فى حوار مائدة مستديرة فى 6 يونيو 2021؛ لبحث الفرص المتاحة حول كيفية دعم المجلس المصرى للشئون الخارجية لحقوق الشعب الفلسطينى، بالتعاون مع مراكز الفكر المماثلة، أشار المشاركون إلى إمكانية اتخاذ المجلس مبادرة فى هذا الصدد.

وحول المبادىء العامة للمبادرة، أكَّد المشاركون أهمية أن تتجنّب طرح أى حلول أو سيناريوهات للقضية، وتبنّى خط متوازن؛ مع توجيهها بشكلٍ رئيسى إلى المجتمع المدنى فى كافة دول العالم؛ حتى يمكنه الضغط على الجهات ذات الصلة لابتكار حلول والتعجيل بحل القضية؛ فيما يتم فى ذات الوقت تجنب أية إجراءات بيروقراطية من شأنها التأثير سلباً على روح المبادرة أو الحد من فعاليتها وانتشارها.

ورجَّح المشاركون- فى هذا الصدد- أن يكون الانضمام للمبادرة بشكلٍ فردى وليس جماعى؛ بمعنى أن يكون كل شخص راغب فى دعمها هو المنضم إليها بشخصه، حتى لو كانت مؤسسته راغبة فى ذلك. كما تم التأكيد على عدم تركيز التعاون بشكلٍ حصرى أو بارز مع الجاليات العربية فى البلدان المختلفة؛ ذلك أنه بالرغم من دورها النشط فى هذا الصدد- والذى تبيَّن أيام الحرب الأخيرة على غزة من تعريفٍ بحقوق الفلسطينيين وكشفٍ لانتهاكات إسرائيل- إلا أن التعاون مع بعضها قد يأتى بصورة سلبية؛ لاسيَّما إذا كانت هناك خصومة بينها وبين سلطات ومجتمعات البلاد التى تتواجد بها، وهذا جلىٌ فى عددٍ من البلدان الأوروبية. ومن المتوقَّع أن تعوِّض الصفة الحيادية للمبادرة هذا الجانب، عبر جذبها الأشخاص المحبين للسلام فقط، لدعم “الحقوق” الفلسطينية، دون أية تحفظاتٍ عنصرية أو عرقية أو دينية… إلخ.

وتتمثل المرحلة الأولى للمبادرة فى إعداد بيان مبدئى يحوى محاور القضية وثوابتها القانونية والسياسية، وفقاً لمقررات الأمم المتحدة بما فى ذلك إشارات موجزة لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والتى لا جدال فيها؛ مع محاولة ربط الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بالفشل الدولى فى تفعيل القرارات الدولية السابقة ذات الصلة؛ لاستنهاض الضمير العالمى، والحث على ضرورة الحل غير المؤجل للقضية الفلسطينية.

وتم تكليف الأعضاء المشاركين بوضع العناصر الأساسية للبيان المبدئى، واتُفِق على التنسيق المستمر بينهم لاستعراض الآليات التى يمكن تفعيلها فى هذا الصدد، ومعاودة الاجتماع فى وقتٍ لاحق.

كما تم الاتفاق على أن يتم توجيه هذا البيان بصورته النهائية إلى: جميع محبِّى السلام والعدالة، ومراكز الفكر المعروفة بمواقفها المتوازنة تجاه القضية الفلسطينية، بما فى ذلك المنظمات الحقوقية والحركات ذات الصلة (مثل حركة مقاطعة إسرائيل BDS)، وكذا الشخصيات البارزة المهتمة بهذه القضية (مثل: نعوم تشومسكى – بيرنى ساندرز – إلهان عمر – رشيدة طالب… إلخ)، مع إيلاء الاهتمام إلى المعنيين بالصراع من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، والعمل على حشد رموز- من بينهم- لضمان نجاح المبادرة.

وقد  ضمَّ الحوار عدداً من أعضاء المجلس ومن غير أعضائه، بمن فيهم السفير الفلسطينى الأسبق لدى مصر/ بركات الفرَّا.

وجاء الحوار، وفقاً لما استهله به السفير/ عزت سعد، مدير المجلس، فى ضوء ما عبَّر عنه بعض الأعضاء، وأيضاً السفير/ عبد الرؤوف الريدى الرئيس الشرفى للمجلس، من أهمية استغلال ما كشفت عنه الحرب، التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة فيما بين 10 و21 مايو الماضى، من تعاطف دولى واسع مع الشعب الفلسطينى وقضيته المشروعة، والزخم العالمى الحاصل فى هذا الصدد؛ لاسيَّما فى ظل الحراك الداخلى الذى شهدته إسرائيل، وكذا الولايات المتحدة، لصالح قضية الشعب الفلسطينى؛ بما يمكِّن المجلس من بحث آليات التفاعل مع الجهات والهيئات الإقليمية والدولية المُندِّدة بالاعتداءات الإسرائيلية، والمُطالِبة بوضع نهاية للاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين.