زيارة السفير/ أيمن مشرفة إلى العاصمة الصربية بلجراد
نوفمبر 27, 2023بيان بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نوفمبر 30, 2023بتاريخ 28 نوفمبر 2023، ألقى السفير محمد العرابي محاضرة بعنوان “مصر في العلاقات الدولية المعاصرة”، وذلك بناء على مقترح من معهد السياسة والاقتصاد الدوليين الصربي، حيث يأتي هذا في إطار التعاون بين المجلس المصري للشئون الخارجية ومعهد السياسة والاقتصاد الدوليين الصربي. تأتي هذه المحاضرة في إطار الإعداد لاستقبال المجلس مدير المعهد الصربي Prof. Branislav Djordjevic والوفد المرافق له المكون من نائب مدير المعهد Dr. Ivona Ladjevac، و عميد كلية الدراسات الأمنية Prof. Vladimir Cvetkovic ، ومدير معهد الدراسات الأوروبية Dr. Misa Djurkovic.
فيما يلي أبرز ما جاء في محاضرة السيد السفير محمد العرابي:
-
استهل السفير محمد العرابي المحاضرة بالإشارة إلى أن زيارة أعضاء المجلس السابقة إلى بلجراد كانت مثمرة وفي انتظار زيارة وفد معهد السياسة والاقتصاد الدوليين الصربي إلى المجلس في القاهرة في شهر مارس القادم، كما أشار إلى اللافتة الرمزية المعبرة عن الاحتفال بمرور 115 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا والتي ظهرت في إضاءة مبنى وزارة الخارجية المصرية ب 115 عاماً على العلاقات المصرية الصربية، وإضاءة ميدان سلافيا بوسط العاصمة الصربية بلجراد بالعلم المصري، فهذا الاحتفال الرمزي يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
-
تناولت محاضرة سيادة السفير أهمية تعزيز العلاقات بين كل من مصر وصربيا في ضوء التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم كافة في توصيف بأن العالم يعيش حالياً في حالة من الفوضى، ومن ثم من المهم تكثيف الجهود بين البلدين، ومحاولة العودة لمبادئ حركة عدم الانحياز ولكن مع الأخذ في الاعتبار التغيرات التي طرأت على المشهد الدولي الحالي ومن ثم يمكن أن يكون هناك حركة عدم انحياز بمبادئ أخرى موائمة لهذه التغيرات.
-
أوضح سيادة السفير أن الشرق الأوسط يعيش حالة تعمها الأزمات المختلفة، ومصر مطوقة ببيئة مليئة بالصراعات في كل من الشرق والغرب والجنوب، ومن ثم يشكل ذلك ثقل على الحكومة المصرية وصانعي السياسة في الدولة المصرية، حيث أن هذا الأمر يتطلب سياسات مواكبة للتعامل مع الأزمات العابرة للحدود من أجل الدفاع عن الأمن القومي للدولة وحمايته. و تأتي هنا أهمية الردع ودعم الجهود الدبلوماسية من أجل حماية الحقوق في ظل الأزمات المتصاعدة في المنطقة والعالم بأسره.
-
تأتي القضية الفلسطينية والتطورات التي يشهدها قطاع غزة على رأس الصراعات التي تشهدها المنطقة حالياً، في ضوء الأوضاع المؤسفة والمعاناة للفلسطينيين في قطاع غزة ، موضحاً السفير محمد العرابي أن التصعيد في قطاع غزة يشكل خطراً ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط بل يمكن أن يمتد إلى الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم من المهم التعاون في هذا الصدد وأن تقوم صربيا بارسال الدعم للفلسطينيين.
-
كما أشار إلى أن هذا الصراع شهد وجود العديد الفواعل من الدول مثل مصر، الأردن، تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل، إيران، بالإضافة إلى الفواعل من غير الدول متمثلين في حركة حماس، حزب الله، والحوثيين، في هذا الشأن، أكد سيادة السفير أن تدخل الفواعل من غير الدول يمثل خطراً، و من المهم عدم قبول أو السماح بأن يحدد الفواعل من غير الدول مستقبل القطاع والفلسطينيين، كما أنه من المهم التوصل إلى حل من شأنه الحد من الصراع والعنف، في هذا الشأن يدعم البعض إقامة المؤتمرات الدولية للوقوف على حل للقضية الفلسطينية ولكن ذلك ليس بالحل الفعال بشكل كبير.
-
في هذا الصدد، أوضح سيادة السفير أن القضية الفلسطينية حازت على اهتمام واستغلال القوى الدولية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وهو الأمر الذي يؤثر على فاعلية قرارات مجلس الأمن بسبب استخدام الفيتو وبالتبعية فاعية الأمم المتحدة، أما القوى الإقليمية فتتمثل في تأثير تركيا والأردن و إيران، حيث أن إيران لها التأثير الأكبر فهي تقف خلف الحوثيين وحزب الله وحماس، أي الفواعل من غير الدول.
-
حول حركة حماس، فهي حازت على دعم وشعبية كبيرة وذلك بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، حيث مثلت تلك العملية إحباط لخطط بنيامين نتنياهو المتعلقة بالخريطة الجديدة للشرق الأوسط، و التي أعلن عنها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي الاستجابة الإسرائيلية للعملية، و التي ظهرت في استهداف المدنيين، من شأنها الإضرار باتفاقيات إبراهام ومصداقية إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
-
وبرز في هذا الشأن الدور المصري والجهود التي تبذلها الدولة المصرية من خلال الوساطة بين كل من إسرائيل وحركة حماس بالتعاون مع قطر من أجل تمرير المساعدات الإنسانية والتوصل إلى هدنة إنسانية، واستمرار المساعي المصرية من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار دائم في القطاع. كما تعمل مصر جاهدة من خلال تكثيف الوسائل الدبلوماسية من أجل منع العدوان والتشتت والحد من تدخل الفواعل من غير الدول.
-
حول القيادة المصرية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوضح السفير أن سيادته لديه تصور ورؤية بشأن ما يحدث وللسيناريوهات المستقبلية ، حيث ظهر ذلك في تصريح سيادته عن الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح عاصمتها القدس الشرقية بجانب إمكانية وجود قوات دولية بغية تحقيق الأمن للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، ولكن إسرائيل لم تُعنَى بهذا التصريح، مشيرا سيادته إلى الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة واحتمالية فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ثم استكمال جهود سيادته بشأن هذه القضية.
-
وفيما يتعلق بما هو متوقع بعد المرحلة الحالية من الحرب في غزة، أوضح السفير أنه يمكن أن يكون هناك احتمالية لتمديد الهدنة الإنسانية لفترة أطول واستمرار تبادل الأسرى، كما أنه متوقع أن تستمر إسرائيل في عمليتها بعد الهدنة. و الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة سيكون لها دور في تحديد ماهية القضية الفلسطينية ومستقبل الدولة الفلسطينية.
-
وعلى المستوى الدولي، فإن الأزمة الروسية الأوكرانية، لها تداعياتها وتأثيرها على المنطقة، كما أن الدول الكبرى ساهمت في مشكلة تغير المناخ، وبإضافة القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في غزة يظهر الترابط بين كافة القضايا وتأثير ذلك على الاقتصاد والعالم بالتبعية، فالعالم يشهد حالة من الفوضى والتهديد الأمني وتشكيل تحالفات مختلفة ومتقاطعة.
-
كما تطرق السفير إلى الحديث عن تخوفات بشأن تنامي شركات الأمن الخاصة وخاصة في إفريقيا، حيث أن هذه الأداة تمثل خطراً كالخطر الناجم عن وجود فواعل من غير الدول، حيث أن ذلك يمثل تهديد للأمن والتنمية.
-
وفي ختام محاضرة السفير محمد العرابي، برز تساؤل بشأن رؤية مصر للوضع في غزة، فأوضح السفير أن الوضع معقد في غزة ومن ثم من المبكر استشراف ما سيحدث في المستقبل. مضيفاً ، أن إيران استغلت هذه القضية من أجل تقديم نفسها كقوة إقليمية في ضوء تنافسها مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من أجل التموضع كقوة إقليمية في الإقليم، و هذه الطموحات الإيرانية تمثل تهديداً لقناة السويس، ومن ثم تظهر جهود الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية من أجل كبح هذه الطموحات الإيرانية، حيث لا يمكن السماح لها بالسيطرة على الوضع في غزة.
-
كما كان هناك تساؤل بشأن مدى إمكانية وجود وسائل أخرى للتعامل مع إسرائيل غير تلك الوسائل المطروحة المتمثلة في محكمة العدل الدولية، فأجاب سيادة السفير بأنه هناك الضغط من قِبَل الرأي العام في إسرائيل وبالنظر إلى أهداف إسرائيل من العملية فلا يمكن تحقيقها كما تتوقع إسرائيل، ومن المهم أن تدرك إسرائيل أنها تواجه جيلاً مختلفاً من حركة حماس لديه أدوات وتدريب متقدم، ومن المهم قبول أن حماس ستكون جزء من العملية السياسية فلا يمكن إقصائها.
-
و برز تساؤل أخر بشأن السودان و الفواعل من غير الدول، أوضح السفير أن السودان لها أهميتها لدى مصر، وبشأن الفواعل من غير الدول أوضح أنه لا يمكن إطلاق هذا التوصيف على قوات الدعم السريع حيث أنها نشأت في إطار قانوني مختلف ولكنها تمثل خطراً كونها جيش موازي للقوات المسلحة السودانية، مضيفاً أن هناك العديد من المبادرات المعنية بالوضع في السودان ولكن لم تسفر عن نتيجة إيجابية، ومصر تبذل قصارى جهدها من أجل وقف إطلاق النار في ضوء ما يثار بشأن احتمالية تقسيم السودان في ظل تصعيد الوضع بالسودان.
-
مشيراً إلى أن سمة الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط هي الصراعات الممتدة، ونجد الدولة المصرية تسعى جاهدة للتعامل مع هذه الصراعات المختلفة وهو الأمر الذي يزيد من الأعباء على كاهل الدولة المصرية.
-
وحول تكتل البريكس، برز تساؤل حول مدى إمكانية أن تساهم العضوية في البريكس في تغيير ديناميكيات الشرق الأوسط، أوضح السفير محمد العرابي أنه لا يمكن التعويل كثيراً على التكتل في ظل عدم التوافق بين أعضاؤه، كما أنه تكتل اقتصادي لن يساهم في حل المشكلات السياسية الشكل المأمول، ومن أجل الاتيان بنتائج من قبل البريكس سيستغرق ذلك وقتاً.