما ذكره سكرتير دولة سريلانكا للشئون الخارجية، منوهاً إلى الآتى:
-
أنه يتفق مع الضيف حول ضرورة تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين إذا كانت موجودة بالفعل. وفى حالة الرغبة فى إنشائها يجب أن تكون برئاسة وزيرَى خارجية البلدين، وليس أى وزارة أخرى، وأن تعقد دوراتها كل عامين على الأقل بالتناوب بين البلدين. وأضاف أن تجربته كسفير غير مقيم فى كلٍ من بيلاروس وتركمنستان وطاجكستان تؤكد أهمية تولى الخارجية رئاسة اللجنة المشتركة، وأن تكون ولايتها شاملة لكافة مجالات التعاون الاقتصادى والعلمى والفنى والتعليمى وغيرها.
-
أمَّا النقطة الثانية فهى الحاجة إلى الإبقاء على آلية المشاورات السياسية المنتظمة، مضيفاً أن اول مشاورات سياسية عُقِدَت مع سريلانكا كانت فى عام 2005 برئاسته فى كولومبو، وانه ربما كانت أول وآخر جولة مشاورات.
السفير/ على الحفنى:
رداً على إشارة المسئول السريلانكى إلى التوجهات الجديدة لدولته ووزارة الخارجية صوب أفريقيا، والسؤال عما تراه مصر لأفضل السبل للنهوض بعلاقاتهم الأفريقية فى المرحلة القادمة، أشار السفير على الحفنى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ومنسق اللجنة الدائمة للشئون الآسيوية بالمجلس، إلى الآتى:
-
أن الإجابة على سؤال المسئول السريلانكى تكمن فى متابعتهم وإدراكهم للتحولات الكبيرة التى تحدث فى القارة الأفريقية عامة ومصر التى ترأس حاليا الاتحاد الأفريقى خاصة، حيث أن هناك واقع جديد فى القارة يحكى الإرادة الجماعية فى قارة أفريقيا لإحداث نقلة نوعية فى دولها واقتصادياتها وذلك بالتركيز على عملية الإصلاح بكافة أشكالها والسعى حثيثاً لدمج جهود التكامل والاندماج القارى وخلق مناخ جديد لجذب الاستثمار الأجنبى فى هذا التوقيت الذى يتسم بالتكالب على القارة والتنافس بين شركاء القارة لإيجاد مواطىء أقدام وتعزيز التواجد والنفوذ.
-
أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى تتركز على لفت أنظار شركاء القارة إلى ضرورة الخروج على الإطار التقليدى لعلاقاتهم الأفريقية تأسيساً على قناعة بالمصلحة المشتركة خاصة فى ضوء المتغيرات الجديدة ومنها مشكلة الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى مناطق العالم الأخرى وخاصة أوروبا وانتشار الإرهاب وما يصاحبه فى جرائم منظمات عابرة للحدود هذا بجانب حاجة أسواق العمل الأوروبية فى المرحلة القادمة للأيدى العاملة الأفريقية المدربة مما يتطلب الاستثمار فى العنصر البشرى وتدريبه وتأهيله فى إطار سياسة هجرة مشروعة متفق عليها مع الحكومات الأفريقية.
-
أهمية إدراك دور الشباب الأفريقى وضرورة الانفتاح عليه مع الإشارة إلى مؤتمرات الشباب الوطنية فى مصر على امتداد الأعوام الاخيرة بل ومنتدى شباب العالم الأخير بشرم الشيخ فضلاً عن منتدى الامن والسلام والتنمية الذى يُعقد فى اسوان التى أصبحت عاصمة الشباب الأفريقى.
السفير/ يسرى خليل:
أشار إلى أن الدولة المصرية مهتمة فى الوقت الحالى بالبنية التحتية فى البلاد، وأن الاخيرة تشهد منذ عدة سنوات إجراء الكثير من المشروعات فى كافة المجالات. وأنها قد نجحت فى جذب الكثير من الاستثمارات فى الفترة الأخيرة فى هذه المجالات. بيد أنه من الملاحظ أن التنافس على القارة التى بها مصر يتم بين الدول الكبرى التى تحاول السيطرة على مقدراتها والظفر بمواردها. الأمر الذى يجعل من العسير على الدول الأخرى تحقيق ما يمكن أن تحققه تلك الدول من مكاسب. وفى هذا السياق، لعل من أفضل السبل التى يمكن من خلالها تحقيق التعاون بين تلك الدول ونظيرتها فى أفريقيا هو العمل عبر آلية “التعاون الثلاثى”؛ بحيث يمكن لسريلانكا على سبيل المثال أن تتعاون مع مصر واتخاذها كبوابة للدخول إلى أفريقيا؛ أى أن تكون مصر هى حلقة الوصل بين سريلانكا وباقى دول أفريقيا. من جهةٍ أخرى، تساءل السفير خليل عن موقف سريلانكا من الدعم الأمريكى الأعمى لإسرائيل فى سياق ما تجلّى فى الفترة الأخيرة.
السفيرة/ نجلاء الظواهرى:
أكَّدت على أولوية تفعيل آلية التعاون الثلاثى التى أشار إليها السفير يسرى خليل، كما طرحت ضرورة التشاور مع المستثمرين السريلانكيين، بما تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية ومتعددة الأطراف على المديين المتوسط والطويل.
السفير/ محمد منير:
أشار إلى تطلعه لرؤية شركات استثمارية تابعة لسريلانكا فى منطقة قناة السويس، فهذا سيؤدى إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما وأن هذه المنطقة تشهد زخماً هائلاً من قِبَل الدول الكبرى فى الوقت الحالى، ما يمكن أن يعود بالنفع قطعاً على كلٍ من سريلانكا ومصر.
هذا، وقد أكَّد سكرتير الدولة السريلانكى فى ختام الاجتماع أن بلاده ترنو إلى إحلال السلام والازدهار في الشرق الأوسط وترغب فى تعزيز علاقاتها مع مصر وأفريقيا، فيما أعاد تأكيده على أحقية الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة وتنديد بلاده بسياسات المحتل الإسرائيلى، وأنه لا تهاون مع المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. ومن جهةٍ أخرى، أشار إلى أن بلاده تولى أولوية كبرى للشباب ولكن فكرة إقامة مؤتمر للشباب على غرار ما يحدث فى مصر وبعض دول العالم الأخرى، يعد أمراً مكلفاً بالنسبة لكولومبو.