المؤتمر المشترك حول «ثقافة الأمن النووي ومنع الانتشار في الشرق الأوسط»
أبريل 27, 2016مشاركة السفير د. حسين حسونة في جلسة تأبين الدكتور بطرس غالي من قِبَل لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي
مايو 11, 2016
بدعوة من وزارة الدفاع الروسية، شارك السفير/ د. محمد شاكر، والسفير/د. عزت سعد، في الفترة من 27 إلى 28 إبريل 2016، في أعمال مؤتمرموسكو الخامس للأمن الدولي، والذي تنظمه الوزارة سنويًا منذ عام 2011.
وقد بلغ عدد المشاركين من الدول المختلفة نحو 700 مشارك، بما فيهم 20 وزيرًا للدفاع من دول مختلفة من آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والتي تجمعها بروسيا علاقات وثيقة، هذا فضلاً عن مشاركة وفد كبير من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي برئاسة أمينها العام، و”حامد قرظاي”، الرئيس الأفغاني السابق، وأثنين من نواب “بان كي مون”، سكرتير عام الأمم المتحدة.
وافتتح أعمال المؤتمر وزيري الدفاع والخارجية الروسيين “سيرجي شويجو”، و”سيرجي لافروف”. وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيب من الرئيس بوتين ألقاها “نيكو لاي بتروشيف”، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، وألقى نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية “جيفري فلتمان”، كلمة ترحيب نيابة عن بان كي مون. وفيما يلي استعراض لأهم ما تناوله المؤتمر من موضوعات:
تناولت أعمال المؤتمر أربعة محاور رئيسية، هي:
1- الإرهاب كتهديد رئيسي للأمن العالمي:
في إطار هذه الجلسة، تم تناول الأشكال المختلفة للإرهاب المعاصر، والتعاون العسكري – الدفاعي في مواجهة الإرهاب، واستغلال المنظمات الإرهابية في تحقيق أهداف السياسة الخارجية.وفي هذه الجلسة تحدث وزيري دفاع الصين، وباكستان، والنائب الأول لوزير الدفاع الروسي، والرئيس الأفغاني السابق “حامد قرظاي”، و”بيتر دريننان”، نائب الأمين العام للأمم المتحدة.
2- تحديات وفرص الأمن فيما يتعلق بالتعاون الدولي العسكري– العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي:
تناولت هذه الجلسة فرص بناء هيكل للأمن والتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادي، والمناخ السياسي– العسكري في شمال شرق آسيا، والموقف في شبه الجزيرة الكورية، والتعامل مع تهديدات الأمن الإقليمي، والتعاون العسكري – العسكري، الثنائي والمتعدد الأطراف فيما بين دول المنطقة، ودور “تجمع آسيان” في تعزيز الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي.وتحدث في هذه الجلسة وزراء دفاع فيتنام، وسنغافورة، ولاوس، ووزير الدولة الهندي للدفاع.
3- الأمن العالمي والتعاون العسكري:
تناولت هذه الجلسة – التي تحدث أمامها وزراء دفاع إيران، ومنغوليا، وجنوب إفريقيا، ولبنان، والكاميرون، و”نيكولاي بورديوزا”، سكرتير عام منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) – تقييمًا لتحديات وتهديدات الأمن، ودور القوات المسلحة في النزاعات الحديثة، وآفاق التعاون الدفاعي في تعزيز الأمن العالمي، والاتجاهات الحديثة للتعاون العسكري الدولي من حيث الأهداف والمهام.
4- مشكلات الحرب والسلام في أوروبا “نحو نظام أمني جديد في أوروبا”:
تناولت هذه الجلسة مدى فاعلية آليات الأمن الحالية في أوروبا، والحاجة إلى تحديثها، والتعاون العسكري لحفظ الاستقرار في أوروبا – وكذا دور المنظمات الدولية في ضمان الأمن الأوروبي، والموقف في الشرق الأوسط، وتداعياته بالنسبة للأمن الأوروبي.
وتحدث في هذه الجلسة السفير/”لامبرتو زاينير” “Lamberto Zannier”، سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ووزيرا دفاع بيلاروس وصربيا، و”ستيفان ميشك”، الرئيس السابق لكرواتيا، و”سيرجي مكاروف”، العضو بهيئة أركان الأكاديمية العسكرية الروسية، و”الكسندر زار”، عضو المجلس الألماني للسياسة الخارجية.
وبجانب الجلسات العامة المُشار إليها عاليه، عُقدت جلسات نقاشية بالتوازي، تناولت القضايا التالية:
1- الشرق الأوسط “المتناقضات المتشابكة”:
تحدث في هذه الجلسة نائب وزير الدفاع السوري “محمود شوا”، والعميد “Sergey Rudskoy”، من إدارة العمليات بهيئة أركان القوات المسلحة الروسية، و”Schindler”Hans – Jacob، منسق فريق مراقبة داعش والقاعدة وطالبان بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و”Jean–Paul labored”، المدير التنفيذي للجنة مواجهة الإرهاب بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومساعد الأمين العام “بان كي مون”،و”Pascal Boniface”، مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، و”yve Daccord”، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC).
2- تحديات الأمن الدولي التقليدية والحديثة:
تحدث أمام هذه الجلسة نواب وزراء دفاع الفلبين، وشيلي، والأرجنتين،وتناولت المسائل التالية بصفة خاصة:
-
الطبيعة المتطورة وأشكال التحديات والتهديدات الأمنية.
-
القدرة على تناول التحديات الحديثة والتهديدات من خلال آليات الأمن الدولي القائمة.
-
دور التعاون الدولي في مواجهة التحديات الأمنية التقليدية والحديثة.
-
استخدام التكنولوجيات الحديثة في تحديد وتناول التهديدات الأمنية.
-
إيجاد حلول للتهديدات الأمنية الدولية.
3- الثورات الملونة والأمن الإقليمي “دور القوات المسلحة في ضمان الاستقرار الوطني”:
تناولت هذه الجلسة توسع ظاهرة الثورات الملونة، والعامل الخاص بالقوات المسلحة في هذه الثورات، وتداعيات هذه الأخيرة بالنسبة للأمن العالمي والاستقرار الإقليمي، كما تطرقت الجلسة للثورات”كعامل رئيسي في تفجر النشاط الإرهابي العالمي”.
وتحدث في هذه الجلسة اللواء/ محمد عبد الفتاح الكشكي، مساعد وزير الدفاع المصري، و”Sergey Afanasyev”، نائب مدير إدارة بهيئة أركان القوات المسلحة الروسية، و”German Klimenko”، مستشار الرئيس بوتين، و”يفيجيني ساتا نوفسكي”، رئيس معهد الشرق الأوسط بموسكو، ونائب وزير الدفاع الأورجواني، و”Rafaello Pantucci”، مدير المعهد الملكي لدراسات الأمن الدولي بالمملكة المتحدة.
وقد عرض مساعد وزير الدفاع المصري للعلاقة الوثيقة والتفاعلية بين الشعب المصري وقواته المسلحة والاعتبارات وراء ذلك، لاسيما نظام التجنيد الإجباري، والذي بموجبه تُتاح الفرصة لمختلف فئات الشعب المصري للخدمة والعمل بالقوات المسلحة على قدم المساواة.
كما عرض لفيلم قصير عكس الالتحام والتفاعل بين أبناء الشعب المصري وقواته المسلحة إبّان ثورة 30 يونيو2013، و3 يوليو2013.
4- الأمن في آسيا الوسطي:
تناولت هذه الجلسة تقييمًا للموقف الحالي والتنبؤ بالتغيرات السياسية– العسكرية في المنطقة، العناصر المؤثرة في الأمن في المنطقة، التعاون الدفاعي لحفظ الأمن في أفغانستان، وآسيا الوسطى، الموقف في أفغانستان وتداعياته على الأمن في دول الجوار، ودور المنظمات الدولية في تعزيز الأمن الإقليمي. وقد حظيت هذه الجلسة باهتمام وحضور كبيرين.
وتحدث في هذه الجلسة نائب وزير الدفاع الطاجيكي “AbdulkhoshimGulomzoda”، والقائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني “Masoom Stanekzai”، والسفير/ “Phunchok Stobdan”، عضو معهد الدراسات الدفاعية بالهند، ورئيس أركان القوات المسلحة في “قيرقيستان”Zhanybek Kaparov”، و”Konstantin Kosachyoy “، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الفيدرالي (الغرفة العليا للبرلمان الروسي).
تعقــيب:
في كلماتهم الافتتاحية ومداخلاتهم، أشار كبار المسئولين الروس– بما فيهم “نيكولاي باتروشيف”، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، ووزيري الدفاع والخارجية– إلى الآتي بصفة خاصة:
-
حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أواخر أكتوبر الماضي في مقدمة الحوادث الأخرى التي وقعت خلال الأشهر الماضية للتدليل على أن الإرهاب بات تحديًا خطيرًا، على المجتمع الدولي بأسره مواجهته.
-
مبادرة بوتين بتشكيل تحالف دولي واسع لمكافحة الإرهاب التي طرحها خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ(70) للجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس 2015.
-
الارتياح للنجاحات التي حققتها القوات المسلحة الروسية، وقوات الجيش السوري في مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا. وقد أكد “لافروف” في هذا السياق أن التدخل العسكري الروسي أوقف انتصارات الإرهابيين وتقدمهم في جبهات عدة، الأمر الذي أشاد به رئيس الوزراء الفرنسي السابق.
-
أنه من الخطأ تصوير الصراع في الشرق الأوسط على أنه صراع بين السنة والشيعة، فروسيا مهتمة ببناء شرق أوسط جديد مسالم ومزدهر، كما أنها مهتمة بإيجاد تسوية للمنطقة الفلسطينية على أساس الدولتين، وبضمان أمن الخليج وباستقرار الأوضاع في آسيا الوسطى وأفغانستان.
-
أنه من قبيل الخطأ الفادح، بل والجريمة، أن يتم تصنيف المتطرفين إلى معتدلين وآخرين إرهابيين، وتزويد الفريق الأول بالسلاح.
-
حرص روسيا على التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتجنب وقوع حوادث عند شن عمليات لمكافحة الإرهاب في سوريا، وتوقيع الجانبين برتوكول في هذا الشأن.
-
أن روسيا – مثل الولايات المتحدة الأمريكية – عضو دائم في مجلس الأمن، ومن ثم يقع على عاتقها مسئولية حفظ السلم والأمن الدوليين، وغير صحيح اتهام الولايات المتحدة لروسيا بتدمير سوريا، ولعب دور سلبي هناك. وفي هذا السياق أشار بعض المسئوولين الروس إلى ما أسموه بمسلسل فشل التدخلات العسكرية في كل من العراق وليبيا، وما أدى إليه ذلك من انتشار التطرف والإرهاب.
-
شكا المسئولون الروس ممَا أسموه حربًا إعلامية واسعة ضد روسيا، وتأليب أوروبا عليها، خاصة دول أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية السابقة “الأعضاء في الناتو”، وهو ما خلق أجواء سباق تسلح. وقد أشار بعض المسئوولين الروس إلى حادث إسقاط تركيا مقاتلة روسية كنموذج لمغامرات الهجوم علي روسيا.
-
أنه من الصعب بناء تحالف عسكري أوروبي قوي بدون مشاركة روسية (علي نحو ما صرح به رئيس المجلس الأوروبي قبل المؤتمر)، وأن الأفعال يجب أن تسبق الأقوال حيث يجب عدم النظر إلى روسيا على أنها عدو، وإنما كشريك يتصرف بمسئولية.
تم التأكيد على أن مكافحة الإرهاب والمبادئ التي تحكم ذلك هي جزء رئيسي في العقيدة العسكرية الروسية، كذلك أُشير إلى أن الإطاحةبالحكومات الشرعية في كل من ليبيا والعراق وسوريا أدى إلى قلقلة الأوضاع وانتشار الإرهاب في تلك الدول.