لقاء السيد/ صلاح أبو شريف الأحوازى رئيس المجلس الوطنى لقوى الثورة الأحوازية
يناير 9, 2022الدبلوماسية الوطنية.. الريدى نموذجًا
يناير 26, 2022
بتاريخ 13 يناير 2022، استقبل د./ عزت سعد مدير المجلس الوزير المفوّض/ Wierish Ramsoekh نائب رئيس بعثة هولندا لدى القاهرة، بناءً على طلبه، برفقة السيدة/Judith Adriaanse سكرتير أول السفارة؛ والذى طلب التعرف على آخر تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط، والفرص المحتملة لإيجاد حل مستدام، وجهود مصر فى هذا الشأن.
وقد دار النقاش على النحو التالى:
-
بناءً على طلب الوفد، أعطى مدير المجلس نبذة موجزة عن المجلس المصرى للشئون الخارجية، مشيراً إلى أنه أحد منظمات المجتمع المدنى المصرية غير الهادفة للربح، ولا يقبل أى تمويل أجنبى، وتم تأسيسه منذ أكثر من عقدين لخدمة السياسة الخارجية المصرية، ويضم فى عضويته السفراء السابقين والأكاديميين وضباط القوات المسلحة والمخابرات السابقين والخبراء فى مختلف المجالات، فيما يشتمل على عدة لجان وفقاً للتصنيف الجغرافى، وكذا لجان نوعية ذات اهتمامات بالشئون الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان… إلخ. وفى هذا السياق، يعقد المجلس العديد من ورش العمل والندوات والمؤتمرات، بما فيها مؤتمر سنوى يُعقَد كل عام حول قضية بعينها، كما يقوم بإصدار تقارير سنوية عن أنشطته بجانب مطبوعات أخرى متنوعة. وللمجلس شراكات مع نحو 40 جهة مماثلة على مستوى العالم.
-
ذكر الضيف أنهم يتابعون تطورات الملف الفلسطينى، ويستشعرون أنه لا يوجد فى الأفق ما يوحى بقرب استئناف عملية السلام أو تحريكها، وأضاف أنه ربما تكون هناك حاجة إلى “التفكير خارج الصندوق”، وأن لدى المبعوث الأوروبى لعملية السلام فى الشرق الأوسط/ Sven Koopmans، الهولندى الجنسية، بعض الأفكار التى يمكن النظر فيها.
وقد أثار الضيف مدى إمكانية استقبال المذكور فى المجلس عند زيارته للقاهرة فى المستقبل، وهو ما رحَّب به مدير المجلس، الذى تساءل عن ما إذا كان المبعوث قد خدم فى أىٍ من دول المنطقة، وأجاب الضيف بالنفى.
-
أشار مدير المجلس إلى أنه قبل أن يعرض لجهود مصر ومساعيها لتحريك عملية السلام وتخفيف المعاناة عن أنباء الشعب الفلسطينى، فقد فهم مؤخراً أن هولندا المعروفة بدعمها لعملية التنمية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، قامت مؤخراً بتصنيف إحدى منظمات المجتمع المدنى الفلسطينية “إرهابية”، وهى إحدى المنظمات الست التى أعلنت عنها إسرائيل فى أكتوبر 2021 كمنظمات إرهابية، داعياً إلى أهمية مراجعة هذا القرار، بالنظر إلى أن تلك المنظمات تقدم الدعم للفلسطينيين تحت الاحتلال، فيما تقوم بالكشف عن الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة.
-
اهتم الضيف بالتعرف على تطورات جهود مصر من أجل تحريك عملية السلام، حيث تم عرض هذه الجهود سواء على المسار الثنائى مع إسرائيل أو مع الجانب الفلسطينى والتنسيق فى هذا الشأن مع الأردن، بجانب الجهود التى تبذلها مصر على الصعيد الدولى مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأطراف والأخرى المعنية.
وقد أوضح مدير المجلس أن الحرب غير المتكافئة فى غزة التى جرت فى مايو الماضى، والمسماة إسرائيلياً “حارس الجدران”، قد أثبتت أن قضية الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين ما تزال قائمة وبقوة على الأجندة الدولية، وأن أى حديث عن ما يسمى بالسلام الاقتصادى وتحسين مستوى معيشة السكان تحت الاحتلال دون عملية سياسية حقيقية تقود إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هو مضيعة للوقت.
كذلك عرض مدير المجلس لجهود مصر من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وعملية إعادة الإعمار وتثبيت التهدئة، مضيفاً أن كل ذلك يشكل تحدياً هائلاً يتعين على المجتمع الدولى، وبخاصة الدول المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة، التعامل معه وبصفة خاصة وقف عربدة المستوطنين ومواصلة سياسات الاستيطان، الأمر الذى يمكن أن يفجر الوضع فى الأراضى المحتلة فى أى وقت. واختتم بالتأكيد على أن أزمة بهذا التعقيد والخطورة على السلم والأمن الدوليين لا يجب أن يتركها المجتمع الدولى لمصر والأردن فقط.
-
تساءل الضيف عن مدى إمكانية قيام نظام إقليمى للأمن الجماعى على غرار منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، يمكن من خلالها التشاور والحوار بين دول الإقليم حول كافة القضايا السياسية والأمنية وتسوية المنازعات فيما بينها بالطرق السلمية. وقد علَّق مدير المجلس بأن الجانب العربى أبدى حسن نواياه بشكل كامل فى هذا الشأن عندما انخرط فى عملية سلام مدريد عام 1991/1992، حيث تم تشكيل مجموعات عمل متعددة الأطراف لبحث كافة قضايا المنطقة مثل ضبط التسلح والأمن الإقليمى والبيئة والتعاون الاقتصادى والمياه وغيرها، وأن بلاده استضافت بعض اجتماعات هذه اللجان. وللأسف فإنه مع صعود اليمين المتطرف، تزايدت الضغوط الإسرائيلية لإزالة القضية الفلسطينية من جدول الأعمال الإقليمى والدولى. ثم جاءت “صفقة القرن” التى تبنَّتها الإدارة الأمريكية السابقة لتؤكد عدم اهتمام الولايات المتحدة بإيجاد تسوية عادلة للقضية، فى غيبة من أى دور فاعل للاتحاد الأوروبى. والآن يبدو الرئيس بايدن مشغولاً بأجندته الداخلية وغير قادر على تحريك الموقف.
وفى هذا السياق، أوضح مدير المجلس أن اعتراف دول الاتحاد الأوروبى، التى لم تعترف بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، يمكن أن يحرك الملف ويبعث برسالة لإسرائيل بأن تهربها من استحقاق السلام لابد وأن له نهاية.