مقابلة مع سفير سنغافورة الجديد بالقاهرة
فبراير 24, 2020محضر مقابلة مع القائم بأعمال سفارة إسرائيل بالقاهرة
مارس 4, 2020استضاف المجلس المصرى للشئون الخارجية، يوم الأربعاء 26 فبراير 2020، ندوة ألقاها الصحفى/ كمال جاب الله، عضو المجلس، حول كتابه “رييوا 2050” بشأن ما ينتظر اليابان فى عصر الرييوا الجديد، الذى بدأ فعلياً فى أول مايو 2019، بتنصيب وتتويج الإمبراطور “ناروهيتو”، ويتوقع استمراره لثلاثة عقود على الأقل، مثل سلفه، أى حتى عام 2050. وقد افتتح الندوة السفير د./ منير زهران، رئيس المجلس، وحضرها بعض أعضاء المجلس وعدد من أصدقاء السيد/ جاب الله.
فى افتتاحيته للندوة، أعطى السفير/ زهران نبذة عن مؤلف الكتاب ومواقعه المختلفة بجريدة الأهرام، بما فى ذلك عمله مديراً لمكتبها فى العاصمة اليابانية طوكيو من ديسمبر 2001 إلى أكتوبر 2005، وتوليه رئاسة جمعية الصداقة المصرية – الكوبية بعد انتهاء عمله بالأهرام عام 2013.
من جانبه، ذكر الكاتب أن كلمة “رييوا” تعنى حرفياً التناغم الجميل أى التناغم الذى يسم حياة اليابانيين على الصعيدين الداخلى والخارجى فى كافة مجالات الحياة. وعلى إثر ذلك، انطلق فى الحديث عن بعض الذكريات التى دفعته للعمل فى الأراضى اليابانية، وتجربته فيها. وأضاف حول عصر الرييوا الجديد:
-
تراجع احصائيات عدد سكان اليابان بدءاً من عام 2007، وتوقع المزيد من الانخفاض بـ 20 مليون نسمة، مع حلول عام 2045، ليصبح العدد 106.4 مليون نسمة، مقارنة بـ 127 مليون نسمة حالياً، وإلى أقل من 100 مليون نسمة بحلول عام 2050، من بينهم 38 % نسبة متوقعة للذين تبلغ اعمارهم 65 سنة فأكثر.
-
مخاوف من مواجهة السيناريو الاقتصادى اليابانى الأسوأ، فى عصر الـ رييوا، وانتقال عبء شيخوخة المجتمع الحالى إلى الأجيال المقبلة، باستمرار العجز فى الميزانية العامة وتفاقم الديون الحكومية التى تتجاوز ضعف الناتج المحلى الإجمالى، وتقلص الأسواق وزيادة نسبة عدد الأسر الفقيرة.
هذا، وتتمثل المشكلة الاقتصادية الأكثر مرارة التى تواجه اليابان فى عصر الرييوا فى زيادة المخصصات الدفاعية التى ارتفعت للعام الثامن على التوالى لتبلغ رقماً قياسياً وهو 3.5 تريليون ين، أى نحو 48.6 مليار دولار، فى عام 2020، ومن المتوقع أن تتضاعف تلبية لطلب الرئيس ترامب، بزيادة مدفوعات اليابان للقوات الأمريكية، بأكثر من 4.5 أضعاف المستوى الحالى، فى السنة المالية 2021.
وعليه، يمكن القول أن حالة عدم اليقين والتوقعات الاقتصادية غير المطمئنة التى تتسم بها بدايات عصر الرييوا، تختلف عن مظاهر الازدهار والانتعاش الاقتصادى التى تحققت على أرض الواقع بعد التعافى من آثار الحرب العالمية الثانية، مما دفع اليابانيين وقتها للشعور بالامان النسبى وهو يودعون عصر شوا، ويدخلون عصر هيسى فى عام 1989.
المناقشة:
السفير/ هشام الزميتى:
أشار إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر واليابان قد واجهت أكبر واخطر تحدٍ لها حينما اندلعت ثورة يونيو 2013، وذلك بعدما اتخذت اليابان موقفاً مناوئاً لهذه الثورة، بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية، التى رأت أن المستقبل فى مصر هو للإخوان وليس لغيرهم، حتى ان الواشنطن بوست قد خصصت صفحة كاملة من صفحاتها للحديث عن خيرت الشاطر وكيف أنه هو العقل المفكر الملهم فى مصر. وبالفعل، قامت اليابان بتجميد تعاونها التنموى مع مصر آنذاك بحجة انشغال اليابانيين بمعالجة ما خلفته الكوارث الطبيعية فى شمال البلاد آنذاك والتصدى للإشعاعات الناتجة عن مفاعل فوكوشيما النووى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن اليابان أرسلت دعوات رسمية لكلٍ من سعد الكتاتنى والشاطر وجهاد حداد وعبد المنعم أبو الفتوح على فترات متتالية، ثم جاءت دعوة الرئيس الأسبق محمد مرسى ليزور اليابان فى 27 يونيو 2013.
جدير بالذكر أيضاً ان الصحافة اليابانية قد انصاعت هى الأخرى لتعظيم فرص الإسلاميين فى مصر فى البقاء فى السلطة وذلك وفقاً للصحافة الدولية التى هيمنت عليها الآراء الأمريكية، ولم تكن هناك أدنى فرصة لسماع آراء السياسيين المصريين، حتى انه لم تُنشَر سوى مقابلة واحدة من حوالى 40 مقابلة، وبشروط، للحديث عن الأوضاع المصرية مع السفير هشام الزميتى.
ولقد ظلت الأمور كما هى عليه إلى ان جاء تنظيم داعش الإرهابى وقام بقتل اثنين من الصحفيين اليابانيين فى يناير 2015. ونظراً لذلك، راجع اليابانيون مواقفهم إزاء الجماعات الإسلامية فى العالم، ومن بينهم جماعة الإخوان فى مصر. وعليه، تم سحب السفير سوزوكى من مصر، وقام رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى بزيارتها فى شهر يناير المذكور. وبدأت العلاقات الثنائية تتعافى تدريجياً، وبلغت حداً كبيراً من التحسن، رغم أنها لم تعد كسابق عهدها. وفى هذا السياق، أشاد السفير/ الزميتى بالدور الكبير الذى قامت به السيدة/ يوريكو كويكى التى تتقلد الآن منصب محافظ العاصمة بكين، حينما كانت مديرة لمكتب التعاون اليابانى مع مصر (JICA)، من أنها دافعت عن دعم مصر بشدة ونددت بالتوتر الحاصل فى العلاقات بين البلدين، وهى التى قامت بالتوقيع بالموافقة على تقديم قرض المرحلة الأولى لأحدث خطوط مترو الأنفاق فى مصر.
السفير د./ منير زهران:
تناول خصوصية العلاقات الأمريكية / اليابانية والقاعدة الأمريكية الكبيرة للولايات المتحدة هناك، وكوْن اليابان الدولة الوحيدة فى العالم التى عانت من ويلات القنابل النووية وتأثيراتها، ومع ذلك فإنها لم تصوِّت لصالح اتفاقية حظر الأسلحة النووية (TPNW) التى تم إبرامها فى 7 يوليو 2017، بل وصوَّتت ضدها مثل الولايات المتحدة، رغم أنها لم تشارك فى مفاوضات هذه الاتفاقية.
أ/ رفعت عبد السلام:
أشار إلى أن منصب الإمبراطور فى اليابان أصبح منصباً شرفياً بحتاً بعد الحرب العالمية الثانية، ولا دخل له بسياسة البلاد. كما ذكر أن هناك أمثلة يابانية أصيلة توصف العلاقة القائمة بين اليابان والولايات المتحدة الامريكية، من بينها: اليابان جارية لأمريكا. وفيما يتعلق بالجانب الصحفى والإعلامى، أشار إلى ان اليابانيون ينتقون الأخبار السلبية فقط عن مصر، وأن الدعاية المضادة فى اليابان قوية جداً، ويرجع السبب فى ذلك جزئياً إلى التقصير الذى يعترى المراسلين والإعلاميين المصريين.
د./ زين الشيخ:
اشار إلى أن مصر بحاجة إلى نقل التجارب الأجنبية الإيجابية إليها فى وقتنا الحالى لكى تستطيع إتمام نهضتها. ومن بين ما يمكن تعلمه من اليابان هو التعرف على قيمة الإنسان والنظام والدقة فى المواعيد والثقافة المتميزة والجمع بين القديم والحديث فى سياق تناغمى رائع وقداسة كبار السن.
أ/ مدحت إمام:
أثار التساؤل التالى: فى ظل وجود النفوذ الأمريكى على اليابان، كيف استطاعت الأخيرة الحفاظ على هويتها الثقافية؟
د./ ميادة مجدى:
أشارت إلى أن اليابانيين فهموا قدوم الإخوان فى مصر على انه اختيار شعب. وعلى كلٍ، أسفرت جهود السفير/ هشام الزميتى فى نهاية المطاف بتوضيح الصورة وتعديل الامور. كما اوضحت ان الجايكا لم تقف مكتوفة الأيدى آنذاك، فلقد انتقد رئيسها الإخوان فى عهدهم، ولم تعلق اعمالها فى مصر، خاصة وان العقد الخاص بقرض مشروع مترو الأنفاق قد تم توقيعه فى عام 2012، ومن قبله العقد المنوط بالمتحف المصرى الكبير الذى قدَّمت فيه اليابان أكبر مساعدة لدولة على مستوى العالم فى مشروع مثل هذا.