مشاركة السفير/د. محمود كارم في مؤتمر موسكو لمنع الانتشار النووي
أكتوبر 10, 2019مستقبل عملية السلام فى ضوء الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة… وانعكاساتها على القضية الفلسطينية
أكتوبر 21, 2019
تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسى فور إذاعة نبأ منح جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد تستحق بدورها أن نهنئ الرئيس السيسى عليها. لماذا؟
بداية لأن منح الجائزة الكبرى لآبى أحمد قرار مستحق لأن الرجل فعلا أنجز فى العديد من الملفات الهامة حسبما ذكرت مؤسسة نوبل… السلام الذى كان بعيد المنال مع إرتريا… الإسهام فى السلام فى جنوب السودان وفى السودان ذاته بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكرى مما منحه تقدير الشعب السودانى.. وأضيف إلى ذلك ما فعله آبى أحمد فى إثيوبيا ذاتها وقد جاء إلى الحكم بعد فترة قلقة كانت خالية من شخصية إثيوبية ذات مواهب قيادية بعد رحيل مليس زيناوى. جاء آبى أحمد المنتمى إلى أقلية الأورومو المسلمة إلى مركز الرجل الأول فى إثيوبيا.
فور علمى بحصول آبى أحمد على نوبل انصرف ذهنى على الفور شأن الكثير من المصريين إلى ما قد يكون هناك من تأثير سلبى أو إيجابى أو لا هذا ولا ذاك على موضوع سد النهضة… وجدت نفسى أميل تلقائيا إلى أن الجائزة يمكن أن تكون حافزا له على تتويج إنجازاته كرجل سلام للتوصل إلى اتفاق عادل مع مصر حول موضوع سد النهضة… أقول «يمكن» ولا أقول «حتما» لأن ملف سد النهضة أصبح معقدا أكثر من أى وقت مضى. هكذا ورثه كل من الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد… مصر عندها قضية المياه وهى قضية وجودية بلا شك، وإثيوبيا بعد رحيل زيناوى أصبحت الدولة العميقة هناك هى التى تدير الملف أو هكذا أعتقد. بغياب وجود شخصية قيادية ذات الكاريزما التى يتمتع بها آبى أحمد مثلما كانت شخصية زيناوى. أؤمن أيضا بأن الجانب الشخصى يلعب دورا لا أقول دورا حاسما ولكن أقول دورا مساعدا فى دفع الطرف الآخر إلى القرار الذى يمثل مكسبا للطرفين win win.
فى حالتنا علينا أن نبنى على مبادرة الرئيس السيسى فى نفس الوقت الذى نعمل فيه دبلوماسيا على أن تكون الحسابات الإثيوبية متجهة إلى خيار المصلحة المتبادلة للتوصل إلى حل.
يتطلب ذلك بالضرورة أن تواصل مصر بناء موقف دبلوماسى وقانونى قوى ومقنع، ولدينا بالتأكيد ما نقدمه فى ذلك، والعمل الدبلوماسى عليه أن يتجه إلى أكثر من دائرة؛ الدائرة القانونية ابتداء التى تحشد فيها مصر أفضل العقول القانونية، وأن تدعم تحركها فى أداء دبلوماسى رفيع ومؤثر، وتأتى الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة فى مرتبة متقدمة من الأهمية وكذلك الدول العربية ذات التأثير على القرار الإثيوبى وفى مقدمتها الدول الخليجية بما لها من استثمارات كبيرة فى إثيوبيا ولا يقتصر الأمر عليها، فالجزائر على سبيل المثال لها دور مؤثر فى إفريقيا ولكن يبقى السودان هو الطرف الأهم والذى مازال يحتاج إلى عمل دؤوب خاصة أن السودان الآن فى مرحلة انتقالية مفصلية.
يبقى للدبلوماسية على مستوى الرئيس دورها القيادى الأهم والتهنئة التى قدمها لآبى أحمد خطوة تذكر له، خاصة حسبما أعتقد أنها جاءت فورية وربما تلقائية أيضًا.
على الدبلوماسية المصرية أن تبنى على هذه الخطوة الهامة والموفقة.
نشرت بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 15 أكتوبر 2019، و رابط دائم :