زيارة الوفد الباكستاني للمجلس
مارس 6, 2018حلقة نقاشية حول مؤتمر ميونخ لسياسات الأمن
مارس 12, 2018بتاريخ 11 مارس2018، استقبل المجلس السفير Stephane Romatet سفير فرنسا بالقاهرة للحديث عن العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق المصري الفرنسي في كافة الرؤى والقضايا ذات الإهتمام المشترك، بحضور رئيس ومدير المجلس وعدد من الأعضاء.
-
أولاً: ألقى رئيس المجلس كلمة رحب فيها بالضيف الفرنسي ، والرغبة في الخروج بمناقشات مثمرة في كافة الموضوعات التي تهم الجانبين والاستفادة من خبرة سيادته. مؤكداً أهمية مايجمع البلدين من علاقات ثنائية تاريخية والتي توجت بالعديد من الزيارات المتبادلة على المستوى الرئاسي، مضيفاً أن ثمار التعاون بين الجانبين شملت كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والاستراتيجية والثقافية، مشيراً بصفة خاصة للجهود التي قامت بها البعثة التي رافقت Jean Francois Champollion وفك شفرة حجر رشيد والإسهام في تعليم البشرية اللغة الهيروغليفية وتسليط الضوء ونقل العلوم الفرعونية للبشرية وجمع ذلك فيما عرف بكتاب “وصف مصر “la Description de l’ Egypte”، ودور Clipper في أعمال تطوير برج سانت جورج بدير سانت كاترين منوهاً للدور الهام الذي قامت به السيدة Chiristiane Desroches Noblecourt في إنقاذ معبد رمسيس في بدايات الستينات ببناء السد العالي.
-
أشار د. زهران إلى أن هذه الإنجازات ساهمت في لعب فرنسا دوراً هاماً في في مجال علم المصريات من خلال عدد من البعثات الفرنسية الآثرية في مجال التنقيب من خلال المعهد الفرنسي في مصر والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والمركز المصري الفرنسي لدراسات الآثار بمعبد الكرنك. فضلاً عن الدعم الفرنسي للدكتور بطرس بطرس غالي كسكرتير عام للأمم المتحدة ثم سكرتيراً عن منظمة الدول الفرانكوفونية.
-
وحول العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، أكد على زيادة الاستثمارات الفرنسية من خلال عمل مايقرب من 160 شركة فرنسية وتشغيلها نحو 40000عامل، ومن المنتظر أن تشهد كافة أوجه التعاون مزيداً من التقدم في أعقاب زيارة الرئيس السيسي لفرنسا عام 2017 والزيارة المرتقبة للرئيس ماكرون خلال 2018.
مختتماً كلمته بالحديث عن التضامن المصري مع فرنسا في ضحايا الهجوم الإرهابي والذي تعرضت له، معرباً عن أمله أن يتم العمل على تبادل المعلومات وتكثيف التعاون في المجال الأمني والاستخباراتي لمواجهة هذا الخطر.
-
ثانياً: أعرب السفير الفرنسي عن سعادته بهذا اللقاء، وإتاحة الفرصة له لعرض وجهات نظر بشأن القضايا المختلفة بما يساهم في إثراء الأفكار والرؤى، مع أعضاء المجلس، مشيراً إلى مايلي:
-
تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين تطورات هامة على جميع الأصعدة لم تحدث منذ نحو 30 عاماً، وهو مايعود في الواقع إلى حرص القيادتين على ذلك، فضلاً عمًا يبذل من جهود دبلوماسية قوية وتنسيق بين الجانبين في مجالات التعاون الثنائي وعلى صعيد كافة القضايا وبخاصة على الصعيد الإفريقي. والواقع أن تلك الجهود الدبلوماسية تمكنت على مدار نحو 60 عاماً من التغلب على المشكلات التي واجهت العلاقات الثنائية بين البلدين وهذا شأن كافة التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها الدولة المصرية على مستوى بعثاتها المختلفة.
-
وعن التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، أكد أن فرنسا ترى أن العالم بأكمله يشهد مرحلة صعبة وهناك العديد من العوامل التي تبعث على نظرة سلبية وغير متفائلة لسير الأحداث، فما يشهده العالم اليوم من تحديات تختلف عما شهده العالم منذ خمسين أو ستين عاماً عندما أنشئت منظمات اقتصادية تتواكب مع المتطلبات العالمية نحو المزيد من الانفتاح الاقتصادي، كمؤسسات “بريتون وودز” ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.
-
وعن الرؤية الأمريكية للتعامل مع إيران، أوضح أنه لم يتضح إذا ماكانت رؤية شاملة لكيفية التعامل مع تطور القدرات النووية لإيران، وكيف يمكن التنسيق في ذلك مع كافة القوى للوصول للهدف المنشود الخاص بخلق عالم آمن والكف عن خوض سباق تسلح نووي.
-
وفيما يتعلق بقضية تغير المناخ، فلابد من وجود خطة عمل مشتركة لكافة الدول لتفعيل الاتفاقيات خاصة وان تلك القضية لاتخص فرنسا فقط، بل إن تلك القضية هي قضية عالمية. فعلى سبيل المثال، أدت الانبعاثات الحرارية والتغيرات المناخية إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بنسبة 1 متر، ومن المتوقع أن يصل لـ3 أمتار في المستقبل، وهو ماقد يمثل تهديداً للمناطق المطلة على البحر المتوسط . وعليه لابد من وجود تنسيق فاعل لوضع استراتيجية للتعامل مع تلك المتغيرات وتفعيل كافة الأدوات وعلى رأسها الأدوات الدبلوماسية، كما يجب على الولايات المتحدة لعب الدور المنوط بها و المشاركة في مواجهة عالمية مشتركة لتلك التهديدات.
-
وعلى صعيد مواجهة الإرهاب والتطرف، تلعب فرنسا دوراً هاماً في مواجهة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار العالمي وتعزيز العمل الأوروبي المشترك في إطار تحركات القارة لتأمين حدودها في ظل التحديات التي تواجه الأمم الأوروبية ودول الاتحاد على كافة الأصعدة بما فيها الإقتصادية كارتفاع نسبة الديون كما هو الحال في إيطاليا، وتكاليف خروج بريطانيا من الاتحاد والأعباء على بريطانيا ذاتها ومدى إمكانية أن يضعف ذلك من دورها على الساحة الدولية ، وتحديات في ألمانيا تتعلق بصعوبة تشكيل حكومة ائتلافية، ووسط تلك التحديات هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتق فرنسا للحفاظ على تماسك الإتحاد الأوروبي، وسط مشهد سياسي ضبابي تشهده منطقة الشرق الأوسط يؤثر بدوره على الاستقرار العالمي.
-
ذكر السفير أن سوريا مثال على تلك الضبابية في ضوء ماتشهده الأزمة من انقسامات وفوضى وتدخل العديد من الأطراف الدولية والإقليمية وتحويلها لساحة صراع بين العديد من الأطراف، وتصوير المشهد على أنه صراعاً بين السنة والشيعة ، بل واحتمالية وجود صراع إيراني إسرائيلي على الأرض السورية، تحاول فرنسا منعه والتحذير من وقوعه.
-
وفي إطار تلك التحديات، لابد من التشاور وتبادل وجهات النظر مع مصر لوضع رؤى استراتيجية لكيفية مواجهة تلك التحديات ، فضلاً عن تنسيق مصري فرنسي لكيفية النهوض بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة وأن مصرأيضاً تواجه تحديات عديدة سواء على صعيد تحقيق الاستقرار الداخلي أو حماية حدودها الغربية مع ليبيا والجنوبية مع السودان والشرقية مع غزة والوضع في اليمن وأمن البحر الأحمر، ومواجهة خطر جماعات الإسلام الراديكالي المتطرفة والتي تهدد استقرار القارة الإفريقية، مؤكداً الدعم الفرنسي لمصر في جهودها بهدف المساهمة في العمل المشترك لتحقيق الاستقرار العالمي المنشود، خاصة وأن مصر لاعب رئيسي في استقرار منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يعني استقرار أوروبا.
-
تمثل مصر خط الدفاع الأول لمواجهة الجماعات المتطرفة وهي ذات الحرب التي تخوضها فرنسا في حربها على الإسلام المتشدد والجماعات الإرهابية، وعليه فالبلدين تجمعهما العديد من القواسم والتهديدات المشتركة، وهو ما تستلزم التنسيق المشترك والتشاور بيتهما، وبصفة خاصة على الصعيد الأمني والاستخباراتي وبالفعل يجرى تبادل العديد من المعلومات الاستخباراتية الهامة، والتشاور بشأن قضايا حقوق الإنسان واستقرار القارة الإفريقية .
-
أكد السفيرأهمية استقرار مصر والحفاظ على قوتها الداخلية، وأن عودتها الأخيرة بعد سنوات من عدم الاستقرار، ساهم في تحقيق استقرار نسبي للمنطقة والمساهمة في حل العديد من الأزمات، كما تم مع الأزمة اللبنانية الأخيرة والتنسيق المصري الفرنسي للإفراج عن سعد الحريري، فضلاًعن دور مصر في استقرار ليبيا، وفي العودة لمفاوضات عملية السلام وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، والمساهمة في توفير مناطق آمنة في سوريا.
