مساعٍ لإخراج اليمن من نفق الحرب
أبريل 19, 2022ورشة عمل افتراضية مع المجلس الروسى للشئون الدولية (RIAC) حول “الأوضاع فى سوريا”
أبريل 26, 2022بتاريخ 26 أبريل 2022، استقبل المجلس السيد/ روسلان نيتشاى القائم بأعمال السفارة الأوكرانية بالقاهرة، بناءً على طلبه، بهدف إطلاع أعضاء المجلس على موقف بلاده ممَّا يجرى فى الأراضى الأوكرانية. وقد ادار اللقاء السفير د./ عزت سعد مدير المجلس. وفى هذا الصدد، عرض القائم بالأعمال لموقف بلاده المعروف من الأزمة، متحدثاً بالعربية، مشيراً فى ذلك إلى ما يلى بصفةٍ خاصة:
-
أن روسيا كانت تخطط لغزو بلاده منذ فترة طويلة، نظراً إلى سعى اوكرانيا إلى تبنِّى سياسة خارجية مستقلة تأخذ فى الاعتبار مصالح الشعب الأوكرانى واحترام خياراته.
-
أشاد بالتعاون بين مصر وأوكرانيا فيما يتعلق بإجلاء الأوكرانيين بعد إعلان الحرب فى 24 فبراير الماضى، وإجلاء الرعايا المصريين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة.
-
ذكر أن روسيا كانت تعتقد أن عمليتها العسكرية ستكون لأيام معدودة، يسقط معها النظام فى كييف، وتنهار الدولة الأوكرانية، وتُسلِّم بالشروط الروسية، إلا أن حسابات بوتين الاستراتيجية كانت خاطئة، حيث دخلت الحرب شهرها الثالث، وهناك العديد من المتطوعين الذين يحاربون إلى جانب الشعب الأوكرانى.
-
تُقدِّر أوكرانيا الدعم الذى تتلقاه من دول حلف شمال الأطلسى، وهو ما سيساعدها على الصمود وتحقيق مكاسب على الأرض تعزز من موقفها التفاوضى، عندما يحين الوقت لذلك.
-
ارتباطاً بما تقدم، ورداً على سؤال أحد أعضاء المجلس حول حياد أوكرانيا، أشار القائم بالأعمال إلى أنهم لن يقبلوا بهذا الحياد إلا إذا فُرِض عليهم ضمن تسوية شاملة، مضيفاً أن خيار بلاده الانضمام لحلف شمال الأطلسى هو خيار منصوص عليه فى الدستور الأوكرانى. وقد تطرَّق الضيف إلى مذكرة بودابست الموقعة عام 1994، موضحاً أنها لا تعدو كونها وثيقة غير ملزمة، لم تصدِّق عليها برلمانات الدول المعنية، وأن روسيا كإحدى الدول الضامنة للسلامة الإقليمية ولسيادة اوكرانيا قد انتهكت هذه الالتزامات، ومن ثمَّ لا تجد كييف جدوى من احترامها للالتزامات بموجب هذه المذكرة.
-
أكَّد القائم بالأعمال أن روسيا أصبحت بالفعل دولة “منبوذة”، مضيفاً أنه سيكون من الصعب على مصر التعامل مع هذه الدولة الآن، وأنهم يتوقعون “موقفاً مصرياً أقوى يدين روسيا رسمياً”، خاصة وأن العقوبات عليها لها تأثير كبير على مصر، سواء بالنسبة للسياحة، الذى ذكر أنها ستكون رمزية من حيث أعداد الروس المحتمل أن يترددوا على مصر، وكذلك صادرات روسيا من القمح. وأضاف أن هناك عقوبات كثيرة ومتنوعة موقّعة على روسيا من “العالم كله”، ولكنها عقوبات غير معلنة.
-
فى خلال النقاش، عرض مدير المجلس لعناصر الموقف المصرى على النحو الذى انعكس فى البيان الشارح لنمط التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2 مارس الماضى، والخاص بإدانة التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا، لاسيَّما التأكيد على مبدأ احترام السلامة الإقليمية والاستقلال السياسى لجميع الدول.
-
أضاف السفير/ سعد للقائم بالأعمال أنه، مع ذلك، يجب أن يفهم بحكم عمله فى هذه المنطقة، أن الرأى العام العربى يتابع باهتمام شديد ما يجرى فى أوكرانيا، وحرص دول حلف شمال الأطلسى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم الدعم العسكرى لأوكرانيا، وتبنِّى خطاب سياسى ملىء بمفردات “الحرية وحقوق الشعوب… إلخ”، فى الوقت الذى يتجاهل فيه تماماً حقيقة أنه لم يعد يوجد فى هذا العالم استعمار استيطانى عنصرى سوى فى منطقتنا فى فلسطين، فى غيبة من أى موقف أمريكى غربى يوحى بأن هناك نوعاً من المساواة والاتساق فى المعاملة. كذلك فإن حديث الرئيس زيلينسكى عن “إسرائيل الكبرى – Big Israel” أعطى الانطباع لشرائح عديدة من المجتمع العربى بأن سيادته من المعجبين بإسرائيل كنموذج، وهو ما أثار غضب الكثيرين.
وقد علَّق الضيف بالقول بأن أوكرانيا تتبنَّى حل الدولتين، وأن ما قصده رئيسه هو أن بلاده سوف تعطى الأولوية لاحتياجاتها الأمنية.
-
رداً على سؤال حول تقييمه للدعم العسكرى الغربى لأوكرانيا، خاصة فى ضوء استياء الرئيس الأوكرانى فى بداية الحرب من قلة هذا الدعم، وما إذا كان هذا الاستياء ما يزال فى محله، أجاب القائم بالأعمال بأن دولة مثل ألمانيا، وكذلك إيطاليا، مترددة فى دعم أوكرانيا، وأن خطابات الرئيس زيلينسكى للبرلمانات الأوروبية استهدفت الضغط على الحكومات من خلال البرلمانات؛ لمعاونة أوكرانيا عسكرياً، وأنه يعتقد أن الدعم المُقدَّم حالياً مُرضٍ.