زيارة وفد جامعة Renmin الصينية للمجلس
سبتمبر 17, 2019تقرير موجز عن أعمال المؤتمر الثالث والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
سبتمبر 20, 2019
بمبادرة من سفارتنا في بلجراد، استضاف المجلس وفداً من معهد السياسة والاقتصاد الدوليين (IIPE) خلال الفترة من 15 وحتى 19 سبتمبر 2019، ضم كلاً من البروفيسور Branislav Djordjevic مدير المعهد و السيدة الدكتورة/ Ivona Ladevac رئيس المركز الإقليمي بالمعهد، حيث شملت أجندة عمل الوفد الصربي الآتي:
-
جولة مشاورات بين الجانبين صباح 18 سبتمبر بمقر المجلس، وقع في ختامها مذكرة تفاهم حول التعاون بين الجانبين، كان قد تم إعدادها مسبقاً من خلال القنوات الدبلوماسية.
-
محاضرة أمام أعضاء المجلس ألقاها مدير المعهد الصربي صباح 19 سبتمبر بعنوان ” من الصراع إلى السلام في العالم المعاصر” (From Conflict to Peace in the Contemporary World)[1]. وقد شارك السفير/ Jugoslav Lj.Vukadinovic ،سفير صربيا في القاهرة في أعمال جولة المشاورات، وكذلك في محاضرة الضيف ومراسم التوقيع على مذكرة التفاهم.
أولاً:
تطرقت جولة المشاورات بين الجانبين إلى العلاقات التاريخية بين مصر ويوغسلافيا السابقة ودور البلدين في إنشاء حركة عدم الانحياز، وواقع العلاقات الحالية بينهما سياسياً واقتصادياً وتجارياً وثقافياً.
كما تطرق النقاش إلى آليات عمل المجلس المصري ونظيره الصربي، الذي أنشئ عام 1947، والدور الذي يلعبه كل منهما داخلياً وإقليمياً ودولياً في إطار شراكات كل منهما مع مراكز الفكر والبحوث المختلفة حول العالم.
وقد تم تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالأوضاع في أوروبا وعلاقات صربيا بالاتحاد الأوروبي وتطورات مسألة عضويتها في الاتحاد وكذلك الوضع في كوسوفو وتطورات علاقتها ببلجراد، وانعكاسات ذلك على مسألة الاعتراف بها كدولة مستقلة ذات سيادة وفرص انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة.
ومن ناحية المجلس، فقد تم إطلاع الجانب الصربي على التطورات في منطقة الشرق الأوسط لاسيما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني والسوري والليبي وتطورات علاقات الولايات المتحدة بإيران ارتباطاً بالصفقة النووية، ودور طهران في مشكلات المنطقة وسياسات تركيا الهدامة فيها، وتوجهات سياسة مصر الخارجية ارتباطاً بكل هذه الملفات.
ثانياً:
في محاضرته المعنونة ” من الصراع إلى السلام في الواقع المعاصر”، أشار البروفيسور B. Djordjevic إلى مايلي بصفة خاصة:
-
أنه مع نهاية الحرب الباردة طرأ تحول كبير في العلاقات الدولية في العالم ووجدت بؤر جديدة للأزمات تمثلت في أزمات الإرهاب وصدام الحضارات وبدأت تتشكل تحالفات جديدة ، وشهد العالم فترات من الحروب الأهلية في يوغسلافيا السابقة ورواندا، وشنً الناتو حرباً على يوغسلافيا عام 1999 ، والهجمات الإرهابية التي طالت عدد من دول العالم في كل من الولايات المتحدة وبيسلان (روسيا) ومدريد ولندن وبوسطن وباريس وبروكسل وسريلانكا وكذا الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، مروراً بعام 2011 وماشهده العالم من اندلاع أحداث الربيع العربي والحروب الأهلية في كل من سوريا وأوكرانيا والحركات الإرهابية المنتشرة في العديد من دول العالم مثل داعش وبوكوحرام وتنظيم الشباب في الصومال.
-
قادت التهديدات الأمنية حول العالم إلى اتساع الفجوة بين الدول الفقيرة والأخرى الغنية، بل والفجوة داخل الدولة الواحدة. وفي هذا السياق، يحدد القرار A59/565 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2004 ست فئات من التهديدات الأمنية العالمية الحديثة تتمثل في: التهديدات الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك الفقر والتدهور البيئي والصحي، والنزاعات بين الدول بما في ذلك الحرب الأهلية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الخطيرة وانتشار الأسلحة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية والإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية. ويمثل كل تهديد من هذه التهديدات مصدراً محتملاً للصراع قد يأخذ أشكالاً أخرى من التهديدات.
-
أن الولايات المتحدة منذ تأسيسها عام 1776 حتى اليوم، أي خلال 243 عاماً من وجودها أمضت نحو 225 عاماً في شن الحروب، بل إن كل الحروب التي شنت باستثناء تلك التي كانت خلال فترة الكساد الكبير أي من 1935 وحتى 1940 كان للولايات المتحدة يد فيها. ومنذ الحرب العالمية الثانية، شنت الولايات المتحدة 19 حرباً رسمية، الحرب الكورية والفيتنامية والحروب في العراق وأفغانستان وباكستان بإجمالي عدد إصابات تجاوز التسعة ملايين. والواقع أن النسبة بين القتلى من الجنود والمدنيين في الحروب منذ عام 1945 بلغ 1:7 بينما في الحرب العالمية الثانية كانت النسبة 1.35:1 أي من إجمالي 48.2 مليون قتيل هناك 20.8 مليون جندي و27.4 مليون مدني.
-
ارتباطاً بما تقدم، ووفقاً لمؤشر Jane’s Defense فإن إجمالي مخصصات الدفاع على المستوى العالمي عام 2018 بلغ 1.776 مليار دولار، وهو أعلى من الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم، وهذا النمو تقوده الدول الأعضاء في حلف الناتو بزيادة قدرها نحو 5.8% من ميزانية الدفاع، حيث يتجاوز إنفاق الدول الأعضاء في الناتو عام 2019 تريليون دولار مقارنة بنحو 989 مليار دولار عام 2018.
وفي عام 2018 زادت ميزانية الولايات المتحدة الدفاعية بنحو 46 مليار دولار، وهو مايمثل زيادة قدرها 7% وأكبر من الزيادة عام 2008، لتبلغ ميزانية الدفاع للولايات المتحدة نحو 716 مليار دولار عام 2019.
في حين خصصت الصين 151 مليار دولار للإنفاق العسكري في عام 2018 ، وروسيا مايقرب من 47 مليار دولار فقط، أي أقل من نظيرتها الأمريكية بنحو 14 مرة. ورغم أن دول آسيا والمحيط الهادئ زادت من ميزانيتها العسكرية عام 2018 بنسبة 3.6 % إلا أنها لاتزال الأقل بالمقارنة بالاتجاهات العالمية ليصل إجمالي ميزانيتها العسكرية نحو 465 مليار دولار في حين زادت ميزانيات الدفاع في أمريكا اللاتينية بنسبة 10.4% عام 2018 ، لتصل لنحو 62 مليار دولار حيث وصل إجمالي إنفاق البرازيل وحدها مايقارب 29.9 مليار دولار.
-
أن أحد التهديدات العالمية الأخرى والواجب أخذها في الاعتبار هي الحروب الأهلية والتي وجدت بعد الحرب العالمية الثانية ولاتزال قائمة حيث يوجد نحو 69 صراعاً داخلياً، ووفقاً لمجلة National Geographic لايزال هناك نحو 12 صراعاً نشطاً- تصنف كحروب- مع أكثر من 1000 ضحية سنوياً وفقاً لبيانات الولايات المتحدة . وتستمر هذه الحروب في المتوسط لمدة 8 سنوات تقريباً. والواقع أن كلاً من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا العظمى وفرنسا والاتحاد السوفيتي شاركت في أكبر عدد من تلك الحروب وأن لها أكثر من 20 تدخلاً في تلك النزاعات ، وفي عام 2017 أسفرت الحروب الداخلية عن مقتل نحو 40 ألف ضحية معظمهم في سوريا حيث قتل نحو 36 ألف شخص في الحرب الأهلية منذ العام 2011 ، منهم 20 ألف امرأة ونحو 13 ألف طفل.
-
أن خطر الإرهاب يمثل تحدياً خطيراً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأممية الخاصة باحترام حقوق الانسان وسيادة القانون وقواعد قانون الحرب التي تحمي المدنيين والتسامح بين الدول والناس والحل السلمي للنزاعات.
والواقع أن الحرب العالمية ضد الإرهاب التي بدأتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر لم تحقق النتائج المتوقعة وكانت النتيجة سقوط أنظمة أفغانستان والعراق وليست الجماعات الإرهابية ، بل يمكن القول أن العمل العسكري في أفغانستان والعراق تسبب في تدفق الإرهابيين خارج حدود هذه البلدان إلى سوريا وباكستان ليكون الإرهاب خلال العشر سنوات الأخيرة خطراً وتهديداً رئيسياً للسلام العالمي ، ووفقاً للتقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب العالمي منذ العام 2015 زادت عدد الهجمات الإرهابية حول العالم بنسبة 35% بين عامي 2013-2014 وارتفاع عدد القتلى بنسبة 81%. كما وقعت هجمات إرهابية في 96 دولة تركزت في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وغرب إفريقيا وتمثل العراق وباكستان وأفغانستان والهند وسوريا ونيجيريا مانسبته 80% من إجمال قتلى تلك العمليات.
ومن أهم المشاكل التي يواجهها العالم في مكافحة الإرهاب هي أن العديد من البلدان لم تنضم بعد إلى الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب وعدم وجود أموال كافية لتحديث الأمن في تلك الدول ومساعدة السلطات في تنفيذ برامج لمكافحة الإرهاب، وعدم وجود تعريف واحد للإرهاب ووجود معايير مزدوجة في نهج الارهاب.وحتى ورغم تبني الأمم المتحدة استراتيجية عالمية مكافحة الإرهاب ولكنها لم تتوصل لتعريف محدد للإرهاب.
والواقع أنه لابد من الأخذ في الاعتبار أهمية الاستثمار في التعليم حيث أنه ليس فقط نقص التنمية والفقر بل إن انتشار الأمية ونقص المعرفة يتسبب في إذكاء تلك الصراعات ، ولايمكن القول أن الاستثمار في تلك الدول سيقضي على الصراعات بشكل كامل ولكنه على الأقل سيخفض من حدتها كما أن التعاون مع الأمم المتحدة في هذا المجال سيعمل على صون السلم والسلام الدوليين عبر المشاركة في عمليات حفظ السلام.
-
تطرق الضيف الصربي إلى الموقف الأوروبي من استعادة السلام العالمي، مشيراً في ذلك إلى أن الاتحاد يقوم بتنفيذ ست عمليات لحفظ السلام يشارك فيها 2535 شخصاً وكل تلك العمليات خارج الاتحاد حيث لم يتم تنفيذ سوى عملية واحدة في البوسنة والهرسك، كما قام الاتحاد بتنفيذ 10 عمليات ميدانية حيث تم تنفيذ 4 عمليات في أوكرانيا مولدوفا وجورجيا وكوسوفو على الأراضي الأوروبية والباقي في أراضي إسلامية غير أوروبية .
-
أن التهديدات الأمنية المتزايدة غير العسكرية وغير المتماثلة تتطلب تعاون أمني عالمي مع الأمم المتحدة كعنصر فاعل لايمكن الاستغناء عنه لإيجاد طرق تضمن وتحقق السلام العالمي بصورة أكثر شمولية، والتي يجب أن تتواكب معه الدول الغنية والقوية ، والبدء من تعاون تلك الدول على إصلاح الأمم المتحدة لتكون إطاراً فاعلاً للعلاقات الدولية الحديثة ومعارضة التهديدات الأمنية الجديدة والمراقبة المستمرة للتهديدات الأمنية في المجتمع الدولي من الجريمة المنظمة الاجتماعية والاقتصادية وعبر الوطنية.
واختتم البروفيسور محاضرته بالتأكيد على أن صربيا بلد صغير وبعدد سكان قليل نحو 7 ملايين نسمة وهم شعب يطمح دوماً لتحقيق السلام والتقدم في جميع المجالات ولم ترغب صربيا في قيادة أية حروب لكن الجغرافيا السياسية جعلتها في مرمى الحروب العالمية مابين الامبراطوريات تركيا والنمسا والمجر وألمانيا ، وتسببت الحرب العالمية الأولى في فقدان نحو مليون شخص أو 29% من إجمالي السكان وفي الحرب العالمية الثانية خسرت البلاد أكثر من 1.6 مليون شخص. وفي قصف الناتو عام 1999 قتل حوالي 3 آلاف شخص وإجمالي الأضرار بلغت مليارات الدولارات وكانت الحرب الأهلية في يوغسلافيا تسببت في سنوات من العقوبات الدولية والأزمات الاقتصادية العالمية لتتسبب في مشاكل اقتصادية لسنوات.
داعياً في ختام كلمته لمزيد من التعاون بين مصر وصربيا والتي دامت علاقتهما على مدار 111 عاماً والعمل على تفعيل التعاون في إطار حركة عدم الانحياز في كافة المجالات الثقافية والسياحية والرياضية والاقتصادية وفي عام 2017 بلغت الصادارت الصربية الى مصر نحو 30 مليون دولار والواردات 39.3 مليون دولار، كما أن الجانب المصري لاينسى الموقف المصري من رفضه الاعتراف باستقلال جمهورية كوسوفو.
مناقشات:
– أكد السفير/د. منير زهران- رئيس المجلس، أن الإرهاب ليس حروباً داخلية أو صراعات أهلية وإنما حروب يخوضها العالم بأسره ولاتخص دولة بعينها وتستلزم تكاتف الجهود الدولية والتعاون لمواجهته وعدم تركها لدولة بعينها خاصة وأن القوة العظمى في العالم وهي الولايات المتحدة لم تنجح في القضاء على الإرهاب منذ إعلانها الحرب عليه في 2001 مذكراً بمقولة شهيرة للدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والذي لعب دوراً هاماً في تحقيق السلام العالمي وتم في عهده اعتماد قرار لجنة السلام العالمي من أجل العمل مع قوات حفظ السلام وخصصت مليار دولار كميزانية لتلك القوات من أجل العمل على تحقيق السلام وزادت تلك النسبة اليوم لتصل إلى 50 مليار دولار.
– دعا السفير الصربي في القاهرة السيد/Jugoslav Lj. Vukadinovic إلى أن يكون هذ اللقاء بداية لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات والاستمرار في المشاورات المثمرة بما ينعكس على العلاقات بين البلدين .
– دعا السفير هشام الزميتي- أمين عام المجلس، لتطبيق قرارات الأمم المتحدة الداعية لتحقيق السلام والتنمية في العالم والتي لو تم تطبيقها فيمكن حينها وقف العديد من الحروب والأزمات المشتعلة.
– نوه السفير/د.حسين حسونة – منسق اللجنة الدائمة للشئون الأمريكتين بالمجلس، وسفير مصر السابق لدى بلجراد– على الحاجة لتبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا والتي يجب أن تلعب كافة المنظمات الدولية بما فيها حركة عدم الانحياز دوراً في تهدئة الأوضاع محذراً من مغبة الانقسام وعدم الاجتماع والتعاون لحل تلك الأزمات بما يتيح الفرصة للدول الكبرى للتدخل في شئون المنطقة إما بحجة المساعدات الاقتصادية أو حتى من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو عبر منظمات بعينها تعمل لصالحها وهو مايتطلب ضرورة العمل لإصلاح هذا الخلل، مؤكداً أن سياسة تلك الدول تحاول إثبات وجهة نظرها باتبع ساياسات معينة والترويج لأن الطرف الآخر هو المخطئ وهذا التضارب أدى لضعف الدور الذي تلعبه المنظمات الدولية لإحلال السلام العالمي وهو مايعني الحاجة لسياسة منسقة واستراتيجية حالية بين دول العالم لمواجهة تلك التهديدات.
– تأكيداً على ماذكر أوضح السفير/د.عزت سعد- مدير المجلس، أن ضحايا حربي العراق وأفغانستان تجاوز الـ100000 منهم نسبة لايستهان بها من الأطفال، وذلك حسبما نشره موقع ويكليكس في 2014-2015 ، حيث كانت المقاتلات الأمريكية تطارد المدنيين والأطفال في الشوارع وإطلاق الصواريخ على أهداف مدنية.
وحول الدور الروسي أكد السفير/عزت سعد أن لروسيا الاتحادية سياسة خارجية نشطة في منطقة غرب البلقان، في إطار استراتيجيتها لاستعادة دورها وتأثيرها العالمي، والسؤال هو: ماهي تكتيكات وأدوات روسيا في هذا الشأن، وهل نجحت في سياستها هذه؟. وطبعاً من المعلوم ان العاملين العرقي والديني يمثلان ركيزة أساسية يعتمد عليها الكريملين لتأكيد دوره داخل دول البلقان، وذلك بجانب سلاح الطاقة حيث تمتلك روسيا حصصاً متفاونة في أصول المشاريع المشتركة ومشاريع البنية التحتية الجديدة في كلٍ من كرواتيا وصربيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك. فقد استفادت روسيا من موجة الخصخصة التي حدثت خلال السنوات الأولى لعقد مابعد الشيوعية بعد استحواذ شركات الغاز الروسية العملاقة مثل “جازبروم” و “روسنفت” على حصة الأسد في أسهم أكبر شركات النفط والغاز في عدد من دول غرب البلقان.
وأضاف السفير سعد أنه يعلم أن كوسوفو لم تُقبَل حتى الآن كعضو في منظمة الأمم المتحدة بسبب الفيتو الروسي، فهل سيستمر مثل هذا الموقف طويلاً؟، في ضوء فشل موسكو في وقف انضمام بعض دول البلقان إلى حلف شمال الأطلنطي والاتحاد الأوروبي بما في ذلك الفشل في منع مقدونيا من تغيير مسماها من “جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة” إلى “جمهورية مقدونيا الشمالية”، وهو مايمهًد الطريق أمامها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
– في سياق ماسبق، أكد Branislav Djordjevic Prof. على مايلي بصفة خاصة:
– الحاجة للعب شخصيات دولية ومرموقة ذات ثقل عالمي دوراً في تحقيق السلام العالمي ومواجهة التهديدات الحالية من خلال التعاون بين جميع الدول وكافة المؤسسات الدولية للعب أي دور في تحقيق السلام العالمي. أما فيما يتعلق بخطر الإرهاب ، أشاد سيادته بدور مصر في مواجهته في ظل الحرب التي تخوضها مصر في سيناء، ودعا للتعاون العالمي لمواجهة تلك الظاهرة والتي لم تعتد تقتصر على مجرد فكر بل يتم ترجمته من خلال الممارسات الإرهابية.
– وفيما يتعلق بالحرب التي كانت قد أعلنتها واشنطن على الارهاب، أكد أنه قد توجد أسباباً استراتيجية أخرى للسياسة الأمريكية يجب أخذها في الاعتبار، وأن هناك حاجة ماسة اليوم للبدء في التوجه العالمي لتحقيق السلام والابتعاد عن المصالح الضيقة للدول.
– اتفق سيادته مع الدعوة إلى تطبيق القرارات الأممية وقواعد القانون الدولي لحل النزاعات بدلاً من خوض حروب لانهاية لها ولانتائج لها سوى المزيد من الدمار ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين ، والعمل على إصلاح منظومة الأمم المتحدة والوقوف في وجه المحاولات لفرض أجندة بعض الدول ورغبتها في فرض سيطرتها والتوقف عن تصرفاتها وكأنها الوصية على النظام العالمي بل ومحاسبة تلك الدول على ماتسببت به من دمار وخراب عالمي.
– أكد على الدور السياسي والعسكري الذي تلعبه روسيا في منطقة البلقان وأن صربيا لن تكون نقطة للصراع بين القوتين الروسية والأمريكية خاصة وأن صربيا تسعى لإحلال السلام في المنطقة وأوقفت حالياً المفاوضات التي تسعى بها الولايات المتحدة لضمها للناتو رغبة منها في الالتزام بالحياد العسكري في علاقاتها كما فعلت البوسنة ، خاصة وأن صربيا لاترغب في خسارة روسيا كحليف استراتيجي. وتظل مفاوضات بلجراد قائمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لاتوجد حساسية روسية في هذا الشأن لأن هناك دول أعضاء في الاتحاد لها علاقات طيبة بروسيا.
– أن صربيا تسعى من خلال تحالفها مع كل من روسيا والصين في أن يكون لها ظهير قوي في مجلس الأمن، خاصة في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين روسيا وصربيا في ظل مايجمعهما من تاريخ وقواسم وعرقيات مشتركة وهو مامكنهما من التغلب على التحديات التي واجهتهما خلال فترات زمنية وتاريخية مختلفة كان أبرزها الهجوم على بلجراد عام 1999، حيث لم تتمكن روسيا من تقديم المساعدة لصربيا نتيجة لضغوط الدول الغربية عليها ولكن تحاول روسيا اليوم تقديم كافة أنواع المساعدة للصرب.
– وحول الوضع مع كوسوفو أكد على أنها جزء لايتجزأ من الدولة وهناك مشاورت حالياً على أن يتم التوصل لصيغة ما لحكم الإقليم ومناقشة كافة الأوضاع المترتبة على هذا الانفصال مع التمسك بالموقف الصربي من عدم الاعتراف بحدود مستقلة لكوسوفو وإنما مجموعة من الخطوط الإدارية وضمان حقوق الأقليات هناك والسكان الصرب والأرثوذكس، ولكن هناك توقف حالي للمفاوضات والتي ترتبط عودتها بإفراج كوسوفو عن الضرائب التي توقفت عن دفعها للدولة الأم.