حلف شمال الاطلنطي في عيده السبعين بقلم سفير د. عزت سعد
مايو 15, 2019عن المجلس
يونيو 13, 2019
في الفترة من 15 حتى 17 مايو 2019، شارك السفير/د.عزت سعد- مدير المجلس، في أعمال مؤتمر حول ” حوار الحضارات الآسيوية…ومفهوم بناء مجتمع يتشارك مستقبل البشرية”، وقد افتتحت أعمال المؤتمر صباح 15 مايو 2019 بمشاركة عدد من الرؤساء من آسيا وإفريقيا وأوروبا، بكلمة للرئيس الصيني Xi Jinping، أكد فيها الآتي بصفة خاصة:
-
أنه من “الغباء” تصديق الادعاء بأن جنساً بعينه وحضارة بعينها تسمو على الحضارات الأخرى، وأنه من الكارثي إعادة رسم أو حتى الحلول محل حضارات أخرى عمداً
“It was foolish to believe that one’s race and civilization are superior to others, and it is disastrous to willfully reshape or even replace other civilizations”.
ولم يشر الرئيس Xi إلى دولة بعينها في هذا الشأن، إلا أنه كان يشير إلى تصريحات لمديرة إدارة التخطيط السياسي بالخارجية الأمريكية Kiron Skinner ( من الأفارقة الأمريكيين وخريجة هارفارد، وشاركت منذ إدارة جورج بوش الابن في صياغة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري، وبدأت عملها في الخارجية الأمريكية منذ سبتمبر العام الماضي), في منتدى للأمن المستقبلي الأسبوع الماضي، أشارت فيها إلى أن إدارة الرئيس ترامب تتعامل مع ” تصادم حضارات مع الصين”، معتبرة أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بمثابة حرب بين حضارتين وأيديولوجيتين مختلفتين. وفي هذا السياق، وفي إشارة إلى الصين، ذكرت Skinner أن واشنطن، واجهت ولأول مرة ” قوة عظمى منافسة ليست من القوقاز”
“A great power competitor that is not Caucasian”
الأمر الذي اعتبره العديد من المحللين الصينيين بمثابة إشارات عنصرية
والواقع أن Skinner ليست الوحيدة التي رددت هذا الرأي، فقد سبق لستيف بانون مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق أن ذكر أن الصين تمثل نوعاً من “الكونفوشسية التبشيرية المتسلطة “Confucian authoritarian mercantilism” وتثير تحدياً جدياً للحضارة اليهودية/المسيحية “Jewish- Christian Civilization”.
-
أكد الرئيس Xi على أهمية الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بين الحضارات، مشيراً إلى أن الحضارة الصينية تسعى إلى فعل الخير مع الجيران والتناغم مع جميع الأمم، وأن هذه هي الطريقة الصينية للانخراط مع العالم، مشيراً في ذلك إلى الحضارات اليونانية والمصرية (معبد الأقصر الذي زاره خلال زيارته لمصر في يناير 2016) وغيرها مؤكداً على أنه لاسمو لحضارة أو ثقافة على أخرى.
ولقد لقيت كلمة الرئيس Xi تصفيقاً حاراً من الحضور الذي تجاوز عدده الألفي مدعو من 47 دولة آسيوية أساساً وبعض الدول الإفريقية (مصر – جنوب إفريقيا) وأخرى من أوروبا (اليونان- وإيطاليا- بيلاروس – روسيا وصربيا ومجموعة الـ16 الواقعة في وسط وشرق أوروبا التي تجمعها علاقات وثيقة بالصين).
-
ألقى رؤساء كل من اليونان وسريلانكا وسنغافورة وملك كمبوديا كلمات أيضاً في الجلسة الافتتاحية دارت حول الحضارات الآسيوية وأهمية حوار الحضارات بصفة عامة، وشجب أية محاولات للادعاء بسمو حضارة أو ثقافة بعينها على غيرها من الحضارات، والتأكيد على أهمية التعاون الدولي في إطار من الاحترام المتبادل فيما بين الحضارات والثقافات المختلفة أياً كان عدد المنتمين إليها.
-
الرئاسة المشتركة لجلسة حول “الحضارات الأسيوية وتنمية آسيا المعاصرة” في اليوم الأول لأعمال المؤتمر:
-
شارك السفيرعزت سعد مدير المجلس – مع مدير معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية- في رئاسة جلسة حول “الحضارات الآسيوية وتنمية آسيا المعاصرة”، تحدث فيها سبعة مشاركين حول قضايا متنوعة إقتصادية وتنموية وإجتماعية تتعلق بالتجربة الصينية وانعكاساتها الإقليمية، والتأثيرات المتبادلة فيما بين الحضارات في القارة ورؤية أوروبا والغرب المسيحي لها.
-
كما شارك السفير سعد في جلسة في اليوم التالي بورقة حول “حوار الحضارات الآسيوية ومفهوم بناء جماعة تتقاسم مستقبل البشرية Building a Community of Shared Future of Mankind، في محتوى علاقات الصين بالشرق الأوسط، حيث عرض التعايش الحضاري الصيني/العربي عبر التاريخ، والذي كان من مظاهره طريق الحرير القديم والذي من خلاله تفاعلت الحضارة الصينية مع نظيراتها الإسلامية والعربية، ثم تفاعل مفهوم “بناء جماعة تتقاسم مستقبل البشرية” في الفكر السياسي للرئيس الصيني Xi Jinping، وأخيراً علاقات الصين بمنطقة الشرق الأوسط، ومايمكن أن تقدمه بكين لاستعادة السلام والاستقرار في هذه المنطقة من ناحية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها من ناحية أخرى، في ظل حقيقة تعاظم أهمية هذه المنطقة في استراتيجية السياسة الخارجية للصين ارتباطاً بمبادرة الحزام والطريق، حيث تقع المنطقة في القلب منها، بجانب اعتماد الصين على تلك المنطقة لتغطية نحو 50% من احتياجاتها النفطية منها.
-
المشاركة في ندوة بمعهد غرب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية، صباح 17 مايو 2019:
-
تم تناول عدد من الملفات الهامة كصفقة القرن ، والانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط من وجهة نظر الصين، وكذا التعاون الصيني ارتباطاً بالأمن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والقاعدة الصينية العسكرية في جيبوتي، والتحفظ الإسرائيلي على إنشاء قواعد عسكرية صينية في المنطقة، بما يؤثر على التفوق النوعي للقوة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. كما تم بحث الاستثمارات الصينية في إسرائيل (وتحديداً في ميناء حيفا)، وحقيقة ترحيب نتنياهو بهذه الاستثمارات رغم انتقادات الولايات المتحدة.
-
المشاركة في ندوة بكلية العلاقات الدولية الصينية حول الأوضاع الأمنية في آسيا: الفرص والتحديات والحضارات في إطار التحديث…الإرث والتجديد:
Civilizations in the context of Modernization: Heritage and renovation
شارك فيها من الجانب الصيني نائب رئيس الجامعة البروفيسور DA Wei وأمين الحزب الشيوعي بالجامعة Wei Chunjiang إضافة إلى مجموعة من الأساتذة بالجامعة.
حيث نوقشت العلاقات الصينية الروسية ثنائياً، وفي إطار منظمة شنغهاي للتعاون SCO، والملف النووي الكوري الشمالي والدور الصيني في هذا الشأن.
وقد تحدث السفير سعد عن التنافس الجيوسياسي في المنطقة الأورو آسيوية والدور التركي في المنطقة وارتباط الأمن في وسط آسيا بتطورات الأوضاع في أفغانستان والحاجة إلى استعداد الاستقرار هناك، هذا فضلاً عن الصعوبات المرتبطة بالملف النووي الكوري الشمالي لاسيما الثقة المفقودة من قبل القيادة الكورية في نوايا الولايات المتحدة في ضوء السياسة الغربية إزاء ليبيا القذافي والعراق إبان حكم صدام والانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية العام الماضي.
هذا وقد لوحظ الغياب الكامل لأي تمثيل إيراني في أعمال المؤتمر، رغم كون الحضارة الفارسية هي من أعظم حضارات آسيا، واقتصرت مشاركة دول الخليج في أعمال المؤتمر على مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، كما شاركت اليمن. واقتصرت المشاركة الإفريقية على مصر وجنوب إفريقيا وأستاذ من جامعة ياوندي (الكاميرون).