زيارة وفد من بعثة الاتحاد الأوروبى بالقاهرة للمجلس
مارس 6, 2023ندوة حول “جذور الصراع الأوكرانى ودور الغرب فى إذكائه”
مارس 7, 2023
بتاريخ 7 مارس 2023، زار المجلسَ السيد السفير/ نجوين هوى دونج – سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية لدى جمهورية مصر العربية، رفقة السيد/ تران تام أنه – نائب رئيس البعثة. وذلك بحضور السفراء/ محمد العرابي، رئيس المجلس، وعزت سعد، مدير المجلس، ورضا الطايفي، عضو المجلس.
وقد تناول اللقاء ما يلى بصفةٍ خاصة:
-
أشار السفير/ دونج إلى أنه التحق بالسلك الدبلوماسى منذ عام 1989، وخدم من قبل فى أستراليا والولايات المتحدة، وترأس بعثة بلاده لدى القاهرة، ولأول مرة، منذ مارس 2022. وعبَّر عن رغبته في التعاون مع المجلس والاستفادة من الخبرات الرفيعة التي يتمتع بها أعضاؤه، مستفسرًا أكثر حول طبيعة المجلس وعمله، وهو ما أجاب عنه السيد مدير المجلس باللازم.
-
أبدى رئيس المجلس إعجابه الشديد بحالة الازدهار والتقدم الاقتصادى التى شهدتها فيتنام على مدى السنوات الماضية، متسائلاً عن الأدوات التى اعتمدت عليها فيتنام لتحقيق طفرتها تلك، كما تساءل عن نوع العلاقة بين فيتنام والولايات المتحدة فى الوقت الحالى، خاصة فى ظل الصراع الأمريكى – الصينى. وقد أجاب الضيف بأن بلاده تغاضت عن ويلات الماضى، وركّزت على بناء مستقبلها. والآن تملك علاقة صداقة وود مع الولايات المتحدة، بعد خروجها منها عام 1975، وأيضًا علاقة تعاون جيدة مع الصين، وهي آخر دولة غزت فيتنام وخرجت منها، وذلك عام 1979. وأضاف أن بلاده عمدت إلى الشروع في عملية التحديث عام 1986، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية، اتسمت بمعدلات تضخم وبطالة عالية، وعدم وجود أى احتياطى أجنبي بالبلاد، وقامت فى هذا السياق بعمل البنية التشريعية اللازمة لتنظيم مسارات مجتمع الأعمال والاستثمار على المستويين الداخلى والخارجى. وقد أخذت الأوضاع تتحول للأفضل تدريجيًا، لاسيما بعد تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة عام 1995. والآن، تسعى فيتنام إلى ضمان استمرار مسارها الانفتاحى، وأيضًا الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع مختلف البلدان، بما فيها الصين والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها، بما يسهم فى تحقيق وتعزيز مصالح الشعب الفيتنامى.
-
وفى هذا السياق، تطرَّق اللقاء إلى العلاقات المصرية الفيتنامية، حيث ثمَّن الحضور الآليات القائمة فى هذا الصدد، من قبيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين، ولجنة المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما أكَّد الضيف فى هذا الصدد مساعيه لإنشاء لجنة برلمانية مشتركة بين البلدين، آملاً فى إنشاء لجنة أخرى لتنشيط حركة السياحة بين البلدين، خاصة وأن عدد السياح من الجانبين يتراوح بين 100 و 200 فردًا فقط. وفى ذات السياق، وردًا على استفسار بشأن العلاقات الدبلوماسية الشعبية بين البلدين، أشار الضيف إلى رغبته فى تعزيز هذا المنحى، معربًا عن أسفه لأن ميزانية فيتنام لا تسمح بعمل الكثير فى هذا الصدد، مضيفًا أن الحكومة المصرية توفر عدة منح للطلاب من فيتنام لدراسة اللغة العربية، وبلغ عدد هؤلاء 80 طالبًا العام الجارى، وأنه يسعى لزيادة هذا العدد، وإطالة الفترة الزمنية لهذه المنح لنحو 3 سنوات، للتعرف أكثر على الثقافة المصرية، ولتعزيز الروابط الشعبية بين البلدين.
-
وحول الصعيد الاقتصادي، تساءل رئيس المجلس ومديرُه حول حجم الاستثمارات الفيتنامية فى مصر، ومدى تطلع المستثمرين الفيتناميين للاستثمار فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإلى أى مدى يمكن لمصر الاستفادة من خبرات فيتنام فى عملية الإصلاح الاقتصادى. وأجاب الضيف بأن المصريين أذكياء كفاية، لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التى تواجههم حاليًا، وفى فترة أقل ممَّا استغرقته فيتنام فى عمليتها التنموية، مشيرًا إلى أن علاقات مصر جيدة مع الكثير من دول العالم، وتحذو حاليًا سياسات داخلية وخارجية جديرة بالإشادة. وأضاف أن بلاده بدأت بالفعل الاستثمار فى منطقة قناة السويس خلال العام الماضى، وإن كانت بداية متواضعة، بنحو 36 مليون دولار، آملاً مزيدًا من التوسع فى ذلك، وأن يشجع على المزيد من الاستثمار فى أماكن وقطاعات أخرى فى مصر. ونوَّه إلى أنه من المقرر أن يزور وفد من الهيئة العامة لقناة السويس فيتنام خلال شهر مارس 2023، للتعرف أكثر على التجربة الفيتنامية وتبادل الخبرات حول كيفية تعزيز الاستفادة من المناطق الصناعية المختلفة، والتى من بينها منطقة قناة السويس فى مصر، وذلك فى الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1963.
-
وبشأن رؤية فيتنام للعلاقة بين روسيا والصين والولايات المتحدة، وموقفها من العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، أعاد الضيف التأكيد على أن بلاده تحاول الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع البلدان الثلاث، وتسعى قدر الإمكان لتحقيق التوازن فى هذا الصدد، مشيرًا إلى أن مصر كذللك تنتهج سياسة مماثلة، وأنها تُبلى بلاءً حسنًا فى هذا الصدد، مضيفًا أن بلاده امتنعت عن إدانة روسيا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن عمليتها العسكرية، انطلاقًا من هذا التوجه. ارتباًطًا بذلك، وحول تساؤل بشأن فكرة منطقة المحيطين الهندى والهادئ، ومدى تجاوب بلدان المنطقة معها، أشار إلى أن هذه المبادرة لا زالت فى طور التكوين، وأن أمامها فترة طويلة للمأسسة، وأن بلدان المنطقة تسعى فى المقام الأول إلى تعزيز مصالحها والبحث عن أكبر قدر من المنافع، وبالتالى لم تقم أكثر هذه البلدان – مقابل أخرى قليلة مثل اليابان مثلاً – بإلقاء بيضها كله فى هذه المبادرة، مضيفًا أن الأخيرة تشبه فى صياغتها مبادرة الحزام والطريق الصينية.
-
هذا، وقد أعرب المجلس عن ترحيبه بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع أىٍ من مراكز الفكر الفيتنامية بغية توثيق العلاقات بين البلدين، كما اقترح عقد مؤتمر للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين دول منظمة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) ومصر، برعاية المجلس ولجنة سفراء آسيان بالقاهرة، وذلك على غرار المؤتمر الذي نظَّمه الجانبان عام 2016، وهو ما كان موضع ترحيب من قِبَل السفير الفيتنامى.