تقرير موجز عن أعمال المؤتمر الثالث والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
سبتمبر 20, 2019السفير عبد الرءوف الريدي يتحدث عن بطولات مدينة السويس في عيدها القومي
أكتوبر 3, 2019
في الفترة من 25 وحتى 28 سبتمبر 2019، وفي مدينة سانت بطرسبورج – روسيا، وبدعوة من المجموعة الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”، شارك السفير/د. عزت سعد-مدير المجلس، في أعمال المنتدى الدولي الخامس للصحفيين والمدونين المسلمين ، وقد أكد سيادته في كلمته خلال الجلسة العامة حول ” تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام وتشكيل الأجندة الدولية”، على مايلي:
– ما اكتسبته حرب المعلومات من أهمية وزخم خلال العقد الأخير. وأهمها هذا النوع من الحروب الذي يستهدف تخريب الدولة أو الدول المستهدفة باستخدام الفضاء المعلوماتي لتضخيم وتشويه وتزييف المجال المعرفي من أجل تحقيق غايات ومصالح من يطلقون هذه الحروب وافتعال أزمات وتحديات، بل والذهاب إلى حد التطبيق الانتقائي للقوة بأنواعها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية ضد دول وحكومات يجري عليها الاختيار لتغييرها وضرب استقرارها. وفي هذا السياق، ليس من قبيل المبالغة التأكيد على أن الحرب المعلوماتية الحديثة هي، في واقع الأمر، معركة من أجل الرأي العام.
والحقيقة أن الأمثلة على التضليل المتعمد Deliberate Misinformation،خاصة في الإعلام الغربي والأمريكي تحديداً، للتأثير في الرأي العام، هي أمثلة لا تحصى، منها على سبيل المثال:
-
المثال الأول: للتأثير على الأجندة العالمية في مجال ضبط التسلح والأمن الدولي، تناول الإعلام الأمريكي والغربي للحادث الذي وقع في شمال روسيا في 8 أغسطس 2019 وتقديمه للرأي العام على أنه كان انفجاراً لمفاعل نووي داخل صاروخ تقوم روسيا بتطويره. وقد استهدفت حملة التضليل هذه، والتي شملت الادعاءات بوقوع العديد من الضحايا وارتفاع مستويات الإشعاع النووي عن المعدلات المقبولة…إلخ، تحقيق هدفين:
الأول: التغطية على الخطط الأمريكية لتطوير ترسانتها النووية بعد انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ النووية القصيرة والمتوسطة المدى (INF).
الثاني: تشويه سمعة روسيا بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها خلال السنوات الأخيرة في التعاقد مع العديد من الدول، ومنها مصر، لبناء محطات نووية للاستخدامات السلمية. فقد حاولت الحملة الإعلامية المضللة أن تقدم موسكو للعالم على أنها قوة نووية لا يعتمد عليها.
وبطبيعة الحال، فإنه بوسع أي متخصص أن يكتشف بسهولة زيف هذه الحملة ودوافعها الحقيقة. فمن ناحية، لو كان الحادث حقيقياً لكانت منظمة حظر التجارب النووية قد أصدرت بياناً بذلك، خاصة وأن روسيا من الدول المصدقة على المعاهدة المنشئة لهذه المنظمة التي تمتلك محطات لرصد مثل هذه التفجيرات في مختلف الدول الأطراف في المعاهدة، وهو ما لم يحدث. وفضلاً عن ذلك لم تصدر أية بيانات من الدول المجاورة تفيد بحدوث مثل هذه التفجيرات المدعى كذباً بحدوثها في روسيا.
-
المثال الثاني: على التضليل المتعمد من قبل الميديا الغربية، هو الحملة الممنهجة من قبل حكومات نتنياهو في إسرائيل لتقديم إيران على أنها دولة تمتلك قدرات نووية للاستخدام العسكري، بهدف تبرير شن حرب عليها. وكما نعلم فقد بدأت الحملة قبل توقيع خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران عام 2015، ومازالت مستمرة، حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها العام الماضي.
-
المثال الثالث: هو إصرار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على التأكيد بأن إسرائيل هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط. وتعلم هذه الدول تمام العلم أنها تتحدث عن قوة احتلال إستيطاني عنصري انتهك، وما يزال، كافة أحكام القانون الدولي و قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. إن الهدف من ترديد هذه الكذبة هو محاولة الغرب تبرير سياساته الموالية لإسرائيل على طول الخط، كما وأن الادعاء بأن إسرائيل دولة ديمقراطية يخدم سياسات هذه الدول في محاولاتها احتواء الحركة العالمية المعروفة اختصاراً بــ( BDS )، وهي الحملة التي تستهدف مقاطعة ومعاقبة الشركات والمؤسسات الإسرائيلية التي تعمل في المستوطنات غير الشرعية والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتأكيداً لما أقول، أكد البرلمان الألماني في مايو الماضي أن إسرائيل “دولة ديمقراطية يهودية “، وذلك للتحايل من أجل عدم شرعنة الـــBDS.
وكما هو معلوم فإنه في تصنيف Freedom House ، وهي مؤسسة أمريكية يؤخذ تصنيفها كمرجع وحيد لتقييم النظم السياسية من حيث الديمقراطية، كانت، وماتزال، إسرائيل دولة ديمقراطية .
-
أخيراً نوًه سيادته إلى الكلمة العميقة والثرية للسيد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، والموزعة على المشاركين في هذا المنتدى، بعنوان :” العالم في مفترق طرق … نظام للعلاقات الدولية للمستقبل”. هذه الكلمة مهمة جداً لارتباطها بموضوع المنتدى. مشيراً في هذا الصدد إلى أن الحالة السورية التي أشار اليها الوزير لافروف في كلمته. فالدول الغربية تحاول منذ فترة استخدام وتوظيف المعلومات المزيفة، بل والمبادرة بإنشاء مفهوم ما يسمى بــــــ” النظام القائم على قواعد ” rules – based order وذلك لكي تمس الصلاحيات الخاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، وعندما فشلت الولايات المتحدة وحلفائها في إقناع مجلس الأمن بالموافقة على إصدار قرارا مُسيًس يتهم الحكومة السورية، بدون أي دليل، باستخدام مواد سامة محظورة، فقد بدأت في تعزيز” القواعد” التي احتاجت إليها من خلال منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية (OPCW). ومن خلال التحايل على الإجراءات القائمة، في انتهاك صارخ للاتفاقية، حيث استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها – بأصوات أقلية من الدول الأطراف في الاتفاقية – بتفويض السكرتارية الفنية للمنظمة بتحديد أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية في سوريا، وهو ما يعد افتئاتاً مباشراً على صلاحيات مجلس الأمن في هذا الشأن.