– دعي لحضور المؤتمر اعضاء الوكالة ال 176 دوله (انضمت مملكة تونجا كعضو جديد للوكاله هذا العام – وهي مجموعه جزر في المحيط الهادئ كانت تحت الحماية البريطانية حتي عام 1970 ويسكنها الان 100 ألف مواطن) وحضر منهم  152 دوله وكان هناك 17 دوله ليست لها الحق في التصويت علي القرارات حيث انها  لم تفي بالتزاماتها )المادية) تجاه الوكالة وتم اختيار السفير الايطالي الكسندرو كورتيزي لرئاسة  المؤتمر خلفا للسفير الكويتي صادق معرفي (ورغم حياديه رئيس المؤتمر الايطالي في ادارته للجلسات إلا انه ارتبك في عديد من الأمور خاصه توقيت اتخاذ القرارات وإعطاء الكلمات).

– حضر المؤتمر وفود علي مستوي عالي منهم نائب رئيس جمهوريه ايران محمد إسلامي واكثر من 50 وزيرا للطاقة أو العلوم أو الخارجية أو البيئة. وتحدث في المؤتمر ممثلي 138 دوله وممثلي 7 منظمات دوليه (اكثر من ربع  المتحدثين تحدثوا بفيديو مسجل).

– لم يحضر وفد مصري (غير الخارجية) للمرة الاولي في تاريخ هذا المؤتمر. والقي كلمه مصر الوزير محمد شاكر وزير الكهرباء بـكلمه مسجله بالفيديو. وترأس الوفد السفير المصري في فيينا محمد الملا.

– بالنظر لحساسيه الوكالة من المنظمات الغير حكومية فقد حضرت المؤتمر بدعوه شخصيه من قبل الوكالة كمراقب مستقل رغم علمهم باني عضو في المجلس المصري للشئون الخارجية. وقد تابعت المؤتمر من القاعة الرئيسية مباشره مما أتاح لي الفرصة للتحدث المباشر لعديد من أعضاء الوفود خاصه الوفود العربية.

– تم الموافقة على أجندة الوكالة في الجلسة الثانية وليست الاولي عكس المؤتمرات السابقة لوجود بعض الخلافات علي الأجندة خاصه من جانب إسرائيل ولكنها تمت بالموافقة دون مناقشه أو تصويت متضمنه بند القدرات النووية الإسرائيلية والذي قدمته لبنان كممثل للدول العربية رغم اعتراض إسرائيل.

– القت الدكتورة غاده والي ممثله الامم المتحدة في فيينا كلمه السكرتير العام للأمم المتحدة وأشادت بدور الوكالة وأهميتها الدولية خاصه دورها في مجابهه تغير المناخ ومهمتهم في أوكرانيا.

– في كلمته الافتتاحية أشار مدير الوكالة رفائيل جروسي للوضع في أوكرانيا واقتراحه بضرورة انشاء منطقة آمنة حول مفاعلات زابوروجيا. وأشار ان هناك  438مفاعل نووي يعملون الان في 32 دولة (أضيفت دولتان حديثا هما دولتي الامارات وبيلاروسيا وربما يضاف لهما العامين القادمين بنجلاديش وتركيا والدول الثلاث الأخيرة مفاعلاتها روسيه الصنع من نوع ال WWER 1200 وهو نفس نوع مفاعلات الضبعة في مصر) وكذا هناك 57 مفاعل تحت البناء. وطالب بتعاون الدول مع الوكالة في مشروعها الإنساني المسمى بأشعة الامل لعلاج السرطان خاصه في الدول الأفريقية. وفي نهاية كلمته أشار للمشاركة القوية للوكالة في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27 في نوفمبر 2022 في مصر البلد التي قررت بناء المحطات النووية فيها.

– تم اعتماد ميزانيه الوكالة  العادية للعام القادم وبلغت 347 مليون يورو بالإضافة ل91  مليون دولار مشاركه تطوعيه. وجاءت الصين في المركز الثاني في مشاركه ميزانيه الوكالة بنسبه 14.7% في حين نسبه الولايات المتحدة 25%- اليابان 7.7% – ألمانيا 5.9% – المملكة المتحدة 4.2% – فرنسا 4.1% – روسيا 1.8% ومصر 0.134%.

– القي د. شاكر بالفيديو كلمه مصر في الجلسة الثانية بعد ظهر اليوم الأول وشكر الوكالة علي مشاركتها في قمه المناخ في شرم الشيخ وكذا مبادرتها اشعه الامل لعلاج السرطان في 7 دول أفريقية وطالب برفع القيود الغير مبرره المفروضة علي التكنولوجيا النووية واهمية مساعده الدول النامية في المجال النووي وضرورة زياده ميزانيه التعاون الفني. وأشار د. شاكر لرفض مصر لوضع البروتوكول الإضافي كشرط لبعض انشطه التعاون مع الوكالة حتي تتحقق عالميه معاهده منع انتشار الاسلحة النووية. وأشار الوزير المصري بان مصر بدأت في بناء أول مفاعل نووي للكهرباء في الضبعة بوضع صبه الخرسانة الاولي للمحطة في يوليو 2022 ودعم الرئيس السيسي للبرنامج النووي. وتحدث عن تقديم مصر مره اخري لقرار اخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل. وطلب من مدير الوكالة بان يطرح أفكار جديدة بمشاركه جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا القرار السنوي. وأعرب عن ترحيب مصر بانعقاد الدورة الثالثة من مؤتمر الامم المتحدة في نوفمبر 2022 برئاسة لبنان في نيويورك لإنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الاوسط بمشاركة جميع الاطراف المعنية. وأشار د. شاكر بأهمية الأمن النووي ولكنه اوضح بأنها مسئوليه الدولة نفسها وليس غيرها.

وقد تحدث ممثل ايران محمد اسلامي نائب رئيس الجمهورية الايراني ورئيس الطاقة الذرية وأشار ان من تسبب في الازمه الحالية هي الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق النووي (5+1) وعدم رفع العقوبات عنها مما حفز البرلمان الايراني لاعتماد قرار في ديسمبر 2020 بإيقاف التعاون مع الوكالة خارج نطاق معاهده منع انتشار الاسلحة النووية. وطلب من الوكالة ان تحافظ علي حيادها. وأكد ان ايران لا تسعي لتملك اسلحة نووية ولكنها ستستمر في التطبيقات السلمية للطاقة النووية. وتحدثت بعده وزيره الطاقة في الولايات المتحدة وهاجمت روسيا لغزوها أوكرانيا واستخدمت الفاظ قاسيه ضدها.

تحدث وزير خارجيه المجر بيتر سيجارتو وجاء حديثه مفاجئا للكثير بهجومه الحاد علي العقوبات الأوربية الخاصة بالطاقة وذكر ان المجر ستستمر في اتفاقها مع روسيا لبناء مفاعلين نوويين (كل بقدر 1200 ميجاوات مماثلين لمفاعلات مصر) وان المصلحة الوطنية للمجر هي الأهم من قرارت تتخذ في بروكسل (من المعروف ان الحكومة المجرية اليمينية علي خلافات كبيره مع الاتحاد الأوروبي ويبدو ان هناك دولتين أوروبيين لهما نفس الاتجاه هما السويد وايطاليا).

– هاجم المندوب الاسرائيلي بشده كافة الدول العربية لعدم تعاونها في مجال أمن المنطقة ولتقديم بند القدرات النووية الإسرائيلية وخص بالاسم ايران وسوريا وليبيا والعراق لمخالفتهم لنظام الضمانات كتبرير لرفض البند العربي. وذكر ان إسرائيل يحدوها الامل في الروح الجديدة في المنطقة وفي اتفاقات ابراهام والتي تشق طريقها بنجاح (غالبا يقصد العلاقات الحديثة مع دولتي الامارات والبحرين). وذكر ان إسرائيل لديها أعلي قدرة فنيه نووية ومستعده لمشاركه ومعاونه الاخرين.

-مثل كل عام قدمت مصر مقترح قرار عن تطبيقات نظام ضمانات الوكالة واخلاء منطقة الشرق الأوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل وهو القرار الذي اعتادت مصر تقديمه سنويا وعرضه للتصويت المباشر من 2006ويحصل دائما علي الموافقة دون أية آلية لتنفيذه وربما اهم سبب لحصوله علي الموافقة عدم ذكر اسم اسرائيل صراحه في القرار. وقد اعترضت اسرائيل كالمعتاد علي البند الثاني من القرار والخاص بضرورة التحاق جميع دول المنطقة بمعاهده عدم الانتشارNPT وطلبت تصويت خاص علي هذا البند مما دعا مصر للمطالبه علي التصويت مرتين علي هذا البند وعلي القرار ككل  . وهو سيناريو يتكرر سنويا من سنوات كثيره . وجاءت نتيجه التصويت كما يلي :

البند الثاني: وافقت  115 دوله علي هذا البند (كان 111 في 2021) ورفضته دوله واحده (إسرائيل) وامتنعت 9 دول عن التصويت (كانت أيضا 9 دول في 2021 ) والدول التسعة هي الولايات المتحدة – كندا – الهند – فيجي – توجو – جاميكا – ملاوي – مالي – نيجيريا. والهند معتادة علي تبرير امتناعها عن التصويت لأنها لا تعتقد ان الوكالة هي الهيئة المسؤولة سياسيا عن الدعوة لهذه المعاهدة. ربما المفاجأة الوحيدة هذا العام هو امتناع نيجيريا عن التصويت.

القرار ككل: وافقت عليه 117 دوله (كان 113 في 2021) ولم ترفضه ايه دوله مع امتناع 7 دول عن التصويت (كانت ايضا 7 دول في 2021) والدول السبعة هي الولايات المتحدة – إسرائيل – كندا – توجو – جاميكا – فيجي – نيجيريا وبنسبه 94.4% (كانت 93.8% في 2021).

• قدمت لبنان / مصر  نيابة عن الدول العربية أسباب ادراج بند القدرات النووية الإسرائيلية  في اجنده المؤتمر وانها وللعام السابع علي التوالي لم تقدم هذه الدول أي قرار بهذا الشأن للتصويت. وكان هناك كلمات قويه ضد هذا البند خاصه من اسرائيل والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعني ان هذا القرار لو كان قدم للتصويت كان سيفشل. وكررت الولايات المتحدة ضرورة التركيز علي المباحثات الإقليمية والأمنية المباشرة كأفضل وسيله وكذا علي الاهتمام بالموافقة علي البروتوكول الإضافي.

• أعلنت مصر وعدد من الدول العربية وإيران عن دعمهم للمؤتمر التفاوضي الثالث لكافة الاطراف المعنية مع الدول الثلاث الراعية (الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة) المزمع انعقاده شهر نوفمبر القادم في نيويورك تحت اشراف الأمم المتحدة وبرئاسة لبنان طبقا لقرارات مؤتمر منع انتشار الاسلحة النووية في 1995 و 2010 مع تطبيق اتخاذ القرارات بالتوافق وليس الأغلبية تشجيعا لإسرائيل والولايات المتحدة علي المشاركة هذه المرة في المؤتمر (المؤتمر الأول الذي عقد أيضا في نيويورك في نوفمبر 2019 برئاسة الأردن والثاني في نوفمبر 2021 أيضا في نيويورك ولم تحضر إسرائيل والولايات المتحدة أي منهما).

• تم اختيار 11 دولة جديدة أعضاء في مجلس المحافظين (البالغ 35 دوله) هى: كينيا – ناميبيا – بلغاريا – البرازيل (انتخبت للمرة الثانية علي التوالي) – كوستاريكا – اوروجواي – دنمارك – تركيا – سينجابور – قطر – السعودية. وجاء اعتراض ايران علي اختيار السعودية بسبـب عدم توقيعها لاتفاق ضمانات معدل كدوله تملك مواد نووية صغيره سببا لأجراء تصويت سري اظفر عن دعم 84% من الدول لاختيار السعودية. وخرجت من عضويه مجلس المحافظين كل من مصر والامارات واصبح عدد الدول العربية في المجلس ثلاثة (ليبيا – قطر – السعودية) وعدد الدول الأفريقية اربعه (جنوب افريقيا – ليبيا – ناميبيا – بوروندي).

• بناء علي طلب من كندا وبلغاريا ودعم 50 دولة أغلبها أوروبية، فقد نوقش بند باسم السلامة والأمن والضمانات المترتبة على الوضع في أوكرانيا. وهاجم اغلب المتحدثين الغزو الروسي وتعريض منشآت نووية للمخاطر خاصه في زابوروجيا وانه لابد انشاء منطقة آمنه حول هذه المفاعلات وانسحاب القوات الروسية من البلاد كما أكدوا عدم اعترافهم بالاستفتاء وضم الأراضي الأوكرانية لروسيا. وفي نهاية المناقشة هاجم السفير الروسي بقوه تجاهل الغرب بان الخطورة الحقيقية علي مفاعلات زابوروجيا تأتي من القذف الاوكراني بمساعده الغرب وخصوصا بولندا. وان هذه الدول جبانة لأنها لا تستطيع ان تقول ان الخطر علي المحطة النووية يأتي من أوكرانيا نفسها وانه لا توجد أي قوات للجيش الروسي في منطقة المفاعلات والموجودين هم أفراد من قوات الأمن التقليدية. وانتهت المناقشة دون اتخاذ أي قرارات رغم ان أوكرانيا ومعها عدد محدود من الدول طالبوا بتعليق عضويه روسيا الدائمة في مجلس المحافظين.

• كالمعتاد ناقش المؤتمر نظام الضمانات في كوريا الشمالية وأدان إعادة تجهيز موقع التجارب النووية وطالب بعدم اجراءهـا لأي تجارب جديدة (اجرت كوريا الشمالية 6 تجارب سابقه اخرهـا في 3 سبتمبر 2017). ودعا القرار لتعاونهـا مع الوكالة بشأن تطبيق نظام الضمانات والتفتيش علي منشاتها النووية والعودة لمباحثات الاطراف السته. وقد اعتمد القرار بالتوافق بعد سحب تحفظ الصين وروسيا في البداية.

• بناء علي طلب الصين تمت مناقشة بند نقل المواد النووية في سياق AUKUS (اتفاق بين ثلاث دول استراليا – بريطانيا – الولايات المتحدة لتوريد 8 غواصات لأستراليا تعمل بالمفاعلات النووية المستخدمة لوقود يورانيوم عالي التخصيب اكثر من 90% ويمكنها حمل صواريخ نووية). وبناء عليه فان دولتين تملك اسلحة نووية تصدر حوالي 2 طن من مواد تستخدم لصناعه الاسلحة النووية لدولة لا تملك اسلحة نووية دون تفتيش أو رقابة أو تطبيق نظام ضمانات الوكالة حتى الآن. وجاءت أغلب كلمات الدول الأعضاء، ومنها مصر، مؤيدة لوجهة النظر الصينية إلا ان الدول الغربية التفَّت على القرار بأن المباحثات بين استراليا والوكالة مازالت جاريه لتحديد أسلوب وضع الغواصات تحت نظام الضمانات والتفتيش (ملحوظة سبق للوكالة وضع سفينة موتسو  اليابانية والتي تعمل بمفاعل نووي تحت نظام الضمانات رغم صعوبة التفتيش). وبسبب موقف الدول الغربية وعدم استجاباتهم للقرار الصيني بتحفيز الدول الثلاث علي تطبيق نظام الضمانات قررت الصين آسفة سحب القرار المقدم منها.

• شهد المؤتمر العديد من الأنشطة الجانبية والمعارض الفنية والندوات العلمية، وأهمها منتدي برنامج أشعة الامل لعلاج السرطان خصوصا في افريقيا والتي 70% من سكانها لا يصلهم هذا العلاج لمرضي السرطان (خصوصا في 7 دول بنين وتشاد ومالي وكينيا والسنغال والكونجو واثيوبيا). وعقدِت ندوة عن مفاعلات القدرة الصغيرة حيث أبدى عدد من الدول اهتماما بها خاصة الأردن والسعودية. وأيضا عقدت ندوة عن دور شركة “روزآتوم” مع الوكالة في التدريب الفني للدول المتطلعة للطاقة النووية واظهرت الرسومات البيانية أن مصر تتصدر هذه الدول في أعداد المتدربين.

• كانت هناك معارض من عدة دول مشاركه منها السعودية (وهي المشاركة الاولي لها وعرضت صور لمفاعل صغير أرجنتيني للأبحاث بقدره 30 كيلووات جاري انشاءه حاليا قرب الرياض، وكذا دراسة موقع لمفاعلات القوي النووية قريب من الموقع الاماراتي في بركة ومواجه لموقع بوشهر الإيراني علي الخليج العربي) ومعارض للأمارات وروسيا والهند واليابان وألمانيا والبرازيل وكندا وبنجلاديش (عرضت فيديو عن مراحل انشاء مفاعلين من روزاتوم مماثلين لمفاعلات مصر وبدأ الانشاء من 2017 وسيبدأ العمل خلال عامين. وتم الإشارة إلى أن مباني التوربينات هناك قد بنيت بنسبة 100% من روسيا بمشاركه 10 الاف عامل محلي، وهو الامر الذى لم يحدث في مصر حيث أسندت “روزآتوم” بناء هذه المباني في مصر لشركة من كوريا الجنوبية، وهو الامر الذي اثار ومازال بعض التساؤلات خصوصا ان الاتفاق مع كوريا كان بمبلغ باهظ وصل ل 2.2 بليون دولار. هذا فيما أكد مسئولو روزآتوم أن بنجلاديش تعاقدت مع الشركة علي استيراد كافة الوقود النووي اللازم للمفاعلين طوال عمرهما الافتراضى، وأيضا على تصدير كل الوقود المستنفذ لروسيا).