ندوة أ./ عاطف الغمرى حول كتابه “عملاء وجواسيس: لعبة المخابرات الأجنبية”
فبراير 10, 2020مقابلة مع سفير البرازيل
فبراير 17, 2020بتاريخ 11 فبراير 2020، نظم المجلس المصري للشئون الخارجية ندوة حول ” خطة ترامب للسلام”، وذلك في إطار اهتمام المجلس بالتداول حول التداعيات التي أعقبت إعلان صفقة القرن، وفرص مستقبل الصفقة وكيفية التعامل معها. وشارك في أعمال المؤتمر السفير الفلسطيني بالقاهرة/ السيد دياب اللوح، وعدد من أعضاء السفارة الفلسطينية بالقاهرة، بمشاركة رئيس المجلس السفير/د. منير زهران، ومديره السفير/ د.عزت سعد وعدد من الخبراء والأكاديميين والسفراء السابقين.
بعد قيام رئيس المجلس بافتتاح الندوة قام السيد السفير/إيهاب وهبة- منسق اللجنة الدائمة للشئون العربية بالمجلس، بإدارة المناقشات وتضمنت محاور الندوة مايلي:
– العناصر الأساسية لخطة السلام الأمريكية – السفير/د. محمد أنيس سالم( منسق اللجنة الدائمة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية للمجلس).
– الموقف الفلسطيني من الصفقة- السفير/دياب اللوح- (سفير دولة فلسطين لدى مصر).
– الموقف الإسرائيلي من الصفقة- السفير/حازم خيرت (عضو المجلس).
– الموقف العربي من الصفقة – السفير /د. محمد بدر الدين زايد (عضو المجلس).
– الموقف الدولي من الصفقة- السفير/سيد أبو زيد (عضو مجلس إدارة المجلس).
– إلى أي مدى يمكن أن يساهم اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية في دعم الموقف الفلسطيني- (أ.د.أيمن سلامة- أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس).
– فرص تنفيذ خطة السلام- اللواء/محمد إبراهيم الدويري (الخبير بالشئون الإسرائيلية ).
1- بدأت أعمال الندوة بترحيب السفير رئيس المجلس بالمشاركين وسفير دولة فلسطين وأعضاء السفارة، منوهًا لأن المجلس قد أولى اهتمامًا بمتابعة كافة التطورات المرتبطة بملف الصفقة وتم عقد العديد من اللقاءات لمناقشتها. وفور صدور الإعلان الأمريكي عن الصفقة أصدر المجلس بياناً لإدانة الصفقة بتاريخ 30 يناير 2020 .
واختتم رئيس المجلس حديثه بالتأكيد على أن الصفقة المعلنة تتناقض مع قواعد وأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية التي أكدت إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967.
– عقب ذلك أعطى رئيس المجلس الكلمة للسفير/إيهاب وهبة – منسق اللجنة الدائمة للشئون العربية بالمجلس ،لإدارة الندوة، حيث أكد أن صفقة القرن في الواقع تعتبر سرقة للقرن مشيداً بالموقف العربي حيال الصفقة، حيث أكد أن الدول العربية أصدرت بياناً قوياً لمعارضة وإدانة الصفقة بدون تحفظات أو حتى تردد، مطالباً بالتمسك بالمبادرة العربية عام 2002، مؤكداً أن الصفقة انتهاك صارخ للقانون الدولي وجهود السلام، وجاء الإعلان عنها بمثابة تتويجًا لمجموعة عناصر مجحفة شملت الاستيطان والقدس واللًاجئين.
واضاف أن الصفقة تسعى إلى القضاء على مبدأ حل الدولتين كمبدأ أساسي لحل الصراع العربي/الإسرائيلي وخلق دولة منزوعة السلاح وضم المستوطنات لإسرائيل والجدار العازل.
-
جاءت المداخلات على النحو التالي:
1- حول المحور الأول ” العناصر الأساسية لخطة السلام الأمريكية”، تحدث السفير/ محمد أنيس سالم، حيث أوضح مايلي:
– أن الخطة ما هي إلا استفزازاً لمشاعر كل المناضلين دفاعاً عن القضية الفلسطينية وتوجد هناك صعوبة في قراءة المشروع الذي يتبنى المنظور الإسرائيلي المتطرف، بل حتى بعض المطالب وبنود الخطة لم تكن لتطرحها إسرائيل فهي خطة تتبنى المزاعم التاريخية الإسرائيلية والمنظور الإسرائيلي للتاريخ بإدعاء أن كل الحروب الإسرائيلية ما هي إلا حروب دفاعية ويعود بعضها لأسباب دينية، كما تروج لمشروعية المطالب الإسرائيلية وتطالب بإعادة ترسيم الحدود وفقاً لقرار مجلس الأمن 242، وهذا خطأ في تفسير القرار، فمفهوم السيادة في الصفقة مفقود وتروج لمفهوم الأمن والرخاء بوصفه الأهم.
– انطوت الخطة على عدم تحقيق العدالة، حيث طالبت بتعويض خاص لإسرائيل لأنها تستقبل لاجئين فلسطينيين، وأن أحد مشاكل اللاجئين تتعلق بسوء معاملتهم في بعض الدول العربية، كما نوهت الخطة لحاجة إسرائيل لخط دفاع أوسع، وأن إيران هي الخطر الرئيسي في المنطقة، وبالتالي فهي لم تركزعلى المشاكل الحقيقية.
– يكمن المعلم الرئيسي للخطة في أنه لم يسبق أن طرحت خريطة مفصلة على الأرض، والمطروح خريطة مفاهيمية، والخريطة النهائية سيتم طرحها بعد أن يتم التواصل لتوافق بشأنها، وتتضمن الخريطة المفاهيمية دولة فلسطينية معاصرة داخل إسرائيل وسيضاف لها موقعين على الحدود المصرية ، وستبقى إسرائيل على المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية وتحتفظ كذلك بمنطقة غور الأردن، في حين تحتفظ فلسطين بمتنفس على البحر الميت كمتنفس سياحي، في حين تكون الجولان والقدس جزءاً من الدولة الإسرائيلية، كما تضمنت الخطة نزع السلاح من المليشيات هناك.
– أكد صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر أهمية تحقيق التواصل بين الشمال والجنوب الفلسطيني عبر الكباري والطرق العلوية المارة بإسرائيل وصولاً للضفة وغزة، حيث ستتمتع الأخيرة بوجود جزيرة صناعية بها وميناء تتحكم إسرائيل في إدارته وفي خروج ودخول البضاعة للميناء، وللدولة الفلسطينية الحق في الإدارة والإشراف على موانئ حيفا وأشدود والعقبة وفقاً للقواعد الإسرائيلية.
– شددت الخطة على المطالبات الإسرائيلية وضرورة إنهاء كافة أشكال المقاطعة والالتزام بالتطبيع، وتركت لها الحق في التحكم بالمجال الجوي الفلسطيني. كما ستكون العاصمة خارج الإدارة لفترة انتقالية لحين انتقالها للإدارة الإسرائيلية، مع إعطاء سلة من الحوافز للجانب الفلسطيني كاتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة وخطة لتنظيم الحوكمة للدولة الفلسطينية لمضاعفة الدخل القومي الفلسطيني، وخلق مليون وظيفة جديدة وخفض معدلات البطالة لتصل لنحو 10% وخفض معدلات الإنفاق الحكومي على مدى العشر سنوات القادمة.
– تتضمن الخطة التطبيع الإقليمي، وهناك بعض النقاط القابلة للتفاوض بين الطرفين. وتشترط الخطة أن تظل غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية في حين تظل السيطرة الإسرائيلية على المياه الإقليمية وإعادة تشغيل المطار بحيث يقتصر على الرحلات الداخلية.
– تم نقل المثلث الذي يضم 10 قرى والقاطن به عرب 48 للدولة الفلسطينية، أما بالنسبة للفلسطينيين الموجودين في القدس فهم أمام ثلاثة بدائل للاختيار، وهي: الحصول على المواطنة الإسرائيلية، الانتقال للدولة الفلسطينية الجديدة، منح إقامة دائمة في إسرائيل أو وضع خاص، وهو مايحقق فصل العلاقة بين المواطنين الفلسطينيين والقدس.
– تم وضع معايير أمنية تحكمها إسرائيل وتتحكم في الدولة الفلسطينية الوليدة بما يضمن تحقيق السلام. وهناك بالمقابل لجان معنية بتنفيذ بنود الصفقة، فهناك لجان لمتابعة تطبيق فلسطين لتلك المعايير تضم الولايات المتحدة وفلسطين وإسرائيل، ولجان أخرى تشترك في تشكيلها كلاً من مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن والإمارات والولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ بنود الصفقة، وهناك أدوار موزعة على كل منها لإنشاء تلك الدولة ولجان أخرى لإدارة المعابرتتكون من 3 فلسطينيين و3 إسرائيليين مع وجود مراقبة أمريكية .
– تنفيذ الخطة سيتضمن إنهاء المقاطعة والتطبيع والتشكيك في العلاقات بين اليهود والإسرائيليين وإنشاء منظمة جديدة للتعاون الإقليمي مع إسرائيل وهناك تجميد لعمليات الاستيطان لمدة 4 سنوات وستكون هذه المحددات الأساسية للتفاوض ، وفي حالة فوزترامب في الانتخابات المقبلة سيكون هذاهو الواقع الواجب التعامل معه.
2– وحول الموقف الفلسطيني من الصفقة تحدث السفير الفلسطيني في القاهرة السيد / دياب اللوح، الذي أكد أن الموقف الفلسطيني من الصفقة هو جزء لايتجزأ من الموقف المصري ويتسلح ويتمسك بهذا الأخير، وفلسطين حكومةً وقادةً وشعباً تقدر الموقف المصري على الدعم اللامحدود الذي قدمته ولاتزال تقدمه للقضية الفلسطينية.
إن الصفقة الأمريكية التي أعلن عنها ترامب هي صفقة لم يتم التشاور فيها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقى ترامب أربع مرات في البيت الأبيض وبيت لحم، وعلى هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك وتحدث مع الرئيس ترامب عن حقيقة مايريده الشعب الفلسطيني وطلب من الرئيس ترامب في حال إقدامه على إعلان الخطة أن يتشاور مع الجانب الفلسطيني، وهو مالم يتم، وكل ماحدث هو محاولة اتصال من الرئيس ترامب بهدف التشاورمع الرئيس أبو مازن قبل الإعلان بدقائق، ورفض عباس الرد على اتصال ترامب الهاتفي.
وهذا يأتي على خلاف التعامل مع إسرائيل التي تشترط على الولايات المتحدة التشاور معها قبل إعلان أي خطة، منوهاً لأن الرئيس ترامب سبق ووافق الرئيس عباس على المتطلبات الخاصة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعلى تحقيق مبدأ حل الدولتين والقرارات الأممية ذات الصلة، وذلك رغم الغصة التي يشعر بها المواطن الفلسطيني حينما تم التأكيد على تلك القرارات والتي لاتمثل سوى 22% من مساحة فلسطين التاريخية، فضلاً عن كونها تقسم القدس لشرقية وغربية، وحتى الرئيس أبو مازن أكد على أن الحكومة الفلسطينية مع إقامة دولة منزوعة السلاح وتوجيه الموارد للتنمية بدلاً من إنفاقها على التسلح، وبعد أقل من ثلاثة أشهر من لقاء نيويورك الأخير كان القرار الأمريكي الأول بالاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس واعتبارها عاصمةً لها.
– بعد إعلان الصفقة جاءت توجيهات من الرئيس أبو مازن لمطالبة أمانة الجامعة العربية بالدعوة لعقد اجتماع وزاري عاجل، وتم التواصل لعقده بهدف إطلاق حملة للتحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني على المستوى الدولي بالاستناد للموقف المصري، وهو ماتواكب مع زيارة قام بها الرئيس عباس لمصر حيث صدر بيان عن القمة الرئاسية أكد على الثوابت المصرية من القضية الفلسطينية وشكل قاعدة أساسية بتصريح الرئيس المصري بأن مصر ستوافق على مايوافق عليه الفلسطينيون وترفض مايرفضونه .
نوًه الى الرفض العربي لمشروع الخطة كما عبر عنه بيان الاجتماع الوزاري العربي الذي تم تبنيه بالكامل دون إدخال أية تعديلات على مشروع البيان الفلسطيني المعتمد من القيادة الفلسطينية، رغم وجود بعض المحاولات لتغييره، بعد مشاورات استمرت حتى الثالثة فجراً منذ انعقاد المجلس الوزاري الذي شهد حضوراً لكافة وزراء الخارجية، ومنهم وزير الخارجية المصري الذي حرص على الحضور قادماً من واشنطن، وغياب خمسة وزراء ومثلهم مندوبين . هذا وقد تم اعتماد مشروع القرار وأصدر البرلمان العربي الذي انعقد بعمان موقفًا منسجمًا، وفي 11 فبراير وخلال كلمة الرئيس عباس في مجلس الأمن([1]) تم تقديم مشروع قرار سيطرح للتداول قدم للمجموعة العربية ودول عدم الانحياز وسيتم التمسك بمشروع القرار والعمل داخل أروقة الأمم المتحدة لتبني مشروع القرار المقدم.
إن الموقف الفلسطيني مسلح بالموقف العربي والمصري الذي عبرعنه بمشروع القرار ، متضمناً في البند الثاني التأكيد على رفض الصفقة، والبند الثالث الخاص بعدم التعاطي ولا التعامل مع الصفقة بأي شكل من الأشكال، وأن الدولة الفلسطينية ليست بحاجة لدراسة مشروع الصفقة بعد أن تم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالتالي فماذا تبقى؟. خاصةً وأننا علمنا أن مشروع القرار تم سحبه فيما بعد بضغوط أمريكية، ولم يصوٍت عليه مجلس الأمن.
– الواقع أن الخطة هي صفقة أمريكية بصياغة إسرائيلية صيغت من قبل الصهاينة في الإدارة الأمريكية وقد واجهت رفضاً في الأوساط الدولية والأمريكية والإسرائيلية. هذه الخطة لم تتضمن سوى التأكيد على المصالح الإسرائيلية من خلال التنفيذ الفوري لما هو في صالح إسرائيل والانتظار 4 سنوات لتنفيذ ما هو في صالح فلسطين إلى حين إثبات حسن النوايا الفلسطينية، وبالتالي فالخطة لم تبق سوى نسبة ضئيلة من نسبة الـ 22% التي حددتها حدود 1967.
بعد إعلان الصفقة تم تسليم رسالة لنتنياهو في حال ضم إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية ستكون فلسطين في حلٍ من الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل وعلى رأسها اتفاقية أوسلو لأن صفقة القرن تلغي الاتفاق، ومديرة المخابرات الأمريكية حملت نسخة من هذه الرسالة للإدارة الأمريكية ، وسيتم العمل مع الدبلوماسية المصرية لإطلاق الموقف القانوني المناسب لدعم الموقف الفلسطيني، ولن يتم القبول من قبل الأطراف لفلسطينية إلا بإقامة دولة على حدود 1967 تضم قطاع غزة بشكل كامل وتكون عاصمتها القدس كاملة ، ولن نقبل بالمساس بالمقدسات أو تقسيم القدس زمانياً ولامكانياً، خاصة وأن السلطة الفلسطينية حذرت مراراً من مغبة تحول الصراع لصراع ديني أو تقسيم المسجد الإبراهيمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
– اختتم سفير فلسطين حديثه بالتأكيد على أن الخطة ضحت بالقدس وقضية اللاجئين والأرض الفلسطينية وسيادتها وحتى بقرارات الرباعية الدولية وكأن هذه الخطة بديل لقرارات الشرعية الدولية والموقف الفلسطيني واضح برفض الصفقة. إن الشعب الفلسطيني متمسك بالمبادرة العربية لعام2002 حتى اليوم. تلك المبادرة التي أكدت على التمسك بالمبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة على خطوط 67 وفقا لقرارات الشرعية الدولية وهناك رؤية فلسطينية متكاملة منسجمة مع قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وليس مبدأ الأرض مقابل الازدهار وهذه الخطة أكدت على التمسك الفلسطيني بخيار السلام ومقاومة الإرهاب، وتم التوقيع على 31 برتوكول لإدانة الإرهاب في العالم، وهناك رغبة لإطلاق مفاوضات ذات آليات واضحة متعددة الأطراف من خلال تشكيل لجنة رباعية لحل الأزمة في إطار الرؤية الفلسطينية والعربية.
3- في مداخلته أشار السفير/حازم خيرت إلى أن الصفقة تعبر عن خطة نتنياهو للسلام، أملاً منه في الحصول على مايدعم موقفه فيظل مايمر به من ظروف سياسية وملاحقات قضائية واتهامات، داعياً لاستغلال التوترات داخل المجتمع الإسرائيلي وعدم الاقتصار على رد الفعل المدين للصفقة .
– حول مواقف القوى الإسرائيلية المختلفة، أكد أن رفض اليمين الإسرائيلي للصفقة ليس دعماً للموقف العربي بل لأنه لايعترف بالأساس بالحق الفلسطيني في الأرض، وإن دعم الصفقة خلف الأبواب كونها تعبر عن جزء من رغبته . أما يمين الوسط فالصفقة مهمة جدًا بالنسبة له كونها تعبر عن مواقفه المعلنة حيث شارك في صياغتها مع الولايات المتحدة، منوهاً لخطورة وصعوبة المرحلة الراهنة خاصة حال فوز نتنياهو في الانتخابات، لأن هذا سيدفعه لإظهار أسوأ مالديه، وهو مابدأ بالفعل في الوضوح من خلال قراره بالتخلص من الخرائط القديمة وإعادة رسم الحدود الإسرائيلية بما يتفق مع صفقة القرن.
أما عن موقف حزب أزرق- أبيض فرغم كونه رافض ومتحفظ على صفقة القرن، ولكن باستدعاء ترامب وبلقائه مع رئيس الحزب قبل إعلان الصفقة وبضغوط أمريكية أعلن الحزب قبوله لها عن قبولهم لها خاصة وأنه في معارك انتخابية ويحتاج الحزب للدعم الأمريكي.
بالمخالفة للمواقف السابقة كان موقف الوسط الإسرائيلي الذي أعلن على لسان يوسف بيلين رفض الصفقة مؤكداً أنها تشوه صورة إسرائيل والهدف منها دعم نتنياهو في المعركة الانتخابية فقط، خاصة وأنها تهدرالمصالح الإسرائيلية، وأن لديهم مخاوف من أن يتم التعامل مع الصفقة برفض أوروبي في ظل حقوق الانسان المتردية في إسرائيل وتنامي مشاعر معاداة للسامية على ضوءمايرتكب من انتهاكات، خاصة وأنه لم يعد بمقدور إسرائيل كسب أي تعاطف .
في حين يواجه اليسار الإسرائيلي حالة من الضعف ويسعى للتغلب عليها عبر التقارب مع مصر والعرب وكسبهم بدلاً من الانحياز لنتنياهو ويتحدثوا عن دعمهم للمواقف الدولية الرافضة للصفقة أملاً في كسب قوة وتأييد من القوى العربية الرئيسية .
– في السياق عاليه، حذر السفير/ حازم ممًا يواجهه عرب 1948 في الصفقة التي تحدث نوع من البتر السكاني لهم حيث أنها تخصص منعزل لهم يضم للسيادة الفلسطينية بحيث لاتضم المستوطنات سوى السكان الإسرائيليين فقط، وبالتالي فالصفقة تتخلص من عرب 48 والذين يمثلون نقطة هامة وأساسية للحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية داخل إسرائيل ورغم إرغامهم على حمل الهوية الإسرائيلية، لكن النزعة الوطنية لبلادهم لاتزال موجودة، وبالتالي فالصفقة تهدف للتخلص منهم باعتبارهم قنبلة موقوتة داخل إسرائيل.
– اختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الموقف العربي للموقف الفلسطيني والوقوف أمام الغطرسة الأمريكية، وعلى الفلسطينيين التعايش مع الموقف الراهن ودراسة الصفقة لأنه سيتم تنفيذها سواء وافق الفلسطينيون أم لا، كما أكد على ذلك السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان ، مقترحاً في هذا السياق، أن يوجد تخطيط صحيح للتعامل مع صفقة القرن وعدم الاكتفاء بالإدانة للصفقة داخل مجلس الأمن والاكتفاء بالحصول على حشد دولي، لأن ذلك لن يؤدي لتراجع إسرائيل ولا الولايات المتحدة عن الصفقة، وكل ماسيحدث هو إهدار للوقت والفرص، وأن تنتهي المفاوضات بوضع تفرضه إسرائيل، خاصة وأن المجتمع الدولي لايمكن التعويل عليه، فمثلاً رغم اتخاذ الدول الأوروبية موقفاً مناهضاً لإسرائيل ولكن سيتم الضغط عليها من قبل اللوبي الصهيوني داخل البلاد لتغيير مواقفها، داعياً لضرورة العمل على توحيد الموقف العربي في التعامل مع إسرائيل واستمرار المقاومة المنظمة المقلقة لها، خاصة وأن مواجهتها بعنف يدعم الموقف الدولي المناهض لإسرائيل نتيجة ممارساتها المنتهكة لحقوق الإنسان، على أن يتواكب ذلك مع استراتيجية لإدارة الصراع بشكل أكثر نظاماً، ودراسة الخطة بدلاً من رفضها بشكل مطلق مع إطلاق التحفظات ووضعها أمام إسرائيل كما فعلت هي في تعاملها مع المبادرة العربية لعام 2002.
4- تناولت مداخلة السفير/د. محمد بدر الدين زايد تقييم للموقف العربي، مشيراً إلى، الذي أكد فيها أن حديثه سينطلق من تساؤل حول لماذا حدث تناقض بين المواقف العربية الأولية المعلنة من الصفقة عن المواقف التالية بعد القمة العربية ، خاصة وأن ذلك سيعطي مؤشراً هامًا على التغيرات التي حصلت في المواقف العربية، وتراجع التأييد للقضية الفلسطينية عربياً ودولياً، بل إن هناك عدد من الدول العربية تأمل في إحداث تحول كامل في نمط العلاقة مع إسرائيل، خاصة من بعض دول الخليج الذي يرى أن العدو الأخطر هو إيران وأن إسرائيل عدو قديم ولايشكل خطراً حالياً . وأضاف في هذا السياق:
– من الضروري التمسك بالمواقف العربية الرئيسية الثلاثة المحافظة على الموقف العربي والدعم الثابت للقضية الفلسطينية وهي الأردن ومصر والسعودية، لأن الأسس الداخلية الشعبية داخل تلك الدول تمنع حدوث أي تطبيع مع إسرائيل، ومن وقت لآخر ستكون هناك شائعات عن وجود لقاءات بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورغم ذلك فالبيان العربي القوي المدين للصفقة صدر عن الملك سلمان ، ولابد من التأكيد على الحرص السعودي على استمرار التماسك بين الوهابية والأسرة الحاكمة، والذي يلعب فيه الموقف الرافض لإسرائيل دوراً هامًا، ولكن لايمكن التغافل عن وجود مخاوف ترتبط بإمكانية حدوث تغير في الموقف السعودي مع إمساك بن سلمان زمام السلطة، وهل سيظل محافظاً على هذا الموقف أم قد يتغير .
– في الداخل المصري، فرغم وجود مواقف مترددة في بعض الأحيان لكن الموقف الأساسي والذي تعبر عنه مؤسسات الدولة المصرية هو أهمية الحفاظ على التقاطع بين مفهوم الأمن القومي العربي والمصري وعدم اتخاذ مواقف مخالفة، خاصةً وأن أي موقف مغاير سيتسبب في حدوث اضطرابات داخلية ومشاكل في تحديد معايير الأمن القومي المصري وحدوث مشاكل على المدى الطويل وفوضى في تحديد هذا المفهوم، وذات الأمر ينطبق على الحالة الأردنية، فأسس الأسرة الحاكمة تقوم على الدعم المطلق للقضية الفلسطينية.
– أن مواقف الدول الثلاث، والتي يساندها موقف دول المغرب العربي الداعم الدائم للقضية الفلسطينية، سيدعم الموقف الفلسطيني وستستمر الاتصالات السرية بين إسرائيل وبعض الدول العربية ولن تحدث عملية التطبيع. ومع ذلك فإن الحسابات الفلسطينية يجب أن تضع في اعتبارها عدم استمرار مراهنتها القوية على الموقف العربي، فهناك أخطار تتعلق بعدم الثقة في استمرارية تلك المواقف، عدا الموقف المصري الذي لايستطيع تجاوز الثقة الفلسطينية ، أما التماسك العربي فغير موثوق به. إن على الدولة الفلسطينية ضرورة التحرك بشكل عاجل لوضع خطة واستراتيجية واضحة للتعامل مع أية مخاطر، والموقف الفلسطيني وصل لمفترق طرق بالغ الصعوبة، ولابد من الخروج من تداعيات اتفاقية أوسلو وانقلاب حماس على السلطة وإجراء مناقشات حقيقية حول سبل الخروج من هذا المفترق والعمل على توحيد الصف الفلسطيني بشكل جدي وعاجل.
5- في تناوله للموقف الدولي من الصفقة، أكد السفير/ سيد أبو زيد، أن هناك ملاحظات رئيسة لابد من أخذها في الاعتبار عند التعامل مع الصفقة وهي:
-
أن المبادرة ولدت ميتة والسبب في ذلك يعود لافتقارها لعنصر هام وهو عنصر التفاوض بين الطرفين، فهناك طرف رافض لها وآخر يسعى لفرضها بالقوة وبالتالي فهذه الصفقة ليس لها وجود قانوني، كما أن التفاوض الفلسطيني حول الصفقة ليس ممكنًا لأنها لن تعبر عن أية مطلب من المطالب الفلسطينية.
-
أن الخطة تتويج لجهود صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومساعده جاسون جرينبلات، المبعوث الأمريكي للسلام في المنطقة والسفير الأمريكي لدى إسرائيل .
-
هناك بعض الأوساط رحبت بالمبادرة واعتبرتها أساس للتفاوض ولكن المبادرة لايمكن الاستناد عليها في عملية التفاوض.
-
اعتراضه على الطريقة التي صيغت بها هذه المبادرة وطريقة طرحها خاصة وأن الرئيس أبو مازن أكد أن الخطة ذاتها سبق وإن تم طرحها عام 2012 ، والطريقة تؤكد على مدى الاستهانة بالعرب والأسطورة الأمريكية التي تصورت أنها قد تتمكن من تطبيقها رغم الموقف العربي.
-
أما فيما يتعلق بالموقف الدولي فيمكن القول أنه ينقسم إلى:
