
زيارة سفير الهند/ Ajit Gupte للمجلس
مارس 29, 2022
اجتماع مجلس الإدارة مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب
مارس 30, 2022شارك السفير د./ عزت سعد مدير المجلس فى النسخة الخامسة من مؤتمر غرب آسيا، الذى ينظمه معهد مانوهار باريكار للدراسات والتحليلات العسكرية (MP-IDSA)، التابع لوزارة الدفاع الهندية، على مدى يومى 29 و30 مارس 2022، حول “التوجه الهندى إلى غرب آسيا: الاتجاهات والتحديات والإمكانات”، وذلك بورقة عن “المنظور المصرى للعلاقات الثنائية المصرية / الهندية”، حيث أشار فى هذا الصدد إلى ما يلى:
-
تكتسب العلاقات المصرية/الهندية أهمية خاصة في ضوء البيئة الدولية المتغيرة، والأبعاد المتعددة لهذه العلاقات من سياسية / اقتصادية/ تجارية وثقافية. وبالنسبة للجانب السياسي للعلاقة، يجمع البلدان فهما سياسياً مشتركاً، يقوم على تاريخ طويل من الاتصالات المنتظمة والتعاون في القضايا الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف. وقد أدركت مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية بناء جسور عميقة للتعاون مع الهند باعتبارها إحدى أهم القوي الصاعدة وأحد الأقطاب الاقتصادية في النظام العالمي الذي يتشكل حالياً، واستناداً على أرضية صلبة من التفاعل بين البلدين منذ فترة كفاحهما ضد الاستعمار، مروراً بمرحلة تشكيلهما لسياسات عدم الانحياز، وصولاً إلى المرحلة الحالية التي تتشابه فيها الأجندة التنموية للبلدين لا سيما منذ تولي الرئيس السيسي عام 2014 ورئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” في نفس العام. وفي هذا الإطار زار الرئيس المصري الهند مرتين: في أكتوبر 2015 – للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند / إفريقيا – وسبتمبر 2016 في زيارة ثنائية. ثم قام السيد وزير الخارجية المصري بزيارة نيودلهي في مارس 2018، ترأس خلالها الجانب المصري في الدورة السابعة للجنة المشتركة بين البلدين.
-
من ناحية أخرى كان من المنتظر أن يقوم معالي السيد رئيس الوزراء “مودي” بزيارة إلى مصر في مارس 2020، إلا أنه تم تأجيل الزيارة ما بعد انتهاء حالة الإغلاق في الهند بسبب أزمة كورونا، كما أبدى معالي وزير الخارجية “سوبرامانيام جايشانكار” في أغسطس 2021 اهتمامه بزيارة القاهرة، وهي الزيارة التي تم الاتفاق على إتمامها يومي 5 – 6 مارس 2022 وتم تأجيلها مؤخراً اتصالاً بالمستجدات الدولية. وعلى الرغم من أن الزيارة التي تم تأجيلها لم تكن ستشهد عقد الدورة الثامنة للجنة المشتركة بين البلدين، إلا أنها كانت ستعيد النشاط للعلاقات بين البلدين بعد فترة من التباعد الذي فرضته جائحة كورونا، وكذلك للتمهيد لإتمام زيارة السيد رئيس الوزراء “مودي” إلى مصر خلال الأشهر القليلة القادمة على النحو الذي أكده الجانب الهندي على عدة مستويات من بينها السيد وزير الخارجية “جايشانكار”، وكذلك سكرتير عام الخارجية، علماً بأن هذه الزيارة ستأتي أيضاً لتسليط الضوء على ذكرى مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
-
أما على الجانب الاقتصادي، فالملاحظ أن مدخلنا الأساسي للعلاقات مع الهند يعتمد على الترويج للفرص التجارية والاستثمارية بين البلدين، وهو ما يعني عملياً ترك العلاقات في يد القطاع الخاص، باعتباره المحرك الأساسي لموضوعات التجارة والاستثمار، بينما أصبحت الدولة الهندية– بحكم حجمها الاقتصادي وتطلعاتها الدولية – تتعامل مع منطقتنا من منظور استراتيجي متكامل تهدف الهند من ورائه إلى توجيه علاقاتها الثنائية مع دول المنطقة لتصب في النهاية في صالح منظور إقليمي أوسع يحقق “التعاضدية synergy” التي تتطلبها طبيعة العلاقات الاقتصادية الدولية في المرحلة الحالية. ولعل أبرز ملامح هذا التوجه هو الإعلان عن قيام الرباعية الشرق أوسطية الجديدة التي تعتمد على مدخل “توظيفي functional” وفقاً لما يمكن لكل دولة تقديمه من قيمة مضافة (عمالة هندية/ رأس مال إماراتي/ تكنولوجيا إسرائيلية/ غطاء سياسي أمريكي).
-
ورغم العديد من التحديات والصعوبات التي واجهت العالم في عام 2021، بسبب تداعيات كوفيد -19 والبيئة العالمية غير المؤكدة، إلا أنه كان عاماً ناجحاً ومثمراً للغاية على مستوى العلاقات الثنائية بين الهند ومصر. وقد اتخذ البلدان خطوات كبيرة إلى الأمام لمواصلة تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية القائمة على الثقة المتبادلة بين الجانبين. وظلت التجارة الثنائية قوية حتى في العام الذي انخفض فيه النشاط الاقتصادي العالمي وفي ظل القيود المفروضة على حرية التنقل بسبب الوباء. فقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 6 مليار دولار أمريكي خلال عام 2021 (بنسبة عجز في غير صالح مصر في حدود 0.2 مليار دولار)، بنسبة زيادة سنوية قدرها 80٪ مع زيادة الصادرات المصرية إلى الهند بنسبة 63٪ خلال نفس الفترة. وأصبحت الهند في المركز الأول ضمن أسواق صادراتنا من الغاز الطبيعي المسال وفي المركز الثاني (بعد تركيا) ضمن أهم أسواقنا الخارجية، بينما جاءت الهند في المركز السابع على قائمة الأسواق التصديرية الأكثر أهمية لمصر خلال عام 2021. وخلال هذا العام قامت 8 وفود تجارية من الهند بزيارة مصر، وشارك العديد من الشركات الهندية بحماس في العديد من المعارض التي أقيمت في مصر بما في ذلك معارض الورق والأدوية والمنسوجات وتصنيع الأغذية. ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا، تم عقد العديد من للقاءات بين المصدرين والمستوردين خلال هذا العام من خلال منصات رقمية حيث لم يكن من الممكن عقدها بصورة فعلية. هذا، وتبلغ الاستثمارات الهندية في مصر حاليا أكثر من 3.5 مليار دولار في قطاعات متعددة تشمل: الصحة / تكنولوجيا المعلومات والاتصالات / الطاقة الجديدة والمتجددة / الدفاع والتعليم العالي، في ظل وجود 52 شركة هندية في مصر.
-
وقد حظي التعاون الثنائي في قطاع الدفاع باهتمام كبير من الجانبين من خلال زيارة قائد القوات الجوية الهندية المارشال “في آر تشودري” لمصر، ولقائه اللاحق بالقائد العام للقوات الجوية المصرية المشير محمد عباس حلمي. كما أجرى سلاح الجو الهندي والمصري أول تدريب جوي مشترك على الإطلاق بين الهند ومصر باسم مناورات محارب الصحراء، والذي تضمن أيضًا عمليات إعادة التزود بالوقود جوًا. وزارت الفرقاطة الهندية الشبحية “آي.إن.إس. تابار” ميناء الإسكندرية في سبتمبر 2021، وأجرت تدريبات وعمليات مشتركة مع البحرية المصرية. وفي نوفمبر 2021، شاركت أكثر من 10 شركات هندية في معرض الدفاع المصري “إيديكس-2021 “، حيث عرضت أحدث أنظمة الدفاع الخاصة بها. إن تعزيز التعاون بين الهند ومصر في قطاع الدفاع يشهد على زيادة مستوى الثقة والتفاهم المتبادل بين البلدين.
-
كذلك شهد هذا العام تبادلات ثقافية بين الجانبين، هي امتداد لتاريخ طويل يعود لقرون من الاتصالات والتبادلات الثقافية بين مصر والهند. ونظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر ندوة حول “العلاقات الثقافية بين مصر والهند” لمناقشة الدور الحيوي للثقافة في التقريب بين البلدين. كما تم الاحتفال باليوم العالمي لليوجا في 21 يونيو حيث قامت شخصيات مرموقة من مصر بممارسة اليوجا على ضفاف النيل، وهي لفتة تعكس صدى الحضارتين العظيمتين اللتين احتضنتا ثقافة بعضهما البعض. ومع اقتراب نهاية العام وتحديداً في ديسمبر 2021، شرف مهرجان القاهرة السينمائي بحضور المغني والملحن الهندي الشهير آيه.أر. رحما، الذي يعتبر رائد الموسيقى الصوفية في السينما. وفي السادس من ديسمبر، وفي ساحة قصر البارون، احتفلت السفارة أيضًا بيوم الصداقة بين الهند وبنجلاديش مع مدعوين من مختلف الأطياف السياسية والثقافية في مصر وكذلك المجتمع الدبلوماسي.
-
يعد بناء شراكات قوية ومستدامة وتبادل الخبرات أمراً محورياً في علاقات الهند مع مصر. فقد أقيم مشروع للإنارة بالطاقة الشمسية في قرية “أجعوين” التابعة لمحافظة مطروح. وأبرز المشروع قدراتنا الفنية في مجال الطاقة المتجددة. ويمكن تكرار هذا المشروع في مواقع أخرى. ويقدم مركز التدريب المهني في مجال المنسوجات في القاهرة فرص تدريب لـ300 طالب سنويا. ويوفر مشروع شبكة الربط الإليكترونية بين الهند وكافة الدول الأفريقية والموجود في جامعة الأسكندرية دورات للتعليم عن بٌعد في مجالات الطب والتعليم. إن إنشاء مركز تميز في مجال تكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر سوف يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الجانبين. وساهم كرسي الأستاذية الهندي في جامعة عين شمس- والمتخصص حاليا في مجال المعلوماتية الحيوية- في تدعيم وتعميق جذور التبادل الأكاديمي.
-
أخيراً، فإنه في عالم يتسم بالتنافس الاستراتيجي الشديد بين الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الكبرى الأخرى، من المهم تعزيز التعاون السياسي المصري/ الهندي، وترقية التعاون في مجالات جديدة كالصحة العامة والصناعات الدوائية والتصنيع بصفة عامة والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة وصناعات النسيج والتعاون الفني. فالشراكة الثرية القائمة بين البلدين توفر إطاراً واسعاً لروابط جديدة وللمزيد من التعاون في مختلف المجالات. فقد أظهر البلدان، عبر السنين، إرادة سياسية قوية لتوسيع أطر التعاون في مختلف المجالات على قاعدة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.