يوم بيع أسهم قناة السويس
نوفمبر 21, 2020مشاركة السفير/ عزت سعد في احتفالية المجلس الأعلى للثقافة حول ” العلاقات المصرية/ الإندونيسية…البعد الثقافي”
نوفمبر 25, 2020
بتاريخ 23 نوفمبر 2020، استقبل المجلس السفير/ جيورجي بوريسينكو – سفير روسيا الاتحادية الجديد لدى مصر، بمشاركة رئيس المجلس ومديره، وبمشاركة عدد من أعضاء المجلس وهم السفراء: عادل السالوسي، رفعت الأنصاري، محمد منير، نبيل العرابي، د. بدر الدين زايد، ورجل الأعمال/ محمد قاسم. حيث هدف اللقاء إلى بحث تطورات العلاقات المصرية/ الروسية، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية.
وقد بدأت أعمال اللقاء بترحيب السفير/ د. منير زهران بالحضور والتأكيد على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وروسيا، وأهمية العمل والبناء على ما يجمع البلدان من تفاهمات مشتركة ومواجهة التحديات والعراقيل.
عقب ذلك أعطى السفير زهران الكلمة للسفير الروسي، والذي بدأها باستعراض تطورات العلاقات الثنائية المصرية/الروسية، مؤكداً أن هذه العلاقات تمتد منذ 77 عاماً ولاتزال تتمتع بكونها استراتيجية وبها مجالات عدة للتعاون وذلك بغض النظر عمَا قد تواجهه من فترات من الهبوط وأخرى من الإزدهار بدأت مع تولي الرئيس مبارك للحكم بعد التوتر الذي شهدته في عهد الرئيس السادات، حيث تم تبادل الزيارات بين الزعيمين ومع وصول الرئيس السيسي للحكم تم تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين وتم عقد العديد من اللقاءات سواء الثنائية أو حتى تلك التي تمت على مستوى القارة الإفريقية، كما تم عقد لقاءات أمنية على مستوى وزراء الدفاع. والواقع أن روسيا حريصة على تطوير علاقاتها بالمنطقة العربية وترى في مصرركيزةً لهذا التعاون، خاصةً وأن الدولة المصرية نجحت في مواجهة العديد من التحديات التي تضرب جزء كبيرمن دول المنطقة اليوم. وفضلاً عن ذلك تنظر روسيا إلى مصر باعتبارها شريك أساسي لتعزيز علاقاتها مع القارة الإفريقية فضلاً عن كونها مركز مهم لأن تكون نقطة للتجارة الحرة وتبادل السلع بين روسيا ودول القارة الإفريقية.
ورغم ما تشهده تلك العلاقات من زخم إلا أن روسيا لاتزال تتطلع لمزيد من التفعيل لإطار الشراكة الاستراتيجية الموقع في العام 2015 والذي شمل العديد من المشروعات القومية التي تأتي كإطار أساسي لتعزيز العلاقات الثنائية المصرية/ الروسية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ورغم أن تنفيذ بعض المشروعات يواجه بعض التحديات والعراقيل وبصفة خاصة ما يتعلق بالتعاون الثقافي والتواصل مع الشعب ولكن ومنذ عامين تم العمل على تكثيف اللقاءات بهدف تعزيز التعاون في هذا المجال.
أما على صعيد العلاقات الإقليمية والدولية، ورداً على تساؤل السفير/د. عزت سعد – مدير المجلس عن توصيف السفير الروسي للأوضاع في ليبيا والموقف الروسي من الأزمتين الليبية والسورية في ظل التطورات الأخيرة على الأرض وعدم وضوح الرؤية الأمريكية للتعامل مع الأزمة السورية ما بين رغبتها في الانسحاب والحفاظ على تواجدها على الأرض السورية كي لا تخسر نفوذها. أكد أنه فيما يتعلق بالأزمة الليبية فالسياسة الخارجية الأمريكية بدأت بالتدهور منذ عهد الرئيس بوش الابن الذي صاغ وأراد تنفيذ سياسة الشرق الأوسط الجديد واستمر في تنفيذها الرئيس أوباما، وبعد تدخل الناتو في ليبيا تدهور الوضع على الأرض مع سقوط القذافي ورأت روسيا أن الزعيم القذافي ليس أفضل ديمقراطي في العالم ولكن شعرت روسيا بالأسى بعد سقوطه وأدركت خطورة الوضع هناك في ظل الانقسام الشعبي وتعدد الحكومات وتمزق الدولة، منوهاً على دعم روسيا للموقف المصري وقلق مصر حيال هذه التطورات والمرتبطة بالأمن القومي المصري، في ظل انتشار التطرف في البلاد منوهاً إلى الدعم الروسي للموقف القوي الذي أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحاته بأن خط سرت – الجفرة خط أحمر، والوفد الروسي بقيادة ميخائيل بوغدانوف – المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، في زيارته لتركيا ناقش الأوضاع في ليبيا وكيف يمكن تهدئة الأوضاع هناك ومنع أي تصرفات من شأنها إرسال رسائل استفزازية لدول الجوار أو تهدد الأمن القومي لهذه الدول في إشارة إلى مصر، كما تمت مناقشة وضع خطوط وحدود التحركات التركية للخطوط الأمامية تجاه الحدود الشرقية وأيضاً عدم تجاوز الحدود الغربية.
ورغم تلك المحاولات لم يتم التوصل لنتائج محددة خاصةً وأن تركيا تمتلك أجندة سياسية وترغب في تحقيقها إلا أنه ومع التحركات المصرية في مياه المتوسط حاول رئيس المجلس الرئاسي الليبي في أغسطس 2020 تهدئة هذه الأوضاع عبر التنسيق مع الجانب الروسي لمحاولة إقناع تركيا بمنع أي استفزازات للجانب المصري وتمت مناقشة التحركات العسكرية التركية مع أجهزة المخابرات والأمن التركي وذلك من خلال آلية حوار 5+5 وهي آلية هامة للحوار مع تركيا في مجال تحقيق التسوية السياسية وإطلاق حوار ليبي/ليبي ولكن لابد من العمل والتنسيق مع الشركاء لبلورة آلية محددة لهذا الحوار وبرنامج يتم التحرك وفقاً له. وفي هذا السياق، تم عقد حوار مع وزارة الخارجية المصرية وممثلين من الخارجية الليبية والقبائل الليبية، ولكن بعضها حضر – وهي تلك المؤيدة لحفتر- والأخرى لم تحضر وهي تلك الداعمة للمليشيات والجماعات المسلحة والإخوان المسلمين، وعليه فهناك حاجة لاستمرار الجهود المصرية الهادفة لتوحيد القبائل الليبية والتنسيق معها، والتعاون في ذلك مع القوى الدولية وعلى رأسها مُمثِل الاتحاد الأوروبي لضمان إتمام التحول السياسي في البلاد داعياً للاستفادة من مخرجات منتدى الحوار الليبي/ الليبي، والذي يمثل صفقة هامة لإتمام أي عملية سياسية، خاصةً وأن الهدف من تلك الاجتماعات هو تهيئة المناخ السياسي لإطلاق عملية سياسية شاملة وإتمام انتخابات المجلس الرئاسي ومجلس النواب الليبي، فضلاً عن تعريف الشعب الليبي بالشخصيات السياسية في البلاد لضمان وجود تأييد وثقة شعبية للتحول السياسي بالبلاد والبدء في تولي أصحاب الخبرة من الوجوه الجديدة التي تحظى بدعم القبائل للمناصب السياسية سواء المجلس الرئاسي أو مجلس النواب وكذا مجلس النواب الليبي، فضلاً عن أهمية العمل على تقريب وجهات النظر بين مؤسسات الدولة الليبية من أجل فتح حوار حقيقي لحل الأزمة، وتحقيق السلام وإسقاط جماعات الإسلام الراديكالي وإنهاء التدخلات الإقليمية والدولية هناك بما يحقق الأمن والاستقرارفي الشمال الإفريقي ووقف تدفق اللاجئين والمهاجرين، فضلاً عن القضاء على الجماعات المتطرفة وقياداتهم والذين لا ينتمون للدولة الليبية.
أكد السفير/ د. محمد بدر الدين زايد أنه فيما يتعلق بالتواجد التركي على الأراضي الليبية والمتسبب في تهديدات للأمن القومي للدول المجاورة في ظل رعايتها للمليشيات والجماعات الإرهابية هناك، ورغم رفض روسيا لتلك التحركات إلا أنها تتمكن من خلال دبلوماسيتها في لعب دور بتحجيم الدور التركي كما حدث على الأراضي السورية وذلك رغم انتهاك تركيا في بعض الأحيان لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي يتم التوصل إليها.
في السياق عالية، أكد السفير الروسي أن روسيا تعمل على تحقيق التوازن في علاقتها مع الدولة التركية من خلال الحفاظ على هذه العلاقات والتوصل لتفاهمات مشتركة تحقق مصالح الدولتين رغم اختلاف أجندتهما والعمل على احتواء الخلافات من خلال إقامة علاقات تعاون واستبدال نهج التوجيه لنهج التشاور مع الدولة التركية، خاصة وأن تركيا لأتقبل بلعب دور الدولة التابع بل لابد من التنسيق معها عسكريًا وسياسياً في تحركاتها سواءً في سوريا أو ليبيا. منوهاً لأن تركيا دولة جوار مباشر لروسيا وتجمعها معها حدود مشتركة وهو ما يظهر أهمية التنسيق بين الجانبين والاعتماد على علاقات الشراكة والتعاون وتجاوز الخلافات وإدارتها دون اتخاذ خطوات عدائية أو المقاطعة، موضحاً اختلاف الأزمة الليبية عن نظيرتها السورية. منوهاً إلى أن سوريا لم تكن حليفة للدولة الروسية كما تردد الولايات المتحدة وكان نظام الأسد حليفاً للغرب دائماً. وبعد عام 2011 ونظراً لتضارب المصالح رأت الولايات المتحدة أنه لابد من رحيل نظام الأسد ولكن ذلك لم يتم عبر عملية ديمقراطية بل كان بالقوة، وكذا الحال في العراق فالديمقراطية التي دعت الولايات المتحدة لتطبيقها في العراق لم تتم ولم يتحقق الاستقرار بل تدهور الوضع في البلاد وقتل ما يزيد عن 3000 عراقي. وحتى اليوم لم تتمكن البلاد من تحقيق الاستقرار والديمقراطية هناك بل انتشرت الجماعات الإرهابية. بل إن الممارسات الأمريكية كانت سبباً في صعود هذه الجماعات المتطرفة في العالم، وهو الملاحظ منذ العام 2012 مع صعود داعش في سوريا والعراق ولم تقم الولايات المتحدة بمواجهتهم كما ينبغي وحاولت باستمرار تقديم الجماعات في سوريا على أنهم ثوار ومحاربين للنظام، في حين حذرت روسيا مراراً وتكرارً بأن هؤلاء المقاتلين هم جماعات إرهابية معظمها لا ينتمي للدولة السورية، ومع ذلك لم يُعلن عن أن هذه الجماعات إرهابية إلا بعد أن تم استهداف عدد من المواطنين الأمريكيين على يد جماعة النصرة وغيرها.
وحول العلاقات الثنائية المصرية/ الروسية، أكد السفير الروسي أنه فيما يخص عودة السياحة الروسية لمصر، فبالفعل عادت رحلات الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو، بعد توقفها بسبب وباء كورونا، في 9 سبتمبر 2020، أما عودتها لمحافظة البحر الأحمر فيرتبط بتوصل الطرفين لتفاهمات مرضية ومقبولة فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، خاصةً وأن هذا الملف مرتبط بالرأي العام الروسي وبعائلات الضحايا.
وفيما يرتبط بالمشروعات الاقتصادية المقامة أوضح أن أزمة وباء كورونا أثرت سلباً على سير عجلة العمل في تلك المشروعات، بما فيها بالمنطقة الصناعية الروسية، حيث ماتزال هناك بعض المعوقات ومحاولات الطرفين التوصل لتفاهمات مشتركة بشأن بعض التفاصيل بما فيها ملكية الأراضي أو حق الانتفاع لمدة 50 عاماً، فضلاً عن استمرار الدراسات الجيولوجية للأراضي في منطقة شرق بورسعيد لمعرفة مدى ملائمتها للصناعات الثقيلة.
وعن التعاون العسكري، أشار السفير إلى وجود عدة صفقات عسكرية أبرمت بين الجانبين في السنوات الأخيرة بما فيها حاملتي الطائرات وعدد من طائرات السوخوي ولاتوجد معوقات تمنع شراء مصر لمنظومة S-400 خاصةً وان تلك المنظومة تم بيعها لشريك في الناتو وهي تركيا وبالتالي فمصر لها الأولوية.
وردأ على تساؤل حول الوقف الروسي مما يجري في منطقة شرق المتوسط والاكتشافات الغازية في المنطقة ومدى اهتمام موسكو بمنتدى غاز شرق المتوسط، وما إذا كانت تنوي التقدم للحصول على وضع المراقب مثلما فعلت واشنطن، أكد السفير الروسي أن بلاده لا تنظر للمنتدى على أنه منافساً في ظل امتلاك روسيا للاحتياطي الأكبر في العالم، بل كمنصة للتعاون، ومن هنا تبحث روسيا بالفعل الانضمام للمنتدى كمراقب بما سيعود بالنفع على الشركات الروسية الكبرى المتخصصة في مجال الطاقة كجاز بروم في ظل الاكتشافات الحالية للطاقة في المنطقة. أما فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا في المتوسط فيصعب بدء استغلالها في ضوء الأوضاع العسكرية في البلاد.
وحول نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، تساءل السفير/د. منير زهران عن رؤية روسيا للنتائج المترتبة على فوز جون بايدن وهل من المتوقع وجود فارق كبير في السياسة الأمريكية تجاه روسيا؟
في هذا السياق، أكد السفير الروسي عدم وجود فارق كبير في السياسة الأمريكية تجاه روسيا، بحسب الإدارات المتعاقبة، وماتردد خلال السنوات الأربع الماضية حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية هو أمر مدعاة للسخرية ما يعني امتلاك روسيا لأدوات قوية تؤثر على الناخب الأمريكي.