مدير المجلس
يوليو 3, 2019«المصري للشئون الخارجية»: رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي فتحت عهدا جديدا من التنمية
يوليو 10, 2019
بتاريخ 8 يوليو 2019 حضر السفير/ د. عزت سعد مدير المجلس ، ندوة بالجامعة الأمريكية بالتحرير حول “الثورة السودانية: الفرص والتحديات”، شارك فيها كلاً من: السيد صلاح مناع القيادي في قوى الحرية والتغيير والمستشار السابق للأمين العام لمنظمة الكوميسا، والسيد/ الشفيع خضر الكاتب والناشط السياسي السوداني، والسيد/ ابراهيم البدوى مدير منتدى البحوث الإقتصادية، وكلهم من أبناء السودان. وقد أدار الندوة الاستاذ حامد التاجانى على الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (سودانى).
وفيما يلى أهم ما أثاره المتحدثون:-
-
استهل السيد/ الشفيع خضر حديثه بالتأكيد على ان الثورة لم تكن ثورة جياع رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة بل هي قمة التكتيك السياسي من حيث أن التركيز ليس على المشكلة الإقتصادية، وأن من قاموا بها هم الشباب، وكذلك المرأة ، من كل الإثنيات والخلفيات والانتماءات الحزبية الذين انصهروا في بوتقة واحدة ، بحيث يمكن القول بأن الفاعلين الرئيسين للثورة السودانية هم الشباب الذين ولدوا فى ظل حكم جبهة الانقاذ الإخوانية المستبدة”.
أضاف أنه بالنسبة للدروس المستفادة من هذه الثورة يمكن إيجازها فى الآتي :-
-
أن الشباب كان وقود الثورة، وقد انتقلت الامور من الزعيم الكاريزما الى القيادي الشاب المسئول والنشط وسط مجموعته ، وتحولت فكرة المناضل السياسي الى الناشط الاجتماعي . مستفيدة في ذلك من ثورة العولمة، لكنها اكدت على انعدام الثقة في المجلس العسكري الانتقالي خاصة وأنه ينظر اليه على أنه امتداد للنظام السابق وقد تعزز هذا الشعور بعد فض الاعتصام بالعنف والدموية والطريقة الساذجة التي عالج بها المجلس المسألة لاحقاً، مثل الادعاء بأنه تم القبض على من قاموا بفض الاعتصام .
-
أن سياسات البشير على مدى الثلاثين عام الماضية حولت السودان الى محاور والى صراعات وحروب بالوكالة، وهو تحدى خطير سيواجه السودان بعد الثورة، و هناك خطورة جدية فى استمرار السودان الموحد خاصة ارتباطاً بما يردده الغرب والدوائر الصهيونية الطالبة حول ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد . والواقع أن تلك السياسات التي سمحت للمتطرفين بالمشاركة في الحكم والتغلغل في مفاصل الدولة السودانية لم تعد مهددة فقط لأمن واستقرار البلاد بل أمن واستقرار الدول المجاورة خاصة مصر. وبالمثل أدت سياسات البشير فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر والسودان كدولة من دول حوض النيل الى تعريض هذه المنطقة للخطر، خاصة بعد قيامه بعرض وباستضافة قواعد عسكرية ، وهو تحدى كبير يواجه استقرار السودان .
-
تحدث السيد/ إبراهيم البدوي عن الأوضاع الاقتصادية في السودان مشيراً إلى أن أسلوب الحكم خلال الثلاثين عاماً الماضية أدى إلى أن أصبح الاقتصاد السوداني اقتصاد ريعي في يد مليشيات وقوى عديدة بعيداً عن الدولة – وفى هذا السياق من الضروري مأسسة السياسة المالية وإعادة صياغة الموارد، خاصة وأن النظام السابق اعتاد ابرام صفقات مع المليشيات فى الأقاليم المختلفة . ومن هنا لابد من حوار اقتصادي فى السودان يكفل التنمية للجميع والبعد عن الصرف بلا حساب لما أسماه ” زبانية السياسة”. هذا الحوار يجب أن يمتد ليشمل الاطار الإقليمي بما يخلق شراكة اقتصادية متينة مع دول الجوار خاصة مصر ، مضيفاً انه بوسع السودان الجديد الاستفادة من التجربة المصرية في مجال الاصلاح الاقتصادي خاصة بالنسبة لملف دعم الأسر الفقيرة ورفع الدعم الذى يصل لغير مستحقيه.
وقد خلص الى القول بأنه لابد من وجود شرعية اقتصادية للنظام الجديد، بمعنى توافق مجتمعي حول القضايا السياسية والتنموية العاجلة، على أن يتم تضمين ذلك فى الاعلان الدستوري بحيث لا يكتفى بمبدأ الانتخابات الحرة فقط. وحول محاور الاقتصاد المقترح أثار السيد ابراهيم بدوى الى ثلاثة محاور في هذا الشأن : هي تثبيت الاقتصاد الكلي، وكبح جماح التضخم، وملاحقة الفساد وتصفية المكاسب التي حصل عليها نظام الإنقاذ، وتكوين صندوق للإعمار وبناء القدرات تساهم فيه الدياسبورا السودانية والتكامل مع جنوب السودان والدول الاستراتيجية الصديقة، بما يعمل على مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة ودعم الطبقات الفقيرة، وبالتالي يجب أن يكون برنامج الاصلاح الاقتصادي ثورياً أي على مستوى شعارات الثورة .
-
– وحول مستقبل السودان كان حديث الدكتور صلاح مناع، الذي أعرب عن تفاؤله بمستقبل السودان ، مشيراً إلى أن الثورة تمتد جذورها الى عام 1989 ، منذ اليوم الأول لقيام حكم الإنقاذ والإخوان ” الذين أفسدوا فى الأرض على مدى ثلاثين عاماً “، محذراً من وجود تدخل إقليمي سافر وفاضح، مناشداً ” إخواننا في الاقليم ان يرفعوا ايديهم عنا ، وأن يدركوا أن ثورة السودان هي ثورة سودانية خالصة”، على خلاف ثورات الربيع العربي التي تلقت دعماً من الخارج.
-
وحول التحديات الراهنة أوضح ان التحدي الأول والأكبر هو ملف السلام في الفترة الانتقالية ، ويجب على كل الحركات الداخلية ان تتوافق فيما بينها لتجنب تكرار ما حدث في الأعوام ( 56-65-85) ، حيث لم يتوقف نزيف الحرب مؤكداً أن الدولة العميقة تسيطر على مقدرات الأمور بنسبة 100% ونسي المجلس العسكري الانتقالي العدو الأساسي وهو الإخوان المسلمين الذين يتحكمون في مفاصل الدولة وسط انتشار مخزون السلاح بأيديهم.
-
في حين أن هناك تحدى لا يقل خطورة عن سابقه وهو الجيش السوداني، أو بالأحرى الجيوش السودانية، ذلك ان الجيش السوداني هو اختراع إخواني ، حيث يسيطر التنظيم بالكامل على المؤسسة العسكرية والأجهزة والمليشيات العسكرية والأمنية الموالية للنظام ، مضيفاً أن موازنتها تفوق موازنة الدولة. وفى هذا السياق، أشار مناع إلى أن الحل يكمن في دمج هذه القوات بحيث يكون هناك جيش واحد وبندقية واحدة ، مؤكداً حاجة السودان لدعم دول الإقليم لبناء الجيش السوداني الوطني وإلا فإن السودان مهدد بشبح بحرب أهلية.
-
وقد خلص مناع إلى التأكيد على أهمية قيام دول الإقليم بالمحافظة على الاتفاق بعد توقيعه وتنفيذه بأمانة وأنه من الضروري وجود ترتيبات أمنية تكفل هذا التنفيذ و أضاف أنه يقدر أن المجلس العسكري لجأ الى توقيع هذا الاتفاق لأنه لم يجد بديلاً ، وخاصة مع طوفان الثورة والإصرار على المضي قدماً فيها .
-
مختتماً حديثه بالتأكيد على أهمية الدور المصري في دعم الثورة السودانية، والحاجة إلى تقديم مساعدات فنية للسودان لبناء قواته المسلحة، مشيراً إلى أنه قد يكون من الضروري وجود قوات أممية تشرف على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه و بما يساهم في التغلب على التحديات السابقة ويكفل سرعة استعادة الأمن والاستقرار.