مائدة مستديرة حول تطورات ملف السد الإثيوبى
يونيو 26, 2023تمرد فاجنر.. «شأن عائلى» وليس محاولة انقلابية
يوليو 4, 2023في الفترة من 2 إلى 5 يوليو 2023، زار وفدٌ من المجلس، ممثلاً فى كلٍ من السيد السفير/ محمد العرابى رئيس المجلس، والسفيرين د./ عبد الرحمن صلاح عضو مجلس الإدارة، ود./ محمد إدريس، عضو المجلس، العاصمة الصربية بلجراد، حيث عقدت ندوة مشتركة مع المعهد الدولى للسياسة والاقتصاد الصربي وسفارة مصر بصربيا، بعنوان “مصر وصربيا: عبر الروابط التاريخية القوية إلى مستقبل وشراكة مستدامين”، بمناسبة مرور 115 عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا، وكذا إجراء عدد من اللقاءات مع الشخصيات الصربية.
أولاً: المائدة المستديرة بمناسبة مرور 115 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين:
-
نظم معهد السياسة والاقتصاد الدوليين بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية والسفارة مائدة مستديرة بمناسبة الاحتفال بمرور 115 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا بعنوان “مصر وصربيا: عبر الروابط التاريخية القوية إلى مستقبل وشراكة مستدامين”، بمشاركة النائب الأول لرئيسة الوزراء وزير الخارجية الصربي “إيفيتسا داتشيتش”، وكلمة مسجلة للسيد وزير خارجية جمهورية مصر العربية إلى جانب عدد من السفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في صربيا وعدد من الباحثين.
-
تضمنت الجلسة الافتتاحية الآتي:
-
عرض الكلمة المسجلة للسيد وزير خارجية جمهورية مصر العربية، والتي تضمنت الإشادة بالتعاون التاريخي الممتد بين مصر وصربيا على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، بما ساهم في زيادة روابط الصداقة بين البلدين الصديقين، كما ثمن سيادته الزيارة التاريخية للسيد رئيس الجمهورية إلى صربيا في يوليو من العام الماضى، والتي شهدت إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وعقد أول منتدى أعمال مصري- صربي في سبيل دفع التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وتطرق السيد الوزير في كلمته إلى التحديات الدولية الراهنة التي تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول المختلفة ومن بينها مصر وصربيا، مع إبراز دور المائدة المستديرة في تحقيق التواصل بين الأكاديميين والدبلوماسيين والمواطنين من البلدين.
-
كلمة وزير الخارجية الصربي: أشاد بالشراكة الجارية بين مصر وصربيا والقائمة على التفاهم والاحترام المشترك والثقة إلى جانب العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، موضحاً أن التطورات الجارية في علاقات البلدين، وأبرزها التفاوض حول اتفاق تجارة حرة، والزيارات المتبادلة واللقاءات بين القيادات الدينية والسياسية والسياحية ورجال الأعمال، والتي ساهمت ومازالت تساهم في زيادة رصيد العلاقات الثنائية بين البلدين، معرباً عن تقدير صربيا للموقف المصري من الحفاظ على السلامة الإقليمية لصربيا فيما يتعلق بكوسوفو، استناداً إلى قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومضيفاً أن صربيا تقدر أيضاً دعم مصر لاستضافة مدينة بلجراد للمعرض الدولي المتخصص EXPO 27.
-
كلمة السيد السفير/ محمد العرابي: تضمنت الإشارة إلى التعاون التاريخي بين البلدين لا سيما في المحافل الدولية متعددة الأطراف، حيث ساهمت جهود البلدين والتفاهم المتبادل بينهما في تأسيس حركة عدم الانحياز في إطار تطورات وتحديات دولية في تلك الحقبة، بهدف التغلب على حالة الاستقطاب الدولي آنذاك والسعي لتحقيق مصالح دول الحركة وشعوبها، كما تطرق سيادته إلى أهمية التعاون بين الدول متشابهة الفكر حالياً في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه النظام الدولي، مقترحاً زيادة التعاون بين مصر وصربيا في المجال الدبلوماسي من خلال تكثيف التواصل بين شباب الدبلوماسيين من الجانبين وتنظيم زيارات متبادلة للتعريف بالعلاقات الممتدة بينهما.
-
كلمة مدير المعهد الدولى للسياسة والاقتصاد الدكتور/ برانيسلاف جورجيفيتش: تناول خلالها أهم محطات العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا والتي صمدت خلال العقود المختلفة، مبرزاً أهمية مصر بالنسبة لصربيا كأحد أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط وكحلقة الوصل لصربيا بالقارة الأفريقية، بالإضافة إلى كون مصر أحد أهم الفاعلين في القضايا الدولية المختلفة وأبرزها أمن الطاقة الأوروبي وقضية الهجرة غير الشرعية.
-
تضمنت كلمة السفير/ باسل صلاح: الإشارة إلى التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الماضية لا سيما في أعقاب زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى صربيا في يوليو 2022، والتي أكدت حرص قيادات البلدين على الارتقاء بمستوى العلاقات بينهما بما يتناسب مع العلاقات التاريخية الممتدة، مضيفاً أن التطورات الدولية الراهنة تتطلب تضافر جهود الدول متشابهة الفكر وزيادة التعاون بينها للتغلب على التداعيات السلبية للأزمات الدولية المتراكمة.
-
تضمنت جلسة العمل الأولى بعنوان “التعاون والتفاهم والرؤى المشتركة: مصر وصربيا منذ البداية وحتى اليوم” الآتي:
-
كلمة السيد السفير/ محمد العرابي: تضمنت الإشارة إلى التحديات الدولية غير المسبوقة في النظام الدولي حالياً، والتي تعد عابرة لحدود الدول، ومن بينها جائحة كوفيد-19، الإرهاب الدولي، تغير المناخ، الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى القضايا والمشكلات الإقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على النظام العالمي بأكمله، بما يطرح أهمية العمل المشترك من قبل الفاعلين الدوليين لحل تلك التحديات، كما تطرق سيادته إلى العقبات التي تحد من فاعلية النظام الدولي وعلى رأسها نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث توجد حاجة لزيادة كفاءة عمل مجلس الأمن بالنظر إلى المشكلات بين الأعضاء الدائمين التي تؤثر على حل العديد من القضايا الدولية. وتناول سيادته الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط خاصة القضايا الرئيسية والمستمرة منذ سنوات وعلى رأسها الوضع في ليبيا وسوريا وعملية السلام في الشرق الأوسط إضافة إلى السودان والتحديات التي تواجه مصر فيما يتعلق بالأمن المائى وعلى رأسها قضية سد النهضة، حيث تواجه مصر التداعيات المختلفة لتلك القضايا. وأضاف سيادته أن الأزمة الحالية في أوكرانيا تعيد إلى الأذهان مبادئ حركة عدم الانحياز، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين المبادئ المتبعة من ناحية ومصالح الدول من ناحية أخرى.
-
كلمة سفير صربيا الأسبق لدى القاهرة/ دراجان بيسينيتش: تناول خلالها تأسيس العلاقات بين البلدين عام 1908 من خلال افتتاح قنصلية صربية في مصر كرابع تمثيل خارجي لصربيا، وعرض أهم مجالات العلاقات الثنائية بين البلدين خلال القرن الماضي وأبرزها في المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية والأدبية.
-
كلمة السيد السفير/ عبد الرحمن صلاح: أشار سيادته إلى الإمكانيات المتاحة لزيادة العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية من خلال التصنيع المشترك خاصة في مصر على ضوء وجود عدد من اتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بالعديد من المناطق الجغرافية والدول حول العالم، مع إمكانية أن تصبح مصر مركزاً لتصدير المنتجات الصربية المصنعة في مصر إلى دول أفريقيا والشرق الأوسط بما في ذلك في مجالات التصنيع العسكري، كما أبرز سيادته تشابه رؤى كلا البلدين حيال القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، حيث يمكن تحقيق الاستفادة لكل منهما من خلال تبني منظور الدولة الأخرى في التعامل مع المنطقة الجغرافية التي تقع بها، كما لم تنضم الدولتان إلى أى تحالفات عسكرية دولية.
-
كلمة الباحث بالمعهد الدولى للسياسة والاقتصاد السيد/ ميتكو أرناودوف: أوضح أن مصر تعد أحد أهم الاقتصاديات الصاعدة في نطاقها الإقليمي، مبرزاً أهمية استفادة صربيا وتحقيق مصلحة مشتركة للبلدين من خلال تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في المجالات ذات الإمكانيات العالية وأبرزها التجارة والدفاع، فضلاً عن أهمية السعي إلى تضافر جهود البلدين في تحقيق صربيا لأمن الطاقة وتحقيق مصر للأمن الغذائي.
-
تضمنت جلسة العمل الثانية بعنوان “العلاقات الدولية في مفترق الطرق: من التوترات والحروب عبوراً بأزمة المهاجرين إلى الواقع في أوكرانيا” الآتي:
-
كلمة السيد السفير/ محمد إدريس: أبرز سيادته أن التحديات والأوضاع الجيوسياسية الحالية أظهرت مدى هشاشة النظام الدولي وعجز المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن عن التوصل إلى حلول حاسمة للتحديات المختلفة، منوهاً إلى سياسات الدول الغربية الهادفة إلى السيطرة على النظام الدولي وتغيير توازنات القوى التي استقرت عقب الحرب العالمية الثانية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه روسيا والصين إلى تقديم أنفسهم كمساهمين في الحفاظ على الهيكل الحالي للنظام الدولي، مضيفاُ أن النظام متعدد الأطراف حالياً يشهد تغييرات ساهمت في عدم استقرار هيكل النظام بشكل عام، مع عدم توقع حدوث تغيرات جذرية قريباً إلا في حالة وقوع حدث أو كارثة دولية، كما أوضح سيادته أنه فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية في الشرق الأوسط، فإن مصر تواجه تحديات متعددة في إطار التطورات الجارية في المنطقة، وتحاول التعامل معها بنهج يضمن تحقيق السلام والاستقرار ومصالح دول المنطقة وشعوبها.
-
كلمة السيد/ نيكولا ماركوفيتش، الباحث بالمعهد الدولى للسياسة والاقتصاد: أشار إلى دور حربي 1967 و1973 في تغيير المعادلة السياسية ومعادلة القوة في الشرق الأوسط، مبرزاً نجاح مصر عام 1973 في تحقيق مكاسب ملموسة من خلال قدراتها العسكرية بمساعدة عدد من الدول الصديقة ومن بينها يوغوسلافيا السابقة، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية للاتحاد السوفيتي السابق ويوغوسلافيا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
-
كلمة السيد د./ سلوبودان يانكوفيتش، باحث أول بالمعهد: تناول سياسة صربيا الخارجية في التعامل مع القوى الدولية بالنهج الذي يضمن تحقيق مصالح صربيا، وذلك من خلال الإبقاء على علاقات منفتحة مع الأطراف الدولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين، مشيراً إلى تجمع BRICS وقرب انضمام كل من مصر والجزائر وإيران، إلى جانب مقترح انضمام إثيوبيا.
-
كلمة السيد د./ دانيلو بابيتش، باحث بالمعهد: تناول مفهوم الاستعمار الاقتصادي الجديد المتضمن انتهاء الاستعمار العسكري بصورته السابقة وبدء استعمار جديد عبر الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية من خلال نقل التصنيع إلى الدول النامية للاستفادة من الأيدي العاملة والمواد الخام، مبرزاً أهمية التوصل إلى حلول بين الدول النامية من خلال فك الارتباط مع المؤسسات المذكورة وتدشين ارتباط جديد وتحقيق تكامل اقتصادي مع الدول المتشابهة على غرار منطقة التجارة الحرة الأفريقية AfCFTA.
-
تضمنت الجلسة الختامية ما يلي:
-
أعرب السيد السفير/ محمد العرابي عن تقديره للمناقشات الجادة الموسعة حول التطورات الحالية في العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا وموقف البلدين من أهم التطورات الدولية والإقليمية، مبرزاً اعتزام المجلس المصري للشئون الخارجية ومعهد السياسة والاقتصاد الدوليين الترتيب لعقد الفعالية الثانية في القاهرة في مطلع العام المقبل.
-
أشار مدير المعهد الدولى للسياسة والاقتصاد إلى تطلعه لتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع المركز المصري للشئون الخارجية في 2019، والتي تأخر تفعيلها نتيجة الظروف المصاحبة لجائحة كوفيد-19.
ثانياً: لقاء مدير المعهد الدولى للسياسة والاقتصاد:
-
أعرب مدير المعهد الدولى للسياسة والاقتصاد عن تطلعه لاستمرار التواصل مع المجلس المصري للشئون الخارجية من أجل الاتفاق على الخطوات المستقبلة لتفعيل مذكرة التفاهم خلال العام القادم، مقترحاً عقد الفعالية القادمة في القاهرة خلال مارس أو أبريل 2024، على أن يتم عقد مؤتمر سنوي بالتناوب بين البلدين، كما أشار إلى أهمية الاتفاق على الموعد المقرر للمؤتمر والموضوعات التي سيتم تناولها بحد أقصى في ديسمبر 2023، مقترحاً عقد ندوة مرئية بين المجلس المصري والمعهد في هذا الشأن في نوفمبر 2023.
-
رحب السيد السفير/ محمد العرابي بمقترحات مدير المعهد، مبرزاً أهمية تحقيق دفعة في التعاون بين الجانبين بالتزامن مع الزيارة المقترحة للرئيس الصربي إلى القاهرة نهاية العام الجاري، كما اقترح سيادته عقد اجتماع ثلاثي بين المركز المصري والمعهد بمشاركة ممثلين عن مؤسسة “الهند”، وبحيث يتم الاتفاق على هذا الإطار بناء على مذكرات التفاهم التي تربط كل من الجانبين بمؤسسات الأبحاث الهندية.
ثالثاً: لقاء سكرتير الدولة بوزارة الخارجية الصربية السفير/ جوران ألكسيتش:
-
أشار السيد السفير/ محمد العرابي إلى حرص كل من مصر وصربيا على تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين لا سيما عقب زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى صربيا في يوليو 2023، والتي عكست الإرادة السياسية لقيادات البلدين لتوثيق العلاقات بينهما وتوسيع نطاق التعاون الجاري، معرباً عن تطلع الجانب المصري لاستقبال الرئيس الصربي “ألكسندر فوتشيتش” لبحث تحقيق المزيد من التقارب بين البلدين في المجالات المختلفة.
-
أكد سيادته ضرورة امتداد العلاقات بين مصر وصربيا لتشمل التعاون الثلاثي في أفريقيا، وذلك على ضوء القدرات المتاحة لدى البلدين في التعاون البناء مع عدد من الدول الأفريقية، وقد رحب سكرتير الدولة بوزارة الخارجية بالمقترح مبرزاً توجيهات الرئيس الصربي بزيادة العلاقات الثنائية مع الدول الأفريقية وكذا توسيع نطاق التواجد الدبلوماسي لصربيا في القارة الأفريقية، كما أعرب عن تطلعهم لتلقي مقترحات تفصيلية عن كيفية المضي قدماً في التعاون الثلاثي المقترح.
-
أبرز سكرتير الدولة الصربي تقدير بلاده لدعم مصر لترشح مدينة بلجراد لاستضافة المعرض الدولي المتخصص EXPO 2027، وكذا الموقف المصري من الحفاظ على السلامة الإقليمية لصربيا فيما يتعلق بكوسوفو.
-
أكد السيد السفير/ محمد العرابي حرص مصر على التنسيق والتعاون مع صربيا في المحافل الدولية، معرباً عن تطلع مصر للحصول على تأييد صربيا لترشح السيد الدكتور/ خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، مشيداً بخبرات سيادته في مختلف مجالات عمل المنظمة. وتطرق سيادته إلى مقترح تبادل الزيارات من قبل شباب الدبلوماسيين وكوادر وزارة الخارجية في إطار تحقيق التواصل بين الجانبين.، وقد أشار المسئول الصربي إلى إمكانية تنظيم زيارة لعدد 1 أو 2 من السفراء بالخارجية الصربية لإلقاء محاضرات في معهد الدراسات الدبلوماسية المصري، مع التطلع إلى تنظيم زيارة مماثلة من مصر إلى صربيا.
-
أشار السفير/ عبد الرحمن صلاح إلى تطلع مصر لدعم صربيا لحقوق مصر المائية في نهر النيل وعدم جواز الإضرار بمصالح دولتي المصب، حيث أكد المسئول الصربي موقف بلاده من ذلك الأمر، موضحاً أن الرئيس الصربي أعرب عن دعم الموقف المصري اتصالاً بسد النهضة الإثيوبي خلال زيارة السيد رئيس الجمهورية في يوليو 2023.
ــــــــــــــــــ