زيارة سفير اليابان الجديد/Oka Hiroshi للمجلس
يونيو 23, 2022سرور والريدى.. تسعون عامًا
يونيو 29, 2022
بتاريخ 23 يونيو 2022، وبناءً على طلبهما، زار المجلس كلٌ من السيد/ Nathaniel Turner نائب وزير مفوض الشئون السياسية، والسيد/ Julian Hadas رئيس وحدة الشئون الخارجية بالقسم السياسى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، حيث استقبلهما السفيران عزت سعد وهشام الزميتى، مدير وأمين عام المجلس على التوالى.
وقد تناول اللقاء ما يلى بصفةٍ خاصة:
-
ذكر الضيفان أنه فى إطار التواصل مع المجلس، فإنهما يرغبان فى التعرف على رؤيتنا للتطورات فى المنطقة، خاصة وأن الرئيس بايدن سيزورها فى منتصف يوليو 2022. وقد أوضحنا ما يلى:
-
أن المراقب لتطورات علاقات الولايات المتحدة بالمنطقة، لا بد وأن يصل إلى نتيجة مفادها أن الاهتمام الأمريكى بها فى تراجع مستمر، حيث يجرى التركيز منذ فترة على الصين، وعلى دعم أوكرانيا فى حربها مع روسيا منذ فبراير الماضى. ولأجل ذلك، تحشد واشنطن حلفاءها وشركاءها.
-
ارتباطاً بما تقدم، تم التأكيد على أنه بغض النظر عن عمليات التطبيع الجارية بين إسرائيل ودول أخرى فى المنطقة، والتى لابد وأنها تجرى بمباركة ودعم أمريكيين، يُلاحِظ الرأى العام فى مصر وغيرها من البلدان العربية، التناقض الصارخ بين الشعارات التى ترددها الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتباطاً بالحرب فى أوكرانيا، والدعم العسكرى الغربى المتواصل لكييف، وبين ما يجرى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة من ممارسات استيطانية وعنصرية لا تتوقف، دون أى رد فعل يُذكَر من الولايات المتحدة والحلفاء. كما أن المفارقة بين استقبال اللاجئين الأوكرانيين فى دول الجوار، ورَفْض ما دونهم من العرب والأفارقة وغيرهم، ولَّد انطباعاتٍ غاية فى السلبية عن مصداقية وأخلاق العالم الغربى والقيم التى يدافع عنها.
-
فى السياق عاليه، أكَّدنا الحاجة إلى قيام الولايات المتحدة بتنفيذ الحد الأدنى من الوعود التى قطعها الرئيس بايدن على نفسه إبَّان الحملة الانتخابية، ومنها إعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس المحتلة، ومكتب المنظمة فى واشنطن، وإطلاق عملية سياسية جدية تقود إلى تسوية الصراع.
-
ذكر رئيس وحدة الشئون الخارجية أنه فى إطار مقررات قمة النقب فى مارس الماضى، والتى وُوفِق خلالها على إطار للتعاون الإقليمى، سيُعقَد فى البحرين اجتماع لكبار المسئولين من وزارات خارجية مصر والبحرين وإسرائيل والإمارات والمغرب والولايات المتحدة، فى 27 يونيو الجارى، بهدف تنسيق الجهود وبلورة رؤية مشتركة للمنطقة. وأضاف أنه وفقاً لما اتُفِق عليه فى منتدى النقب، هناك خمس مجموعات عمل ضمن هيكل المنتدى – بجانب مجلس وزراء الخارجية ولجنة التسيير – تعنى بمجالات: الطاقة النظيفة، والتعليم والتعايش، والأمن الغذائى والمائى، والصحة، والأمن الإقليمى والسياحة. وخلص إلى القول بأنه من خلال عملية التطبيع وأعمال هذا المنتدى، يجرى إدماج إسرائيل فى المنطقة، متسائلاً عن رأينا فى هذا الشأن، مؤكداً فى الوقت نفسه على حرص الولايات المتحدة على تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، حيث تم استئناف المساعدات لهم، وأيضاً للأونروا.
-
علَّقنا بأنه من الخطأ أن تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل أن ما جرى من عمليات تطبيع وبعض المؤتمرات التى تضم قادة إسرائيليين هنا وهناك، يعنى أن القضية الفلسطينية قد تراجعت وأنه بالإمكان تجاهلها. وأضفنا أن مثل هذا التفسير ساذج، وينطوى على سوء تقدير كبير لحقيقة الأوضاع فى المنطقة بصفة عامة، وفى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة خاصة، حيث الأوضاع مرشحة للانفجار فى أى وقت.
-
ارتباطاً بما تقدم، طرح الضيفان فكرة إنشاء تحالف عربى ضد إيران، يضم إسرائيل أيضاً، (والمتداولة إعلامياً بـ “ناتو عربى”)، ورؤيتنا لهذه الفكرة. وقد أوضحنا أنه من الناحية العملية لا يوجد ما يساند هذه الفكرة أو يُضفِى عليها أى مصداقية؛ لعددٍ من الأسباب، أبرزها:
-
أن دول الخليج منخرطة فى حوار وفى علاقات اقتصادية ومبادلات تجارية كبيرة مع إيران، ناهيك عن أن دولاً أخرى تحتفظ بعلاقات تاريخية جيدة مع طهران، مثل عُمان والكويت وقطر. ولن ينضم أى من هذه الدول إلى أى تحالف يستهدف معاداة دولة جارة مثل إيران، أياً كانت سياساتها.
-
أن المشكلة الرئيسية فى المنطقة لا تكمن فى إيران، ولكن فى إسرائيل التى بات قادتها مقتنعون – على ما يبدو على الأقل – بأنها حققت اختراقات استراتيجية من عمليات التطبيع، وأن القضية الفلسطينية لم تعُد مطروحة على جدول الأعمال العربى. وتقدِّم النخبة اليمينية المتطرفة فى إسرائيل ذلك للداخل على أنه مكسب استراتيجى هائل، وبالتالى لا حاجة للحديث عن سلام مع الفلسطينيين.
هذا، وقد علَّق الضيفان بأن الرئيس بايدن حريص على الالتقاء بالقيادة الفلسطينية خلال الزيارة، وأنه سيعلن تمسكه بحل الدولتين الذى يدافع عنه دائماً.
-
اهتم الضيفان بالاستفسار عن فرض مشاركة سوريا فى القمة العربية القادمة فى الجزائر. وتم الرد بأنه لا توجد معلومات واضحة فى هذا الشأن، وأن مسألة مشاركتها ربما ما تزال محل مشاورات، وأنه فى كل الأحوال يتعيَّن على الرئيس الأسد أن يصل إلى حلول توافقية مع المعارضة، والكفّ عن تقديم نفسه على أنه المنتصر فى الحرب الممتدة فى سوريا.
-
رداً على تساؤل حول الموقف الأمريكى من تطورات موضوع سد النهضة، وتعنت الموقف الإثيوبى الرافض لأى اتفاق ملزم فى هذا الشأن، ذكر السيد/ Julian Hadas أن السد قضية سياسية، وأنه من الواضح أنه لا توجد إرادة سياسية حتى الآن لحلها. وأضاف أنهم عيَّنوا مبعوثاً أمريكيًّا لمنطقة القرن الأفريقى (نايك هامر) وأنه سيزور مصر قريباً.