مؤتمر مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية دراسة حالة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكى
أغسطس 1, 2018فود زائرة محضر مقابلة مع السيدة Carole Demol المستشار السياسى لوفد الاتحاد الاوروبى
أغسطس 5, 2018استضاف المجلس المصرى للشئون الخارجية يوم الأربعاء 1 أغسطس 2018 وقائع مؤتمر “مصر وطاجيكستان فى مواجهة التنظيمات الإرهابية: دراسة حالة جماعة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكى”. وقد عُقِد المؤتمر بمشاركة رباعية من قِبَل المجلس المصرى للشئون الخارجية والمنتدى المصرى للإعلام والصالون البحرى المصرى ومركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، وحضرته نخبة من المفكرين والمسئولين والأكاديميين المصريين والأجانب، فضلاً عن وجود عددٍ من وسائل الإعلام لتغطية أعمال المؤتمر.
شملت أجندة المؤتمر جلستين؛ الأولى افتتاحية (من الساعة 6 إلى 6.20 مساءًا)، وترأسها السفير الدكتور عزت سعد، مدير المجلس المصرى للشئون الخارجية، والمهندس/ عبد السلام الخضراوى، عضو مجلس النواب ورئيس مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، واللواء أ. ح/ طارق المهدى، رئيس المنتدى المصرى للإعلام، والذى ألقى كلمة المنتدى والصالون البحرى المصرى.
أمَّا الجلسة الثانية الرئيسية (من الساعة 6.20 إلى 8 مساءًا)، فانطوت على إسهاماتٍ قيِّمة وعميقة من عددٍ من الأكاديميين والباحثين المعنيين بشئون الإرهاب والأمن. وبينما ترأس الجلسة د. محمد طلعت، مساعد رئيس تحرير جريدة الجمهورية، قام السفير عزت سعد بالتعقيب على أوراق المتحدثين، وهم:
-
د. دلال محمود، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بموضوع “الإخوان وحزب النهضة… مرجعية فكرية واحدة”.
-
أ. محمود دياب، صحفى بجريدة الأهرام وباحث فى الشئون الآسيوية، بموضوع “حزب النهضة الطاجيكى: النشأة والجرائم المرتكبة وتداعياتها (سياسياً واقتصادياً واجتماعياً)”.
-
أ. إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى سابقاً، بموضوع “التناول الإعلامى لجرائم التنظيمات الإرهابية: مصادر التمويل وآليات التجنيد”.
-
أ. محمود عبد الله، محامى بمحكمة النقض ومستشار قانونى بحزب التجمع، بموضوع “القضاء وحظر التنظيمات الإرهابية”.
وختاماً، تم إعلان البيان الختامى للمؤتمر والتوصيات التى خرج بها. ومن جملة هذه التوصيات ما يلى:
-
التأكيد على دور كل من مؤسسات التنشئة وفى مقدمتها المدرسة والمسجد للقيام بدورها بالتعاون والتنسيق مع بقية مؤسسات الدولة وأجهزتها فى مواجهة فكر تلك التنظيمات ومخاطرها.
-
التأكيد على دور الإعلام في دحض كل ما تقدمه هذه التنظيمات الإرهابية (الإخوان وحزب النهضة) من معلومات وفتاوى مغلوطة لأتباعها، مع العمل على تطوير محتوى الخطاب الإعلامى سواء على مستوى نوعية وشكل الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور بما يمثل حائط صد ضد أفكار وتوجهات تلك التنظيمات.
-
تبادل الخبرات بين البلدين، وذلك من خلال تنظيم العديد من الزيارات المتبادلة للخبراء والمتخصصين والباحثين فى مختلف المجالات ذات الصلة بمواجهة الإرهاب.
-
تنظيم العديد من الفعاليات المشتركة والتى تشمل (مؤتمرات، ندوات، ورش عمل، حلقات نقاشية، موائد مستديرة) لمناقشة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بوجهٍ عام، وقضية الإرهاب وكيفية مواجهته على وجه الخصوص.
-
العمل المشترك بين الأجهزة المعنية بقضايا الإرهاب فى البلدين، للعمل فى سبيل إدراج تنظيم جماعة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكى، كتنظيمات إرهابية لدى مختلف الدول العربية والإسلامية، وكذلك لدى المنظمات العربية والإسلامية والعالمية.
-
تنظيم مؤتمر موسع على مستوى الدول العربية والإسلامية من أجل مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، ويقترح فى هذا الخصوص أن يتم خلال هذا العام تنظيم مؤتمر موسع يضم دول آسيا الوسطى وبعض الدول العربية التى تعتبر جماعة الإخوان جماعة إرهابية، لوضع خريطة طريق فى كيفية العمل على إدراج هذه التنظيمات ضمن قوائم الإرهاب.
-
رفض التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول، وإدانة دعمها الدائم والمستمر للتنظيمات الإرهابية فى مختلف الدول العربية والاسلامية، ومطالبتها باحترام سيادة الدول واستقلاليتها.
-
التأكيد على تعزيز التعاون الأمنى بين مصر وطاجيكستان لتعزيز جهودهما الثنائية فى مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وفيما يتعلق بمساهمة المجلس المصرى فى هذا المؤتمر، فقد جاءت الكلمتان الافتتاحية والختامية للسفير الدكتور عزت سعد، مدير المجلس، على التوالى، على النحو التالى:
كلمة
السفير د. عزت سعد
في افتتاح أعمال المؤتمر المشترك
“مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية:
دراسة حالة جماعة الإخوان وحزب النهضة الطاجيكي”
باسم المجلس المصري للشئون الخارجية، يسعدني افتتاح أعمال المؤتمر المشترك “مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية”، والذي ينظمه كلٌ من المجلس المصري للشئون الخارجية ومركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية والمنتدى المصري للإعلام والصالون البحري المصري، كما أتوجه بالشكر لكلٍ من المهندس عبد السلام الخضراوي عضو مجلس النواب ورئيس مركز الحوار، واللواء أركان حرب/ طارق المهدي رئيس المنتدى المصري للإعلام، وأخص بالشكر الأستاذ د. عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس مؤسسة شرف للتنمية المستدامة، ومعالي الوزير الأستاذ د. جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، وغيرهم من الساسة والخبراء والأكاديميين الحضور.
فيما يخص مؤتمرنا هذا، أود أن أنوِّه إلى عددٍ من الملاحظات:
السيدات والسادة،،،
-
يوافق هذا العام ذكرى مرور 25 عاماً على قيام العلاقات الدبلوماسية بين مصر وطاجيكستان، وهناك دعم وتنسيق متبادل بين البلدين في المحافل الدولية والاسلامية، وآخرها الدعم الطاجيكي للعضوية غير الدائمة لمصر في مجلس الأمن ( 2016 /2017 ) ودعمها لمرشح مصر لليونسكو وغير ذلك، ودعم مصر لترشيح طاجيكستان لرئاسة مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا CICA العام الجاري.
-
لآسيا الوسطي، وفي القلب منها طاجيكستان، مكانة هامة جداً في التاريخ والحضارة الإسلامية؛ فلنحو ألف عام تقريباً كانت آسيا الوسطي نقطة التقاء ثقافات وحضارات الشرق الأوسط و أوروبا والهند والصين من خلال الاقتصادات القائمة على التجارة. وقد لعب طريق الحرير التاريخي دوراً كبيراً في دراسة وتحسين الأفكار والاختراعات وتقنيات التصنيع عبر المنطقة الأوروآسيوية.
ولقرونٍ عديدة، كانت آسيا الوسطى هي المركز الفكري والسياسي للعالم الإسلامي؛ فالكتاب الثاني الأكثر قداسة في الإسلام (صحيح البخاري) قد تم تجميعه بواسطة البخاري الأوزبكي. وفي أماكن مثل كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان انطلقت الحركة الفكرية والعلمية القوية التي انتشرت عبر العالم الإسلامي من آسيا الوسطى. وهناك الكثير من علماء الاجتماع والمفكرين الاسلاميين مثل أبو حامد الغزالي (من مدينة طوس في خراسان على الحدود ما بين إيران وتركمنستان وأفغانستان)، وكان للغزالي تأثيرٌ عميق على فكر سان توماس الأكويني St. Thomas Aquinas .
وبوسع آسيا الوسطى أن تدعي لنفسها نصيب الأسد من الأسماء العظيمة في العلوم والفلسفة الإسلامية، مثل جابر بن حيان في الكيمياء والهندسة، والذي أشار إليه أوباما في خطابه بجامعة القاهرة عام 2009، والذي كان من خوارزم (أوزبكستان اليوم)، وأيضاً محمد بن موسي الخوارزمي فى الجبر والرياضيات والتي تقع إسهاماته في قلب علم الحاسوب الحديث. أيضاً من أوزبكستان، ومن منطقة بخارى، ابن سينا المعروف باسم Avicenna في الغرب، والذي أدي مؤلفة العظيم “القانون فى الطب ” إلى ظهور العلوم الطبية في الشرق الأوسط وأوروبا والهند. وهناك أيضاً أبو نصر محمد الفارابي (من كازاخستان) الذي أحيا وأضاف كثيراً لمنطق اليوناني أرسطو، والذي كتب الدراسة الأعظم حول الموسيقيthe greatest medieval study of music” “، ويُضَاف إلى هؤلاء العظماء رائد علم الفلك أبو محمود خوجاند Abu – Mahmud khojand من khujand (طاجيكستان اليوم)، وغيرهم الكثير.
والطريف أن كل هؤلاء كتبوا بالعربية، كما وأن المخترعين والعلماء الآخرين من العالم الاسلامي الذين اعتدنا الاعتقاد بأنهم عرب – انتموا إلى مناطق مختلفة في آسيا الوسطي وفارس أو تركيا اليوم.
-
هناك بعض المبالغة في الحديث عن الإرهاب كتهديد لمنطقة آسيا الوسطي، حيث يسود الإسلام المعتدل والتقليدي شعوب المنطقة، وليس للجماعات الإسلامية المتطرفة سوى قدرات محدودة فيها، علماً بأن الأغلبية الساحقة من شعوب دول المنطقة هم من السنة على المذهب الحنفي المعروف بتوجهاته الليبرالية غير المتزمتة مقارنةً بالمذاهب الأخرى. كذلك فإن هذه الشعوب تستقي هويتها الإسلامية من الأشكال المحلية للعقيدة الإسلامية والمتمثلة في القرآن والأعراف المحلية، ومن المشاركة في التقاليد والأعياد الدينية مثل الانتماء إلى ثقافة أولياء الله الصالحين، كما في مصر، وزيارة الأضرحة والمواقع الدينية بدلاً من الالتزام المتشدد بعقيدة أو فكر بعينه.
ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي، شهدت كافة جمهوريات آسيا الوسطي الخمس نشاطاً دينياً واضحاً تجسد في بناء مساجد جديدة وافتتاح مدارس ووعي إسلامي أمكن ملاحظته في تزايد الممارسين للعقيدة الدينية الإسلامية. وبالتزامن مع الأشكال المعتدلة والتقليدية للإسلام، ظهرت أيضاً توجهات إسلامية متطرفة ومسلحة في بعض أجزاء من المنطقة. وعلى مدى عقد التسعينيات كانت هناك أعمال عنف وإرهاب محدودة جداً من قِبَل بعض المنظمات ضد النظم الحاكمة.
-
الواقع أن هجمات 11 سبتمبر 2001 تمثل نقطة تحول هامة في هذا الشأن، حيث أنه لأغراض تشديد الحملة العسكرية ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان- والتي تشترك في حدود مع بلدان آسيا الوسطي بطول ما يزيد عن 2000 كم (1480 ميل؛ منها 800 ميل حدود مع طاجيكستان وحدها) – برزت الأهمية الاستراتيجية لآسيا الوسطى حديثاً، في الأوساط السياسية والأكاديمية في الغرب، عن أرجحية أن تكون هذه المنطقة أرضاً خصبة للإرهاب والتطرف الديني، وأن ذلك هو مصدر التهديد الأول للأمن القومي في هذه الدول.
-
ومع ذلك، وبالمقارنة بالمناطق الأخرى في العالم، فإن الحوادث الإرهابية في منطقة آسيا الوسطى هي الأقل؛ ففي الفترة من 1992 حتي 2011، بلغ عدد الهجمات الإرهابية المسلحة في المنطقة 238 بالمقارنة بــ 383 هجوماً في شرق آسيا و15,683 في جنوب آسيا و 15,567 في الشرق الأوسط. وبالنسبة لطاجيكستان مثلاً، فقد شهدت نحو 30 حادثاً إرهابياً عام 1995 و 42 عام 1997. وبنهاية الحرب الأهلية هناك، انخفض معدل الحوادث الإرهابية بشدة؛ حيث أصبح حادث إرهابي واحد في كل عام ( 2005 -2007 ، 2009 و 2010).
ولعل النقطة الأساسية هنا أن ما يتردد في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أن آسيا الوسطي هي تربة خصبة “Breeding ground ” للتطرف هو كلام غير حقيقي وليس له أي سند من الواقع. وعلى سبيل المثال، في 31 أكتوبر 2017 تم القبض على مواطن أوزبكي بتهمة ارتكاب عمل إرهابي في نيويورك قاد إلى مقتل 8 أشخاص. وفي غضون ذلك، كان هناك حادث دهس في استكهولم وحوادث مماثلة في اسطنبول وسان بيترسبرج وكان المعدون لهذه الحوادث من أصول أوزبكية. وفضلاً عن ذلك، شارك أكثر من 2000 من أبناء آسيا الوسطى في الحرب الأهلية في سوريا مع منظمات مثل داعش وجهة النصرة. ولقد قاد ذلك إلى قيام أوروبا والولايات المتحدة بالتأكيد على أن آسيا الوسطى تربة خصبة للإرهاب، مرجعين ذلك إلى ما وصفوه بالطبيعة التسلطية لحكومات المنطقة ومشاكلها الاقتصادية. وبعبارة أخرى، قيل أن القمع والفقر يقودان إلى التطرف والإرهاب في هذه المنطقة.
والحقيقة هي أنه لا توجد دلائل مطلقاً على أن هؤلاء الأفراد المتهمين قد تطرفوا في آسيا الوسطي؛ فالمتهمون في استكهولم ونيويورك غادروا أوزبكستان قبل الحادثين بعشرة أعوام، ولم يُظهِر هؤلاء أية مظاهر أو توجهات توحي بأن لديهما وجهات نظر أو سلوك متطرف في بلدهم. وبدلاً من ذلك، يبدو أن هؤلاء اعتنقوا هذا السلوك ووجهات النظر المتطرفة خلال وجودهم في السويد والولايات المتحدة. أما بالنسبة لأبناء المنطقة الموجودين في سوريا، فقد أكدت البحوث المتاحة على أن الأغلبية الساحقة منهم سافروا إلى سوريا من روسيا حتى يعملوا ضمن العمالة المهاجرة هناك. وقد ثبت أن نحو 80 % من هؤلاء تم تجنيدهم في روسيا. وقد دعا ذلك قيام إحدى الصحف الروسية الليبرالية ” Novaya Gazeta” إلى التعليق بأن “الطريق إلى داعش يمر عبر موسكو” The road to ISIS goes through Moscow”.
-
ويعني كل ذلك أنه إذا ما أردنا فهم لماذا ينجذب أبناء آسيا الوسطي للجماعات المتطرفة، فلا يكفي أن يُعلَّق ذلك على نظم الحكم في المنطقة أو الموقف الاقتصادي. وفضلاً عن ذلك، فإن البحوث الخاصة بالتطرف العنيف “ Violent extremism “ لا تقدم لنا إجابات بسيطة حول لماذا يتطرف الأفراد. وهذا هو الحال بصفة خاصة بالنسبة للعديد من الأوروبيين الذين توجهوا للحرب في سوريا. وفي الواقع، فإن المهاجرين من أبناء آسيا الوسطي يتقاسمون بعض القواسم مع الشباب الأوروبي الذي سافر إلى الشرق الأوسط من أجل الجهاد؛ إن الأمر بالنسبة لهم هو بحث عن هوية ومعنى للحياة.
إن بلدان آسيا الوسطى هي بالفعل في مرحلة السعي إلى تطوير هوية وطنية جديدة بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي السابق، إلا أن هذه عملية سوف تستغرق وقتاً طويلاً كي تتبنى دول المنطقة، بما فيها طاجيكستان بطبيعة الحال، إصلاحات اقتصادية وسياسية شاملة تنطوي على تقليص سلطات الرؤساء لصالح برلمان وسلطة قضائية أقوى وأكثر استقلالاً، ومحاولات حثيثة لمكافحة الفساد.
-
هناك مشاورات سياسية منتظمة بين البلدين، سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى وزيري الخارجية، بجانب الرسائل المتبادلة على أعلى مستوى، وآخرها رسالة الرئيس السيسي للرئيس رحمن في أبريل الماضي بمناسبة مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
-
للأسف، علاقات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي لا ترقى إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية؛ فالميزان التجاري لا يتجاوز 8 مليون دولار وهناك نوع من التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة والأدوية بجانب بعض أوجه التعاون الثقافي (أبناء طاجيكستان الدراسين في معاهد وجامعة الأزهر) وبين مكتبة الأسكندرية والمكتبة الوطنية الطاجيكية.
-
يعد التعاون الأمني والحرص عليه أحد أهم أوجه التعاون بين البلدين من خلال تبادل المعلومات والخبرات، خاصة مع تزايد موجات التطرف والإرهاب، وما يفرضه ذلك من تحدي لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين. وفي هذا السياق، تستفيد طاجيكستان من الدورات التدريبية التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مجالات الزراعة والصحة والأمن والدبلوماسية والسياحة والبيئة والاقتصاد، حيث وصل عدد المتدربين الطاجيك في دورات الوكالة منذ عام 1994 وحتى الآن إلى 3000 متدرباً.
كلمة
السفير د. عزت سعد
في ختام أعمال المؤتمر المشترك
“مصر وطاجيكستان في مواجهة التنظيمات الإرهابية”
السيدات والسادة الحضور،،،
فى ختام مداولات أعمال هذا المؤتمر المشترك، أود أن أعرب عن خالص شكري لكل مَن ساهم فى الإعداد لهذا المؤتمر، وأُعرِب عن تقديري للمتحدثين الذين قدموا مجموعة من الأوراق التي تتسم بقدرٍ لا يُستهَان به من العمق والتحليل. ولدي فقط بعض الاستخلاصات في هذا الشأن من واقع ما أشار إليه المتحدثون:
-
أن مواجهة الإرهاب عملية شاملة لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، وإنما تمتد لتشمل الاهتمام بالفكر والثقافة، وصناعة العقل الجمعي والعمل على القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب من خلال الإصلاحات التشريعية والتعليمية، ودراسة العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي لتفشي هذه الظاهرة وخصوصاً بين الشباب.
-
الحرب على الإرهاب هي حرب عالمية تحتاج إلى تعاون دولي سواء أكان ثنائياً أو إقليمياً أو حتى دولياً. وهناك نوع من القصور في هذا الشأن، خاصة في إطار العلاقات الدولية متعددة الأطراف.
-
لابد من وجود إعلام متخصص لمكافحة الإرهاب، وأن تكون المقاربة الإعلامية مبنية على حقائق واضحة ودقيقة، خاصة وأن الأمر يتعلق بظاهرة فكرية في الأساس، وهنا من الجدير بالذكر أن الإعلام الرسمي أقرب إلى الالتزام بالدقة في المعلومات حول الحوادث الإرهابية، على خلاف الإعلام الخاص الذي يميل أحياناً إلى الإثارة.
-
فيما يتعلق بالبيئة الحاضنة للإرهاب، والتي تم التحدث عنها خلال الجلسة وفي افتتاح المؤتمر، لابد من التفرقة بين البيئات المحلية والإقليمية والدولية الحاضنة للإرهاب، خاصة وأن كلاً منها تحتاج لاستراتيجية محددة بأهداف وتوقيتات زمنية معلومة لمواجهتها. وعلى سبيل المثال، فإن الوضع الإقليمي المحتقن في منطقة الشرق الأوسط بسبب السياسات العنصرية لدولة إسرائيل واستمرار سياساتها الاستيطانية وحصارها لغزة يشكل بيئة إقليمية حاضنة للتطرف والإرهاب ما لم يتم إقرار حق الفلسطينيين المشروع في دولة مستقلة. وكذلك فإن الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق وتداعياته قد قاد إلى خلق أوضاع مزرية ساعدت على اندلاع العنف والتطرف بسبب سياسات الولايات المتحدة إزاء هاتَيْن الدولتَيْن وغيرهما.
-
فيما يتعلق بتعامل كل من مصر وطاجيكستان مع التنظيمات الإرهابية، هناك قاسم مشترك في مسألة تعامل البلدين مع حزب النهضة الطاجيكي وجماعة الإخوان. فقد سعت حكومات البلدين، على مدى عقود، إلى احتواء الجماعتين أو استيعابهما، وكجزء من الحياة السياسية في الدولتين بصورة سلمية. لكن للأسف لم تفلح هذه المحاولات، وحتى رغم حظر الحركتين من الناحية القانونية، والذي لم يكن إلا نتيجة لممارسات الجماعتين، لم تقم طاجيكستان بحظر أنشطة حزب النهضة واعتباره جماعة إرهابية، إلا بعد قيام الحزب بمحاولة انقلابية عام 2015 قُتِل فيها نائب وزير الدفاع الطاجيكي. وبالمثل، لم يُعلَن عن حركة الإخوان كتنظيم إرهابي إلا بعد أحداث رابعة والنهضة الدامية وإصرار الجماعة على تبني العنف والإرهاب كوسيلة لبلوغ غاياتٍ سياسية.