حلقة نقاشية مُغلقة حول التطورات في جمهورية السودان
يناير 29, 2019مشاركة بعض أعضاء المجلس في ندوة حول “التعاون المصري/الياباني في إطار التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وآسيا”
فبراير 5, 2019
أولاً: الخلفية:
-
بناءً على دعوة من الدكتور James McGann، منسق مراكز البحث حول العالم بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، دعا المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى حلقة نقاشية حول مراكز الفكر ودورها فى ضوء التطورات العالمية، يوم الخميس الموافق 10 يناير 2019، فى تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، والتى واكبها انعقاد أكثر من مائة وخمسين حلقة غيرها فى كثيرٍ من مدن العالم، مستمدةً موضوعها من العنوان الأساسى “Why Think Tanks Matter?”.
-
أدار الحلقة السفيرُ منير زهران، وشارك فيها السفراء/ السيد أمين شلبى وحسين الكامل ورخا أحمد حسن ومحمد العشماوى ود. محمد بدر الدين زايد، ود./ حسن الحيوان، والدكتورة/ هبة راغب عوض، والدكتورة/ إيمان رجب، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والأستاذ الصحفى/ أحمد أبو شادى، والأستاذ/ رجائى فايد، رئيس المركز المصرى للدراسات والبحوث الكردية، والدكتور/ ياسين رؤوف رسول، ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى العراقى.
ثانياً: أهم المداخلات:
رحَّب بالمشاركين فى المائدة المستديرة التي دعا لها برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية TTCSP بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، في إطار شبكة مراكز الفكر العالمية للتداول حول موضوع ((Why Think Tanks Matter?. وذكر أن هذه الحلقة تُعقَد في نفس اليوم مع ما يزيد عن مائة من مراكز الفكر الأعضاء حول العالم، ومنها المجلس المصرى للشئون الخارجية. وتؤكد هذه الفعاليات التي يجري تنظيمها سنوياً المكانة الرائدة لمراكز الفكر في كثير من دول العالم ودورها الهام في اثراء التفاعل فيما بينها لشحذ الأفكار الرامية إلى المساهمة في التوصل إلى حلول فعالة لمعالجة المشاكل والقضايا التي تشغل مختلف الشعوب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ودور مراكز الفكر ومنها المجلس المصري في تقديم الرأي وصياغة التوصيات اللازمة لدوائر صنع القرار فى مختلف الدول لمواجهة تلك المشكلات والقضايا ومن خلال دبلوماسية المسار الثاني (Second Track)، في ظل تنامي المشاكل التي تعاني منها مختلف المجتمعات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في إطار التطورات التي تشهدها النظم الإقليمية والدولية، على أمل أن تسهم هذه المداولات في تحسين الظروف التى تواجهها مختلف الشعوب حول العالم. وأضاف أن هذه الحلقة يمكنها أن تسهم في التوصل إلى توصيات حول القضايا التالية بصفةٍ خاصة:
-
أهمية مراكز الفكر، ومنها العربية والأفريقية، واقتراح الحلول لمواجهة التحديات المعاصرة.
-
التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط ومنها، الإرهاب، وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والنزاعات المسلحة والتطرف وتعثر عملية السلام.
-
محاولات الدفع بالدخول في تحالف إقليمي لدول الشرق الأوسط على غرار الناتو، وفرص تحقيقه.
-
خطة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان، ولا سيَّما فرص التسوية في سوريا .
-
الترحيب بإبداء أي آراء أو مقترحات أخرى كإسهام من مجلسنا في الحوار فيما بين مراكز الفكر في العالم لمواجهة مختلف المشاكل والقضايا المعاصرة، ومنها قضية انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى INF، والتوتر المصاحب لمشكلة أوكرانيا بعد تنظيم روسيا لاستفتاء منذ عدة سنوات لاستعادة شبه جزيرة القرم Crimea ، واحتمالات الصدام بين روسيا من جانب والولايات المتحدة ودول حلف الناتو من جانب آخر، كذلك قضية إخلاء العالم من السلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل.
-
السفير/ حسين الكامل:
أشار إلى أنه شارك فى العديد من الندوات المحلية والإقليمية الخاصة بمراكز الفكر، منذ عام 2008، حين تم إنشاء برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية (TTCSP)، على يد البروفيسور James McGann، بجامعة بنسلفانيا. وأوضح أن مراكز الفكر العربية لا زالت وليدة أو محدودة، مشيراً إلى أن أنشط دولة عربية فى مجال مراكز الفكر وتأثيرها على صانع القرار هى المغرب.
وفيما يتعلق بمراكز الفكر المصرية، أشار إلى أن كلاً من المجلس المصرى للشئون الخارجية ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، باعتباره أقدم مركز بحثى تم إنشاؤه فى مصر وأفريقيا، يسهمان كثيراً فى المجال البحثى فى مصر، موضحاً أن دور مراكز الفكر قد تطور كثيراً فى السنوات القليلة الماضية. لكنه أوضح رغم أن بعض مراكز الفكر الأفريقية – والتى من بينها المراكز المصرية – قد حققت تميزاً، سواءً فى الجانب البحثى أو المؤتمرات أو التواصل مع متخذى القرار، إلا أن معظمها فى الواقع يعانى من تحدياتٍ عدة، من أهمها: نقص الموارد المالية، وانخفاض مستوى الموارد البشرية، والبيروقراطية، وصعوبة التواصل مع والتأثير على متخذ القرار، وعدم القدرة على التواصل مع غيرها من مراكز الفكر، ونقص الاستفادة من مجتمع المعرفة ودراسات المستقبل.
من جهةٍ أخرى، أشار إلى ضرورة تفعيل وتعظيم التعاون بين مراكز الفكر المختلفة، فى كل قارات العالم، لتشكيل ما يُسمَّى بالتعاون القارى، الذى يقوم على تفعيل العلاقات بين مراكز كل قارة، بغية تحقيق الصالح المشترك للإنسانية جمعاء، وحل المشكلات المختلفة التى تواجه رخائها وازدهارها.
-
السفير د./ السيد أمين شلبى:
هناك الكثير من الشكوك التى تحوم حول علاقة مراكز الفكر المصرية بالأجهزة التنفيذية أو فيما يُبلوَر بعملية صنع القرار فى الدولة، وإلى أى مدى يكون التفاعل بينهما، وإلى أى درجة تتم الاستفادة من مخرجات وتوصيات هذه المراكز. وإنصافاً، ذكر أنه شاهد على أن كلاً من وزيرَى الخارجية الأسبق والسابق/ أحمد أبو الغيط ونبيل فهمى، كانا يحرصان بشدة على الاجتماع بممثلين عن المراكز البحثية المصرية، للتباحث والتشاور بشأن عددٍ من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، فيما عدا هذين فإن هناك شكوكاً حول هذا الأمر. وفى هذا السياق، أشار إلى أنه من الضرورى العمل على تنظيم التواصل بين مراكز الفكر وجهات صنع القرار، عبر قنوات اتصال مؤسسية دائمة فيما بين الجانبين. ودعا فى هذا الصدد إلى محاولة إيجاد اداة اتصال مؤسسية بين المجلس المصرى للشئون الخارجية ووزارة الخارجية.
من جهةٍ أخرى، أشار إلى ضرورة الاهتمام بالطابع الدولى فى فعاليات مراكز الفكر المصرية والعربية، لاسيَّما وأنها ترصد مكانة كبيرة لهذه المراكز على خريطة مراكز الفكر العالمية، وتساعد على ثقل مهاراتها وخبراتها. وأخيراً، دعا إلى أهمية الاستفادة من الثورة التكنولوجية الحديثة، ومحاولة مجاراتها فى كافة المجالات الحياتية، خاصةً أنها تمثل السلاح المستقبلى الفعلى للقوى الدولية، ولكل دولة راغبة فى تحقيق التقدم والازدهار والأمن لمواطنيها ولمصالحها. وبالطبع، تعد مراكز الفكر جزءاً لا يتجزَّأ من هذا الأمر.
تلعب مراكز الفكر المصرية دوراً كبيراً، على اختلافها، فى كافة المجالات، وهى تمثل فى مجملها إحدى أهم أدوات القوى الناعمة المصرية، ولكن لا يتم العمل على استثمارها والاستفادة منها على النحو الأفضل، وأن تصنيف مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى شبكة مراكز الفكر العالمية قد تراجع إلى المرتبة الرابعة، بعد أن كان فى المرتبة الثانية، وأن عملية التصنيف هذه تتم وفق معايير حيادية دون أى تحيز.
واقترحت أن يقوم المجلس المصرى للشئون الخارجية بدعوة البروفيسور McGann للقيام بزيارة إلى مصر، ويدعو المجلس رؤساء المراكز البحثية الموجودة بمصر، للمشاركة فى ندوة عن مراكز الفكر، يحاضر فيها البروفيسور الأمريكى، وهذه المحاولة ستضيف كثيراً إلى المجلس المصرى. كما ذكرت أن دور McGann بعد إصدار تقريره عن مراكز الفكر العالمية، يتمثل فى مطالبة إحدى المراكز بعقد ورش عمل لبناء وتطوير مراكز الفكر الإقليمية وتوطيد علاقاتها ببعضها البعض، ويمكن للمجلس المصرى ان يمارس دوراً فى هذا الصدد. ومن جهة التمويل، أشارت إلى أن McGann يحصل على تمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
تقوم الحكومات بدعم وتشجيع مراكز الفكر للاستعانة بآرائها وتحليلاتها فى القضايا المختلفة. وضرب مثالين لذلك؛ الأول مراكز الأبحاث الألمانية التى تحصل على 65 % من تمويلها عن طريق الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، فيما تجمع الباقى من مبيعات دراساتها وأبحاثها، وأن وزارة التخطيط الألمانية تتولى دعم هذه المراكز وتحفيزها. أمَّا المثال الثانى فهو مراكز الفكر فى تشيلى، والتى تتبع مباشرة وكيل أول وزارة الخارجية هناك، والذى يتولى رعايتها ودعمها والإشراف عليها.
وأشار إلى ضرورة تجنب الباحث المصلحة الشخصية وكسب المال، وإنما لا بد من أن يبتغى تحقيق الصالح العام فى المقام الأول، وتقديم خلاصة فكره وخبرته لتحقيق هذه الغاية، دون إيلاء أدنى اهتمام للضغوطات الخارجية، والتى يمكن أن تؤثر على استقلالية العمل البحثى بأى شكل من الأشكال. كما تطرق إلى ضرورة إعطاء بدائل واستشراف مستقبلى لما ينطوى عليه الحاضر من حقائق قائمة، وألا يقتصر العمل البحثى على سرد الحقائق.
على صعيدٍ آخر، ذكر السفير رخا أن هناك منتديات دولية اكتسبت شهرة واسعة، مثل منتدى حوار المنامة الذى تقيمه البحرين، ومؤتمر الأمن الدولى الذى يُعقَد فى ميونخ سنوياً، ليتساءل عن الأسباب المانعة من مشاركة المجلس المصرى للشئون الخارجية فى مثل هذه المنتديات.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة، أشار إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيصب بالإيجاب فى صالح حل وتسوية الأزمة السورية. وأن الولايات المتحدة أرادت بذلك إطلاق يد روسيا فى سوريا، لأنها تحوذ الكثير من أوراق اللعب فيها، حتى أنه يمكنها الضغط على تركيا لئلا تقوم بمهاجمة أكراد سوريا، الذين اعتبروا قرار انسحاب القوات الأمريكية تخلياً عنهم. وذكر أن هناك اتجاهات لحل النزاعات المسلحة المنتشرة فى المنطقة، ولكن هناك أطراف عربية تعرقل الحل، أكثر من الأطراف الأجنبية.
-
السفير د./ محمد بدر الدين زايد:
هناك إشكالية تاريخية موجودة فى مصر بين مراكز الأبحاث وجهات صنع القرار، من حيث كيفية الاستفادة منها، فيما تعانى مراكز الأبحاث ذاتها من إشكالية تقديم منتج يفيد صانع القرار، وتساءل عن ماهية الأسباب التى لا تمكِّن مراكز الفكر من الاضطلاع بهذه المهمة على الوجه الأمثل، وضرورة أن تقوم هذه المراكز بتوفير منتج مبسط لصانع القرار، يمكنه من خلاله الاطلاع على الخلاصة دون قراءة عشرات الصفحات البحثية، وذلك مثل تقديم ورقة بدائل سياسات أو تقدير موقف فيما لا يتجاوز الصفحتين. وذكَر بأن الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان يطَّلع يومياً على ورقة “تقدير الموقف” التى كانت تصدرها الأهرام خلال حرب الخليج الثانية. أمَّا الآن، انحسرت هذه الممارسة إلا فيما ندُر؛ حيث كان كلٌ من وزيرَى الخارجية عمرو موسى ونبيل فهمى من أكثر الشخصيات إيماناً بدور المراكز البحثية المصرية فى المساهمة فى حل القضايا المختلفة.
إن المجلس المصرى للشئون الخارجية يمتلك الكثير من المقومات التى لا تتوافر فى كثيرٍ من مراكز الفكر الأخرى؛ حيث يشتمل على الكثير من الخبرات الدبلوماسية والأكاديمية والعلمية، فضلاً عن رجال الأعمال. ويمكنه من خلال هذه المؤهلات المرموقة ممارسة دور فعَّال فى إفادة جهات صنع القرار المصرية، عبر تقديم منتج مُبسَّط وفق ما ذُكِر أعلاه.
فى سياقٍ متصل، أكَّد على ضرورة أن يدرك صانع القرار أهمية مراكز الفكر، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية فى جنوب أفريقيا تعتمد على دراسات وأبحاث ثلاثة مراكز معروفة بالاسم، للاستعانة بها فى سياساتها الخارجية، وذات الأمر بالنسبة لإسرائيل، التى انتهجت هذا السلوك منذ القرن الماضى. ولعل المراكز البحثية الجديدة التى يتم إنشاؤها حديثاً تحت إشراف رئيس الجمهورية، تصب فى صالح دعم هذا الإدراك؛ حيث تم إنشاء مركز بحثى فى مكتبة الأسكندرية، ولكنه لم يبدأ نشاطه بعد، وتم أيضاً تأسيس المركز المصرى للدراسات السياسية والاستراتيجية، ولكن هناك تساؤلات حول كيفية تحويل هذا الاهتمام إلى اهتمام عملى، يأخذ بصورة فعلية بالنتائج والتوصيات التى تتوصل إليها تلك المراكز.
علَّق على ذلك السفير/ رخا حسن بأن المراكز الجديدة غالباً ما يرأسها لواء أو رجل عسكرى سابق عموماً. وهذا يُثقِل كاهل هذه المراكز، نظراً لأنها مجبرة على العمل فى خط معين، لا يمكنها الخروج عنه، ناهيك عن اهتمامها المفرط بالبعد الأمنى وتغليبه على الأبعاد البحثية الأخرى.
-
د./ حسن الحيوان:
-
تساءل عن الذى ابتكر هذه المراكز؟ إذا كانت الإجابة الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا، فإن هناك مسحة استعمارية أو خبيثة تهدف هذه المراكز إلى تحقيقها بصورة أو بأخرى، حيث لا يمكن فصل دراسات هذه المراكز عن تلبية مصالح الدول المُنشِئَة لها. وهذا يقود بالتالى إلى ضرورة أخذ البعد الأمنى والقومى فى الاعتبار عند بحث ظاهرة مراكز الفكر وأبعاد مهامها.
-
أصبح هناك نوعٌ ما من الانفصال فيما بين مراكز الفكر والجماهير، وهذا أمر لا بد من معالجته؛ حيث من الواجبات الأساسية لهذه المراكز العملُ على تبصير الناس وتوعيتهم، وهذا ما لا يدركه الكثير من مراكز الفكر.
-
لم يعد هناك الاهتمام التقليدى بالنتائج والتحليلات التى تتوصل إليها مراكز الفكر، وأكبر دليل على ذلك أن الرئيس ترامب، أصبح يعتمد على ما تنطوى عليه صفحات الإنترنت من أخبار، ويقوم بإعلان نواياه وسياساته عبر تويتر. وبالتالى، لابد من البحث عن دور جديد لمراكز الفكر، غير الدور التقليدى.
-
لا بد من التأكيد على أن يكون الدور الأساسى لمراكز الفكر هو العمل على إعلاء حقوق الإنسان والإسهام فى حفظ السلم والأمن الدوليين، والتشجيع على تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وذلك على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
-
أ./ أحمد أبو شادى:
ضرورة إدراك مسألة الهوية للمركز البحثى، بمعنى ضمان معرفة ماهية المركز البحثى وهدفه وطبيعة أعماله ودراساته. كما تطرق إلى موضوع العلاقة بين مراكز الفكر وصناع القرار، وأوضح أن الدول المتقدمة ليست مشغولة بهذا الموضوع بقدر انشغالها بعملية البحث ذاتها. والأهم من البحث فى هذه العلاقة هو صلة المركز البحثى بأعضائه، حيث لا بد للمركز البحثى أن يعمل على تدعيم صلات أعضاءه ببعضهم البعض للاستفادة من خبراتهم المتكاملة والخروج بنتائج أفضل. هذه المراكز لا تعمل فى فراغ، وإنما عليها قيادة الرأى العام والمحيط الذى تعمل فى إطاره، من خلال ما تقدمه من دراسات وأبحاث. وفى هذا السياق، لا بد من استغلال تلك المراكز لوسائل الاتصال الحديثة لتوثيق العلاقة بين أعضائها من جهة، وبين الجمهور من جهةٍ أخرى. أخيراً، أشار إلى ضرورة وجود نوع من الانفتاح لتوفير التمويل، حيث لا مانع من الاستعانة بالجهات المانحة المختلفة لضمان استمرارية عمل المركز البحثى، ولا يجب أخذ ذلك بالضرورة على أنه يعنى تمكين هذه الجهات من ممارسة نفوذها.
أشار إلى تجربته بالنسبة للمركز المصرى للدراسات والبحوث الكردية، وأنه لم يكن يقبل أى تمويل من أحد، سوى الجهود الذاتية لأعضاء المركز، ولكنه مع ذلك تم إيقافه بسبب التدخلات الأمنية المتكررة. وذكر أنه قبيل إيقافه، عقد المركز ندوة قيِّمة، بعنوان “مائة عام على سايكس بيكو… نتمسك بالسيئ خشية من الأسوأ”، أثنى عليها كثيراً الدكتورُ صفى الدين خربوش الذى كان أحد المحاضرين فيها، مشيراً إلى أنها حاولت إيجاد حلول للمشكلات التى تعانى منها المنطقة العربية. وفى هذا السياق، تطرق إلى القضية السورية، وأشار إلى أن مسألة الانسحاب الأمريكى من سوريا – عاجلاً أم آجلاً – تصب فى صالح كلٍ من إيران وروسيا، مؤكداً على أن إيران ذات تغلغل خطير وهائل فى الأراضى السورية، وتسيطر على مناطق وأحزمة كاملة بداخلها. غير أنه أشار إلى إمكانية اندلاع صراع حقيقى على أرض سوريا بين كلٍ من إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهةٍ أخرى، وذلك وفق التطورات الجديدة التى تشهدها الأزمة.
أشار إلى ضرورة تقنين دور مراكز الفكر فى مصر، بحيث يكون هناك تشريع مُحدِد للعلاقة بين هذه المراكز وجهات صنع القرار. وحذَّر من مراكز البحوث المشتركة التى تنشئها الدول الغربية لاستقطاب الباحثين العرب بغية تحقيق مصالحهم الخاصة، وذلك عن طريق منحهم الزمالة والشهادات العليا. ومن ثمَّ، لا بد من تقنين وتنظيم دقيق لمراكز الفكر المختلفة، مع ضرورة أخذ البعد الأمنى، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فى الحسبان.
-
صدَّق السفير/ رخا حسن على فكرة البحوث المشتركة ونواياها الخبيثة، وأنها تخدم فقط مصالح الدول التى تقوم بإنشائها ورعايتها، وذكر أن الجامعة الأمريكية فى القاهرة ليست بعيدة عن هذا المضمار، وذات الأمر بالنسبة للغرفة التجارية العربية الألمانية، التى تقوم بإصدار نشرات وأبحاث شهرية وسنوية، وأغلب المشاركين فيها أساتذة وخبراء مصريون.
-
د./ ياسين رؤوف رسول:
أشار إلى إشكالية الانفصام بين مراكز الفكر والإعلام، وأنها إشكالية خطيرة تهدد مراكز الفكر برمتها، لاسيَّما وأنها تدل على حالة الانفصال بين المثقفين والشعوب، والتى لا يمكن معالجتها دون الاعتماد على الوسيط الإعلامى. كما أشار إلى إشكالية أخرى أكثر أهمية، وهى الانقطاع فيما بين مراكز الفكر العربية، ما يؤدى إلى تقوقع مراكز الفكر على نفسها فى إطار محلى محدود، ممَّا يفضى إلى إهدار الكثير من الفرص التى تدعم الصالح العام العربى. من جهةٍ أخرى، أشار إلى أنه من الضرورى أن يؤمن الباحث بهدفٍ واحد، ألا وهو كيف يخدم مجتمعه؟ وليس كيف يخدم السياسى؛ فالسياسيون يتغيرون بشكلٍ دائم وتسوقهم الأحداث، ما يعنى عدم توافر إمكانية التنبؤ بسياساتهم وسلوكياتهم المستقبلية، والتى تؤدى حينئذٍ – وفى أغلب الأحوال – إلى إهدار ما توجهه إليهم مراكز الفكر من دراسات واستخلاصات. وفى هذا السياق، لا بد أن تكون مراكز الفكر مستقلة وبعيدة عن السلطة وتوجيهاتها، لأنها – إن فعلت ذلك – ستحقق أهداف السلطة ومصالحها الخاصة، وهو ما لا يليق بعمل مراكز الفكر. فى سياقٍ متصل، أشار إلى وجود نوع من الانقسام المؤسساتى فيما بين مؤسسات الدولة الواحدة، وأن هذا يعوِّق من إمكانية النهوض بالدول العربية، نظراً لأنه يفوِّت الكثير من فرص التكامل والاستفادة من الخبرات المتنوعة.
-
ذكرت د./ إيمان رجب أن هناك نوعين من الدعوات التى تصدرها هذه الفعاليات الدولية؛ الأول هو دعوات الأعضاء، وهؤلاء الأعضاء هم المسجَّلين – فى حالة حوار المنامة – فى معهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن، الذى ينظِّم حوار المنامة. أمَّا النوع الثانى، فهو الذى يُوجَّه إلى المسئولين التنفيذيين فى الدول المختلفة، ويتلقَّى عدد من وزارء الخارجية المصريين دعوات من هذا النوع. وأشارت د./ إيمان إلى أن مسألة عضوية المجلس فى مثل هذه المنتديات بحاجة إلى المناقشة، بغرض بحث مدى الاستفادة التى سيتم تحصيلها من ورائها.
د./ هبة راغب عوض:
أكَّدت على ما ذكره السفير د./ السيد أمين شلبى، من حيث ضرورة إيجاد قناة مؤسسية بين المجلس المصرى للشئون الخارجية ووزارة الخارجية. ودعت للبحث فى كيفية تنظيم العلاقة بين مراكز الفكر المصرية وجهات صنع القرار، مشيرةً إلى أن الوصول إلى صيغة تنظيمية لهذه العلاقة تعطى دافعاً كبيراً للعمل والإنتاج البحثى.
من جهةٍ أخرى، اقترحت تضمين مهام المجلس وأنشطته وإطاره التنظيمى فيما سيتم إرساله إلى البروفيسور McGann من توصيات. وفى هذا السياق، اقترح السفير د./ السيد أمين شلبى إرفاق نبذة عن شبكة علاقات المجلس المصرى بمراكز الفكر العالمية، خاصةً فى أوروبا وآسيا وأمريكا، مع الإشارة إلى علاقاته مع مراكز الفكر العربية، خاصةً فى مجال منع الانتشار.
-
أشار السفير/ حسين الكامل إلى ضرورة إحياء جميع اتفاقيات التعاون التى أبرمها المجلس المصرى للشئون الخارجية مع باقى المراكز الأخرى، عبر تفعيل الاتصالات والأنشطة البينية، والتى من بينها مذكرة التفاهم بين المجلس المصرى ومجلس الوزراء، بالإضافة إلى إبرام اتفاقية مماثلة مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. واقترح أن يقوم المجلس بإصدار توصية مكتوبة لكلٍ من وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية، لإيجاد آلية مؤسسية يتم التعاون مع المجلس من خلالها، بغرض تعظيم الاستفادة من إسهامات المجلس وخبراته.
-
تعقيب رئيس المجلس:
أشار إلى أن هدف انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتركيزها فى العراق هو ضرب إيران، واندلاع حرب جديدة فى المنطقة تكون إيران أحد أطرافها الأساسية. وفى هذا السياق، أشار إلى المحاولة الأمريكية لإنشاء حلف إقليمى فى المنطقة يحقق رغبة الولايات المتحدة فى اندلاع هذه الحرب. ومن ثَمَّ، دعا إلى ضرورة عدم انسياق الدول العربية وراء هذا المخطط الأمريكى الخبيث.
من جهةٍ أخرى، أكَّد على أهمية التركيز على قضية نزع السلاح النووى الشامل من العالم، مشيراً إلى أن أول قرار صادر سنة 1946، عن أول دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والخاص بنزع السلاح النووى، لم يتم تنفيذه حتى الآن… مؤكداً على أن هناك نوعاً من عدم الاهتمام بهذه القضية، وبصفة خاصة من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولى، الذين يركزون على أهمية امتلاك هذا السلاح المدمر لردع التهديدات التى تتعرض لها، ويزعمون أنه لا بد من الاتفاق على عدم الاستخدام الأول لهذا السلاح، بدلاً من نزعه، ما يعنى أحقية استخدامه للرد، وإمكانية استخدامه عاجلاً أم آجلاً. وهذا كله مخالف للمبادىء التى انطوت عليها المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم التهديد بالقوة أو استخدامها فى العلاقات الدولية، بما تتضمنه من إشارة إلى تحريم استخدام كافة الأسلحة، بما فيها السلاح النووى، فى العلاقات الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، بالشكل الذى لا يُعرِّض السلم والأمن الدوليين للخطر.
وحول دعوة السفير/ رخا إلى مشاركة المجلس المصرى فى الفعاليات الدولية مثل حوار المنامة ومؤتمر ميونخ للأمن الدولى، ذكر السفير/ منير زهران أن المجلس لم يُدعَ مطلقاً إلى أىٍ من هذيْن المنتديَيْن، وبالتالى لا يقوم بفرض نفسه عليهما، وأشار إلى أن حوار المنامة لا يعدو ان يكون (Talk Show)، حيث لا يصدر أى تقرير بما دار فيه من مناقشات أو ما تم التوصل إليه من نتائج وتوصيات.