بيان المجلس المصري للشئون الخارجية لإدانة القصف الإسرائيلي على مدرسة التابعين
أغسطس 11, 2024ينعى المجلس المصري للشئون الخارجية السيد السفير الدكتور/ نبيل العربي
أغسطس 28, 2024اختارت كامالا هاريس المرشحة للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، تيم والز (Tim Walz)، حاكم ولاية مينيسوتا، ليكون نائبها في الانتخابات الرئاسية القادمة، بينما اختار دونالد ترامب المرشح الجمهوري جيمس ديفيد فانس James David “J.D.” Vance، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، ليكون نائباً له في هذه الانتخابات.
وبوسع المراقب لتطورات السباق الانتخابي الأمريكي ملاحظة أن الأداء الضعيف للرئيس جون بايدن في المناظرة التي جرت بينه وبين المرشح الجمهوري في 28 يونيو الماضي، أثار قلقاً واسع النطاق داخل الحزب الديمقراطي، مما قاد في النهاية إلى انسحاب بايدن من السباق لصالح نائبته. كما يلاحظ أيضاً حالة الاستقطاب السياسي الشديد داخل المجتمع الأمريكي، وحدة الانتقادات التي يوجهها المرشحان للرئاسة، كل تجاه الأخر، خاصة خطاب المرشح الجمهوري الذي استخدم لغة قوية وصفت بـــ “العنصرية”، حيث اعتبرها بعض المحللين الأمريكيين جزءاً من العنف السياسي المتصاعد في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، والذي كان من مظاهره الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 لوقف التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وقبله إطلاق النار على عضو الكونجرس الجمهوري “ستيف سكاليز” أثناء مباراة بيسبول بالكونجرس عام 2017، وارتفاع التهديدات ضد القضاة الفيدراليون، وصولاً إلى محاولة اغتيال المرشح الجمهوري في يوليو الماضي.
وتثير التطورات عاليه التساؤل، حول ما إذا كان بوسع نائب الرئيس في السباق الرئاسي إحداث الفارق لصالح المرشح الرئاسي وزيادة حظوظه في الفوز بالسباق في نهاية المطاف.
إن الإجابة على هذا التساؤل، تستوجب (أولاً) التعرف على وضعية منصب نائب الرئيس في النظام الدستوري الأمريكي ودوره في الحياة السياسية، و (ثانياً) دور نائب الرئيس في دعم فرص انتخاب الرئيس القادم، وذلك على التفصيل التالي:
أولاً: نائب الرئيس في النظام الدستوري الأمريكي ودوره في الحياة السياسية الأمريكية:
وفقاً للدستور الأمريكي (المادة 2) وتعديلاته، يعد نائب الرئيس الأمريكي ثاني أعلى منصب في الحكومة الأمريكية بعد الرئيس، ويجري انتخابه بصورة غير مباشرة لأربع سنوات، جنباً إلى جنب مع الرئيس. ووفقاً للتعديل الخامس والعشرون على الدستور الأمريكي، يمكن للرئيس أن يعين نائب الرئيس في حال كان منصب الأخير شاغراً، شريطة موافقة أغلبية أعضاء الكونجرس بمجلسيه. وقد تم تطبيق هذا التعديل من قبل كل من ريتشارد نيكسون، الذي عين جيرالد فورد نائباً له عام 1973، ثم فورد نفسه، الذي صار رئيساً في العام التالي واختار نيلسون روكفلر نائباً له.
ويشمل دور نائب الرئيس عدة مهام دستورية وسياسية هامة:
- فهو الشخص الأول في خط خلافة الرئيس، حيث يصعد إلى الرئاسة عند وفاة الرئيس أو عجزه أو استقالته أو إقالته. وتشير السوابق إلى أن خمسة عشر نائباً للرئيس، وصلوا في وقت لاحق إلى سدة الرئاسة، ستة منهم عن طريق الانتخابات، وثمانية تولوا الرئاسة بعد وفاة أسلافهم، وواحد فقط وصل إلى الرئاسة بعد استقالة رئيسه.
- يعتبر نائب الرئيس، رئيس مجلس الشيوخ، ويحق له التصويت في حال تعادل الأصوات. كما يتولى رئاسة الجلسات المشتركة لمجلسي الكونجرس.
- وفقاً لتحليلات أمريكية موثقة، خاصة الدراسة التي أعدها “جوناثان ماسترز” بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في 8 فبراير 2024 تحت عنوان “نائب الرئيس الأمريكي والسياسة الخارجية”، ظل دور نائب الرئيس الأمريكي محصوراً تقريباً في دوره كرئيس لمجلس الشيوخ وكسر التعادل في التصويت في بعض الأحيان، وذلك حتى منتصف القرن العشرين عندما طرأت بعض المتغيرات، أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، التي ساهمت في توجيه منصب نائب الرئيس نحو قلب السلطة التنفيذية، حيث يتموضع المنصب اليوم. وتتمثل أهم هذه المتغيرات في الاتي:
- إن المرشحون للرئاسة أنفسهم، وليس قادة الحزب، هم من بدأوا أخذ زمام المبادرة في اختيار زملائهم لمنصب النائب. ويشار في ذلك إلى أن الرئيس فرانكلين روزفلت، الذي كان يقوم بحملته الانتخابية لولاية ثالثة، هدد بالانسحاب من السباق في عام 1940، إذا لم يقم حزبه بترشيح “هنري والاس”، الذي اختاره روزفلت، كنائب له. وقد أشرك روزفلت والاس في التخطيط للحرب وأرسله في رحلات دبلوماسية مهمة.
- جاء التطور الثاني في تعزيز دور نائب الرئيس في ضمه لعضوية مجلس الأمن القومي، عندما وقع الرئيس ترومان تشريعاً في هذا الشأن عام 1949، ليصبح نائبه البين باركلي عضواً في المجلس الجديد آنذاك. وواصل دوايت ايزنهاور تمكين نائب الرئيس، في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، حيث طلب من نائبه ريتشارد نيكسون (1953 – 1961) أن يتولى رئاسة اجتماعات مجلس الوزراء ومجلس الأمن القومي عندما أصيب بالمرض عدة مرات. وسافر نيكسون كثيراً كأحد مبعوثي ايزنهاور. وفي عام 1953 قام بجولة التقى خلالها بقادة أكثر من اثنتي عشرة دولة في آسيا والشرق الأوسط، كما زار موسكو عام 1959.
- تولى نواب الرئيس، الذين تولوا بعد نيكسون – وهم كل من ليندون جونسون، هيوبرت همفري، سبيرو اغنيو، جيرالد فورد، نيلسون روكفلر – مهاماً تنفيذية، حيث سافروا كمبعوثين رئاسيين وترأسوا مختلف فرق العمل واللجان ومجلس الأمن القومي.
- أما التطور الأهم، وربما نقطة التحول في دور نائب الرئيس، فيرجع الفضل فيها إلى الإصلاحات الواسعة التي أجراها جيمي كارتر ونائبه والترمونديل (1977 – 1981) في صلاحيات المنصب في أواخر السبعينات. فقد اتفق الرجلين في وقت مبكر على جعل نائب الرئيس شريكاً كاملاً في الإدارة. وشجع أداء مونديل القوي في أول مناظرة لمنصب نائب الرئيس على الإطلاق، ضد بوب دول، نائب الرئيس فورد، هذا المشروع. ودعت الرؤية المشتركة لكارتر ونائبه إلى زيادة نفوذ الثاني وسلطته لكي يتمكن من العمل كواحد من كبار المستشارين والمحللين والمبعوثين لكارتر.
وفي هذا السياق، منح كارتر نائبه العديد من الامتيازات، بما في ذلك الوصول غير المقيد إلى إحاطات الاستخبارات، والاجتماعات المنتظمة، ووجبة غذاء أسبوعية خاصة، ومكتب في الجناح الغربي. كما دعا مونديل إلى وجبات الإفطار الخاصة بالسياسة الخارجية يوم الجمعة مع مستشار الأمن القومي ووزيري الخارجية والدفاع.
وكان مونديل قادراً على أن يكون له دور توجيهي في عدد من ملفات السياسة الخارجية لإدارة كارتر على مدار فترة ولايته. وعلى سبيل المثال، في عام 1977، حث حكومة فورستر في جنوب إفريقيا على ضرورة إنهاء الفصل العنصري. وفي عام 1978، لعب دوراً مركزيا في تسهيل التوصل إلى اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وفي عام 1979، حشد الأمم المتحدة للمساعدة في إعادة توطين اللاجئين في الهند الصينية.
ومنذ إدارة كارتر / مونديل، لعب نواب الرئيس أدواراً مماثلة بدءاً من جورج بوش الأب (1981 – 1989) الذي عمل نائباً لريجان، وحتى كامالا هاريس نائب الرئيس بايدن. وواصل بايدن ممارسة أسلافه من خلال جعل نائبه هاريس عضواً بارزاً في فريق الأمن القومي الخاص به، كما أدرجها في إحاطاته اليومية السرية للغاية واستشارها بشأن تحديات السياسة الخارجية الرئيسية، مثل دور الصين في بحر الصين الجنوبي، والدور الإيراني في الشرق الأوسط، والنفوذ الصيني والروسي المتزايد في إفريقيا. وقد قامت هاريس بأكثر من اثنتي عشرة رحلة دولية للتحدث مع القادة الأجانب في محاولة لتعزيز التحالفات الأمريكية المهمة. هذا بجانب توليها ملف الأطفال المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ثانياً: دور نائب الرئيس في دعم فرص انتخابات الرئيس القادم:
في ضوء ما تقدم، يمكن القول بأن نائب الرئيس يمكن أن يلعب دوراً مهماً في دعم فرص انتخاب الرئيس القادم من خلال الجوانب التالية:
- تعزيز الحملة الانتخابية:
من خلال دوره البارز في الحملة الانتخابية وتفاعله مع الناخبين، يمكن لنائب الرئيس أن يدعم مرشح الحزب لمنصب الرئيس. وعلى سبيل المثال، ووفقاً لتقارير إعلامية، أعلنت حملة هاريس أنها جمعت 36 مليون دولار في 24 ساعة بعد الإعلان عن اختيار والز لمنصب نائب الرئيس. وجذبت التجمعات الانتخابية التي جمعت الاثنين في “أوكلير” بولاية ويسكونسن في 7 أغسطس الجاري أكثر من 27 الف شخص. ويري الديمقراطيون أن ولايتي ويسكونسن وميشجان من الولايات التي يجب الفوز بها في انتخابات 2024، وأنهما أصبحتا تشكلان أهمية كبيرة للحزب منذ ساعدت هزيمة هيلاري كلينتون غير المتوقعة فيهما في حسم فوز ترامب في 2016.
أما المرشح الجمهوري فانس، فقد أشارت تقارير عديدة إلى أن اختياره كان مثاراً لجدل. فقد قال ترامب عن نائبه المرشح – في إعلان ترشحه عبر منصة “Truth” للتواصل الاجتماعي – أن هذا الاختيار “جرى بعد مداولات وتفكير مطول”. وقد أشارت التقارير إلى أن عملية اختيار ترامب لنائبه جاءت من قائمة طويلة ضمت ما لا يقل عن إثنى عشر شخصاً.
من ناحية أخرى، ونقلاً عن العديد من المانحين لترامب، أشارت تقارير إلى أن هؤلاء يشعرون بخيبة أمل إزاء اختيار ترامب فانس، كما ذكر مانحاً أخر، وهو رجل الأعمال في مجال النفط “دان ايبرهارت”، أن الاختيار علامة على ثقة ترامب في حملته ضد بايدن، “ويثبت أن ترامب لا يشعر بأنه بحاجه إلى نائبه لإيصال رسالة إلى أي فئة سكانية أو ولاية محددة، وأنه واثق من أنه حسم السباق”.
2– توسيع قاعدة الدعم:
يمكن لنائب الرئيس أن يجذب فئات معينة من الناخبين أو المناطق الجغرافية التي قد تكون أقل دعماً للرئيس، مما يساهم في توسيع قاعدة الدعم الانتخابي. وعلى سبيل المثال، تشير تحليلات أمريكية إلى أن اختيار والز، وهو من قدامي المحاربين في الحرس الوطني ومعلم سابق، يضيف توازناً جغرافياً إلى حملة هاريس، التي تأتي من ولاية كاليفورنيا وتحتاج لحضور قوي في الغرب الأوسط للفوز في انتخابات الخامس من نوفمبر القادم. وتضيف التحليلات أن لدي والز، كعضو سابق في الكونجرس فاز بالانتخابات في منطقة ذات ميول جمهورية، سجل في جذب الناخبين البيض الريفيين الذين تحولوا بشكل متزايد إلى دونالد ترامب.
من ناحية أخري، أشار بعض المعلقين السياسيين إلى أن نشأة والز في بلدة صغيرة في نبراسكا، تمنحه مزايا ريفية من شأنها أن تساعد الناخبين الذين ابتعدوا عن الديمقراطيين في السنوات الأخيرة، كما وأن هاريس باعتبارها أول امرأة ملونة يرشحها حزب كبير، اختارت رجلاً أبيض يحقق التوازن في القائمة.
وفضلاً عن ذلك، وفي ضوء موقف والز المتوازن نسبياً تجاه العلاقات مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، وهو ما يستفاد من تصريحات علنية ومواقف خلال وجوده في الكونجرس، يمكنه مساعدة هاريس في احتواء غضب جزء كبير من السكان العرب والمسلمين الأمريكيين في بعض الولايات مثل ميشجان بسبب دعم إدارة باين لإسرائيل في حربها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وكان بايدن قد تغلب على ترامب في كل من ويسكونسن وميشجان في انتخابات عام 2020، إلا أن استطلاعات للرأي جرت مؤخراً أظهرت أن بايدن ينتظر منافسة صعبة خاصة في ظل الانقسام الواضح بين الديمقراطيين حول القضية الفلسطينية. وقد ظهر ذلك في مقاطعة مجموعة من المحتجين المناصرين للفلسطينيين على خطاب هاريس لفترة وجيزة في ديترويت، مرددين هتافات: ” كامالا.. كامالا، لا يمكنك الاختباء.. لن نصوت لصالح الإبادة الجماعية”.
وفيما يتعلق باختيار فانس، أشارت تقديرات إلى أنه قد يساعد في تعزيز الإقبال على التصويت لصالح ترامب، خاصة في بعض الولايات الحاسمة. إذ يتمتع فانس بشعبية كبيرة ورسالته مناسبة تماماً للولايات التي تضم أعداداً كبيرة من السكان البيض من الطبقة العاملة، والتي عانت من تراجع الصناعة.
ومع ذلك لا ترجح هذه التقديرات نجاح فانس في استقطاب العديد من الناخبين الجدد إلى صف ترامب، بل وربما ينفّر بعض المعتدلين، خاصة بعد أن طالب بعض أنصار ترامب باختيار إمرأة أو شخص من ذوي البشرة الملونة ليكون نائبه، لتوسيع تحالف يميل نحو الرجال البيض.
من ناحية أخرى، أفادت تقارير إعلامية (رويترز) نقلاً عن مانحين لحملة ترامب، أن خطاب فانس المناهض للشركات ومعارضته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا، أثار قلق بعضهم، حيث شعروا بخيبة أمل عقب اختيار فانس، وأن العديد من المساهمين في الحملة كانوا يأملون في وجود مرشح صديق للأعمال التجارية من شأنه أن يوسع الخريطة الانتخابية. بل أن أحد رجال الأعمال المتبرعين لترامب، والذي كان ينتظر اختيار ترامب لمنصب نائب الرئيس لاتخاذ قرار التبرع، قال: “من بين كل الخيارات التي كانت أمامه، اعتقد أنه اختار الأسوأ”. وأضاف، مستشهداً بموقف فانس بشأن أوكرانيا،: “سوف يضر فانس ترامب أكثر مما يساعده. الأن لن أتبرع بالتأكيد”.
3– الخبرة السياسية:
ارتباطاً بما تقدم، من شأن تمتع نائب الرئيس بخبرة سياسية واسعة، أن يعزز من مصداقية الحملة الانتخابية ويزيد من ثقة الناخبين في قدرة الإدارة على تحقيق أهداف السياسة الخارجية. وقد سبقت الإشارة إلى التحولات التي جرت على دور نائب الرئيس في مجال السياسة الخارجية، وكيف أصبح شخصية رئيسية في عمليات صنع وتنفيذ قرارات هذه السياسة.
في السياق عاليه، يمكن القول، من واقع المعلومات المتاحة، أن تيم والز يتمتع بخبرة سياسية لا بأس بها، حيث سافر إلى سوريا وإسرائيل خلال وجوده في الكونجرس، وأعرب عن معارضته لحرب العراق وضرورة سحب القوات الأمريكية منها في غضون تسعين يوماً. كذلك سعي والز لمعالجة الانقسام بشأن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحزب الديمقراطي بصفته حاكم ولاية مينيسوتا. وكثيراً ما دعا والز إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين، وتبني حل الدولتين. وعلى حين أشاد والز بزيارة بايدن لإسرائيل في أكتوبر الماضي ودعمه الكامل لإسرائيل، قال – في منشور على موقع X عند عودة بايدن – : ” الغالبية العظمي من الفلسطينيين ليسوا من حماس، وحماس لا تمثل الشعب الفلسطيني”.
وبصفة عامة، تبدو التوجهات السياسية لفالز متماشية مع التيار الغالب في الحزب الديمقراطي، والتي تعبر عنه هاريس، بما في ذلك دعم الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، والذي انسحبت من إدارة ترامب.
أما بالنسبة لنائب الرئيس المرشح من قبل ترامب، تشير التقديرات إلى أنه تحول من ناقد صريح لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016 وبعدها، إلى حد وصفه بأنه “أحمق” و “هتلر أمريكا”، إلى داعم قوي له خلال حملته الانتخابية في عام 2020. وفي أكتوبر 2021 كرر فانس مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات، قائلاً إن ترامب خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بسبب تزوير واسع النطاق. وفي 30 يونيو الماضي، قال فانس: “اعتقد أن الرئيس لدية سلطة عفو واسعة، ولكن “الأهم من ذلك، اعتقد أن الرئيس لدية حصانة”.
ونقلاً عن ما اسمته بمصدر مطلع في حملة ترامب، ذكرت رويترز أن بعض كبار مستشاري الحملة كانوا متحيزين لاختيار ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ، لتمتعه بخبرة سياسية كبيرة، بجانب إمكانية أن يساعد في تعزيز دعم ترامب بين اللاتينيين.
والواقع أنه بحكم اتفاق فانس بشكل كبير مع الأيديولوجية السياسية لترامب، وتماثل وجهات نظرهما بشأن التجارة والهجرة والسياسة الخارجية، بما في ذلك انتقاده للدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا، فإنه من غير المرجح أي يمثل إي إضافة لترامب في مجال الخبرة السياسية.
4 – الاستمرارية والاستقرار:
مما لا شك فيه أن وجود نائب رئيس قوي وموثوق به، يمكن أن يعزز من شعور الناخبين بالاستقرار والاستمرارية في السياسات والإدارة. وفي هذا السياق، على حين تشير السيرة الذاتية لوالز إلى نوع من التوازن والاستمرارية في المواقف المختلفة داخلياً وخارجياً، يلاحظ التغير في مواقف فانس، كما سبقت الإشارة. ويقدر بعض المراقبين أن صعود فانس مؤخراً هو أمر غير معتاد في السياسة الأمريكية، وأن هذا الصعود جاء بعد عام 2016 عندما كتب كتاب بعنوان “مرثية ريفية”، عرض فيه للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مسقط رأسه والسعي إلى تفسير شعبية ترامب بين الأمريكيين البيض الفقراء.
وختاماً، فإنه في ظل الوضعية المتميزة لمنصبه في النظام الدستوري والتطور الكبير الذي طرأ على دوره في الحياة السياسية الأمريكية، يمكن لنائب الرئيس أن يلعب دوراً هاماً في دعم فرص انتخاب الرئيس القادم، من خلال تعزيز الحملة الانتخابية وتوسيع قاعدة الدعم والخبرة السياسية وضمان الاستمرارية والاستقرار.
وقد يكون المرشح الديمقراطي الأقرب للعب الدور الداعم لفرص المرشح الرئاسي، بالمقارنة بنظيره الجمهوري الذي تجمع التقديرات على أنه “نسخة” من المرشح الرئاسي، وبالتالي لن يشكل إضافة لفرصه. ومما يعزز هذا النظر، استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً والتي تظهر أن هاريس تجاوزت التقدم الذي حققه ترامب خلال الأسابيع المتعثرة لحملة بايدن، وتراجع حظوظه منذ المناظرة مع ترامب في يونيو الماضي. كذلك اكتسبت حملة هاريس زخماً واضحاً مع تضاعف التبرعات بعد إعلان ترشح والز نائباً للرئيس.
نشر المقال في جريدة مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بتاريخ 14 أغسطس 2024 ، ورابط: