
مشاركة د. يسري أبو شادي فى أعمال المؤتمر العام السابع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية
سبتمبر 25, 2023
كلمة السفير/ عزت سعد في: مراسم إطلاق الطبعة العربية لكتاب “شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها” وندوة “تعزيز حقوق الإنسان بالتنمية.. رؤية صينية – عربية
سبتمبر 27, 2023قام وفد، مشكل من السيد السفير محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية والسيد السفير على الحفني أمين عام المجلس، بزيارة المجر بدعوة من المعهد المجري للشئون الدولية، وذلك خلال الفترة من 26 إلى 29 سبتمبر 2023. وقد شمل برنامج الزيارة، إلى جانب لقاء باحثي المعهد المجري، اللقاءات التالية: لقاء مدير مكتب الشئون الخارجية بمكتب السيدة رئيسة الجمهورية؛ لقاء السيد مدير مكتب والمستشار السياسي لرئيس الحكومة؛ السيد رئيس المعهد المجري للشئون الدولية؛ والسيد مدير معهد الأبحاث الخاصة بالهجرة. وقد حضر السيد السفير محمد الشناوي، سفير مصر في بودابست، كافة اللقاءات التي أجراها وفد المجلس، وأقام مأدبة عشاء على شرفه في السكن.
وقد ألقي السيد السفير محمد العرابي محاضرة حول المواقف والرؤي المصرية بشأن قضايا الشرق الأوسط، واتسمت كافة اللقاءات بالثراء من حيث الموضوعات العديدة التي تم تناولها. وأوضحت اللقاءات مدي اهتمام الجانب المجري، سواء المسئولين أو الباحثين، وشغفه بالتعرف على تقديرات واحد من أفضل مراكز الفكر المصرية، وخاصة فيما يتعلق بالموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وقد تم تناول العلاقات الثنائية والاوضاع الاوروبية، وخاصة في ضوء الحرب الاوكرانية الروسية وما خلفته بجانب العقوبات الدولية الموقعة على روسيا من أزمات دولية عديدة، وخاصة أزمتي الغذاء والوقود، وتأثير ذلك وغيره من الازمات على اقتصاديات الدولتين والوضع الاقتصادي العالمي. وأشار الجانب المجري إلي أهمية التفكير في كيفية الحد من العقوبات المفروضة على روسيا كأحد أدوات السعي لتسوية الأزمة الأوكرانية. كما تم تناول القضية الفلسطينية والتداعيات التي نشهدها، ارتباطاً بها، في الوقت الراهن داخل اسرائيل وحالة الانسداد في المساعي الدولية لإعادة الطرفين الى مائدة المفاوضات. وكذا جمود الاوضاع فيما يتعلق بالأزمات التي خلفتها ما قيل بأنها ثورات الربيع العربي سواء ما يتعلق بسوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق أو لبنان.
وتمت الإشارة إلى تكالب القوى الدولية على القارة الافريقية في الآونة الاخيرة وزيادة موجات العنف والتطرف والارهاب، بالإضافة الى الجريمة المنظمة وتزايد حالات الانقلابات في غرب افريقيا مؤخراً. ولقد أعرب الجانب المجري عن مخاوفه بشأن احتمالات انفجار الوضع في هذه المنطقة، وهو ما لن تقبله أوروبا متسائلاً عن مَن سيملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب الفرنسي. وأكد أن الولايات المتحدة غير مهتمة بالوضع في أفريقيا، كما أن الروس والصينيين لن يتمكنوا من ملء ذلك الفراغ. كما أشار الجانب المجري إلي أهمية أن يُترك للجانب الإفريقي تشكيل ملامح النظم الديمقراطية وبما ينسجم مع الواقع الافريقي دونما تدخل خارجي. وعرض الجانب المصري إقامة تعاون ثلاثي مصري مجري في افريقيا وهو ما رحب به الجانب المجري. كما أشار الجانب المجري إلى اهتمامه بتحقيق مزيد من التعاون مع مصر في المجال الأمني، على خلفية نجاح مصر فى احتواء الإرهاب، وأيضًا في السيطرة على الهجرة غير الشرعية، حيث اقترح السيد رئيس المجلس أن تنظر المجر بكل جدية في استقبال أعداد من الكوادر المصرية في شكل هجرة شرعية، ورحب الجانب المجري من حيث المبدأ بهذا المقترح، مشيراً إلى أن ظاهرة تراجع تعداد السكان في المجر بدأت في الانحسار جراء المزايا العديدة الممنوحة للمواطنين لتشجيعهم على الزيادة السكانية. وقد نبه الجانب المصري لخطورة الزيادة السكانية في افريقيا، والتي سوف تتضاعف خلال العقود الثلاثة القادمة وهو الأمر الذي يجب التحسب له من الآن. و أشار الجانب المجري لأهمية دعم البرامج الأوروبية المؤدية لزيادة عوامل الجذب داخل القارة الإفريقية لتشجيع سكانها على البقاء فيها بدلاً من اللجوء للهجرة. من جهة أخرى، أبدى الجانب المجري توافقه مع المجلس بشأن السياسة الامريكية حيال الصين، ولفت النظر إلي ما يمكن أن تمثله الصين من قيمة مضافة للاقتصاد الدولي هذا فضلاً عن أننا نفضل نظام متعدد الأقطاب يحقق التوازن في العلاقات الدولية.
هذا، وقد اهتم الجانب المجري بالتعرف على آخر تطورات الوضع بشأن السد الاثيوبي، واقترح الاستفادة من التجارب الناجحة في تسوية نزاعات المياه على المسرحين الاوروبي والآسيوي، ودعا إلي النظر في تجربة “مجلس مياه نهر الدانوب” DANUB COMMISSION، وهو ما رحب به وفد المجلس بعد أن قدم عرضاً وافياً بشأن الوضع الراهن والمستقبلي والذي ينذر بمخاطر جمة.
أظهرت اللقاءات مدي التقارب في وجهات النظر والتقديرات المصرية والمجرية، فضلاً عن شعور الجانبين بالاعتزاز بمدي ما حققته العلاقات المصرية المجرية من تقدم وتنوع في الأعوام الأخيرة، وهو الأمر الذي أكدته اللقاءات المتكررة للقيادتين المصرية والمجرية والتي ستعززها بالطبع الزيارة التي سوف تقوم بها رئيسة الجمهورية المجرية إلي مصر في نهاية نوفمبر 2023. كما أشار رئيس المجلس إلي ما يُلاحَظ من خيط رفيع بين مبادئ مصر ومصالحها في علاقاتها الخارجية، والتي تسعي في اطارها إلي مراعاه القواعد الأخلاقية في علاقاتها مع الدول الأخرى.
تم توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس والمعهد المجري للشئون الدولية، على هامش الزيارة. وأبدي رئيس المجلس الاهتمام بإقامة برامج بحثية مشتركة مع المعهد المجري ووجه الدعوة لرئيس المعهد المجري لزيارة مصر. كما اقترح التعاون في مجال تبادل وتدريب الدبلوماسيين من الدولتين، وبحيث يعكفُ في كل مرة على تبادل الرؤى بشأن الأزمات العالمية.
من جهةٍ أخرى، أشار رئيس المجلس إلي أهمية قيام رئيس معهد الابحاث المجري الخاصة بالهجرة بزيارة مصر لاستئناف النقاشات مع المجلس، والقيام بزيارة المتحف المصري الكبير، وربما حضور افتتاحه. كما وعد رئيس المجلس إثارة اهتمامهم بقيام السيد الدكتور زاهي حواس بزيارة إلي المجر، يلتقي خلالها مع جمهور الخبراء والمهتمين من المجر بالآثار والحضارة الفرعونية.