ندوة حول “النهوض بالقوة الناعمة المصرية”
مايو 14, 2017مشاركة السفير د. عزت سعد في أعمال المؤتمر السنوي الثالث لمجوعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا – والعالم الإسلامي”
مايو 21, 2017بتاريخ 18 مايو 2017، استقبل المجلس المصري للشئون الخارجية، وفدًا من الفريق الاستشاري للسياسة الخارجية بوزارة الخارجية الصينية، ضم كلاً من: السفير/ “ووسيكه”، عضو الفريق، والمبعوث الخاص الصيني السابق لقضايا الشرق الأوسط، والسفير الصيني الأسبق لدى مصر، السفير/ “تشو شياو بي”، عضو الفريق، والسفير الصيني السابق لدى “كازاخستان”، السيد/ “تشو ينغ هوانغ”، مدير تحرير عام بجريدة “China daily”، السيدة/ “يانغ جينغ”، مدير قسم بإدارة السياسات والتخطيط بوزارة الخارجية الصينية، السيدة/ “لي يانغ”، سكرتيرة ثالثة بوزارة الخارجية الصينية.
على الجانب الأخر، حضر من أعضاء المجلس كلاً من: السفير/ د.منير زهران، رئيس المجلس، السفير/ إيهاب وهبة، مقرر اللجنة الدائمة للشؤون العربية بالمجلس، السفير/ على الحفني، مقرر اللجنة الدائمة للشؤون الآسيوية بالمجلس، والسفراء د.محمد انيس سالم، و أحمد رزق، و محمد توفيق، أعضاء المجلس.
بدأ اللقاء السفير/ د.منير زهران، رئيس المجلس،حديثه بالترحيب بالوفد، معربًا عن سعادته لزيارتهم المجلس، مشيرًا إلى إنه خلال الأيام الماضية تم استقبال وفدًا صينيًا أخر من مراكز البحث والمجتمع المدني الصيني وبعضه مرتبط باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مثل (CCWS)، موضحًا أن هناك علاقات تعاون فيما بينهم، تم توثيقها في مذكرات تفاهم وتعاون، مضيفًا بأنه على الأقل هناكأربع مراكز بحث ومنظمات مجتمع مدني يوجد بيننا وبينهم علاقات تعاون وصداقة وتبادل الزيارات والبحوث والمعلومات، موضحًا أن من بين هذه المراكز:
-
معهد الشعب الصيني للعلاقات الدولية (china’s People Institute For Foreign Affairs)
-
المركز الصيني للدراسات الدولية المعاصرة (CCWS)
-
المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة (CICRR)
-
أتحاد الصداقة الصينية(CAF)China Association for Friendship
من جانبه، قام السفير/ “ووسيكه”،بالترحيب بالسفير/ منير زهران، وأعضاء المجلس، وتوجه بالشكر إليهم على استضافته، وقام بعد ذلك بتقديم الوفد، ثم اسهب في حديثه موضحًا أن مصر تتمتع بثقل في محيطها العربي، وكذا الأفريقي، مشيرًا إلى إنه يتطلع إلى التعرف على التطورات التي تشهدها مصر، وكذا التعرف على رؤيتهم بشأن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
قام بعد ذلك السفير/ منير زهران، بتقديم أعضاء المجلس، ثم أشار إلى أن أجندة هذا اللقاء تشمل ثلاثة موضوعات هى:
-
سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأثرها على المستجدات في المنطقة.
-
مكافحة الإرهاب.
-
مبادرة الحزام والطريق ومجالات التعاون فيما بين مصر والصين.
ثم أضاف بأنه سيتم البدء بالإجابة على السؤال الأول المرتبط بـ “سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط” خاصة في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي “ترامب” واجتماعه مع السعوديين ثم الخليجيين ثم قادة الدول الإسلامية، منوّهًا الى أن السفير/ محمد توفيق، هو الأجدر الحديث فى هذه المسألة، بحكم خدمته في واشنطن كسفير لمصر هناك.
-
أعطى بعد ذلك الكلمة للسفير/ محمد توفيق، والذي بدأ حديثه بتوجيه الشكر للوفد، مضيفًا أن للشعب الصيني معزة خاصة عند المصريين، وذلك نتيجة للدور الذي تقوم به الصين من أجل دعم مصر، وفيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أشار إلى أن هناك عناصر تقليدية معروفة لهذه السياسة، منها:
-
الموقع الجغرافي
-
الطاقة
-
الأسواق
مضيفًا بأنه إلى جانب هذه العناصر الثلاثة ظهر في السنوات الأخيرة عنصران مهمان هما:
-
العنصر الأول: هجمات 11 سبتمبر، وأن الشرق الأوسط والعالم العربي أصبح يمثل تهديدًا مباشراً للولايات المتحدة فيما يتعلق بالإرهاب.
-
العنصر الثاني: أن الولايات المتحدة بدأت تشعر – خاصة في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي مرت بها فيما بعد حربها على العراق – بأنها تدفع ثمنًا أكثر مما يلزم للدفاع عن الحلفاء، وأنه أصبح على الحلفاء أن يساهموا بقدر أكبر من الناحية المالية والاقتصادية.
ومن ثم، وعندما حدث ما اطلق عليه الربيع العربي، أصبحت الولايات المتحدة تتعامل مع المنطقة بشكل قصير المدى، نظرًا للتغيرات والتحولات السريعة التي تحدث بها. مشيرًا إلى إنه بعد أن استقرت الأمور في مصر بدأت الولايات المتحدة مرحلة جديدة من التعامل مع المنطقة من منظور تحقيق الاستقرار، وتحقيق ذلك الاستقرار يحافظ على المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأضاف بأن من أهم التحديات التي واجهت السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، تمثل في البرنامج النووي الإيراني والذي جاء متواكبًا مع تزايد وتنامي النفوذ الإيراني خاصة مع وجود الأقليات الشيعية في دول الجوار.
وهو الأمر الذي سانده وساعده بشكل كبير الاحتلال الأمريكي للعراق، وبالتالي أًصبح من الضروري لدى الولايات المتحدة بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، على الأقل في المدى القصير أو المتوسط، التوصل إلى توازن بين القوى يحد من نمو البرنامج النووي الإيراني.
فإذًا الاستقرار من ناحية ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى أصبحا هدفان متداخلان للسياسة الأمريكية من جانب، ومن جانب أخر أصبحا هدفًا متعلق بالمصالح الاقتصادية المباشرة.
مؤكدًا أنه من ثوابت السياسة الأمريكية – بغض النظر عن الإدارة التي تحكم أمريكا – حماية إسرائيل، مشيرًا إلى أن بعض الإدارات تدعم إسرائيل عند احتمال تحريك عملية السلام مع الجانب الفلسطيني، وبعض الإدارات تدعم إسرائيل بأشكال سياسية مختلفة، لكن هذا الأمر مبني أصلاً على رؤية إسرائيلية.
مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه يمكن تبين رؤية الإدارة الامريكية من خلال الزيارة التي قام بها نتنياهو في واشنطن من خلال المؤتمر الصحفي المشترك، حينما أوضح أن إسرائيل أمامها فرصة ذهبية نتيجة لتقبلها من قبل الدول العربية، وبالتالي من المتصور أن تكون من الأهداف التي تسعى إليها الإدارة الحالية إيجاد أشكال تقريبية مختلفة من أجل أن تكون إسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في العالم العربي، بغض النظر عن تحقيق نتائج ملموسة في عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، وعليه وفي ضوء العناصر السابقة من الممكن تصور الأجندة التي تتحرك بها الولايات المتحدة في المرحلة القادمة بما في ذلك الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ترامب.
-
وفي شأن متصل قام السفير/ منير زهران، بإعطاء الكلمة للسفير/ محمد أنيس سالم، والذي أوضح أن النقطة الأولى في حديثه تتعلق بالملف الذي تركه أوباما أو ما يطلق عليه “مبدأ أوباما”، مشيرًا إلى أن أوباما حينما غادر الحكم ترك ورائه مجموعة من المسائل التي لم تحدد، حيث كان يحاول أن يقدم اسهامًا فكريًا في تغيير نمط السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وهو ما يمكن تلمسه من خلال عدة أمور، منها:
-
الحديث حول التحول إلى أسيا
-
الحديث عن عدم الأهمية الكبرى وتراجع أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لاستراتيجية الولايات المتحدة.
-
المطالبة بإحداث تغييرات داخلية جديدة في دول المنطقة.
-
سعيه لإدماج إيران في منظومة الشرق الأوسط.
مشيرًا إلى أن هذا ترك حالة من عدم الرضاءتجاه السياسة الأمريكية، حيث لم تكن نظم الحكم في المنطقة سعيدة بالمسعى الأمريكي لإحداث تغيير داخلي، وكذلك لم تكن دول الخليج سعيدة بمسعى إدماج إيران في المنظومة الإقليمية، وفشل الأمريكيين في متابعة محاولات السعى لحل القضية الفلسطينية، وتركت الأمور كلها مفككة في نهاية حكم أوباما.
انتقل بعد ذلك للنقطة الثانية من محور حديثه والتي تتعلق بالرئيس الأمريكي الجديد “ترامب”، حيث أوضح أن الرئيس “ترامب”، من منظور المنطقة، أتى إلى الحكم بدون خطة واضحة متكاملة للتعامل مع مشاكل المنطقة، ولكن كانت لديه بعض الأفكار المتفرقة، وهي أولوية الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب الإسلامي، وكذا يجب على الأطراف الأخرى أن تتحمل الأعباء الدفاعية إلى أخره، مشيرًا إلى إنها مجموعة من الأفكار المبدئية وعملية رفض لكل ما كان يمثله أوباما في التعامل الخليجي.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية – الأمريكية، وهي النقطة الثالثة في حواره، أوضح إننا نستطيع أن نفترض أن تعود إلى وضعها شبه الطبيعي الذي تهيكلت عليه، واستقرت عليه منذ الـ 20 إلى 30 سنة الماضية، مؤكدًا على أنه لا يمكن الجزم بأنها رجعت تمامًا إلى أحسن أحوالها لكنها تجاوزت الفتور وسوء الفهم الذي كان موجود في عهد أوباما، مضيفًا بأنه على الرغم من ذلك مازالت هناك بعض المشاكل القائمة.
كما أشار إلى أن النقطة الأخيرة من حديثه تتمثل في الصعوبات المتوقعة عند تطبيق هذه المقاربة الأمريكية الجديدة في المنطقة والتي يمكن إجمالها في ثلاث تحديات:
-
عدم وضوح استراتيجية الإرهاب، مشيرًا إلى إنه في هذا الصدد توجد تفاصيل كثيرة تتعلق بالصراع في سوريا، وأيضًا بمناطق أخرى مثلاً بالنسبة لمصر ليبيا مهمة جدًا، وأيضًا في الإطار الإقليمي يوجد أطراف مسؤولون داخل المنطقة يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول، فهناك العديد من الأجندات المرتبطة بالإرهاب، منوّهًا أن هذا الجانب غير واضح فيما يتعلق بتعامل الدولة الأمريكية معه.
-
أسلوب مواجهة إيران، حيث أن هناك خطر ظهور تأكيد المواجهة السنية – الشيعية، وكذا العربية – الإيرانية، وأيضًا تأكيد التنافس بين القوى الكبرى في المنطقة بمعنى أنه خلال السبعين سنة الماضية كانت الدبلوماسية المصرية تحرص على عدم الدخول في تحالفات مع القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن طرح فكرة تحالف تقوده الولايات المتحدة يهدد بعكس هذه المقاربة، وهذه تمثل صعوبة بالنسبة لدول المنطقة.
-
مدى قدرة الإدارة الأمريكية والمعروف عنها صلات ترامب واسرته القريبة جدًا من إسرائيل، وفي هذا الصدد طرح تساؤل حول مدى قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على أن تتخذ موقفاً محايداً للوصول إلى تسوية؟، مؤكدًا أن هذه التحديات هي التي يمكن أن تعتري الاستراتيجية الأمريكية الجديدة عند تطبيقها.
-
وفي معرض أخر للحديث، أعرب السفير/ إيهاب وهبة، عن سعادته بزيارة الوفد الصيني، وفي هذا الصدد أشار إلى إنه قام بزيارة الصين مرتين، موضحًا أنه في أحد زياراته كانت الصين تموج بأحداث خطيرة جدًا حيث كانت الثورة الثقافية في الصين، مؤكدًا إنه لو لم تتمكن الصين من أن تقتلعها لكانت الصين سارت في اتجاه مختلف جدًا، ولذلك نحمد الله أن هذه الثورة لم تتم حتى نرى الصين اليوم جديدة تمامًا.
وأضاف بأننا نرى كيف تعمل الصين في المشروعات في أفريقيا وهى أشياء لم يكن أحد يتصورها سواء في مجالات السكك الحديدية أو الطرق ثم ما يحدث في وقتنا الحاضر من حيث إنشاء طريق الحرير والطريق البحري، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى إحداث نقلة نوعية ضخمة جدًا في علاقات الصين مع العالم كله (أسيا – الشرق الأوسط – أفريقيا)، مؤكدًا أن هذا كله نشاهده وندعمه ونسانده بكل الإعجاب والتقدير ونتمنى أن تكون الصين في طليعة الدول التي تساعد الدول النامية وتقدم المعونة وتقوم بإنشاء مشروعات على درجة عالية من الأهمية في دول الجوار سواء الأفريقية أو العربية.
ومن جانب أخر أوضح أنه سعيد جدا أن مصر مشاركة بقوة في المؤتمر الذي انعقد في الصين مضيفًا بأن 5 وزراء من أهم الوزراء المصريين شاركوا، منوّهًا أنه من المتوقع أن نرى الصين وهي تشارك في العديد من المشروعات في مصر كمشروع قناة السويس.
وفيما يتعلق بالسياسة الأمريكية الجديدة تجاه الشرق الأوسط، أشار أنه عقب انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب أصيب الشعب المصري بخيبة أمل شديدة، موضحًا أن السبب في ذلك يعود إلى أن الرئيس “ترامب” غيّر من سياسة أمريكا تجاه المنطقة، وصدرت عنه مواقف وتصريحات كأنه لم يسمع عن المنطقة قبل هذا ولا يتأثر بما جرى، كما تطرق إلى أن تصريح بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، و أضاف بأنه تحدث أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي مبدياً عدم اكتراثه بحل الدولتين أو دولة واحدة، حيث أشار أن هذا لا يهتم به كثيرًا ولا يعنيه في شئ، كما أكد السفير/ إيهاب، أن كل ما قامت عليه السياسة الأمريكية لفترة ممتدة تجاهله.
كما أشار إلى إنه لم يأت على ذكر مرجع هام للغاية في حل قضية الشرق الأوسط وهي المبادرة العربية، حيث أوضح أن هذه المبادرة أصبحت اليوم جزءًا أساسياً من المرجعيات التي نرجع إليها إذا اردنا أن نحدث تطورًا وحلاً لمشكلة الشرق الأوسط، مضيفًا بأن ترامب أبدى نشاطاً ملحوظاً تجاه العالم العربي مؤخراً، من حيث توالي الزيارات العربية للبيت الأبيض، وكان أخرها زيارة ملك الأردن مرتين، وكذا زيارة الرئيس المصري و الفلسطيني.
وأكد على أنه مما لاشك فيه أن هذا الرئيس ترامب سيُعيد النظر في السياسة الأمريكية، موضحًا أن اللقاءات المتعددة التي ستتم في السعودية واستماعه إلى ملك السعودية من ناحية، وقادة الدول الخليجية من ناحية، ومجموعة قادة الدول الإسلامية من ناحية أخرى، مشيرًا إلى أنهم سيطالبوا بشئ واحد هو حل القضية الأساسية التي يعاني منها الشرق الأوسط.
منوّهًا أن الكلام الذي صدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” بأن الدول العربية أصبحت حليفة للإسرائيليين، هو كلام غير صحيح، مؤكدًا أنه لا يمكن للدول العربية أن تكون حليفة لإسرائيل، وذلك نتيجة تمادي إسرائيل في سياسة خاطئة، وسياسة استعمارية استيطانية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لن تقبله الدول العربية والإسلامية. حيث أن المبادرة العربية حظيت بتأييد كل الدول الإسلامية وهي المبادرة الخاصة بحل النزاع العربي – الإسرائيلي، موضحًا أن الرئيس الأمريكي “ترامب” عندما يستمع لقادة العالم الإسلامي سيقولون له أنهم يؤيدون هذه المبادرة، وأنه يجب أن يضع هذه المبادرة في الحسبان وألا يتجاهلها.
-
من جانبه، رحب السفير/ أحمد رزق، بالسفير/ “ووسيكيه”، مشيرًا إلى أن الفترة التي عملها السيد/ “ووسيكيه” كسفير للصين في القاهرة ارست أسساً قوية ومتينة لهذه العلاقات. وفيما يتعلق بموضوع النقاش، أوضح أنه يريد أن يضيف نقطة تتعلق بموضوع حقوق الإنسان، مؤكدًا أن الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كانت دائمًاالحفاظ على أمن إسرائيل و تأمين مصادر النفط والتجارة .
وفي هذا الصدد أشار إلى أن إدارة أوباما استجدت مبدأ جديد وهو موضوع تعزيز الديمقراطية ونشر حقوق الإنسان، مضيفًا بأن الصين ومنطقة الشرق الأوسط عانت من هذا الموضوع، منوّهًا بأن خلفية ثورات الربيع العربي في أحد أبعادها هو موضوع حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية والإطاحة بالنظم الاستبدادية، مضيفًا بأن في هذا المقام يأتي ما ذكره الرئيس أوباما في القمة الخليجية – الأمريكية عقب توقيع الاتفاق النووي مع إيران – وهو ما احبط الجانب الخليجي – أن إيران ليست الخطر الحقيقي على دول الخليج، وإنما الخطر الحقيقي يتمثل في الداخل المتمثل في عدم استجابة الأنظمة السياسية في هذه الدول لتطلعات شعوبها للديمقراطية وحقوق الإنسان وتطلعات الشباب للتجديد.
أما بالنسبة للإدارة الجديدة فالوضع مختلف، حيث تعكس تصريحات ترامب عدم اهتمامه بقضايا حقوق الانسان و الديمقراطية أو تغيير النظم الحاكمة تحت أي سبب.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية – الإيرانية، أوضح أنه لا يرى أن هناك عداء فيما بين البلدين، وإنما الخطورة تكمن في الإيديولوجية الإيرانية وتصدير الثورة واستهداف إسرائيل، ومن هنا جاء التوجه الجديد لإدارة الرئيس ترامب وهى احتواء إيران، منوّهًا أنه من المحتمل أن يتم نسف الاتفاق النووي الإيراني لأن إسرائيل ترى فيه خطر داهمًا على أمنها.
-
وفي ذات الشأن جاءت مداخلة السفير/ على الحفني، الذي أوضح أنه سيركز على ثلاثة موضوعات، مضيفًا بأنه يود التركيز على زيارة الرئيس “ترامب” القادمة لمنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أول تحرك للخارج يقوم ترامب بزيارة للسعودية والالتقاء بعدد كبير من زعامات الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أن الزيارة تمثل فرصة تاريخية له، خاصة للتغلب على الكثير من المشاكل المتراكمة التي يواجهها في الداخل الأمريكي، فهو يود أن يعود بانتصار ويرد، في نفس الوقت، على كثير من معارضيه في الداخل، منوّهًا الى إنه بدأ الحديث عن صفقة مع المملكة العربية السعودية فقط قدرها 200 مليار دولار وفي روايات أخرى 300 مليار دولار لمدة عشر سنوات قادمة، موضحًا إنه ليس هناك دول قادرة على أن تعقد مثل هذه الصفقات مع الولايات المتحدة ربما بخلاف الصين، مبيّنًا أن هذا المبلغ الكبير يتردد أن نصفه سيخصص للاستثمار في مجال البنية الأساسية داخل الولايات المتحدة، والنصف الأخرصفقات عسكرية.
كما أضاف بأن مثل هذه الصفقات لها وقع إيجابي كبير على الداخل الأمريكي، موضحًا أن ترامب هدد في حملته الانتخابية بأنه لن تستمر الولايات المتحدة في توفير الحماية لدول الخليج إلا إذا دفعت الثمن، منوّهًا أن الرئيس ترامب يدير السياسة الخارجية بعقلية رجل الأعمال الذي يرغب في عقد الصفقات . مضيفًا بأن ظهوره في جمع من زعامات الدول العربية و الإسلامية من شأنه أن يلغي كل أثر لأي حملات كانت تستهدفه في الفترة الماضية بعدما اتخذ عدة قرارات خاصة بدخول مواطني بعض أبناء هذه الدول للولايات المتحدة، فالصورة سيتم تصحيحها داخل الولايات المتحدة.
منوّهًا الى أن زيارته لقلب الخليج (المملكة العربية السعودية)، تأتي والمنطقة في وضع هش وضعيف بفعل التطورات التي شهدتها في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن مخاوف دول الخليج زادت وانعكس ذلك على تصريحات مسؤوليها بل وإجراءات النظم والحكومات بسبب أطماع إيران التوسعية في المنطقة، وإصرارها على التدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار من خلال اجتياح قواتها ومستشاريها لهذه الدول (العراق – سوريا – اليمن). هذا بالإضافة إلى المحاولات المستميتة لتشييع المنطقة وتصدير الثورة الإيرانية والترويج للمذهب الشيعي، ومن ثم إضعاف المنطقة وتقسيم دول الجوار وعسكرة المنطقة والتأُير على ميزانيات دول الخليج.
وفي معرض أخر من الحديث فيما يتعلق بقمة الحزام والطريق، أوضح سيادته أنه تابع باهتمام القمة التي عُقدت في بكين في الأيام الماضية، وكذا كل الفعاليات التي أُقيمت في إطارها والتي شاركت مصر فيها، بل وساهمت في الإعداد لها ليس فقط على المستوى الرسمي، وإنما أيضًا من قبل رجال الأعمال واتحادات الغرف التجارية عربيًا وإفريقيًا أيضًا.
وقد نوّه في هذا الصدد إلى أن مصر تقدر الهدف الذكي والنبيل والمفيد لاقتصاديات الدول النامية من وراء إطلاق الرئيس “شي جين بينغ” لهذه المبادرة، موضحًا أن الصين وزعاماتها تفكر دائمًا بشكل إيجابي وتفكر في البناء وليس التدمير، فالكل يستفيد من مثل هذه المبادرات البنّاءة.
كما أشار إلى زيارة الرئيس السيسي للصين في ديسمبر 2014، مؤكدًا أنه إذا ما أردنا أن نعطي محتوى لما تحقق في الزيارة من حيث إيرام اتفاق بشأن تصعيد العلاقات إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملةيجب أن نسعى إلى ترجمة هذا في الواقع، موضحًا أن هذا لم يتم، مدللاً على ذلك بأن مصر، في إطار مبادرة الحزام والطريق،تعتبر ممر مائي وليست مركزاً رئيسياً من المراكز((Hubs، وبالتالي فمسألة النظرة إلى قناة السويس إنها مجرد ممر لا تروقنا، مشددًا على ضرورة أن تنظر القيادة الصينية إلى منطقة قناة السويس على إنها مركز((Hub مهم في إطار مبادرة الحزام والطريق، بصرف النظر عن ما قد يكون الجانب الصيني قد أبرمه من اتفاقات مع دول أخرى أو موانئ أخرى في اليونان أوغيرها.
وختامًا، أوضح أن أخر ملاحظة سوف يبديها، أن الصين تسعى لفتح الجسور وللاستثمار والبناء والتعاون، وبالتالي يجب أن تكون الصين حذرة تمامًا في علاقاتها مع دول لها مثل هذه الأطماع وتمثل تهديداً لمنطقة تطمع فيها دول تربطها علاقات قديمة ومصالح مستقبلية مهمة مثل المنطقة العربية، مشددًا على ضرورة أن تتعامل الدبلوماسية الصينية بروية وحذر مع تلك الدول التي تتسبب في مثل هذه المشكلات وتتسبب في أخطار قد تعصف بأشياء كثيرة من ضمنها المصالح الصينية في المنطقة.
وقد تخلل اللقاء عدد من التعقيبات الختامية، جاءت على النحو التالي:
أشار السفير/ أحمد رزق الى أنه لم يكن يرغب في التطرق للعلاقات الثنائية بين مصر والصين، ولكن على ذكر ما أوضحه السفير/ على الحفني، أوضح أن كان هناك قدر كبير من التفاؤل فيما يتعلق بزيارة الرئيس “شيبينغ” للقاهرة في يناير 2016، وكذا الزيارات الثلاث للرئيس السيسي للصين، مؤكدًا أن مجمل العلاقات بين مصر والصين مازالت كما هي دون طموح. مشيرًا إلى إنه كيف أن الاستثمارات الصينية لاتتجاوز 600 – 700 مليون دولار وترتيبها متراجع جدًا بالنسبة للاستثمارات الصينية في الخارج، في حين يتم الحديث عن علاقات استراتيجية .
كما تطرق إلى المفاوضات التي تمت فيما بين الجانبين (المصري والصيني) بشأن دعم الاحتياطي النقدي، حيث أنه بعد مفاوضاتمضنية ، وافق الجانب الصيني على تخصيص مليار دولار لدعم الاحتياطي النقدي المصري وتسدد خلال فترات من السنة.
من جانبه توجه السفير/ “ووسيكيه”، بالشكر لأعضاء المجلس، قائلاً بأن مثل هذه الجلسة لابد وأن تكون مستمرة ودائمة في القاهرة والصين أو في شنغهاي أو في أي مكان، موضحًا أنه سيقوم بتوجيه الدعوة لأعضاء المجلس لزيارة الصين، من أجل استمرار هذه المناقشات، فهي مناقشات مفيدة جدا، مضيفًا بأن الجانب الصيني يتفهم الوضع في المنطقة والأفكار من اصدقائنا في مصر وأيضًا كيفية تقوية علاقات التعاون بين الجانبين، مؤكدًا أن الجانب الصيني يولي اهتماماً كبير بمنطقة الشرق الأوسط في العالم اليوم، مشيرًا إلى أن الجانب الصيني يريد تقوية العلاقات مع مصر والدول العربية.
منوّهًا إلى أن منتدى الحزام والطريق منعقد منذ يومين في بكين و أن مساهمة مصر والدول العربية كانت مهمة لإنجاح هذا المنتدى، مشيرًا إلى أن الارتقاء بالتعاون بين البلدين يحتاج إلى مزيد من المتابعة والاهتمام، مؤكدًا أن مصر شريك مهم، وأن الصين تتمنى أن يكون لمصر مكانة ودورًا مميز ليس في شئون الشرق الأوسط فحسب، بل في المجتمع الدولي والعالم أجمع، مشيرًا إلى أن هناك علاقات شخصية وقواسم مشتركة تجمع بين الرئيس الصيني والرئيس السيسي.
وتعقيبًا من السفير/ د.منير زهران، أوضح أنه سيلبي دعوة الجانب الصيني، وأشار إلى إنه يتطلع إلى زيارة الرئيس السيسي للصين في سبتمبر القادم على هامش قمة البريكس، وقد أجمل السفير/ منير، تعقيبه في عدة ملاحظات على النحو التالي:
-
أن موضوع الإرهاب لم يتعرض له اللقاء بعمق، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع في منتهى الخطورة، ويهدد ليس فقط الشعوب وإنما الدول، وذلك لأن الإرهاب عبارة عن وسيلة لتحقيق غاية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هى مصدر الإرهاب في المنطقة، مدللاً على ذلك بتعاونها مع جماعة الإخوان المسلمين، منوهًا بأن هذه الجماعة هي مصدر الحركات الإرهابية في المنطقة.
-
شدد على ضرورة ألا يتم نسيان أن غزو العراق للكويت كان بإيعاز من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا كان بداية تطورات خطيرة في المنطقة، وأن من دفع فاتورة الإرهاب الأمريكي لعدوان العراق على الكويت هي الدول العربية، مؤكدًا على ضرورة أن يؤخذ هذا بعين الاعتبار.
-
أنه في اعقاب غزو الولايات المتحدة وبريطانيا بدون ترخيص من مجلس الأمن في عام 2003 قامت الادارة الامريكية للعراق بتسريح الجيش العراقي، وهو ما تسبب في وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش، وبالتالي “انقلب السحر على الساحر”، موضحًا أن الولايات المتحدة تسعى الآن الى تحجيم داعش وليس القضاء عليه، وهذه هي السياسة الأمريكية في محاربة داعش في سوريا، متسائلاً عن دور تركيا كونها عضو في حلف شمال الأطلنطي، منوهًا إلى وجود علاقات حميمية بين تركيا والولايات المتحدة.
-
وفيما يتعلق بزيارة ترامب، أوضح أنه لم يفرض نفسه على السعودية، وأن السعودية هي التي رتبت لهذه الاجتماعات، مشيرًا إلى أن الأمير محمد بن سلمان زار واشنطن وجلس مع الرئيس ترامب وتباحث فى أمور كثيرة منها زيارته القادمة إلى السعودية.