مشاركة السفير/ هشام الزميتى فى المنتدى الثالث للحزام والطريق للتعاون الدولى يوم 18 أكتوبر 2023
أكتوبر 18, 2023ندوة حول خبرة السيد السفير/ محمد العرابي، رئيس المجلس، في العمل الدبلوماسي وكونه وزير خارجية أسبق
أكتوبر 26, 2023
(بكين، 19 – 21 أكتوبر 2023)
أود أولاً أن أعرب عن عميق شكري وتقديري لشبكة طريق الحرير لمنظمات المجتمع المدني (SIRONET) وقيادتها، على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الحدث الدولي الهام، الذي عُقِد لتناول أحد أهم الجوانب التي ينبغي مراعاتها وتعزيزها في منظومة العلاقات الدولية ككل، ألا وهو موضوع “الروابط بين الشعوب”، حيث أن هذا الموضوع يتطلب العمل الجاد على تعزيز التفاهم والحوار بين القيادات السياسية على كافة المستويات، وبين الشعوب على اختلافها؛ لتحقيق مستقبل أفضل للبشرية.
كما أتقدم بخالص التحية والتقدير للسيدات والسادة المشاركين والحضور فى هذا المنتدى الحافل، والذين أثق أن نقاشاتهم المثمرة ساهمت فى إثراء فعاليات المنتدى وجلساته، على نحوٍ يعكس أهميته وسمو هدفه.
السيدات والسادة،
لقد استهدف الفكر الاستراتيجي الصيني الحديث، تأمين علاقات إيجابية وتفاعلية مع جميع الدول المجاورة لها. كما سعت الصين إلى تعزيز تنمية شاملة ومتفاعلة مع الدول النامية، وذلك كمفتاح لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية. ومن أجل تحقيق ذلك كان ضرورياً أن تنفتح الصين على الدول الأخرى بثقافاتها وخلفياتها الحضارية المتنوعة، وأن تساهم في بناء بيئة جيوسياسية واقتصادية شاملة كأولوية استراتيجية صينية. وفي هذا السياق، جاءت مبادرة الحزام والطريق التي تحتفي هذا العام بمرور 10 سنوات على انطلاقها من قبل الرئيس شي جينبينج، كمكون هام لبناء جماعة تتقاسم مستقبل البشرية، وذلك بجانب مبادرات أخرى كثيرة مثل مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية.
ومنذ المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في 2018، أولت الصين اهتمامها الأكبر للتعاون مع البلدان النامية. وكما ذكر فخامة الرئيس شي جينبينج ” فإن عدداً كبيرًا من البلدان النامية هي حلفاء طبيعيين للصين في الشئون الدولية، وعلينا التمسك بالعدالة عندما نتقاسم المصالح، وأن نكون متضامنين ومتعاونين مع الدول النامية”. ويظهر هذا التعاون في مبادرة الحزام والطريق في إطار التعاون مع المجموعات الإقليمية المختلفة، في أفريقيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية وغيرها، بجانب التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين الصين والعديد من البلدان الأخرى.
كما أولت القيادة الصينية الإهتمام بمبدأ “التضامن” الذي يظهر فى تقرير فخامة الرئيس شى جينبينج للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذي وصفه الرئيس بأنه هو “القوة”، وبأنه وحده يؤدى إلى النصر من أجل خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، والتمسك بمبدأ “أن يكون كل شيء نعمله من أجل الشعب، وبالاعتماد عليه”، وبمبدأ “من الجماهير وإليها”. كما أعرب الحزب الشيوعي الصيني عن الرغبة فى تقوية التبادل والتعاون مع الأحزاب والمنظمات السياسية في مختلف الدول على أساس مبادئ “الاستقلال والمساواة التامة والاحترام المتبادل”، وتشجيع قيام الحكومات المحلية والقطاع غير الحكومي على إجراء اتصالات خارجية بالدول الأخرى؛ لتعزيز الروابط بين الشعوب والمجتمعات.
السيدات والسادة،
في إطار التعاون بين الصين والدول الأخرى، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون في إطار الحزام والطريق مع 152 دولة و32 منظمة دولية. وقد نفذت مبادرة العمل المشترك لبناء مجتمع طريق الحرير أكثر من 300 مشروع تعاون في مجال الترفيه، ونجحت فى إحراز شراكة ما يقرب من 600 منظمة غير حكومية بين الصين والعالم.
واليوم، بلغت عضوية رابطة مسارح طريق الحرير الدولية، ما يزيد عن 500 عضوًا، و قامت الصين ببناء أكثر من 10 علامات تجارية للتعاون الثقافي والتعليمي، بما في ذلك ورشة Luban التي تهدف إلى تعزيز التبادلات والتعاون في مجال التعليم المهني بين الصين والبلدان الأخرى وشعوبها. في ذات السياق، أطلقت الصين تعاونا وثيقا مع دول الحزام والطريق فى مجال بناء مختبرات مشتركة ومجمعات علمية وتكنولوجية ونقل التكنولوجيا فى عام 2017. وحتى نهاية عام 2021، أطلقت الصين تعاونًا علميًا وتكنولوجيًا مع 84 دولة، ودعمت 1118 مشروعًا بحثيًا مشتركًا باستثمارات إجمالية قدرها 2.99 مليار يوان (418.92 مليون دولار). ويُذكر أنه في القمة الصينية / العربية الأولى، التي عُقِدت في ديسمبر 2022، تعهدت الصين بالعمل على تعزيز التعاون بين 500 مؤسسة ثقافية وسياحية صينية وعربية، وتدريب 1000 موهبة ثقافية وسياحية من الدول العربية، والعمل مع الجانب العربي لتنفيذ مشروع الترجمة المتبادلة لـ 100 عمل كلاسيكي، فضلاً عن مشروع التعاون لـ 50 برنامجاً سمعياً وبصرياً.
وعلى هذا المنوال، يُلاحظ أن هذه الخطط والإجراءات الصينية قد ضخَّت زخما جديدا في بناء عالم تتعلم فيه الحضارات من بعضها البعض وتقدِّر بعضها البعض وتتعاون بين بعضها البعض.
السيدات والسادة،
لعلَّ من المهم هنا التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز الروابط بين الشعوب وذلك من خلال تفعيل وتعظيم التعاون بين مراكز الفكر المختلفة، لتشكيل ما يُسمَّى بالتعاون القاري، بغية تحقيق الصالح المشترك للإنسانية جمعاء، وحل المشكلات المختلفة التي تحول دون تحقيق الرخاء والازدهار.
وفى هذا السياق ، أثّمن دور وجهود شبكة طريق الحرير لمنظمات المجتمع المدني(SIRONET)، حيث تتسم بالانفتاح والشمول والمساواة والاحترام المتبادل، من أجل تعزيز التعاون والتعايش والمنفعة المشتركة بين الدول وتحقيق التنمية المستدامة.
وبصفتي مديرًا للمجلس المصري للشئون الخارجية، أعرب عن سعادتي لازدهار العلاقات بين مجلسنا وعدد من مراكز البحث والفكر الصينية التي تطورت على مر السنين، من خلال اللقاءات العديدة التي عقدت بين مجلسنا وتلك المراكز الصينية سواء في مصر أو في الصين، والتي من بينها شبكة SIRONET ومعهد الشعب الصيني للعلاقات الدولية Chinese People’s Institute of Foreign Affairs (CPIFA) ومركز الصين للدراسات الدولية المعاصرة China Center for Contemporary world studies (CCCWS) والمعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة China Institute for Contemporary International Relations (CICIR) ، وجمعية الصداقة المصرية الصينية China Association for friendly (CAF).
وأكتفي بهذا القدر، شاكرًا لكم حسن الاستماع، ومُجدِّدًا شكري على الدعوة الكريمة.