ورشة عمل مشتركة بين المجلس ومركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة (دولة الإمارات العربية المتحدة) حول “التحولات الاستراتيجية في آسيا وآثارها على منطقة الخليج العربي”
مارس 1, 2023تعليقًا على التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب فى دول العالم للعام (2021)
مارس 2, 2023
فى 2 مارس 2023، زار المجلسَ نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الليتوانى/ Giedrius Surplys، رفقة سفير ليتوانيا بالقاهرة/ Artūras Gailiūnas، بناءً على طلب الأخير، حيث جرى مناقشة سبل تعزيز التعاون المصرى / الليتوانى، فى ظل الأوضاع الدقيقة التى تمر بها أوروبا والعالم. وقد استقبل الضيفين السفيران/ محمد العرابى وعزت سعد، رئيس المجلس ومديره، على التوالى.
وقد تناول اللقاء ما يلى بصفة خاصة:
-
أشار النائب إلى أن زيارته للمجلس هى الثانية، بعد زيارة سابقة له فى عام 2008، والتى دعا مسئولى بلاده على إثرها بإنشاء مركز فكر مناظر للمجلس المصرى للشئون الخارجية، وهو ما تم بالفعل، إلا أنه لم يلبث أن خفت وجوده تدريجيًا. ومع ذلك، فقد تم إنشاء مركز دراسات أوروبا الشرقية، الذى يبحث كافة القضايا الدولية والإقليمية. وأضاف أنه ساهم فى إنشاء لجنة برلمانية مشتركة تجمع كلاً من ليتوانيا ومصر والأردن، كخطوة مبدئية لتعزيز مساعى بلاده للتعاون مع بلدان منطقة الشرق الأوسط، التى تشغل جزءًا مهمًا من العالم، وأيضًا فى ظل حقيقة فشل مبادرة “الشراكة الشرقية” التى أطلقها الاتحاد الأوروبى عام 2009، لتعزيز العلاقات مع ست من دول الاتحاد السوفيتي السابق، هى أرمينيا وأذربيجان وروسيا البيضاء وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا.
-
بشأن العلاقات الثنائية بين مصر وليتوانيا، أكَّد الضيف أن هناك تحديات اقتصادية لا يُستهان بها تواجه البلدين، وأن بلاده شهدت ارتفاعًا هائلاً فى أسعار الطاقة والمحروقات والكهرباء، كباقى الدول الأوروبية، كما أنها تعيش حالة من الحصار الاقتصادى، بالنظر إلى أن بلاده بمثابة ترانزيت للبضائع البيلاروسية، ونتيجة للعقوبات الغربية على روسيا وبيلاروسيا، فإن حركة الترانزيت تلك متوقفة، ومن ثمَّ خسر الاقتصاد الليتوانى نحو 30 % من موارد الدخل الخاصة به. وفى هذا السياق، تحاول ليتوانيا تعزيز التعاون الاقتصادى والمبادلات التجارية مع مصر، خاصة وأن موقع مصر يمكِّنها من أن تكون مركزًا إقليميًا لعدد من الصناعات والمنتجات، فضلاً عن رغبتها فى تنويع مصادر احتياجاتها من الغذاء، وأنه بإمكان ليتوانيا تصدير الحبوب إليها، فى سياق رغبة المسئولين هناك فى توسيع الشراكة مع البلدان الأفريقية فى هذا الصدد، إذ يُشار إلى أن نيجيريا هى المستورد الأكبر للحبوب الليتوانية فى أفريقيا. إلى جانب ذلك، فإن ليتوانيا متقدمة تقنيًا فى صناعات الليزر والمجال السيبرانى.
-
فى ذات السياق، أشار إلى أن سفير مصر بالدانمارك كريم شريف زار ليتوانيا أربع مرات منذ بداية العام الجارى، باعتباره سفيرًا غير مقيم لديها، ويلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز العلاقات بين البلدين، وأنه يرتِّب لزيارة عدد من البرلمانيين المصريين إلى البرلمان الدانماركى فى أكتوبر القادم، ومن ثمَّ لزيارة ليتوانيا.
-
من جهةٍ أخرى، وبشأن الصراع فى أوكرانيا وفرص تسويته، أشار النائب إلى أنه قدِم إلى مصر مباشرة من أوكرانيا، إثر مشاركته فى فعالية نظمها نحو 400 برلمانيًا من كافة برلمانات أوروبا، فى إطار ما أسماه شبكة “متحدون من أجل أوكرانيا”، حيث قابلوا الرئيس زيلينسكى وعدد من المسئولين الأوكرانيين. وفى هذا السياق، أشار الضيف إلى أن زيلينسكى أطلعهم على خطة من ثلاث خطوات؛ الأولى: هو ما تم من تصويت فى الجمعية العامة فى 23 فبراير 2023 لإدانة الغزو الروسى فى أوكرانيا، واعتماد قرار أكد مجددًا مطالبة الاتحاد الروسي بسحب جميع قواته فورًا وبشكل كامل ودون أي شروط من أوكرانيا. الثانية: طرح خطة للسلام من عشر نقاط، وتنظيم قمة لقادة العالم لمناقشتها، ويساعده فى القيام بذلك قدرته على التواصل الدائم مع أغلب دول العالم تقريبًا فى الوقت الراهن. الثالثة: الدخول فى تحالفات مع دول مختلفة لتعزيز حصوله على السلاح أو المساعدات الإنسانية، وذكر أنه يأمل أن تكون الصين جزءًا من هذا التحالف.
-
أضاف أن بلاده كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع كلٍ من روسيا وأوكرانيا، لكن التدخل الروسى فى أوكرانيا خلق حالة من العداء لروسيا فى أوروبا، وهواجس أمنية شديدة، بما فى ذلك التداعيات الاقتصادية الخطيرة التى ترتبت عليه، مشيرًا إلى أن 60 % من مواطنى بلده يتواصلون مع الأوكرانيين بشكل طوعى لتقديم الدعم المادى والمعنوى، وأن ليتوانيا تمكَّنت خلال الأسبوع الأخير من فبراير 2023 من جمع تبرعات بنحو 14 مليون يورو ذهبت لشراء مسيرات قتالية لمساندة أوكرانيا. مضيفًا أن بلاده ستستضيف قمة الناتو القادمة فى يوليو 2023، وأنهم سيرسلون خلالها رسالة إلى أوكرانيا بأن الحلف فى انتظارها لتكون عضوًا به.
-
أشار إلى أن هناك مخاوف كبيرة من شن هجمات نووية تكتيكية، ويُعتَقَد أن بوتين لن يجرؤ على ذلك فى ظل معارضة الولايات المتحدة والصين. وأضاف أن روسيا ستحاول جاهدة السيطرة على كامل أوكرانيا، فيما تدافع الأخيرة بضراوة عن أراضيها، ولن تقبل أى خطة سلام تطالبها بالتنازل عن شبر واحد من إقليمها، يدعمها فى ذلك ما تحصل عليه من مساعدات عسكرية أمريكية وألمانية… إلخ. وحتى إذا ما تم الوصول إلى تسوية بشأن الحرب، فإن العلاقات الأوروبية مع روسيا، فى ظل وجود بوتين فى القيادة، مستحيلة. وذكر الضيف فى هذا السياق أن البرلمانيين الأوروبيين يحشدون الأصوات لكى تنشئ الأمم المتحدة محكمة جنائية خاصة لبوتين، لشنه عدوانًا على دولة أخرى بما يخالف القانون الدولى. وذكر أيضًا أن الأوروبيين سيدافعون عن موقفهم حتى النهاية، وأنهم لن يضحوا به مقابل استعادة المنتجات والخدمات بأسعار منخفضة.
-
فى سياقٍ متصل، وعمَّا إذا كان هناك توقع محدد من قِبَل ليتوانيا لانتهاء الحرب، ذكر الضيف أنه بحسب ادعاء أوكرانيا، فإنها ستحقق النصر خلال الصيف القادم، وأنه إذا طال أمد الحرب أكثر، فإن الآمال مُعلَّقة على نتائج الانتخابات الرئاسية فى كلٍ من روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا عام 2024، وما قد تنطوى عليه من تغييرات محتملة فى مواقف الأطراف المعنية.
-
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الجانبان التطورات فى فلسطين المحتلة. وفى هذا الصدد، أكَّد الضيف أن بلاده ملتزمة بمواقف الاتحاد الأوروبي حول حل الدولتين للصراع الفلسطيني / الإسرائيلي ووضع القدس، وأن هذا الصراع لا يقل فى حساسيته عن الحرب الجارية فى أوكرانيا بالنسبة لأوروبا. وقد أعرب المجلس فى هذا السياق عن الحاجة إلى دور أوروبى فاعل ونشط لوقف الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية العنصرية ضد الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة، وذلك على شاكلة الهبَّة الأوروبية لدعم ومساندة الأوكرانيين فى أزمتهم الجارية. حيث أشار السفير/ سعد إلى أن فلسطين لم تحصل حتى الآن على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، وأن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لحرمان الفلسطينيين حتى من هذا الحق. كما دعا الأوروبيين إلى نصرة القضية الفلسطينية بشكلٍ جدِّى، لأنه يجرى تقييم الأوروبيين عربيًا بناءً على موقفهم الذى يتسم بالتناقض والازدواجية الصارخة، خاصة فى ظل محاولاتهم الدؤوبة لدعم الأوكرانيين.
-
هذا، وقد اتفق المشاركون فى اللقاء على أن يوافى المجلسُ سفير ليتوانيا لدى القاهرة، بمشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين المجلس ومركز دراسات أوروبا الشرقية بليتوانيا، وهو ما تم لاحقًا بالفعل.