مساء dmc – السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق: مصر مهد الأمن والأمان وموطن الخير والاستقرار
أبريل 17, 2024بيان المجلس بمناسبة فشل مجلس الأمن الدولي في الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في منظمة الأمم المتحدة
أبريل 21, 2024بتاريخ 21 أبريل 2024، استقبل المجلس السفير التركي لدى القاهرة/ صالح موطلو شِن، للتحدث إلى أعضاء المجلس حول تطورات العلاقات المصرية التركية، والموقف التركي إزاء قضايا المنطقة. وافتتح اللقاء السفير/ محمد العرابي، رئيس المجلس، وشارك فيه السفراء/ منير زهران، عزت سعد، فاروق مبروك، عبد الرحمن صلاح، مروان بدر، محمد إدريس، على الحفني، محمد النقلي، وغيرهم، بجانب عدد من الأكاديميين والباحثين المعنيين بالشأن التركي.
وتناول اللقاء ما يلي بصفة خاصة:
- استهل السفير التركي حديثه بتقديم الشكر للمجلس على دعوته، وعلى حُسن استقباله، مشيدًا بمكانة الدولة المصرية وجهودها الحثيثة لتسوية الأزمات في المنطقة، ولمواكبة تغيرات النظام العالمي، مضيفاً أنها ذات دور ريادي في العالمَيْن العربي والإسلامي، وتحظى بتقدير تركيا إلى أقصى حد. كما أشاد برؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التنموية، والتي تتشابه – على حد قوله – مع رؤية بلاده، مشيرًا إلى أنه على علم بالنقد الذي يوجِّهه البعض للمشروعات الجارية في مصر، بيد أنه أكَّد على أهميتها، موضحًا أن الفترة السابقة من حكم الرئيس السيسي كانت تولي الأهمية للمقاربة الأمنية بالأساس، ولكن الأمر يختلف في الوقت الراهن.
- تطرَّق الضيف إلى مجالات التعاون بين مصر وتركيا، مؤكدًا في هذا السياق أنها تقوم على مبادئ التعاون والصداقة، وليس على مبدأ المصلحة البراجماتي فقط؛ إذ إن الأخير هو المحرك، وليس الصورة كاملة. وفي هذا السياق، أشار إلى التعاون المرتقب تعزيزه بين البلدين فى مجال التكنولوجيا، كما أشار إلى وجود مناقشات جادة بشأن التعاون العسكري، وخاصة فيما يتعلق بالصناعة العسكرية، وأفاد بأنه من المقرر أن يزور الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، تركيا خلال الفترة المقبلة للقاء نظيره التركي، للتباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات في هذا المجال.
- في سياقٍ متصل، وارتباطًا بالتعاون في مجال الصناعة، أشار الضيف إلى وجود العديد من المستثمرين الأتراك في مصر، الذين يقومون بالاستثمار في مجال الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وصناعات الغزل والنسيج على وجه الخصوص، مستشهدًا بشركة “بيكو” للأجهزة على سبيل المثال، وبثناء الرئيس المصري على الصناعة التركية في مصر لدى اللقاء الذي جمعهما خلال الفترة الماضية. وأضاف شِن أن المزيد من رجال الأعمال الأتراك على استعداد للاستثمار في مجال الغزل والنسيج في مصر، لافتًا إلى أن العديد من اللقاءات والاتفاقات قد جرت بين الجانبين المصري والتركي في هذا الشأن، منوِّهًا إلى أن الأمر بحاجة إلى مزيدٍ من التسهيلات من قِبل الجانب المصري، للتسريع من وتيرة التنفيذ، لاسيَّما مع وجود مستقبل مشرق للدولة المصرية في هذا القطاع إقليمياً. ومن جانبه، أوضح رجل الاعمال المصري أ/محمد قاسم، أنه على استعداد للتعاون مع رجال الأعمال الأتراك في هذا المجال، مقترحاً إقامة هذا التعاون في المنطقة الصناعية “بولاريس باركس” بمدينة السادس من أكتوبر.
- وبشأن التعاون بين البلدين في مجال السياحة، أوضح السفير التركي أنه في إطار استئناف العلاقات بين البلدين، يمكن نقل الخبرات التركية إلى مصر في هذا الشأن، مشيراً إلى أن تركيا طورت قطاع الخدمة في هذا المجال، كما أنها عملت بشكل مكثف على الترويج لإرثها التاريخي والثقافي. وبالمثل، يمكن للدولة المصرية مضاعفة جهودها من أجل الترويج لكافة معالمها التاريخية والسياحية والدينية المتنوعة المنتشرة في أرجائها. وأضاف أنه من المهم أن تعمل مصر على تخفيف القيود بشأن تأشيرة الدخول، بالإضافة إلى العمل على توفير مزيد من الرحلات المنتظمة والمباشرة إلى مصر لخدمة السياحة، كما الاستثمار.
- وفيما يتعلق بالرؤية التركية إزاء قضايا المنطقة وتطوراتها، أشار الضيف إلى أنها تتفق مع الجانب المصري على ضرورة السعي إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وتحقيق الفائدة لكافة الأطراف. وأوضح أنه من الضروري العمل على ضمان وحدة الجماهيرية الليبية والسودان والصومال؛ من أجل مصلحة هذه الدول ودول الجوار، مضيفاً أن مصر وتركيا فاعلان مهمان في هذه الصراعات ومعنيان بوحدة هذه البلدان، على خلاف الفواعل الدولية الأخرى. واتصالاً بليبيا، أكد السفير/ محمد النقلي أهمية تعزيز التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين البلدين بشأن ليبيا، مقترحاً إمكانية تشجيع رجال الأعمال الأتراك في مصر على إعادة بناء البنية التحتية في مدينة درنة الليبية.
- هذا، وردًا على تساؤل بشأن الدعم التركي لعبد الحميد الدبيبة، أوضح الضيف أن ذلك ليس من منطلق دعم الانقسام في ليبيا؛ مؤكدًا سعي بلاده إلى استعادة الدولة الليبية الموحدة، مضيفًا أن لتركيا تواصلاً مماثلاً مع خليفة حفتر والبرلمان الليبي، ولكن هناك انقسام بالفعل حول الشرعية في ليبيا.
- وبشأن منتدى غاز شرق المتوسط، أوضح أن الموقف التركي لا يسعى لإيجاد خلافات في هذا الصدد، كما أنه لا يوجد نزاع بين مصر وتركيا ارتباطًا بذلك، فتركيا على علم بخلاف مصر الدائم – فقط – مع إسرائيل.
- وارتباطًا بروسيا وبعلاقات تركيا معها، بيَّن الضيف إلى أنها دولة مهمة لتركيا، ولا غنى عنها، فدائمًا ما تحتوي السياسة الخارجية التركية على محور للعلاقات مع روسيا، كما أن تركيا تستورد الغاز الطبيعي من روسيا، وهو بمثابة أمر حيوي لها. وعلى الرغم من ذلك، فلم تؤيد تركيا غزو روسيا لأوكرانيا – وفق تعبير السفير – احترامًا للقانون الدولي ومبدأ السيادة، ولكن أنقرة ليست مع المواجهة التي انتهجها الغرب ضد موسكو، إذ إنها ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمر. وأضاف أن أوكرانيا الآن تنزف، فيما لم تُستنزَف روسيا كما كان متوقعاً. وتعليقاً على العلاقات التركية / الروسية، تساءل السفير/ أيمن مشرفة عن مدى احتمالية وقوع خلافات بين كلا البلدين فيما يتعلق بالثقافة، ليجيب الضيف بأن لروسيا تأثيرًا ثقافيًا وصل إلى منطقة آسيا الوسطى خلال حقبة الاتحاد السوفيتي. وبعد انهيار الأخير واستقلال العديد من دوله، تمكَّنت هذه الدول من الاحتفاظ بثقافتها الخاصة، وأصبح هناك قبول روسي لذلك، طالما لا يتم منافستها في مناطق مصالحها، كما أن موسكو تتحلَّى بالحكمة في مناطق آسيا الوسطى والقوقاز، بمعنى أنها لا تسعى إلى فرض هيمنتها على تلك المناطق بما يهدد مصالح الدول الأخرى، ويُنشِئ الخلافات.
- فيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أشار الضيف إلى أن الموقف التركي هو ذاته الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية، مع تفهم محاولات مصر الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد بالتوازي مع استخدام المواجهة – في حال الحاجة – والطرق الدبلوماسية المختلفة بشأن القضية. واصفًا الوضع الراهن بأنه “مُزرٍ” وآخذ في التفاقم على كافة الأصعدة، وهو الأمر الذي أفضى للعديد من التبعات التي تمثلت في التصعيد من جانب وكلاء إيران في لبنان وسوريا واليمن على سبيل المثال، ليتطرَّق إلى الحديث باستفاضة عن دور إيران التخريبي في سوريا، فضلاً عن إرسالها الميليشيات إلى هناك. وعلى الرغم من رفض تركيا للسياسات الإيرانية، إلا أنها تدين استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في سوريا.
- وفيما يتعلق بالموقف من حماس، أوضح السفير التركي أن حماس لها جذورها في المجتمع الفلسطيني، وهي بمثابة أمر واقع وهام للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي المحتلة من أيدي الاحتلال الإسرائيلي. مضيفاً أن مصر أيضاً لديها علاقات مع حماس وتستقبل إسماعيل هنية. في سياقٍ متصل، أشاد بالجهود المصرية من أجل تسهيل عودة الأتراك الموجودين بغزة إلى تركيا، متمنيًا النجاح لمصر في مساعيها الرامية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، معربًا عن أسفه للاستخدام الأمريكي – المتوقع – لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن على مشروع القرار العربي المعنِي بالاعتراف بفلسطين كدولة ذات عضوية كاملة لدى الأمم المتحدة. وردًا على تساؤل حول مدى صحة ما يُقال بأن هناك خطة لاستبدال قطر بتركيا كحاضنة لحماس، أجاب الضيف بأن بلاده تستبعد ذلك وفقًا لمعلوماته. وفي سياقٍ متصل بتطورات الأوضاع في فلسطين، أشار د. صادق عبد العال إلى أهمية التعاون في المجال الإنساني ومجال الصحة بشأن أطفال غزة، والعمل على بحث إمكانية تعزيز هذا التعاون بين المجلس ومنظمات المجتمع المدني المناظرة لها في تركيا. الأمر الذي رحَّب به السفير التركي، رغم إشارته على أن هذا المقترح ربما تواجهه بعض التحديات القانونية والأمنية.
- وتعليقًا على موقف بلاده من قطر، أوضح الضيف أنها دولة تتمتع بالذكاء في التعامل مع المجتمع الدولي، كما أن لها أدوارًا فعالة على المستوى الدولي.
- من جهةٍ أخرى، وردًا على تساؤل بشأن علاقة تركيا بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أكد السفير التركي أنها علاقة متوازنة، تحقق المصالح لأطرافها، موضحاً أن تركيا بإمكانها تمثيل العالم الإسلامي ورؤيته في الحلف، مضيفًا أنها ماضية في الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، حيث تم الانتهاء مما يقرب من أربعة عشر فصلاً من الفصول اللازمة لإكمال عملية انضمامها إلى الاتحاد، وإنْ كانت هذه العملية تسير بوتيرة أبطا من السابق. وأوضح أن بلاده تهتم بهذه العضوية من أجل الاستفادة من التكامل الاقتصادي والنظام الجمركي الذي يتمتع به الاتحاد.
- وردًا على تساؤل بشأن مدى قدرة تركيا للعب دور في مسألة السد الإثيوبي ودعم الموقف المصري في هذا الشأن، من خلال التأثير على إثيوبيا، أوضح الضيف أن تركيا لديها علاقات جيدة مع إثيوبيا، ولكنه قد يكون غيرُ يسيرٍ التأثير على أديس أبابا في هذا الشأن؛ حيث أن تركيا في نفس موقع إثيوبيا كدولة منبع، في إشارة إلى الوضع بين تركيا والعراق بشأن سد “إليسو” المقام على نهر دجلة.
- هذا وقد اقترح بعض المشاركين على السفير التركي أن تُدرِج تركيا اللغة العربية في المراحل التعليمية – على سبيل المثال – كلغة إضافية، بما يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي. وبدوره، أوضح الضيف أنه سيتم النظر في ذلك نظراً لوجود تداخل بين اللغتين حيث توجد مصطلحات عربية ذات معنى مختلف في اللغة التركية، ولكن لا خلاف على أن اللغة العربية هي لغة القرآن وأن الإسلام دين الدولة التركية.
- وفي الختام، قدم السيد رئيس المجلس الشكر إلى السفير التركي على عرضه الشامل ومناقشاته المثمرة، معبراً عن استعداد المجلس لاستقبال المسئولين الأتراك الذين بصدد القدوم إلى مصر في أي وقت. ومن جانبه، قدم السفير التركي الشكر للمجلس والأعضاء المشاركين على استقبالهم له، داعياً المجلس إلى حفل عشاء سيقيمه في مكان إقامته في شهر يونيو القادم، وسيوافي المجلس بكافة التفاصيل لاحقاً.