
نعى المجلس للبروفيسور جيمس ماكجان
نوفمبر 30, 2021
لقاء د./ محمود ضاهر عويس رئيس حزب التشاور الوطنى الصومالى
ديسمبر 9, 2021ترتيبات لافتتاح خط لمصر للطيران بين القاهرة وساوباولو
البرازيل ستدخل مجلس الأمن عضواً غير دائم عام 2022
أشار سفير البرازيل لدى مصر Antonio Patriota إلى أن هناك ترتيبات لافتتاح خط طيران لشركة مصر للطيران بين القاهرة ومدينة ساوباولو، مما يتيح زيادة فرص التبادل التجارى والسياحى والاجتماعى والثقافى بين البلدين ومناطقهما؛ وإلى أن البرازيل ستدخل مجلس الأمن الدولى عضواً غير دائم فى عام 2022 ، وذلك للمرة الحادية عشر فى تاريخ مجلس الأمن؛ بما يُمكِّنها من لعب دور قوى فى الساحة الدولية، مؤكداً على أهمية التعاون والتنسيق بين مصر والبرازيل فى العديد من القضايا، وكذا عمليات التدريب المشتركة، لاسيَّما وأن القاهرة تُعد أنشط عاصمة دبلوماسياً فى أفريقيا، ولها أنشطة كبيرة فى مجلس الأمن بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن برازيليا والقاهرة يشاركان فى قوات حفظ السلام فى بعض مناطق العالم، ولدى البرازيل مركز تدريب لقوات حفظ السلام فى ريو دى جانيرو، ومصر لديها سجل قوى ومشرف فى هذا الصدد.
جاء ذلك خلال استضافة المجلس المصرى للشئون الخارجية للسفير البرازيلى، وبرفقته السكرتير أول/ Pablo Romero، للحديث عن تطورات العلاقات البرازيلية/ المصرية، وبعض القضايا الإقليمية والدولية. وافتتح اللقاء السفير د./ منير زهران رئيس المجلس، وشارك فيه السفير د./ عزت سعد مدير المجلس، والسفير/ عادل السالوسى، والسفير/ أحمد حجاج، وعدد من الباحثين المهتمين بالشأن اللاتينى، بتاريخ 7 ديسمبر2021.
وأشار السفير إلى أن الترتيبات لافتتاح خط الطيران، تأتى إلى جانب ما يجرى من مناقشات لإبرام مذكرة التفاهم بين مركز البحوث الزراعية والشركة البرازيلية للزراعة والثروة الحيوانية؛ بما يؤدى إلى تحقيق أقصى استفادة من هذا القطاع فى علاقات البلدين، خاصة وأن البرازيل تستورد نسبة كبيرة من الأسمدة المصرية، فيما تقوم مصر باستيراد سلسلة من الأطعمة والماشية أو اللحوم البرازيلية.
تعزيز التعاون التجارى وتداول السلع والخدمات والاستثمارات
وأشار إلى أن مصر الشريك التجارى الأول للبرازيل فى أفريقيا، كما شهدت العلاقات التجارية بينهما نمواً ملحوظاً؛ إذ زادت الصادرات المصرية للبرازيل بنسبة 150 % خلال عام 2021، فيما بلغ الميزان التجاري بينهما نحو 2 مليار دولار. كما تصل الاستثمارات البرازيلية فى مصر إلى ما يقرب من 120 مليون دولار، يتركز معظمها في قطاعات الإسمنت وتصنيع هياكل السيارات. هذا، فيما يكشف دخول اتفاق دول ميركوسور، التى من بينها البرازيل، مع مصر حيز النفاذ فى عام 2017- وكذا افتتاح مكتب غرفة التجارة العربية البرازيلية فى القاهرة، فى سبتمبر 2021- عن الأهمية الاستراتيجية للعلاقة الثنائية مع مصر. ولا ريب أن تلك التطورات من شأنها تعزيز التعاون التجارى وتداول السلع والخدمات والاستثمارات بين المنطقتين، بالإضافة إلى التواجد الدائم للقطاع الخاص البرازيلي في مصر؛ وذلك بالتوازى مع الإنجازات النوعية التى حققتها الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، والتى من بينها تحسين بيئة الاستثمار المحلية، إلى جانب موقعها الجغرافى وشبكة اتفاقيات التجارة الحرة التي تحظى بها مصر.
هذا، ويُشار إلى أن هناك ترتيباً لإرسال نحو 13 برازيليّاً محكوماً عليهم فى قضايا لدى مصر إلى البرازيل؛ لقضاء مدة عقوبتهم فيها، بموجب اتفاق التعاون القضائى بين البلدين.
تقدير لاستضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ
وثمَّن السفير استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP 27) فى نوفمبر القادم، مشيراً إلى أن مصر إحدى الدول النامية الرائدة التى تسعى باهتمام إلى إيجاد حلول مستدامة فى هذا الصدد، وتلتقى البرازيل معها فى هذا الصدد؛ بحكم كونها دولة رائدة في التنوع البيولوجي وثاني أكبر غطاء غابات في العالم، بما يؤكد التزام البلدين بضرورة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الطارئة بشأن التغير المناخى وبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس، وتعزيز سبل التنمية المستدامة؛ باعتبارها حلاً لمشكلة المناخ، بما فى ذلك تعزيز حيادية الانبعاثات فى جميع الأنشطة الاقتصادية.
علاقات دبلوماسية منذ 98 عاماً
واستعرض السفير/ Patriota، جوانب العلاقات البرازيلية/ المصرية، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تتسم بالإيجابية والقِدَم، إذ تعود للقرن التاسع عشر، حينما قام الإمبراطور البرازيلى دوم بيدرو الثانى بأول زيارة رسمية لمصر، برفقة وفد رفيع المستوى، فى عام 1871، ثم فى عام 1876، لدراسة حالة الحداثة التى تمر بها مصر أيام الخديوى إسماعيل، والاستفادة منها ونقلها للقارة اللاتينية، إلى أن قامت العلاقات الدبلوماسية رسمياً بين البلدين فى عام 1924.
كما حظيت العلاقات بين الجانبين بتطور ملحوظ في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى؛ بفضل التوافق حول عدد من القضايا الدولية والتوجهات السياسية، حيث انضم كليهما لحركة عدم الانحياز والانضمام لمجموعة الـ77. وعلى مستوى العلاقات الثنائية، فقد عبرت المواقف الثنائية على الساحة الدولية عن متانة العلاقات بين البلدين، حيث كانت البرازيل داعمة لمصر دائماً، فى ترشيح العديد من المسئولين المصريين في المناصب الدولية رفيعة المستوى.
البرازيل تتحفظ على التدخل العسكرى بدول عربية
وفيما يتعلق بالقضايا العربية، أشار السفير إلى أنه لا يخفى أن المنطقة تشهد اضطرابات كثيرة وتحديات ضخمة، منوِّهاً إلى أن البرازيل قد امتنعت عن تأييد التدخل العسكرى فى ليبيا، كما تؤمن بأنه إذا تدخلت دولة أو أكثر عسكرياً فى بلدٍ ما، فإن عليها مسئولية أو ضمان بأن تتطور الأوضاع فى هذا البلد إيجاباً وليس سلباً. وللأسف كان الجانب السلبى هو ما حدث فى العراق وسوريا وليبيا. وفى هذا السياق، أوضح السفير/ Patriota أن لدى البرازيل تمثيلاً دبلوماسياً قوياً فى دمشق، وهى إحدى الدول القلائل التى راهنت على صمود الرئيس السورى بشار الأسد، وأن موقفه مختلف عن موقف الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى. وقد صحَّت وجهة النظر هذه؛ حتى أن سوريا الأسد- اليوم- أضحت قريبة من العودة إلى جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن هذا يعود بالأساس إلى التحليل الجيد للأمور ومدى التحلى بالقدرة على تحديد مَن هو أكثر قدرة على الصمود، وهو أمر تشترك فيه البرازيل مع الصين تحديداً.
ومن جانب آخر، تدعم البرازيل- وبقوة- إنشاء منطقة خالية من السلاح النووى فى منطقة الشرق الأوسط، ولقد سبق وأن أيدت البرازيل بالفعل مشروع القرار المصرى عام 2008 حول نزع أسلحة الدمار الشامل- خاصة النووية منها- والذى يُعَد فى حد ذاته أحد أبرز أمثلة التضامن والتنسيق العالى والمستمر بين البلدين.
عقبات أمام زيادة أعضاء مجلس الأمن
وبشأن عملية إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أشار إلى أنه لا ريب أنه يجب المضى قدماً فى تنفيذ ذلك، لكن هناك الكثير من العقبات التى تحول دون ذلك؛ لا سيما فيما يتعلق بترشيح دول أخرى لتولى منصب دائم بالمجلس. ومن بين تلك العقبات: التحولات السريعة التى تشهدها بعض الدول، وتغير الخريطة السياسية فى قارات العالم المختلفة، والاعتراضات المُتعمَّدة من قِبَل البعض ضد البعض الآخر وفقاً لمصالح استراتيجية- الأمر الذى يجعل من العسير تحقيق ذلك؛ مع حقيقة عدم تخلى الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس عن حقوقها الدائمة فيه، أو التنازل عنها. وبالمناسبة، ترفض الصين بشدة أن تشغل أية دولة نامية مقعداً دائماً بمجلس الأمن، فيما لا تتحلى روسيا بالحماس لذلك، رغم تجاوبها. ولعل من أفضل السيناريوهات، التى تحبذها البرازيل، هى الانضمام الدائم لمجلس الأمن دون التمتع بحق الفيتو.
من جهة أخرى، أشار الضيف إلى أن البرازيل تمتلك ميزة نسبية على أقرانها من باقى دول أمريكا اللاتينية بشأن بعثتها الدائمة فى الأمم المتحدة، وتتمثل فى تغذية البعثة بكافة التطورات الحقيقية فى مختلف بقاع العالم، بشكل منتظم يومياً، بل وتشارك البرازيل بعض الدول اللاتينية هذه المعلومات، عبر إمداد تلك الدول أيضاً بهذه النشرة الإخبارية اليومية.
انتخابات رئاسية فى البرازيل خلال عام 2022
كما أشار إلى أن وزارة الخارجية البرازيلية قد شهدت تعديلات جذرية منذ عدة أشهر، فى مقدمتها تغيير وزير الخارجية؛ الذى كان متعاطفاً مع إدارة الرئيس الأمريكى السابق ترامب، ومنتقداً لإدارة بايدن. هذا، وقد عبَّر السفير عن آماله فى أن تسفر الانتخابات الرئاسية القادمة فى البرازيل خلال عام 2022، عن مزيد من تعزيز العلاقات بين الجانبين البرازيلى والمصرى فى كافة المجالات
وأشار المشاركون باللقاء إلى أهمية تفعيل جلسات الحوار التشاورية بين مصر والبرازيل، بصورة دورية، بما فى ذلك توسيعها لتتناول القضايا الاستراتيجية، دون الاقتصار- فقط- على القضايا الاقتصادية والتجارية.