شهادة مصداقية لمصر ودبلوماسيتها الإفريقية فى ذكرى اغتيال الزعيم لومومبا
فبراير 25, 2021بايدن وحلفائه الأوروبيين … محددات التعاون
مارس 5, 2021
بتاريخ 4 مارس 2021، استضاف المجلس المصرى للشئون الخارجية السيد السفير/ هشام سيف، مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية، للحديث عن العلاقات المصرية/ الأمريكية وتطوراتها، وذلك فى حلقة مغلقة، حضرها السفير د./ منير زهران، رئيس المجلس، والسفير د./ عزت سعد، مدير المجلس. وفى هذا السياق، أشار السفير/ سيف إلى أن الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما قد استهدف بشكلٍ عام الحفاظ على الوضع الراهن فى المنطقة إبَّان حدوث الثورات العربية، وعدم اتخاذ مواقف حاسمة تجاه بلدان تلك الثورات، رغبةً فى التعرف إلى ما تؤول إليه الأحداث فى النهاية، واتخاذ مواقف مناسبة حينها. حتى أنه لم يَسِم ما حدث فى 30 يونيو 2013 بالانقلاب العسكرى، رغم كونه ديمواقرطياً، بل أصدر أوامره بعد ذلك بالتعاون مع مصر، وإمدادها على سبيل المثال بطائرات الأباتشى التى تم الاستعانة بها فى ضرب مواقع داعش فى ليبيا عقب المذبحة التى أقامها التنظيم فى حق بعض المصريين الموجودين بها آنذاك.
بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، أى إدارة بايدن، فإنها تتبنَّى توجهات مذهبها الديموقراطى، وذلك من قبيل التوجيه باحترام القانون وحقوق الإنسان وغيره، ولعل ذلك قد اتضح بشدة خلال المكالمة التى أجراها وزير الخارجية الأمريكى مع نظيره المصرى فى بداية العام الجارى من التأكيد على أولوية قضية حقوق الإنسان وضرورة معالجتها من قِبَل القيادة المصرية. ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن هذه الإدارة عازمة على الانسحاب عسكرياً من منطقة الشرق الأوسط ومتاعبها، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة لتغطية عملياتها العسكرية خارج الأراضى الأمريكية. ثانياً: رغبتها الحثيثة فى مناهضة الصعود الصينى المتنامى بشتى السبل.
وفيما يرتبط بالعلاقة بين مصر والولايات المتحدة، أشار السفير/ سيف إلى أن الوضعَيْن الإقليمى والدولى لا يزالا متسمَيْن بالضبابية الشديدة لأجل وضع ترتيب سياسى أمنى فى المنطقة من قِبَل الإدارة الجديدة، وكذا لتحديد برامج العمل التى يمكن فى إطارها تعزيز العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، فإن على مصر ضرورة القيام بصياغة وعرض عناصر محددة للتعاون مع الجانب الأمريكى فى الوقت الراهن، من بينها على سبيل المثال إيجاد آلية لإخراج كافة العناصر الأجنبية، بما فى ذلك مَن تعتبرهم الولايات المتحدة خصوماً لها، من ليبيا؛ وكذا الضغط على إيران – دون الدخول فى مواجهة معها – عن طريق استعادة العراق من براثنها، بفضل العلاقات الثلاثية الحالية التى تجمع العراق ومصر والأردن معاً، هذا إلى جانب إمكانية تعزيز أمن البحر الأحمر وكذا تعزيز أمن الخليج وفق آلياتٍ محددة، وذلك فى مقابل الاستحواذ – على سبيل المثال – على الدعم الأمريكى فى قضية سد النهضة الوجودية بالنسبة لمصر… إلخ.