انعكاسات انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني
مايو 15, 2018تقرير السفير دكتور / حسين حسونة حول نشاط الامم المتحدة في مجال القانون الدولي
يونيو 7, 2018
بتاريخ 7 يونيو 2018 ، أستقبل السفير د. منير زهران رئيس المجلس والسفير عزت سعد مديره السفير ناصر كنعاني رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة ، بمقر المجلس بالمعادي ، حيث تطرق اللقاء الي الاتي بصفة :
-
رحب السفير منير زهران رئيس المجلس بالضيف ، مشيراً الي دور ونشاط المجلس المصري للشئون الخارجية وكونه منظمة غير حكومية مستقلة تعمل في اطار القوانين المصرية ولا تتلقي اي تمويل خارجي وفقاً لنظامها الاساسي . ثم اعطي الكلمة لرئيس المكتب الإيراني .
-
أشار رئيس المكتب الي أنه تولي عمله بالقاهرة منذ شهر ، وأنه من كوادر وزارة الخارجية ، حيث أمضي فيها نحو 25 عاماً ، وأن أغلب سنوات عمله كانت في جمهوريات آسيا الوسطي والفضاء السوفيتي السابق، كما عمل في الاردن وكممثل للخارجية في مجلس الأمن القومي الإيراني .وأضاف :
-
أشاد بدور مصر وحضارتها ووزنها التاريخي والثقافي وتقدير الشعب الإيراني لذلك ، مؤكداً أن هناك قواسم مشتركة بين البلدين في هذا الشأن بما يسمح بإمكانية البناء عليها .
وأضاف أنه التقي بالسيد سفيرنارئيس قسم رعاية المصالح المصرية في طهران قبيل حضوره للقاهرة حيث تناول معه العلاقات الثنائية من مختلف جوانبها ، مشيراً الي الحاجة لتنشيط وتفعيل هذه العلاقات فضلاً عن التنسيق والتشاور المشترك في القضايا الاقليمية ، لاسيما الملف السوري ، والذي تأمل إيران في أن تقوم مصر ازائه بدور فاعل .
-
أهتم الضيف الإيراني بالتأكيد على الأهمية الخاصة للعلاقات الثقافية بين البلدين ، مشيراً في ذلك الي سابق التعاون بين الازهر والمرجعية الدينية في إيران وعلاقات المؤسستين التاريخية إبان حكم الشاه ودورهما في تقريب المذاهب في الاسلام . وفي هذا السياق أشار الي أن لدي أغلب المراجع الدينية في إيران انطباعات إيجابية عن الازهر ويتمنون إحياء علاقاتهم به ، وأنهم طلبوا من رئيس المكتب العمل على ذلك خلال عمله بالقاهرة .
-
ذكر أنهم وان كانوا يتفهمون الظروف التي تمر بها مصر حالياً وحرصهم على عدم التسبب في متاعب لها ، الا أن هناك حاجة الي حلحلة العلاقات الثنائية واحيائها والتعاون بشأن حل أزمات الاقليم والا ينحصر التعاون الثنائي في الاجهزة الامنية ، من خلال تفعيل الاتصالات بين البلدين في المجالات الأخرى .
وقد أعطي الضيف الإيراني بعض الأمثلة على دعوتهم لأكاديميين مصريين للمشاركة في فعاليات ثقافية وفنية في طهران إلا ان الأمن منعهم من السفر لإيران .
وقد خلص الضيف حول هذه النقطة الي أنه يقترح إقامة نوع من الحوار غير الرسمي ، تحت ما يعرف بدبلوماسية المسار الثاني ” Track II” ، بين المجلس المصري للشئون الخارجية ومركز دراسات الشئون الاستراتيجية والخارجية والذي يشرف عليه المرشد الأعلى للثورة الاسلامية ويترأسه السيد / كمال خرازي مندوب إيران السابق لدي الامم المتحدة في نيويورك ووزير الخارجية الاسبق. وأضاف أن هذه الممارسة موجودة بينهم وبين العديد من الدول الاوربية والسعودية ذاتها ، رغم سوء العلاقات معها ، مؤكداً انه لا توجد محاذير لديهم في هذا الشأن وأنه قد نقل اقتراحه هذا الي الزملاء بوزارة الخارجية( السيد السفير مساعد الوزير لشئون مكتب الوزير والسيد السفير مساعد الوزير للشئون الآسيوية ).
-
ألمح رئيس المكتب الي ان رئيس مكتب المصالح المصرية في طهران يتمتع بحرية كاملة في اجراء ما يراه من اتصالات ولقاءات بمسئولي الخارجية والبرلمان واستقبله محمد جواد ظريف وزير الخارجية بعد وصوله لطهران ، في الوقت الذي يجد فيه صعوبات في لقاء السيد وزير الخارجية في القاهرة.
-
من جانبه رحب السيد السفير رئيس المجلس ، بصفةشخصية، باقتراحرئيس المكتب الإيراني، موضحاً أنه شخصياً – إبان فترة عمله بوزارة الخارجية – كان مكلفاً بإجراء حوار غير رسمي مع مندوب إيران الدائم في جنيف باستعادة العلاقات مع إيران في أوائل التسعينات ، وأن تلك المساعي كانت على وشك أن تسفرعن استئناف العلاقات بين البلدين ، الا ان عضواً من البرلمان الإيراني ، هو شريعة مداري ، ألقي بياناً عدائياً نحو مصر في البرلمان الايراني ، مما أفشل جهود عودة العلاقات الدبلوماسية ، وفي المرة الثانية تمسك الجانب الإيراني بالإبقاء على أحد الشوارع الرئيسية باسم خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس السادات المتفرع من ميدان ولي عصر.
وقد أثني رئيس المجلس على الموقف الإيراني من انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الصفقة النووية مع إيران بعدم تصعيد الموقف من الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 ، مؤكداً ضرورة التمسك بها من جانب طهران .
-
طلب السفير عزت سعد من الضيف الإيراني التعرف على تطورات الملف السوري وأبعاد التوتر المتزايد بين اسرائيل وإيران ارتباطاً بالوجود العسكري الإيراني في سوريا ، وحقيقة الموقف الروسي في هذا الشأن .
وفي هذا الصدد أوضح الضيف الإيراني ما يلي :
-
ان الملف السوري أصبح ملفاً معقداً ، ولكل تفسيره لما يجري هناك ، وميدانياً هناك حدوث تقدم كبير لصالح النظام السوري ، وانه باستثناء بعض العمليات العسكرية المحدودة هنا وهناك ، بات الملف سياسياً تماماً ، حيث توجد قناعة لدي جميع الاطراف بان حل الأزمة السورية هو سياسي في المقام الاول ، وانه لم يعد بإمكان الميليشيات المسلحة المتطرفة أن تستعيد وضعيتها التي كانت عليها قبلاً . وأضاف ان ما يجري من التحالف الغربي حالياً هو محاولة الاستفادة سياسياً من استمرار دعمهم للميليشيات المتطرفة .
-
أشار الي ان الولايات المتحدة لم تشارك في الاجتماع الأخير لمجموعة آستانة ، وهو أول اجتماع بعد انسحاب واشنطن من الصفقة النووية الايرانية . ويعتقد الضيف الايراني أن مسار أستانة هو الاهم تأثيراً بالمقارنة بمسار جنيف ، رغم قلة عدد أطراف الأول ، ونوه الي ان منصة سوتشي تقوم بدور لا يستهان به في الحوار ” السوري – السوري ” بمشاركة جميع أطياف المعارضة السورية والنظام ، حيث أثيرت مسألة صياغة دستور جديد .
-
ان التوتر الحاصل في سوريا موجود فقط في منطقتين الاولي على الحدود التركية / السورية والثانية على الحدود السورية / الاسرائيلية .
-
المح الي ان ايران ترتبط بروسيا بعلاقات تعاون استراتيجي في سوريا ، وانه لا يوجد تطابق بالضرورة في وجهات نظرهما بشأن رؤية كل دولة للملفات الأخرى مثل العلاقات مع اسرائيل أو العلاقات بالغرب ، غير أنه – بصفة عامة – لا تؤيد موسكو موقف اسرائيل من الملف السوري .
-
يستبعد آية نية سياسية لدي اسرائيل ولا امكانية لشن حرب ضد إيران أو حلفائها في المنطقة ، وان ما يحدث بين البلدين هو نوع من الكر والفر .
-
اختتم السفير زهران اللقاء بالقول بأنه سيتم عرض مقترح رئيس المكتب على مجلس إدارة المجلس لبحثه والتشاور بشأنه ، مؤكداً انه يري فيه آلية لتطوير علاقات البلدين .