التغير المناخى والأمن القومى
أكتوبر 24, 2022حددها خبراء الدبلوماسية «المطلوب» و«المأمول» من قمة المناخ
نوفمبر 6, 2022
بتاريخ 27 أكتوبر 2022، عقد المجلس ندوة حول “المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية فى جمهورية مصر العربية”، استضاف فيها السيد السفير/ هشام بدر، منسق عام المؤتمرات الدولية بوزارة التخطيط ورئيس اللجنة التنظيمية الوطنية ومنسق عام المبادرة، للتعريف بمحاور المبادرة والوقوف على آخر التطورات فيها. وافتتح اللقاء السفير د./ منير زهران رئيس المجلس، وشارك فيه عددٌ من السفراء والخبراء ورجال الأعمال من أعضاء المجلس، من بينهم السفراء/ عزت سعد مدير المجلس، محمد توفيق، فاروق مبروك، جيلان علام، محمد ضرغام، د./ صادق عبد العال، د./ منى زكى، د./ يسرى أبو شادي وغيرهم.
وقد تناول اللقاء ما يلى بصفةٍ خاصة:
-
أشار السفير/ بدر إلى أن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بمحافظات مصر جاءت في إطار الجهود الحالية لرئاسة واستضافة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، حيث يتم تنفيذ كمبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والتحول الرقمي والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية، وذلك من خلال وضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء الذكية وربطها بجهات التمويل وجذب الاستثمارات اللازمة لها من الداخل والخارج.
-
تم إطلاق المبادرة بموجب القرار الصادر في 23 يونيو 2022 من قبل اللجنة العليا للتحضير لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، برئاسة السيد رئيس الوزراء. وفي 7 أغسطس 2022، أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء قرار رقم 2738 بشأن الإطار التنظيمي للمبادرة تحت إشراف الدكتورة/ هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية. ويحدد هذا القرار الخطوات التشغيلية والإجرائية ذات الصلة والإطار الزمني لتنفيذ المبادرة. ووفقاً للقرار، يرأس الدكتور/ محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في COP27، لجنة التحكيم الوطنية المسؤولة عن اختيار المشروعات الفائزة، وتم تكليف السفير/ بدر بمهمة المنسق العام للمبادرة. حيث تم عقد أول جلسة تعريفية بالمبادرة يوم 17 أغسطس 2022، فيما فُتِح باب التقدم من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة من 21 أغسطس 2022 وحتى 7 سبتمبر 2022.
-
تقوم آلية عمل المبادرة على اختيار كل محافظة من محافظات الجمهورية لستة مشروعات “خضراء ذكية”، من خلال لجان تنفيذية على مستوى كل محافظة برئاسة السادة المحافظين، وفقاً لمعايير اختيار المشروعات الخضراء الذكية التي حددتها اللجنة التنظيمية الوطنية للمبادرة، والتى اشترك فى وضعها خبراء من مصر والخارج، والتى من شأنها قياس الأثر ومدى الإنتاجية والرقمنة والاستدامة الاقتصادية والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والتحول الرقمي. وتنقسم تلك المشروعات إلى ستة فئات، تسمح لجميع المواطنين من المساهمة بمشروعات، وهى: المشروعات كبيرة الحجم – المشروعات المتوسطة – المشروعات المحلية الصغيرة (خاصة المرتبطة بمبادرة حياة كريمة) – المشروعات المقدمة من الشركات الناشئة – المشروعات التنموية المتعلقة بالمرأة وتغير المناخ والاستدامة – المبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح.
-
في سياقٍ متصل، قامت لجنة تحكيم فنية متخصصة برئاسة الدكتور/ محمود محيى الدين باختيار 18 مشروعًا فائزًا، من إجمالي 162 مشروعًا تم تقديمهم من محافظات مصر كافة، بواقع ثلاثة مشروعات من كل فئة من الفئات الست المذكورة. ومن المُقرَّر أن يتم عرض هذه المشروعات الثمانية عشر وتقديمها في COP27. وقد تقرَّر أيضًا عقد مؤتمر في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية فى الثالث من نوفمبر 2022 لعرض الـ 162 مشروعًا. هذا إلى جانب اختيار كل محافظة لمشروع من المشروعات المُقدَّمة يُطلَق عليه “مشروع سفير المحافظة”، تشجيعًا للمتقدمين.
-
أشار السفير/ بدر إلى أن هذه المبادرة شهدت زخمًا كبيرًا منذ إطلاقها، حيث تقدَّم إليها 6281 مشروعًا خلال فترة التقديم، وأصبح يوجد لأول مرة فى تاريخ مصر قاعدة بيانات للمشروعات الخضراء الذكية، مُقسَّمة وفقًا للمحافظات، وجاهزة فى أى وقت لتنفيذها على أرض الواقع إذا ما توافر التمويل اللازم لذلك. كما أشار إلى أن كافة مشروعات المبادرة نابعة من المجتمعات المحلية وليس من الأجهزة المركزية (أى من القاعدة إلى القمة)، ما جعلها الأولى من نوعها عالميًا، وأن الجهات المختصة تسعى إلى تسجيلها باسم مصر في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، لتكون نموذجًا بنَّاءً يُحتَذى به من قِبَل الدول الأخرى.
-
أشار الضيف إلى أن هناك العديد من الجهات الوطنية والدولية شركاءً للمبادرة؛ فعلى المستوى القومي، تشارك وزارات التخطيط والاتصالات والبيئة والكهرباء والمجلس القومي للمرأة واتحاد الصناعات والغرف التجارية والجامعات المصرية وجمعيات المستثمرين ورجال الأعمال والأكاديمية المصرية للتدريب والإدارة والاتحاد العام للتعاونيات واتحادات البنوك والتأمين والبورصة المصرية وغيرها. ومن الخارج، على سبيل المثال، البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وصندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ومعهد الموارد العالمية ورواد المناخ وشركات أمازون وجوجل ومايكروسوفت.
-
من بين المكاسب التى حققتها المبادرة هو ترسيخ قاعدة فكرية لدى الناس مفادها أن المكوِّن الذكى النظيف يجب أن يكون عنصرًا أساسيًا فى أى مشروعات تنموية يتم تقديمها مستقبلاً، وهو ما سيكون له مردوده الإيجابى على البيئة والمناخ والصحة… إلخ. كما أنها ستُسهِم فى تعزيز التنسيق والشراكات بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في جميع محافظات مصر لنشر الوعي المجتمعي بشأن تحديات التغيرات المناخية من خلال استخدام الحلول والتقنيات المبتكرة. وفى هذا السياق، تقرَّر طرح هذه المبادرة بصفة دورية كل عام، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشروعات الخضراء الذكية، على أن تُعلن المشروعات النهائية الفائزة مع مؤتمرات قمم المناخ في الأعوام القادمة.
-
أبدى المشاركون فى اللقاء تقديرهم الشديد لفكرة المبادرة، مؤكِّدين أهمية البعدَيْن التنظيمي والفني في تناولها، وكذا في عرض المشروعات على مؤتمر المناخ، معربين عن ثقتهم الكبيرة فى قيادات المبادرة لإداراتها على النحو المنشود والمتميز. كما اشتمل اللقاء على بعض التساؤلات الفنية المنوطة بالمبادرة، ومدى استدامة المشروعات التي تنبثق عنها، وفرص الاستثمار في المشروعات التي سيعلن عن فوزها وهو ما أجاب عنه السفير/ بدر باللازم.
-
أوصى المشاركون بأهمية استغلال المبادرة فى حد ذاتها وتحول مدينة شرم الشيخ كأول مدينة نظيفة فى مصر، فى الترويج لجهود مصر في تبنِّى مبادرات تعالج تغيرات المناخ، وذلك بمناسبة مؤتمر المناخ الذى من المقرَّر أن تستضيفه المدينة ذاتها فى نوفمبر 2022. كما أوصى المشاركون باستحداث فئة جديدة إلى جانب الفئات الست التى شملتها المبادرة، وهى فئة “مَن هم أقل من 15 سنة”، سواء كان ذلك على مستوى المدارس أو غيرها، تشجيعًا للأطفال على الابتكار والمشاركة الإيجابية فى بناء مستقبل بلدهم، وغرسًا لقيمة المسئولية المجتمعية الشاملة تجاه الوطن. الأمر الذى رحَّب به السيد منسق المبادرة، مشيرًا إلى أن ذلك سيُؤخَذ فى الحسبان فى إعلانات المبادرة الدورية مستقبلاً.