وقائع الحلقة النقاشية الخاصة بـ “دور مراكز الفكر وأهميتها في ضوء التطورات العالمية”
يناير 30, 2020محاضرة الأستاذ/ هاني توفيق حول ” الإصلاح الإقتصادي في مصر”
فبراير 9, 2020بتاريخ 6 فبراير 2020، استضاف المجلس السيد/ ELY SY BEYE سفير جمهورية السنغال لدى مصر،بناءً على طلبه، يرافقه السيد/Cheikh Tidiane Gueye مستشار الشئون الثقافية للسفارة، شارك في اللقاء السفراء: د. منير زهران رئيس المجلس، محمد النقلي، عادل السالوسي، أعضاء المجلس، وأ. محمد قاسم رجل الأعمال وعضو المجلس، والسيد/يوسف والي ممثلاً عن المجلس المصري الأوروبي.
-
بدأ اللقاء بترحيب رئيس المجلس بالسفير ومستشار السفارة والمشاركين، منوهاً لما توليه مصر من أهمية كبيرة بالقارة الإفريقية، وبما تعكف عليه الدولة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الأمور، والذي حرص على تأكيده على أن دائرة الإهتمام الأولى في السياسة الخارجية المصرية هي الدائرة الإفريقية، ولابد من العمل المستمر على التقارب مع دول القارة والعمل معاً على تحقيق أهداف الاتحاد الافريقي وعلى رأسها الرؤية الإفريقية للتنمية 2063 ، فضلاً عن التعاون مع دول القارة في كافة المحافل الدولية لايصال صوتها وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لدولها وهو مايتأتى بمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن مكافحة الفقر والجهل والمرض، واستغلال ماتتمتع به القارة من إمكانيات وموارد.
-
أعرب السفير السنغالي عن سعادته لعقد هذا اللقاء، مشيداً بالعلاقات القوية التي تجمع بين رئيسي البلدين، معرباً عن أمله في أن يتم تفعيلها على أرض الواقع في كافة المجالات خاصة وأنها لم ترتق حتى اليوم لتعبر عن حقيقة مايجمع البلدين من إمكانات مشتركة، مشيداً بالجهود المصرية المبذولة للتفاعل مع قضايا القارة والتي برزت بشكل أكثر وضوحًا في أعمال القمة الإفريقية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ وكذلك منتدى أسوان، منوهاً لأهمية العمل على تحقيق التقارب بين شعوب القارة من خلال تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والسياحي وعدم الاقتصار على الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية فقط، مشدداً على أن العلاقات التجارية بين البلدين لاتزال لم ترق للمستوى المطلوب، وهو الأمر الذي يحتاج إلى عقد لقاءات وزيارات متبادلة على جميع المستويات وعدم قصره على المستوى الرئاسي .
-
وفي هذا السياق، نوًه إلى أنه لابد من التعامل مع التحديات على أرض الواقع والتي تمثل معوقاً رئيسياً لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيراً في ذلك إلى أحد تلك المواقف والتي أعطت رسالة سلبية للجانب السنغالي، فبينما كانت السنغال ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنتهي في 4 فبراير 2020، ورغم حضور وزير الثقافة السنغالي لم يكن أحد من المسئولين المصريين في استقباله أو حتى وداعه ولم تخصص سيارة له بل تم نقله في حافلة مع باقي الوفد. وبالمثل وعند سفر السفير السنغالي لمدينة شرم الشيخ لحضور أحد المؤتمرات طلب منه نزع حذائه وعند اعتراضه بأنه سفير معتمد، كان الرد أنه لن يسافر إلا إذا خلع نعليه، رغم أن ذلك يتعارض مع مبدأ المعاملة بالمثل.
-
مضيفاً أن هذه الأمور تترك انطباعات سيئة وتؤثر على العلاقات بين الجانبين ولاتؤدي الرسالة التي يناشد بها الرئيس السيسي بل وتعطي رسالة بأن هذه هي مصر الحقيقية، وهو الأمر الذي تكرر خلال أحد اجتماعات لجنة السفراء الأفارقة بالقاهرة، الذين أعربوا عن استيائهم من مثل هذه التصرفات، ونوهوا لأن ذلك يولد مشاعر إحباط ومرارة لديهم وتؤثر على عملهم في تنمية وتعزيز العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة، مؤكداً وجوب تغيير نظرة التعامل مع الأفارقة والتخلي عن سياسة التمييز فيما بين المسئولين الأفارقة ونظرائهم الغربيين، مضيفاً أن هذه التصرفات كانت سببًا في رفضه دعوة لحضور مؤتمر يعقد في شرم الشيخ الشهر القادم تجنباً لتكرار تلك المواقف.
-
أكد أهمية العمل المشترك لتعزيز وتنمية أواصر الروابط بين البلدين، والتغلب على كافة المعوقات، داعيًا الجانب المصري للاستثمار فيما تمتلكه البلاد من احتياطيات هيدروكربونية كبيرة، وكذا التعريف بالفرص الاستثمارية في مصر أمام المستثمرين السنغاليين وأن تساهم اللجنة الوزارية المشتركة المقرر انعقادها في مارس 2020، وتضم وزراء الخارجية والدفاع والصحة، من تفعيل مجالات التعاون بين الجانبين. كما أكد أهمية قطاع السياحة والثقافة في تعزيز الروابط بين الشعبين، مضيفاً أن السيدة/إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية مدعوة لحضور معرض الكتاب في داكار 2021، كما أكد على أهمية دراسة منح تأشيرات مجانية للسنغاليين لدخول مصر، انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل، خاصة وأن هناك صعوبة كبيرة في منحها، حتى أنه واجه مثل هذا التحدي خلال تسلم عمله بمصر حيث تم منحه تأشيرة دخول لمرة واحدة فقط، كما شدد على أهمية العمل على دراسة فتح خط طيران مباشر بين البلدين خاصة وأن مصر للطيران شركة كبيرة وتمتلك خطوط طيران لكافة المدن الأوروبية على عكس نظيرتها الإفريقية.
-
مناقشات:
– أكد السفير/د. منير زهران- رئيس المجلس على أهمية العمل على التنسيق بين المؤسسات الحكومية في البلدين لمواجهة الصعوبات والمشكلات التي تؤثر على علاقات التعاون بين الجانبين، وإطلاع السلطات المصرية على مايواجه المسئولين الأفارقة من أجل تفعيل الاستراتيجية المصرية على الأرض، مع العمل على تعزيز التواصل بين النخب من الجانبين.
– فيما يتعلق بالجانب الاستثماري والاقتصادي، كانت دعوة أ. محمد قاسم- رجل الأعمال وعضو المجلس، الجانب السنغالي للانضمام لاتحاد الغزل والنسيج الإفريقي، خاصة وأن البلاد تتمتع بثروة وإمكانيات كبيرة يمكن الاستفادة منها بما يعود على النفع على الجانبين، فضلاً عن التعاون في مجال تنمية وتطوير المدن وتقديم نماذج صناعية مصرية للاستفادة منها في السنغال، منوهاً لأن الاندماج بين شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء سيلعب دوراً هاماً في تحقيق أجندة التنمية الإفريقية 2063.
– دعا السفير محمد النقلي – عضو المجلس، إلى أهمية تعزيز التعاون المؤسسي بين الجانبين من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس المصري للشئون الخارجية والمنظمات المثيلة له في السنغال، وكذا تعزيز التعاون بين منتدى أسوان للأمن وبين منتدى داكار للأمن ، على أن يتم عقد دورات تدريبية يستفيد منها الجانبان، فضلاً عن تعزيز التعاون الثقافي بين المؤسسات التعليمية والثقافية بين الجانبين.
– وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أكد السفير/ عادل السالوسي-عضو المجلس، على أهمية العمل والتنسيق بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والاستفادة من الخبرة المصرية في هذا المجال وبحث التعاون مع المجلس القومي لمكافحة الإرهاب.
– أكد السيد/ مصطفى والي – الممثل عن المجلس المصري الأوروبي، إلى أن القارة الإفريقية تتمتع بإمكانات وفرص واعدة يجب التعريف بها في كافة المحافل الدولية والعمل على التغلب على المعوقات التي تهدد التعاون بين دول القارة، والعمل على التقريب بين وجهات النظر أملاً في الانتقال لمستويات أرحب من التعاون الاقتصادي والاستثماري القائم على الصراحة والشفافية وإعلاء مبدأ المواطنة على النعرات الطائفية والانطباعات التي تذكي مشاعر الكراهية والتطرف.
– تعليقات ختامية للسفير السنغالي :
– فيما يتعلق بالتعاون في صناعة الغزل والنسيج، أكد على أهمية التغلب على معوق اللغة خاصة وأن السنغال ومجموعة الدول الفرانكوفونية، رغم ماتتمتع به من إمكانيات وموارد، ولكنها تواجه صعوبات تتعلق بالتواصل.
– دعا إلى حضور المجلس لاجتماعات لجنة السفراء الأفارقة لتبادل وجهات النظر وإطلاعهم على مستقبل التعاون الاقتصادي بين مصر ودول القارة حتى يتسنى مناقشته خلال اجتماعات السفراء، داعياً للعمل المشترك بين المجلس وغيره من المؤسسات مع السفراء الأفارقة لوضع استراتيجية يمكن من خلالها تعزيز التعاون المنشود في كافة المجالات، والتغلب على التحديات ذات الصلة.