بتاريخ 23 يناير 2024، زار المجلس، بناء على طلبه، عضو البرلمان الاتحادي الألماني(البوندستاج) (حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي)، ألكساندر رضوان (من أصول مصرية)، وبرفقته السفير الألماني، فرانك هارتمان، ودبلوماسية من السفارة الألمانية، وذلك بهدف التعرف على آخر التطورات في الشرق الأوسط و موقف الدولة المصرية وتطورات القضية الفلسطينية. و حضر اللقاء كل من رئيس ومدير المجلس، السفير محمد العرابي، و السفير د.عزت سعد.

تناول اللقاء ما يلي بصفة خاصة:

1- اهتم عضو البوندستاج بالتعرف على رؤية المجلس فيما يتعلق بالتطورات الجارية ارتباطاً بالحرب في غزة، مشيراً إلى أنهم يدركون أن سياسة ألمانيا ارتباطاً بهذه الحرب لا تلقى ارتياح الرأي العام في العالم العربي، وإن كانت هذه السياسة شهدت بعض التطورات الإيجابية. وأضاف الضيف في هذا السياق، أن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية لمصر مؤخراً وتفقدها الأوضاع في معبر رفح، بجانب تأكيدها على حل الدولتين وضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية لأبناء القطاع، هي كلها تطورات إيجابية في الموقف الألماني. وأضاف أنهم مع ذلك يتفهمون توصيف الموقف الألماني من القضية الفلسطينية بازدواجية المعايير في ضوء موقفها القوي من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. واستطرد فذكر أنه في كل الأحوال هناك مناقشات في ألمانيا من أجل فهم أفضل لوجهة النظر الفلسطينية وهو ما لم يكن موجوداً من قبل.

2- عرض رئيس ومدير المجلس التحديات التي تواجه مصر فى المرحلة الحالية، حيث تم الإشارة إلى تطورات الحرب الأهلية في السودان والأوضاع في ليبيا والدور المصري ارتباطاً بالمجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة وأيضاً في الضفة الغربية المحتلة، سواء فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أو جهود الوساطة لتحقيق هدنة إنسانية أو تبادل رهائن.

3- تطرق اللقاء إلى المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار أو فرض هدنة إنسانية، وكذلك دور الاتحاد الأوروبي في الصراع. و في هذا الصدد، اتفق على أنه بالنظر إلى أن عام 2024 هو عام الانتخابات الأمريكية فإنه سيكون من الصعب ممارسة أي ضغوط أمريكية على إسرائيل لوقف الحرب أو التخلي عن مواقف حكومتها سواء فيما يتعلق بعودة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع أو الموقف من السلطة الوطنية الفلسطينية أو حل الدولتين. و في هذا السياق، طالب المجلس بإحياء دور الرباعية الأوروبية (رباعية ميونخ) و أهمية أن يُبلور الاتحاد الأوروبي رؤية عادلة ومنصفة فيما يتعلق بحل هذا الصراع الذي سيظل جوهر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. و قد رد الضيف الألماني بعرض المساعدات المقدمة من برلين للفلسطينيين.

4- اقترح الجانب الألماني أن يكون هناك تعاون مشترك بين كل من مصر والأردن وقطر مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن من أجل حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين التي تستهدف السفن التي وجهتها إسرائيل، ولكن تم توضيح أن ذلك سيكون بمثابة دعم لإسرائيل. في توضيح بأن إيران أيضاً لديها من المصالح التي تجعلها تأخذ هذا الموقف الداعم للحوثيين. و الإشارة إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني في  الدوحة بأن الحرب في المنطقة تتسع.

5- اهتم الضيف الألماني بالتعرف على تطورات العلاقات المصرية الصينية، والمصرية الروسية، حيث تم التأكيد على حيوية واستراتيجية هذه  العلاقات، إلا أن ذلك لن يكون على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية و الشركاء الغربيين و التي تمثل أهمية حيوية لمصر أيضاً.

وقد تم التأكيد في هذا السياق على أن من شأن تبني سياسة غربية عادلة تجاه القضية الفلسطينية سوف يعيد المصداقية لهذه السياسة التي تآكلت بشدة في السنوات الآخيرة.